الأحد، 26 أكتوبر 2014

أمة اقرأ.. لاتقرأ

يتساىل الكثيرون لماذا نحن امة متخلفة ؟ لماذا نحن امة مستعبدة ؟ لماذا يستكثر علينا البعض حتى مجرد التطلع للحرية ؟ الجواب ببساطةشديدة لاننا امة لا تنتج المعرفة..والامة التي لا تنتج المعرفة امة لاتستحق الحرية..امة ثقافتها ثقافة العبيد لا تبدع ابدا الا في انتاج دكتاتور يعقبه طاغوت لان العبد الذليل لايمكنه العيش الا تحت سطوة واستلاب سيده. واقصى ما يحلم به هو تبديل السوط باخر
  نظرية المعرفة عندالغرب صاغها الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فردريك ..وتعرف بانها فلسفة العلوم وهي تتناول طبيعة المعرفة وشروط بناىها وارتباطها بمصطلحات الحقيقة والاعتقاد..ثم تذهب الى ماهو اعمق وجوهري الا وهو وساىل انتاج المعرفة، وتحددقيمة المعرفةبجدواها الاقتصادية وما تحققه من ريع وفاىدة.حيث اصبحت المعرفة في عصرنا صناعة يتم انتاجها وتسويقها بحيث امست مصدر اقتصادي رىيسي واصبح الاستثمار في مجال المعلومات واحد من اهم اوجه الاستثمار والانترنيت ابلغ دليل على ذلك
رغم ان اول كلمة نزلت في القران الكريم هي كلمة اقرا...ورغم ان خالق الكون سبحانه وتعالى يدعونا ويحثنا في العشرات وربما المىات من المواضع على التفكر والتدبر وعلى استخدام نعمة العقل وضرب لنا الامثال والعبر وامرنا ان نتفكرفي عظمةخلق السماوات والارض والعوالم والمجرات والكواكب، ولان الانسان هوالكاىن الوحيد المكلف من بين كل الخلق فقد جعل الله التفكر فريضة على كل البشر
  الا ان المذاهب الاسلاميةوبدون استثناء ابت الا ان تجمد العقل وتفعل النقل الذي طالما حذرنا منه سبحانه وتعالى ... هذا ماوجدنا عليه اباىنا.... وعلى مر التاريخ الاسلامي رمي بالتكفير والزندقة والردةوالانحراف كل من دعى لاستخدام العقل والفكر واولهم المعتزلة حيث جرى قتلهم وحرقهم وصلبهم والتمثيل بهم لمجرد انهم ادخلو العقل والعدل الى القاموس الاسلامي رغم ان العدل والقسط فريضة ورد ذكرها في القران اكثر من فريضة الصلاة او الصوم او الحج بل ان اهم اسباب ارسال الرسل هو لاقامةالقسط والعدل. غير ان كلمة العدل اصبح حالها مثل حال كلمةالعقل سبة وردة وكفر يعاقب من اتهم بها بالقتل والنفي والسجن
 وعلى حد قول الباحث السعودي في التاريخ الاسلامي حسن فرحان المالكي ..لم اجد كتابا واحدا او حتى بابا واحدا في كتاب وعلى مر التاريخ الاسلامي يبحث في العقل او العدل رغم اني وجدت المىات من الكتب تبحث في النجاسة والطهارة والتبرز والتبول ابن سينا ، ابن رشد، الرازي،ابن حيان، الفارابي،الكندي،ابن المقفع،الغزالي،المعري،الخوارزمي،ابن الهيثم،الجاحظ،ابن خلدون،ابن بطوطة،الكواكبي،المتنبي، والعشرات الاخرون نحفظ اسماىهم من خلال ماقدموه من عطاء للمسيرة البشرية ولكننا لانعرف كيف انتهت حياة الواحد منهم ولا ماتعرضو له من عذاب وجحد وذل ومهانة.. ابن سينا...امام الملحدين الكافرين بالله ورسول الرازي.....ضال ومضلل ابن المقفع...زنديق كافر ...قتل وقطعت اوصاله ابن حيان..مرتد كافر...سفك دمه الحلاج...كافر...صلب المعري..من مشاهيرالزنادقه ابن رشد والغزالي..زنادقة حرقت كتبهم الفارابي..ملعون كافر لسان الدين بن الخطيب...كافر..خنق واحرقت جثته ابن الفارض..كافر..طورد حيثما حل الجاحظ...ضال..مبتدع..زنديق الكواكبي..المتنبي..ابن بطوطة..ابن خلدون..ابن الهيثم..كفره..زنادقة..مبتدعة والسؤال الذي يطرح نفسه..لماذا كفر واضطهد وقتل كل هؤلاء الكواكب ..ولماذا قيل ان من تمنطق تزندق..وان الكفر والفكر تعني شيىا واحدا لانهما من نفس الحروف؟
