بازار المفاوضات .. والسيناريوهات المتوقعة
كتب غازي مرتجى
يتنطّح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الحالم برئاسة الولايات المتحدة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بشكل لم يسبقه فيه مبعوث أمريكي أو أُممي ما يؤكد أنّ للرجل نوايا شخصية في تنطحه وتحملّه غير العادي لرئيس الحكومة الاسرائيلية "نتنياهو" .
نتنياهو هذا الشخص عديم الخبرة العسكرية او السياسية ويعيش على ذكرى شقيقه "يوناتان" لم تتحمله زوجته "سارة" التي تعيش هي الأخرى في زمن "السادة والعبيد" وتطرد أحد موظفي منزلها بحجة انه اشترى الحليب بـ"الكيس" وليس في "علبة كرتونية" !.
أسرة نتنياهو جديرة بالاطلاع عليها وتحليل تصرفاتها النفسية والأخلاقية بعيداً عن تصرفات "الزوج" السياسية , فما تحمله هذه الاسرة في طياتها أكبر مما يُمكن تخيله , ولا أستبعد أن يُزّج "نتنياهو" في السجن بعد قضاء فترته الحالية .. فهكذا اعتدنا على كل رؤساء الحكومات الاسرائيلية السابقين وما أولمرت إلا مثالاً قريباً .
الأوضاع السياسية الفلسطينية - الفلسطينية لا تُبشّر بخير وتُنذر بأن حالة الإنقسام الفلسطيني مستمرة وستتعمّق , وربما يصل حد الإنقسام الداخلي إلى داخل المظلة الشرعية -منظمة التحرير- .
وعلى الجانب الإسرائيلي فهناك احتدام للصراع بين المتطرفين , فـ"نتنياهو" المتطرف واللاعب اليميني الجديد "بينيت" واللاعب السابق المستمر "ليبرمان" يحاول كل منهم تسجيل الاهداف والمواقف حتى لو كانت على حساب "أمريكا". . فما بالك بتسجيل الأهداف ضد الفلسطينيين !؟
المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في نهاياتها وتحولّت إلى "بازار" كبير يُحضّر فيه اليمين الإسرائيلي للانتخابات القادمة ويُحضّر فيه كيري لمستقبله السياسي والطرفان يبتزّان المفاوض الفلسطيني الذي يعتمد بالشكل الأساسي على شعبه ليس إلا !.
يدرك الجميع أنّ الحالة التي تفصلنا عن "النهاية" باتت أقرب مما نتصوّر , والاحتمالات المتوقعة للنهاية تتمحور في :
1- ان يرضخ نتنياهو لوزير الخارجية الأمريكي وحينها يُسجّل كيري هدفاً جديداً , ويسقط نتنياهو داخلياً .
2- أو أن يرضخ كيري لـ"نتنياهو" فتسقط ورقة التوت وصورة "الرجل الحديدي" عن كيري ويستمر اليمين الاسرائيلي بتصدر المشهد السياسي الداخلي .
3- وإما أن يرضخ الطرفين للمطالب الفلسطينية – البسيطة- ويُفرج نتنياهو عن الدفعة الرابعة ويعد "كيري" بالافراج عن شخصيات وازنة معتقلة في اسرائيل وتُمدّد المفاوضات .. فيسقط كيري ونتنياهو وينتصر المفاوض الفلسطيني .
في خضم كل تلك الاحتمالات , يجب أن لا يأمن الناس غدر نتنياهو بـ"كيري" الذي يصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بـ"الأهبل" , ولا لغدر الإدارة الأمريكية التي تبيع "العرب والفلسطينيين" لأجل رضا اللوبي اليهودي .. وما تصريحات صائب عريقات التي فجّرها قبل شهرين تقريباً عن نوايا اسرائيلية لتفجير الاوضاع مع قطاع غزة إلا مثالاً , فـ"عريقات" المحنّك والذكي يفهم العقلية الاسرائيلية وبالتأكيد يعلم تماماً التركيبة الاسرائيلية الداخلية والتي يتحكّم بها اليمين المتطرف حتى الآن , فهو ارتأى يومها أن يُفجّر القضية إعلامياً – كان التصريح حصرياً لدنيا الوطن- حتى تعلم إسرائيل أنها مفضوحة ومكشوفة ولا يُمكن تمرير هروبها للأمام عبر بوابة غزة .!
الغدر الإسرائيلي الأمريكي متوقع , وسخونة الأحداث تنذر بالكثير , لكنها بنفس النسبة تُبشّر أيضاً .. وكل ذلك يعتمد فيما يعتمد عليه على نوايا الإدارة الأمريكية وعلى الالتفاف العربي والدولي مع المطالب الفلسطينية ..
يُمكن توصيف المشهد السياسي الحالي بلوحة كبيرة يُحاول الجميع تجميل صورتها لتخرج بأبهى صورها لدى كل ذي شأن في الأطراف مجتمعة ..
اقرأ المحتوى الاصلي على دنيا الوطن http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/03/31/516140.html#ixzz2xdH749XG
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق