الخميس، 19 نوفمبر 2015

لا بديل عن تدمير تنظيم "الدولة الإسلامية"

  • قبل 4 ساعة
Image copyrightAFP
Image captionالبرلمان البريطاني رفض في 2013 الترخيص للحكومة بشن غارات جوية في سوريا
خصصت صحيفة الاندبندنت مقالها الافتتاحي لطلب تعتزم الحكومة البريطانية تقديمه للبرلمان من أجل الترخيص لها بالتدخل بشن غارات جوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وتصف الاندبندنت الغارات الجوية على التنظيم في سوريا بأنها ضرورة لا بديل عنها.
وتقول الصحيفة إن البرلمان البريطاني خذل رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، عندما طلب منه ترخيصا لشن غارات جوية في سوريا عام 2013، ولكن بريطانيا تشارك في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق.
وهذا ما يجعلها، حسب الصحيفة، عرضة لهجمات من التنظيم المسلح، مثلما حدث لفرنسا، في هجمات باريس، فتنظيم "الدولة الإسلامية" عدو لبريطانيا مثلما هو عدو لفرنسا، حسب الاندبندنت.
وترى الصحيفة أن الظروف التي رفض فيها البرلمان طلب الحكومة عام 2013 تختلف عن الظروف الحالية، لأن الغارات وقتها كانت ستوجه ضد جيش النظام السوري، الذي كان يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعات معارضة أخرى.
فالغارت في 2013 كانت ستضعف عدو العدو، وكانت هناك بدائل، ولكن ما يجري حاليا فلا مكان فيه للمفاوضات، حسب الاندبندنت، وإنما المطلوب هو تدمير التنظيم، وسيكون رأي البرلمان إذا كانت بريطانيا ستشارك في تدميره أم ستترك العمل للآخرين.
Image copyrightReuters
Image captionلبنان تؤوي عددا كبيرا من اللاجئين السوريين
ملايين النازحين
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا عن مأساة النازحين السوريين، الذي يواجهون المزيد من الضغوط وتغلق في وجوههم أبواب أخرى بسبب هجمات باريس.
ويقول ديفيد غاردنر، في مقاله إن جواز السفر السوري المزور الذي وجد قرب جثة أحد الانتحاريين في هجمات باريس، سيزيد من إجراءات التضييق على النازحين والمهاجرين السوريين الذي يفرون من نيران الحرب في بلادهم.
ويضيف أن تجارة جوازات السفر السورية ازدهرت كثرا في الدول المجاورة، ولعل عددا كبيرا من الذين يشترون هذه الوثائق هم غير سوريين يطمحون للهجرة إلى أوروبا من أجل تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وقد يتسلل بينهم متشددون.
ويشير الكاتب إلى تقارير انتشرت بشأن مزاعم عن ضلوع مسؤولين سوريين في تجارة جوازات السفر.
ويقول غاردنر إن أزمة اللاجئين السوريين ضخمة، وإذا تراجعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن التزامهما باستقبال حصصهما من اللاجئين فإن التبعات ستكون خطيرة.
فالمسلمون السنة هم الفئة الأكثر ضعفا، حسب الكاتب، إذ يتعرضون لغارات النظام من جهة ولهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، وإذا صدت أمامهم أبواب النزوح والهجرة، فإنهم سيلجأون إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
Image copyrightAFP
Image captionداتي تدعو إلى مراقبة وسائل الاتصال ومنع التحريض والتجنيد على الانترنت
مراقبة الحدود
ونشرت صحيفة الغارديان مقالا لوزيرة العدل الفرنسية السابقة، وعمدة الدائرة السابعة في باريس، رشيدة داتي، تتحدث فيه الهجمات الأخيرة في العاصمة الفرنسية.
تقول رشيدة داتي علينا أن نترك لعبة اللوم في هذه الظروف العصيبة، فالمشكل لا علاقة له بالإسلام ولا بالهجرة، فالذين ارتكبوا ههذ الفظاع نشأوا بيننا، وأخذتهم أيديولوجيا تتخذ من الإسلام ذريعة لتبرير "الشر".
وتضيف أن ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا ضرورة، ولكن علينا أيضا أن نعالج مرضا تفشى بيننا في أوروبا.
وتدعو الوزيرة الفرنسية السابقة دول الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز الإجراءات الأمنية والمراقبة على الحدود، وجمع المعلومات من أجل منع انتشار الأفكار المتشددة.
وتقول إن أغلب فضاءات انتشار التشدد هي الانترنت والسجون وليست المساجد، وعليه لابد من منع تداول صور الفيديو التي تحرض على الشر وتجند الناس، وقطع وسائل التواصل عن الإرهابيين.

من أين يأتي تنظيم "الدولة الإسلامية" بالأموال؟

  • 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015
Image copyright
Image captionأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية
أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن هجمات باريس يوم الجمعة الماضي التي راح ضحيتها 129 شخصا وأصيب الكثيرون. ولكن كيف يمول تنظيم الدولة الإسلامية نفسه وعملياته؟
يعتقد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أكثر الجماعات المسلحة في العالم ثراء.
ويزعم التنظيم أنه يحكم "خلافة" في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، وهذه الخلافة ذات مساحة تقارب مساحة بريطانيا.
ولكن من أين يأتي التنظيم بأمواله؟ من يمول التنظيم؟

1- التبرعات

متبرعون أثرياء في الشرق الأوسط، خاصة في السعودية وقطر، كانوا مصادر الدخل المبدئي للتنظيم.
ويتبرع الكثير من الداعمين والرعاة السنة للتنظيم للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو شيعي علوي.
وعلى الرغم من أن هذه الأموال ما زالت تستخدم حتى الآن لتسفير المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، أصبح التنظيم الآن يعتمد إلى حد كبير على تمويله الخاص.

2 - النفط

تقدر وزارة الخزانة الأمريكية أنه في عام 2014 كان تنظيم "الدولة الإسلامية" كان يربح ما يصل إلى عدة ملايين دولار في الأسبوع، أو 100 مليون دولار إجمالا، من بيع النفط الخام والمكرر لوسطاء محليين، يقومون بدورهم بتهريبه إلى تركيا وإيران أو يبيعونه إلى الحكومة السورية.
ولكن الهجمات الجوية على البنية التحتية لهذا النشاط يعتقد أنها خفضت العائد.

3- عمليات الاختطاف

حصل التنظيم على نحو 20 مليون دولار عام 2014 من مبالغ الفدية للمختطفين.
وقال منشق عن التنظيم إنه يوجد به قسم خاص لتنفيذ عمليات الاختطاف يعرف باسم "جهاز المخابرات". ويستهدف الصحفيين الأجانب فور وصولهم إلى الحدود السورية.
كما أن عمليات الاختطاف تعد وسيلة دعاية هامة للتنظيم.
Image copyright
Image captionاختطف التنظيم عددا من الصحفيين وعمال الإغاثة وأعدمهم

4- السرقة والنهب والابتزاز

يجمع التنظيم ملايين الدولارات شهريا من ابتزاز ملايين الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها بصورة كلية أو جزئية، وفقا لوزارة الخزانة الأمريكية.
ويتم جباية أموال من الذين يمرون في مناطق التنظيم أو الذين يقومون بأعمال فيها أو يعيشون على أرضها مقابل الخدمات أو "الحماية".
ويحصل التنظيم أيضا على أموال عن طريق مهاجمة المصارف وبيع الآثار وعن طريق سرقة الماشية والمحاصيل أو السيطرة على بيعها.

5- أموال الجزية

وتجبر الأقليات الدينية على دفع الجزية.
وتلا التنظيم بيانا في المساجد في مدينة الموصل العراقية العام الماضي.
ودعا البيان المسيحيين إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو القتل.

6- الاتجار في العبيد

Image copyright
Image captionكانت حنان من بين سبايا التنظيم
يجمع التنظيم أيضا أموالا من اختطاف الفتيات والنساء وبيعهن لاستغلالهن جنسيا.
عندما سيطر التنظيم على بلدة سنجار شمالي العراق، قالت الأقلية الأيزيدية إن آلاف النساء والفتيات أسرن وتم بيعهن لاستغلالهن جنسيا.
وقالت امرأة أيزيدية تدعى حنان إنها هربت من تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت لبي بي سي إنها اقتيدت مع 200 فتاة وامرأة أخريات لسوق للإماء، حيث يمكن للمقاتلين اختيار ما يحلو لهم.

 مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" مختلون عقليا؟

  • 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015
Image copyrightAP
Image captionكيري أثناء زيارة إلى باريس
قتل مسلحون 129 شخصا على الأقل وأصابوا مئات آخرين في باريس يوم الجمعة. وأعلن ما يُعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" أنه نفذ الهجمات التي استهدفت حانات ومطاعم وقاعة حفلات والاستاد الوطني.
وفي أسوأ هذه الهجمات، اقتحم ثلاثة مسلحين قاعة حفلات وأطلقوا النار بشكل متكرر على الحشد، قبل أن يطلقوا النار على بعض الجثث، بحسب تقارير.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" بأنهم "وحوش مختلة عقليا". لكن من هو المختل عقليا؟ وهل كل مرتكبي أعمال القتل الجماعي مختلون عقليا؟
تعريف المختل عقليا
تُعرّف القواميس المختل عقليا بأنه شخص يعاني اضطرابا عقليا مزمنا ينتهج سلوكا اجتماعيا عنيفا أو غير طبيعي.
وتتصف شخصيات المختلين عقليا بخصائص مثل الرياء، وعدم المسؤولية، والثقة المفرطة، والاندفاع والأنانية، والافتقار إلى الشعور بالتعاطف أو الذنب أو الإحراج.
بالإضافة إلى هذا، فإنهم ذوو قدرة محدودة على احتمال الإحباط، ويتحولون إلى العنف بسهولة شديدة.
وكان من الواضح أن المسلحين المتورطين في هجمات باريس يتسمون بالعنف الشديد، لكن هل يُمكن أن يُقال إن أفراد تنظيم "الدولة الإسلامية" مختلون عقليا؟
للتعرف على هذا الأمر، طرحت بي بي سي مجموعة من الأسئلة على إيسي فيدينغ الأستاذ المتخصص في علم النفس التنموي في جامعة كوليدج لندن.
Image copyrightEPA
Image captionعبد الحميد أباعود المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس
هل كل مرتكبي أعمال القتل الجماعي مختلون عقليا؟
ليس بوسعنا التأكد، إذ لا يتوفر الكثير من البيانات بشأن هذا الأمر، كما أن غالبية مرتكبي أعمال القتل الجماعي لم يخضعوا بصفة رسمية للتشخيص باستخدام أنواع الأدوات التقليدية التي تُمكننا من التأكد على وجه اليقين.
هل يُمكن ارتكاب ما فعله هؤلاء المسلحين دون أن يكون المرء مختلا عقليا؟
نعم. هؤلاء الأشخاص يؤمنون بأيديولوجية وغالبا ما ينظرون إلى من ليسوا معهم على أنهم بشر أقل قيمة. ومن المرجح أن نزع الإنسانية هذا يُمكّنهم من عدم الشعور بالتعاطف مع ضحاياهم، ومع هذا فهم مخلصون لقضيتهم ويعملون متكاتفين وتجمعهم ببعضهم صداقات حميمة، وهي خصائص لا يتصف بها الأفراد المختلون عقليا، الذين لا يهتمون سوى بأنفسهم ونادرا ما يعتنقون أيديولوجية. وكما هو الحال في أي موقع من العالم أو المجتمع، من المرجح أن لدى المسلحين خصائص المختلين عقليا، لكن من المستبعد جدا أن يكون كلهم أو غالبيتهم مختلين عقليا. ببساطة ليس بوسع مجموعة من المختلين عقليا أن يعملوا سويا من أجل هدف مشترك، إذ يصعب بشدة قيادة الأفراد المختلين عقليا.
إذا ارتكبت أعمال عنف بسبب إيمان راسخ أو أيديولوجية أو شعور بالواجب، هل يعني هذا أنك لست مختلا عقليا؟
من المستحيل استبعاد أن لدى بعض هؤلاء الأفراد خصائص المختل عقليا، لكن غالبيتهم ربما لا يكونوا مختلين عقليا. هم قادرون على القيام بما يفعلون لأنهم نجحوا في نزع صفة الإنسانية عن ضحاياهم إلى درجة أن بوسعهم كبت ميلهم للشعور بالتعاطف.
Image copyrightAFP
Image captionقتل 129 شخصا على الأقل في الهجمات
هل يُمكننا اتهام العسكريين، الذين يقتلون بدورهم، بأنهم مختلون عقليا؟
لن يكون هذا مفيدا. الجنود هم أشخاص لديهم روابط أسرية ويتعاملون بصورة جيدة مع أحبائهم، وهي خصائص غير موجودة على الإطلاق لدى المختلين عقليا. الجنود يريدون أن يدافعوا عن وطنهم. إنهم مدربون على القتال، وهو ما يعني تجاوز بعض ردود الفعل الطبيعية تجاه رفقائهم في البشرية، لكننا نعرف أيضا أن كثيرا من الجنود يصابون باضطراب ما بعد الصدمة بعد القتال لأنهم يتأثرون بشدة بالصدمة التي يواجهونها في الحرب. وهذه الحرب تؤثر عليهم نفسيا، وهو ما لا يحدث مع المختلين عقليا.
ما الذي يجعل المرء مختلا عقليا؟ هل الحالة جينية أم أنها نتيجة تلف في المخ أم المحيط والخلفية؟
هناك أدلة قوية تشير إلى أن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة من الناحية الجينية للإصابة بالمرض العقلي، لكن من الواضح كذلك أن الجينات ليست أمرا مقدرا. المزيج من عوامل الخطر الجينية والبيئية (وهي غير محددة بدقة حاليا) تجعل الأفراد معرضين لاحتمال الإصابة بالمرض العقلي. المختلون عقليا لا يكون لديهم تلف في المخ، لكن يمكننا التفكير في أدمغتهم على أنها متحيزة في الأسلوب الذي تدرك به مشاعر الآخرين. وأدمغة هؤلاء الأشخاص لا تُبدي استجابة تقليدية لمعاناة الآخرين، فعلى سبيل المثال لا يتأثرون للدرجة برؤية آخرين وقد أصابهم الرعب. يُمكننا التفكير في الأمر على أن أدمغتهم تستجيب بصمت لمعاناة الآخرين، وهو غالبا السبب في أنهم لا يتعاطفون مع الآخرين.
Image copyrightGetty
Image captionشهدت شوارع باريس انتشارا أمنيا مكثفا عقب الهجمات
هل كل المختلين عقليا قتلة؟ هل يكون الأشخاص الذين لديهم الخصائص التقليدية للخلل العقلي بالضرورة خطرين؟
ليس كل المختلين عقليا قتلة. اعتقد أن جميعنا قتلة محتملون (غير أن من الجيد أن الاحتمال يقترب لدى معظمنا من الصفر)، لكن بالتأكيد هناك احتمال أكبر أن يرتكب المختلون عقليا جرائم قتل وذلك مقارنة بباقي المجتمع. الأشخاص الذين يُظهرون خصائص المختللين عقليا يكونوا أكثر خطورة من المواطن العادي، لكن ليس الأمر على الإطلاق أن كل من هو قاس القلب أو نرجسي يكون قاتلا.

كيف يصل اللاجئ السوري إلى الولايات المتحدة؟

  • 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015
Image copyrightGetty
في أعقاب الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، قال نحو 24 حاكما لولايات أمريكية إنهم يريدون منع استضافة اللاجئين السوريين في ولاياتهم. فما هي عمليات الفحص التي يواجهها اللاجئون السوريون قبل دخولهم الولايات المتحدة؟
بعد انتقادات حادة للولايات المتحدة وأنها لم تقم بدورها في المساعدة في أزمة المهاجرين التي ضربت أوروبا، أعلنت إدارة أوباما في سبتمبر/أيلول أنها ترغب في إعادة توطين نحو 10 آلاف سوري في الولايات المتحدة بحلول سبتمبر المقبل.
وقوبل القرار ببعض المخاوف من احتمال أن يستغل المتشددون برنامج اللاجئين في إيجاد طريقة للدخول إلى الولايات المتحدة وتنفيذ هجمات.
وبعد هجمات باريس التي أودت بحياة 129 شخصا وأنباء عن احتمال دخول أحد المهاجمين إلى أوروبا بصفة لاجئ، تصاعدت وتيرة هذه المخاوف وانتشرت إلى مقار الحكام في شتى أرجاء البلاد فضلا عن دهاليز الكونغرس الأمريكي.
ودعا بول ريان، رئيس مجلس النواب الأمريكي المنتخب حديثا، إلى "وقف" برنامج اللاجئين الأمريكي. وكتب في تغريدة على حسابه الشخصي "أمتنا كانت دوما مكان يرحب بالآخرين، لكننا لا نستطيع أن نجعل الإرهابيين يستفيدون من تعاطفنا".
ويمر اللاجئ بإجراءات طويلة وقاسية من أجل منحه اللجوء في الولايات المتحدة وتتدخل في تلك العملية بعض الوكالات الفيدرالية.
ومقارنة بأوروبا، حيث تؤخذ البصمات وتسجل معلومات بسيطة مما يجعل إمكانية إعادة توطين المهاجرين ليست بصعبة، فإن الإجراءات الأمريكية تبدو مختلفة تماما وأكثر صرامة.
إنه طريق طويل أمام اللاجئ السوري القادم إلى الولايات المتحدة، فمن أين يبدأ؟

الخطوة 1 : مغادرة المنزل والوصول إلى مخيم تابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

Image copyrightGetty
نظرا للأحداث التي تمر بها المدن والبلدات والقرى، نزح الملايين من السوريين داخليا وخارجيا.
لكن من أجل أن تصبح مؤهلا لإعادة التوطين الدائم في بلد آخر، يجب على الأشخاص مغادرة سوريا والعثور على مخيم تديره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بلد مجاور.
والكثير من هذه المخيمات تتيح ظروف المعيشة الأساسية فقط.
وفي حال وصولهم إلى المخيم، يسجل النازح بياناته كلاجئ ويتاح له خيار تقديم طلب لجوء خارجي.
ولا توجد خطوات ضامنة حتى هذه اللحظة، فليس كل لاجئ تحيله المفوضية السامية للخطوة التي يمكنه فيها طلب اللجوء.
ويسمح للاجئين بإعلان الدولة التي يرغبون في اللجوء إليها، لكن القرار يعود في النهاية لتقدير المفوضية السامية.

خطوة 2 : تحديد المفوضية السامية اللاجئين لإعادة التوطين

وقال مسؤول إداري بارز إن المفوضية السامية تحدد اللاجئين الذي يستحقون إعادة توطينهم.
وتوصي المفوضية السامية بلاجئين معينين من أجل الاستفادة ببرنامج الولايات المتحدة .
وتتسلم وزارة الخارجية الأمريكية طلب الإحالة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، وتقرر وزارة الأمن الداخلي أي الطلبات التي يوافق عليها.
Image copyrightGetty
وثمة مؤشرات معينة تحدد احتمال اختيار لاجئ للاستفادة ببرنامج الولايات المتحدة، من بين هذه المؤشرات إذا كان لدى الشخص قريب في الولايات المتحدة أو إذا كان سيحظى بترحيب من جالية معينة على الأرجح.
وقال أحد المسؤولين البارزين في إدارة أوباما : "بالنسبة للسوريين، استفدنا من خبرة سنوات في فحص طلبات اللجوء العراقية. وعمليات الفحص قوية منذ الإجراءات العراقية واسعة النطاق في 2007".

الخطوة الثالثة: بدء عملية تدقيق مع الولايات المتحدة

وقال مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية إنه إذا تم تبرئة ساحة اللاجئ لكي تنظر الولايات المتحدة في السماح له بالدخول لأراضيها فإن عملية الموافقة تستغرق وقتا طويلا يتراوح بين 18 و24 شهرا.
وقال مسؤول لصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف: "يقبل اللاجئون بنسبة تصل إلى 50 في المئة بعد التعرض لأكثر عمليات التدقيق صرامة مقارنة بأي مسافر إلى الولايات المتحدة".
ينطوي ذلك على مقابلات شخصية مكثفة حول تجارب اللاجئين مع الصراع، فضلا عن جمع كل المعلومات البيومترية والبيوغرافية التي يتم فحصها بالتعاون مع وزارة الخارجية، ووزارة الأمن الداخلي، وفي بعض الحالات، وزارة الدفاع.

الخطوة الرابعة: إعادة التوطين

Image copyrightGetty
أحيل عشرة آلاف شخص لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة، لكن واشنطن لم تنته من النظر في طلباتهم حتى الآن.
وبعد فترة تتراوح بين 18 و24 شهرا، قد يتم إرسال اللاجئين إلى مجتمعهم الجديد.
تحدثت بي بي سي مع أحد الشباب الذين أعيد توطينهم مع عائلته خارج لويفيل بولاية كنتاكي في سبتمبر / أيلول الماضي.
وساعدت منظمة كنسية محلية تمولها الحكومة الأمريكية هذا الشاب في الحصول على وظيفة في مصنع للسيارات. ويريد هذا الشاب الالتحاق بالجامعة في الولايات المتحدة في يوم من الأيام.
وعلى غرار المنظمة التي ساعدت هذا الرجل، توجد تسع منظمات تعمل مع الحكومة الفيدرالية لتوطين اللاجئين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

من هي "حسناء" خلية سان دوني التي فجرت نفسها؟

من هي "حسناء" خلية سان دوني التي فجرت نفسها؟
تاريخ النشر : 2015-11-19
 
رام الله - دنيا الوطن-وكالات
تزامنت المداهمة الأمنية التي نفذتها الشرطة الفرنسية ضد الخلية الإرهابية في سان دوني الفرنسية، الحدث الأبرز بعد الهجمات الإرهابية الدموية في العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي، مع تفجير الانتحارية حسناء آية بولحسان، نفسها قبل أن تقبض الشرطة عليها، وفي انتظار معرفة سبب التفجير ودورها في الخلية، كشفت تقارير صحافية فرنسية وبلجيكية بعض ملامح قريبة المطلوب البلجيكي عبد الحميد أباعود.

وأوضح التلفزيون البلجيكي الناطق بالفرنسية، أن آية بلحسان، فرنسية من أصل مغربي تبلغ 26 سنة من العمر، وأنها ابنة خالة البلجيكي عبد الحميد أباعود، وتُفيد المعلومات المتوفرة أن حسناء تُقيم رسمياً في منطقة "كليشي سو بوا"، المحاذية لسان دوني، وتُشرف على شركة عقارية صغيرة في منطقة موزال القريبة من الحدود البلجيكية، رغم أنها عاطلة عن العمل رسمياً بعد إفلاس الشركة التي تُديرها.

من جهتها قالت قناة اي تلي الفرنسية، إن الأجهزة الفرنسية اهتمت بحسناء منذ فترة طويلة نسبياً بعد التعرف على الدائرة العائلية الكبرى للعقل المدبر لـ"غزوة" باريس، سواءً كان في المغرب موطنه الأصلي، أو في بلجيكا أو في فرنسا، التي تحتضن عدداً من أقاربه من جهة والده ووالدته.

وأوضحت القناة أن آية بلحسان، كانت تخضع إلى ومتابعة خاصة، وتنصت مستمر من قبل ما لايقل عن ثلاثة أجهزة مختلفة إدارية وجنائية واستخباراتية، وذلك ليس فقط للشكوك حول علاقاتها الممكنة أو المفترضة بأباعود، ولكن لتورطها في قضايا تهريب مخدرات، قبل ظهور مؤشرات في الفترة الأخيرة على تورطها في أنشطة إرهابية.

كما أوضحت القناة أن التنصت والاستماع إلى اتصالاتها الهاتفية، سمح بوضع اليد على الشبكة الجديدة التي تحركت بشكل لافت بعد عملية الجمعة الماضي، بعد انخراط الشابة في خطط جديدة على ما يبدو، وعرض خدماتها على أطراف عديدة لم تذكرها لتنفيذ ضربات وعمليات جديدة في فرنسا، معتمدةً في محادثاتها على علاقتها العائلية بأباعود حسب تسريبات لمضمون هذه المحادثات.

ونفذت قوات النخبة في الشرطة الفرنسية في الساعات الأولى من صباح امس عملية ضخمة في ضاحية سان دوني شمال العاصمة باريس، واستهدفت شقة دهمتها اثر معلومات عن تحصن الجهادي البلجيكي المتحدر من المغرب عبد الحميد اباعود المعروف بـ «ابو عمر البلجيكي» ويشتبه بأنه مدبر اعتداءات باريس قبل اسبوع، فيها. لكن مصدراً مقرباً من التحقيقات افاد بأن «الأشخاص الذين جرت محاصرتهم في شقة سان دوني خططوا لمهاجمة حي لا ديفونس للمال والأعمال في باريس».

وقتِل مشبوهان احدهما حسناء آية بولحسان التي فجرت سترة ناسفة حملتها ومشبوه لم تكشف هويته، في مقابل اصابة 5 عناصر امن بجروح طفيفة ومقتل كلبة بوليسية في العملية التي استمرت نحو 8 ساعات، وشهدت انفجارات ورشقات اسلحة تطويق وسط سان دوني المخصص للمشاة، حيث يقع مبنى الشقة المستهدفة والذي يبعد اقل من كيلومتر من ملعب ستاد دو فرانس الذي استهدفته احدى الهجمات الدامية التي حصدت 129 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً وتبناها تنظيم «داعش».

وأسفرت العملية ايضاً عن اعتقال سبعة اشخاص، بينهم ثلاثة تحصنوا في الشقة واثنان كانا في شقق مجاورة واثنان آخران في الجوار هم رجل يدعى جواد وصديقته اقرا، وفق وسائل اعلام، بأنهما استضافا بطلب من صديق رفيقين للأخير لبضعة ايام من دون ان يعلما أنهما ارهابيان».

وانتشر الجيش في سان دوني التي تضم نسبة عالية من المتحدرين من اصول مهاجرة، وطلب من السكان ملازمة منازلهم فيما حلقت مروحيات فوق المدينة.

الى ذلك، توصل المحققون الى ان ثلاث فرق تضم تسعة عناصر وليس ثمانية نفذت الاعتداءات في شكل منسق، وتوزعت بين ثلاثة عناصر قرب ملعب ستاد دو فرانس وثلاثة آخرين في مسرح باتاكلان، وثلاثة ايضاً وليس اثنين هاجموا ارصفة مقاهٍ ومطاعم شرق باريس.

وجرى التعرف على اربعة انتحاريين فرنسيين بينهم ثلاثة على الاقل قاتلوا في صفوف الجهاديين في سورية، فيما لم تكشف هوية احد جهاديي الهجوم على ملعب ستاد دو فرانس، والذي دخل اوروبا عبر اليونان في الخريف وعثر قرب جثته على جواز سفر سوري لم تتأكد صحته يحمل اسم جندي في قوات النظام السوري قتِل قبل اشهر.

ولا يزال احد منفذي الاعتداءات صلاح عبد السلام (26 سنة)، وهم شقيق الانتحاري ابراهيم عبد السلام فاراً. ويجري البحث عنه في بلجيكا، حيث اوقف قبل ايام محمد عمري (27 سنة) وحمزة عطو (20 سنة)، واتهما بالارهاب للاشتباه بأنهما نقلا صلاح عبد السلام الى بلجيكا بعد الاعتداءات. وعثر المحققون في صندوق للقمامة قرب مسرح «باتاكلان» حيث قتل المسلحون 89 شخصاً على هاتف خليوي احتوى خريطة لأحد مواقع الهجمات، ورسالة نصية تحمل كلمات تعني «هيا بنا».