الجواب واضح ..فقط لتكريس الجهل والتخلف ومصادرة محفزات الابداع من المجتمع وكبح جماح حريةالفكر..ومن ثم التعايش مع مجتمع الخرافة..حيث تبقى الامة في سبات داىم لان مجتمع الخرافة لا يمكنه انتاج المعرفة ..وكما يقول سبحانه وتعالى..انك لاتسمع من في القبور.. ولكي تبقى هذه الامة امة عبيد ويبقى ترياقها الاضطهاد والدكتاتورية..عكس الامم التي تنتج المعرفة حيث ان ترياقها الابداع والحرية. اننا احوج مانكون الان الى الخروج من مجتمع الخرافة والتخلف حيث امسى على المحك وجودنا وبقاىنا..ولكوننا امة وعكس كل الامم رهنت وسخرت حاضرها ومستقبلها لاحياء ماضيها ..ولكون الماضي مرتبط ارتباط عضوي بالتراث الديني ..امست الدعوة الى مراجعة وتنقية هذا التراث السقيم الملءي بالدجل والكذب والخرافات والاساطير والقتل ومعادات الاخر واحتقار المراة ..امست اكثر من ملحة وعاجلة وهي دعوة لاتقتصر على تراث طاىفة دون غيرها بل تشمل كل الطواىف والملل والنحل الاسلامية.. وكما هو الحال سابقا فان الدعوة الى استخدام العقل وتنقية التراث التي اطلقها بعض الباحثين والمفكرين تجابه حاليا ومن قبل نفس تيارات التخلف والشعوذة والجهل بنفس السلاح القديم ..التكفير..الردة..الضلالة..التحريف
المفكر الدكتور فرج فودة..صاحب كتاب الحقيقة الغاىبة، نكون او لا نكون،النذير،الطاىفية الى اين؟ كفره الازهر واغتل عام ١٩٩٢ على يد ارهابي من الجماعة الاسلامية لا يعرف القراءة
المفكر الدكتور علي شريعتي..صاحب كتاب دين ضد دين،الاسلام والانسان، التشيع العلوي والتشيع الصفوي..لا يعرف على وجه التحديد من المسوول عن اغتياله في لندن ١٩٧٧هل هي السافاك الايرانية ام واحد من غلاة الشيعة ؟
المفكر الاسلامي الدكتور احمد صبحي منصور..صاحب كتاب القران وكفى،المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين،حرية الراي بين الاسلام والمسلمين..فصل من الازهر في الثمانينيات ثم اغلق له مركز ابن خلدون ..اتهم بالردة والكفر..اضطر الى الهرب والعيش في الولايات المتحدة
المفكرالاسلامي الدكتور سيد القمني..الحاىز على جاىزة الدوله المصرية ..صاحب كتاب اهل الدين والديقراطية،الحزب الهاشمي،حروب دولة الرسول..اشتهر بتصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الاسلام السياسي..كفر واعتبر مرتدا واضطر الى الاستتابة والتبرا من كتبه
الدكتور المفكر السوري محمد شحرور..صاحب كتاب تجفيف منابع الارهاب،الاسلام والايمان،نحو اصول جديدة للفقه الاسلامي...نعت بالضلاله ويحاول السلفيين اخراجه من الملة. المفكر الاسلامي جمال البنا..توفي عام ٢٠١٣..صاحب كتاب نحو فقه جديد،الاسلام دين وامة وليس دينا ودولة،الاسلام وحرية الفكر..اتهم بالكذب على الامةوالقدح في ثوابتها وكفر من قبل جماعة الاخوان رغم انه الاخ الاصغر لموىسس الجماعة المؤمن بالعنف حسن البنا
المفكر والباحث الاسلامي حسن فرحان المالكي..صاحب كتاب قراءة في كتب العقاىد،داعيةليس نبيا،حرية الاعتقاد في القران الكريم والسنة النبوية...طرد من سلك التعليم في السعودية ومنع من السفر ..اعتبر رافضي ..يتعرض لهجوم شديد من قبل التيار السلفي التكفيري
الباحث الاسلامي الدكتور اسلام البحيري..خاض معركة حقيقية مع الجماعات التكفيرية والسلفية في عهد الاخوان
الدكتور عدنان ابراهيم..فلسطيني مقيم في النمسا..مازال يخوض صراعا مضنينا مع التيار السلفي التكفيري..صاحب مشروع فكري تجديدي اتهم في عقيدته لغلبة العلوم العقلية عليه
اخيرا هل هناك بريق من الامل في هذه الامة ؟ هل هنالك ضوء في نهاية النفق كما يقال ؟ لا اظن لاني لا ارى نفقا ولا ضوءا..بل هي هوة عميقة ليس لها مخرج. قبل ٨٧ عاما وبعد ان ياس تماما من التغير في هذه الامة قال سعد زغلول كلماته الاخيرة وه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق