الاثنين، 14 أبريل 2014

الرئيس الشتام

تاريخ النشر : 2014-04-12
 
الرئيس الشتام
بقلم: عبدالله عيسى

ان يشتم رئيس دولة الصغير والكبير من ابناء شعبه ولا يفلت احدا من شتائمه ثم يستدير الى مرشح منافس فيشتمه ثم يشتم ويهدد دول اخرى .. يبدأ بناشط على الفيس بوك ويشتمه قائلا " اللي حيتريق علي حتريق على امه " ..  يبقى اكيد مرتضى منصور .

بدأ بالندوة الصحفية المطولة التي اعلن فيها ترشحه للرئاسة المصرية فشتم الجميع وبدأ بحمدين صباحي ثم اثيوبيا وقطر وهدد وتوعد وشتم ثم انطلق الى الفضائيات يشتم هنا وهناك .

الحقيقة ان مرتضى منصور رغم تحفظي على شتائمه التي لا تليق ولكنه انقذ المشهد الانتخابي المصري من الرتابة والملل .. يتنافس المشير السيسي وحمدين صباحي على الرئاسة وكلاهما يتصفان بالحكمة والرزانة فكانت ملامح المعركة الانتخابية باردة رتيبة مملة بعكس الانتخابات الرئاسية الماضية عندما احتدمت المعركة بين احمد شفيق ومحمد مرسي وحمدين صباحي بسبب تعارض البرامج والتوجهات .

مرتضى منصور مرشح اوجد صرعة انتخابية بأسلوبه الخاص المعروف عنه وهو الردح فرمى حجرا كبيرا في مياه الانتخابات الرئاسية الراكدة .. اثار الجدل ولكن السؤال طرح اكثر من مرة بوسائل الاعلام وطرحه نشطاء الفيس بوك بسخرية ماذا لو اصبح مرتضى منصور رئيسا لمصر ؟.

حتى لنفترض ان مرتضى منصور حالفه الحظ رغم ان التوقعات تشير الى انه سينسحب في مرحلة معينة .. فمصر دولة مؤسسات عريقة لديها سياسة ثابتة داخلية وخارجية واي رئيس مصري يستطيع ان يحيد شرقا او غربا الى حد ما ولكن هنالك ثوابت لا يستطيع أي رئيس الخروج عنها وان خرج عنها يخرج من الرئاسة .

وبالتالي فان شتائم مرتضى منصور اسدت خدمة للانتخابات الرئاسية المصرية الراكدة بين المشير السيسي وحمدين صباحي ..ولكن حتى لو فاز منصور لن يستطيع تطبيق ما يقوله الان الا بما يتوافق مع ثوابت السياسة المصرية ..

 بالتأكيد المواطن المصري ينتظر انتخابات ساخنة بمناظرات تلفزيونية بين السيسي وصباحي وطرح برامج قوية وطرح القضايا التي تهم الشعب المصري والحلول المنتظرة .. هذه المناظرات المفيدة للراي العام افضل من سماع الشتائم ليل نهار لمواطنين مصريين ودول عربية وغيرها .. لان غياب النقاش البناء للمرشحين السيسي وصباحي جعل شتائم منصور تتصدر المشهد الاعلامي .



اقرأ المحتوى الاصلي على دنيا الوطن http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/04/12/521455.html#ixzz2ysFf8T2w

 أفيخاى أدرعى ينشر قصة أول فتاة مصرية مجندة بجيش الاحتلال الإسرائيلي

فيديو.. أفيخاى أدرعى ينشر قصة أول فتاة مصرية مجندة بجيش الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر : 2014-04-14

 http://youtu.be/mZ7q5JRnp1c
رام الله - دنيا الوطن
نشر "أفيخاى أدرعى"، المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلى، مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تناول خلاله قصة "دينا عوفاديا"، المجندة فى صفوف الجيش الإسرائيلى، وهى صاحبة أصول مصرية، من محافظة الإسكندرية.


وكتب أدرعى، قائلاً: "الخروج الثانى من مصر. بمناسبة حلول عيد الفصح اليهودى مساء غد ترقبوا قصة مجندتى العزيزة دينا عوفاديا واجتيازها الطريق مع عائلتها من الإسكندرية إلى جيش الدفاع الإسرائيلى".


وقالت عوفاديا، عبر مقطع الفيديو: "أدعوكم غداً لماتبعة قصة الخروج الثانى من مصر، حيث خرجت بنى إسرائيل من مصر بعد تعذيب فرعون لهم، وغداً ستجدون نهاية سعيدة لقصتي".


ومن جانبه، كتب "أوفير جندلمان"، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى، بينيامين نتنياهو عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، "يصادف غدا عيد الفصح اليهودى الذى يحيى ذكرى خروجنا من مصر, بقيادة النبى موسى, من العبودية إلى الحرية والاستقلال والسيادة فى أرض إسرائيل".




اقرأ المحتوى الاصلي على دنيا الوطن http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/04/14/522381.html#ixzz2ysBknTSB

مذبحة عين الرمانة وبداية الحرب الأهلية في لبنان

Mahmoud S Kawash_2

محمود كعوش

على خلفية حملات التعبئة والتحريض التي قادها ومارسها حزب الكتائب اللبناني ضد الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، على امتداد الأعوام التي تلت عقد “إتفاق القاهرة” بين السلطة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية برعاية جمهورية مصر العربية بقيادة الراحل الكبير جمال عبد الناصر في عام 1969، وعلى خلفية تغذية هذا الحزب لأعضائه بتعاليم الإرهاب الصهيوني وزرع سموم تلك التعاليم في نفوسهم، قامت مجموعة من هؤلاء يوم الأحد الموافق 13 نيسان من عام 1975 بارتكاب مذبحة بشعة في منطقة عين الرمانة البيروتية لم تقل بشاعة عن المذابح والمجازر وحروب الإبادة التي ارتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين.

كانت منطقة عين الرمانة في صبيحة ذلك اليوم الأسود مسرحاً لعمليات تصفية حسابات بين فتوات حزب الكتائب وبعض سكانها سقط بنتيجتها مسؤول الحزب في المنطقة بيد أحد السكان. وعلى إثر مقتله تداعى عدد كبير من الكتائبيين إلى التجمع في المنطقة في وقت صودف فيه مرور حافلة كانت تقل قرابة 50 مواطناً فلسطينياً ولبنانياً كانوا عائدين من احتفال أقيم بذكرى “معركة الخالصة” البطولية في طريقهم إلى منازلهم في مخيم تل الزعتر ومحيطه. ومع لحظة وصول الحافلة إلى المنطقة، انهمر الرصاص عليها من ثلاثة كمائن كتائبية كانت على ما بدا قد أعدت خصيصاً لهذه الغاية الإجرامية مما أدى إلى سقوط 27 شهيداً وعدد من الجرحى والمصابين.
ولم تكتف الأيدي المجرمة التي اقترفت هذه المذبحة الرهيبة بذلك فقامت بالإجهاز على الجرحى والمصابين بحراب البنادق وبأسلوب همجي على نسق ما فعله الصهاينة في مذبحة دير ياسين وغيرها من المذابح والمجازر البربرية التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين. وأكثر من ذلك حالت تلك الأيدي دون وصول سيارات الاسعاف إلى المكان للحيلولة دون نقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات لإسعافهم وإنقاذ حياتهم.
ووفقاً لما رأت مجمل أدبيات الثورة الفلسطينية التي وثقت لمذبحة عين الرمانة والحرب الأهلية اللبنانية فإن الجانب الإجرامي في المذبحة التي ارتكبها مقاتلون من حزب الكتائب يجب أن يبقى في أذهان كل الجماهير الفلسطينية ـ اللبنانية، لأن هذه المذبحة التي ارتكبت بحق مجموعة من المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين لم تكن بمعزل عن عملية التعبئة والتحريض الحاقدة التي تشرَّبها أبناء هذا الحزب على أيدي قادته ومنظريه ومدربيه.
لقد أثارت جريمة الكتائب الغادرة ردود أفعال محلية وعربية عنيفة خاصة بعد أن انكشفت حقيقة دوافعها التي لم تنحصر فقط في الجانب الإجرامي الذي انطوت عليه وإنما لكونها تعبيراً عن خط الحزب السياسي المعادي للثورة الفلسطينية ودليلاً على التحاقه بالمعسكر المعادي لحركة التقدم والتطور في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ومن ثم كونه أصبح أداة تنفيذية في يد كيان العدو يحركه متى ما أراد وكيفما شاء.
من المفيد التذكير بأن الوضع الفلسطيني خلال عامي 1975-1976 قد تميز بسمات مهمة، كان أبرزها الصمود الوطني داخل الوطن المحتل وخارجه في وجه المؤامرات المتعددة الأوجه والأقنعة وإحباطها، وما قاد إليه من نهوض وطني فلسطيني استطاع أن يحرز العديد من الانتصارات في أكثر من مجال وعلى أكثر من صعيد. وقد تجلت المقدمات البارزة لانتصارات تلك الفترة، بالانتصار السياسي الذي تحقق في الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العمومية في الأمم المتحدة عام 1974، حين تمكنت منظمة التحرير الفلسطينية من الظفر بالاعتراف الدولي بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ناهيك عن الإقرار بحق هذا الشعب في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية المستقلة، كما أقرت الأمم المتحدة، بحق الشعب الفلسطيني في استخدام كافة أشكال النضال، بما في ذلك الكفاح المسلح، من أجل استعادة حقوقه الوطنية من المغتصبين الصهاينة.
ومن المفيد التذكير بأن عملية النهوض الوطني قد شكلت في حينه رافعة للنضال القومي عموماً، ولنضال الحركة الوطنية اللبنانية خصوصاً، حيث تعمقت أشكال النضال المطلبي والسياسي  والجماهيري في الساحة اللبنانية، فمن نضالات الطلاب، إلى نضالات مزارعي التبغ، ونضالات عمال غندور، مروراً بمظاهرات صيادي الأسماك في لبنان ضد الشركة المختلطة ـ بروتين ـ من الرأسمال العالمي والمحلي اللبناني، المتمثل برأسمال كميل شمعون، وعضويته في قيادة إدارة تلك الشركة، التي تأسست بهدف حرمان صيادي لبنان من لقمة عيشهم، مما دفعهم للدفاع عن مصدر رزقهم من خلال القيام بمظاهرة كان على رأسها المناضل اللبناني البارز معروف سعد، الذي اغتيل برصاص الجيش الفئوي اللبناني في شباط 1975.
شكل اغتيال ابن صيدا البار، معروف سعد مقدمة الهجوم الطبقي الأسود من الطغمة الرأسمالية، طبقة الـ 4% ضد شغيلة وجماهير لبنان الـ 96% وكان تعبيراً عن رفض البرجوازية الكبيرة وتحديداً قسمها الحاكم ـ الماروني ـ لمجمل التغيرات التي جرت في الساحة اللبنانية، وبشكل خاص ازدياد الوعي الطبقي بين أوساط الجماهير الشعبية من فقراء الكادحين “عمال وفلاحين ومثقفين ثوريين”، وفي ذات الوقت اضمحلال النزعة الطائفية بين تلك الفئات.

وفي هذا السياق تنامى الحس القومي، واتخذ أبعاداً هزت فرائص البرجوازيين المرتبطين بالسوق الرأسمالية العالمية، والذين يعملون كوكلاء للشركات الإمبريالية في السوق المحلية، وقادت إلى بدء الحركة الوطنية اللبنانية في طرح مشروعها الوطني الديمقراطي الإصلاحي، والذي ينتافى مع مصالح تلك الحفنة الحاكمة.

كل تلك التطورات دفعت القوى الانعزالية وأسيادها الإمبرياليين والصهاينة لوضع حد لعملية النهوض قبل أن تستفحل نتائجها وتعكس نفسها سلباً على النتائج التي حققتها الإمبريالية الأمريكية عبر مكوكها الجوال آنذاك، وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر على الجبهة المصرية، من خلال محادثات الكيلو 101، وكان خيارها في إجهاض هذا النهوض، هو إشعال فتنة الحرب الأهلية في لبنان، والمدخل لانفلات هذه الحرب من عقالها كان إطلاق النار على الحافلة التي كانت تقل فلسطينيين ولبنانيين عبر منطقة عين الرمانة.
ولم يكن حادث ضرب الحافلة من قبيل الصدفة بالطبع كما سبق لي أن ذكرت، بل كان مقصوداً، حيث أراد الفاشيون أن يوجهوا من خلاله الضربة الأولى في حرب الإجهاض لمكتسبات الوطنيين والفقراء ولكل عملية النهوض التي تمت خلال السنوات الماضية وللقوة التي ساهمت مساهمة مباشرة في تشكيل قوة دافعة لمجمل التطورات الإيجابية في الساحة اللبنانية، ألا وهي الثورة الفلسطينية، مستهدفة من ذلك تصفية الوجود الوطني الفلسطيني وكمدخل لذلك، تتم تصفية البندقية الفلسطينية مقدمة لتحجيم وتقزيم القوى الوطنية اللبنانية وحشرها في زاوية مظلمة، بعيدة عن مجرى الأحداث والفعل.
ولنجاح المخطط، ألبس الانعزاليون الحرب ثوباً طائفياً كي يتمكنوا من حشد غالبية المسيحيين إلى جانبهم، كما حاولوا يائسين إضفاء الطابع “الوطني” على حربهم عندما زجوا عن سابق عمد وإصرار اسم الثورة الفلسطينية في تلك الحرب من خلال تصويرهم لها على أنها “قوة احتلال”، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل عندما تصدى الوطنيون اللبنانيون من خلال إطارهم الجبهوي الممثل بالحركة الوطنية اللبنانية برئاسة الشهيد كمال جنبلاط، لأكاذيب وادعاءات حزب الكتائب وكل الانعزاليين.
انتشرت الحرب الأهلية المفتعلة لأغراض جهنمية فشملت شطري بيروت الغربي والشرقي بكل ما فيهما من قوى سياسية، وتشكلت خطوط تماس بين المتقاتلين في الشطرين، وامتدت الحرب لتشمل مناطق الجبل. وقد تمكن التحالف الفلسطيني ـ الوطني اللبناني من تحقيق انتصارات كبيرة وهامة على صعيد الحرب، بحيث تم إنهاء الوجود العلني للقوات الفاشية على ما نسبته 80% من الأراضي اللبنانية، وانحصر الانعزاليون بمشروعهم وأطروحاتهم الفئوية المذهبية في النسبة الباقية وهي 20%، مما حدا بهم إلى الاستنجاد بكل القوى الرأسمالية والرجعية “وفي مقدمها الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية”، التي حاولت عبر إرسال ممثليها إلى لبنان، “تحت تسمية وسطاء”، إجهاض المكتسبات التي حققها التحالف الوطني اللبناني ـ الفلسطيني، ولكنها فشلت، كما أنها لم تفلح في اختراق الموقف الوطني، الأمر الذي جعل تلك القوى تكثف من دعمها العسكري والأمني اللامحدود للقوى الانعزالية أملاً في تمكينها من إجهاض الانتصارات الوطنية اللبنانية ـ الفلسطينية التي أفضت للسيطرة على معظم الأراضي اللبنانية. لكن ذلك الدعم لم يُفضِ إلى إحداث تغيير يذكر في موازين القوى، حيث تابعت الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية تحقيق الانتصارات في مواجهة القوى الانعزالية التي كانت تسعى لإنعاش وفرض هيمنة مشروعها الطائفي الانتحاري في لبنان، كما شكل التحالف الوطني اللبناني ـ الفلسطيني في تلك الفترة بما حققه من انتصارات عقبة حقيقية في وجه عجلة التسوية الاستسلامية في المنطقة.
في ظل تلك الأوضاع حدثت تطورات سريعة وخطيرة، نجمت عن التدخلات الخارجية المباشرة في مجرى الصراع الدائر على الساحة اللبنانية أدت إلى إحداث تغيير في موازين القوى لصالح الفريق الانعزالي، كان الهدف من ورائه إجهاض الانتصارات الوطنية اللبنانية ـ الفلسطينية وتحجيم الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية كعقبة رئيسية في وجه المخططات والمشاريع الاستلامية التصفوية. وقد وجدت تلك التدخلات أساسها في واقع المراهنة على إمكانية تحقيق تسوية سياسية للصراع العربي ـ الصهيوني، انطلاقاً من الإيماءات لدوائر الإمبريالية الأمريكية، حول الاستعداد لعقد تسوية “تكفل استعادة الأراضي العربية المحتلة عام 1967″ من العدو الصهيوني!! وقد بلغت النتائج التي ترتبت على تلك التدخلات الخارجية ذروتها في إسقاط مخيم تل الزعتر في الشطر الشرقي لمدينة بيروت في شهر آب 1976، بعد أن صمد المخيم صموداً بطولياً وقدَّم مئات الشهداء والجرحى.

وفي ظل اختلال موازين القوى لصالح الفريق الانعزالي، شكلت نتائج معركة تل الزعتر فاتحة لمرحلة جديدة، تمثلت بحالة التراجع التي بدأت تعيشها الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. إلا أنه وبرغم تلك الصورة، لم يستسلم التحالف الوطني اللبناني ـ الفلسطيني لتلك النتائج السلبية، فصمد صموداً بطولياً وقدَّم من أجل إنهاض وتحقيق المشروع الوطني الديمقراطي اللبناني، واستمرار لبنان ركيزة أساسية للثورة الفلسطينية مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
لقد انقضى عام 1976، ولم تنته الحرب الأهلية في لبنان، لكن الوطنيين الفلسطينيين ربحوا تحالفاً مُعمَّداً بالدم مع الحركة الوطنية اللبنانية بمختلف فصائلها. وبرغم النجاحات التي حققتها الدوائر المعادية التي تمثلت لاحقاً بالخطوة التي أقدم عليها الرئيس المصري أنور السادات بزيارته للقدس المحتلة عام 1977 وبدء مرحلة جديدة من مسيرة الانبطاح والاستسلام، وصلت إلى مستوى كبير من الانحدار مع عقد اتفاقات كامب ديفيد الخيانية، إلا أن التحالف الوطني اللبناني ـ الفلسطيني ظل يمثل أمثولة وطنية وقومية، ويقدم واحدة من أنصع صور النضال في الوطن العربي، ويشكل العقبة الرئيسية في وجه مخططات الانبطاح والاستسلام للإرادة الصهيونية الأميركية المشتركة.

أطيب تحياتي…….

كاتب فلسطيني يقيم كوبنهاغن

kawashmahmoud@yahoo.co.uk

المخيمات الفلسطينية في لبنان بؤرة لصراع الفصائل المتناحرة
14/04/2014 [ 04:16 ]
الإضافة بتاريخ:
المخيمات الفلسطينية في لبنان بؤرة لصراع الفصائل المتناحرة

الكرامة برس - بيروت-
 لبنان المثخن بجراح عديدة، داخلية محلية، و خارجية “مستوردة”، لم يكفه تداخل مشاكله المركبة، بل تعمقت مؤخرا باندلاع اشتباكات بين فصائل مسلحة (فلسطينية ولبنانية) في عدد من المخيمات الفلسطينية وكان آخرها في مخيمي المية ومية و عين الحلوة. اشتباكات تعبر بجلاء عن تحول لبنان منذ عقود إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية عديدة تتنازع على أرض لبنان و تستخدم المخيمات الفلسطينية ورقة لبث الفوضى فيه.
في بلد يشهد العديد من المتناقضات السياسية، تقف المخيمات الفلسطينية على مرمى حجر من المعادلة السياسية الصعبة في لبنان، فمنذ سنوات، يسعى لبنان جاهدا إلى وقف صعود الجماعات التكفيرية المتطرفة، ومنع أعضاء تنظيم القاعدة من دخول البلاد أو الموالين له تنظيميا وحركيا أو خلاياه النائمة التي وجدت لها ملجأ في بعض المخيمات الفلسطينية، حيث استثمرت بعض الأطراف اللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني توتر الأوضاع في المخيمات المضطربة لتجعلها ورقة منفذة لأجنداتها الخاصة.
ويقول المراقبون إن بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان باتت الملجأ لعدد من المجموعات المتشددة ، نظرا إلى وجود فصائل متباينة طائفيا في بيئة اجتماعية معقدة غير معروف اتجاهها السياسي أو الديني، حيث تلعب على وتيرة تعدد المذاهب الدينية في لبنان وتتحصن في مناطق محظورة على الدولة اللبنانية بسبب العوامل الدولية والإقليمية التي ترفض وجودها، ومن هذه المناطق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين لا سيما مخيم عين الحلوة، حيث تملك هذه الفصائل وجود مساحة شبه مفتوحة، وخلال العقود الأربعة الماضية أصبحت أغلبية وزادت هجرتها إلى منطقة مشاعة بين المعسكر الفلسطيني وضواحي لبنان، وهذه المنطقة من الناحية الواقعية والديمغرافية لا تزال منفصلة إداريا بين البلدين، ومع بداية الثورة السورية وانشغال حزب الله اللبناني في القتال بجانب النظام السوري، لجأت العديد من الفصائل التكفيرية الفلسطينية مثل جند الشام وفتح الإسلام، وكتائب أخرى أقل أهمية إلى الإقامة في مخيم عين الحلوة.
لبنان و الأزمة السورية
وقد بدأ متشددون إسلاميون استخدام المخيمات الفلسطينية الواقعة على الحدود مع لبنان كملاذ آمن من الملاحقة الأمنية منذ عام 2007، في محاولة لإنشاء إمارة إسلامية لكنهم فشلوا في نهاية المطاف، وحتى وقت قريب، كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوى السياسية تصر على عدم وجود تنظيم القاعدة في بيروت، لكن المعطيات كشفت عكس ذلك بعد اكتشاف العديد من الخلايا الجهادية النائمة، ووقوع الكثير من التفجيرات في ضواحي لبنان سببها تدخل حزب الله في سوريا وقتاله مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقواته في حربه ضد المعارضة المسلحة هناك.
وزادت الأزمة السورية، من تعقيد الوضع السياسي العام في منطقة الشرق الأوسط، ولعل لبنان البلد المجاور لسوريا هو المتأثر الأكبر، من الصراع الذي دخل عامه الرابع دون حلول سياسية ناجحة إلى الآن، حيث جاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان المليون نسمة، ونزح ما يقارب ربع مليون نازح فلسطيني من مخيمات اللجوء بسوريا، إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ووجد اللبنانييون أنفسهم أمام معضلة لجوء جديدة بعدما انفجرت الأزمة السورية في العام 2011 وتطورت إلى حرب دموية دفعت بالملايين من السوريين إلى الهروب من العنف المتفلت في بلادهم إلى دول الجوار.
وكان للبنان، الذي لا يزال يعاني من آثار حروبه السابقة والوجود الفلسطيني على أرضه منذ العام 1948، الحصة الأكبر من هذا اللجوء الذي بات يشكل عبءا ثقيلا على هذا البلد الصغير.
ومع وصول أولى دفعات “اللاجئين الجدد”، الذين بدؤوا بالتدفق عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، وانتشارهم بشكل عشوائي ومتداخل في معظم المناطق اللبنانية، انقسم اللبنانيون حول طريقة استيعاب أعدادهم المتزايدة ودار نقاش حاد مع رفض بعض القوى السياسية اللبنانية إنشاء مخيمات لهم، خوفا من أن تتحول إلى مخيمات لجوء دائمة مثل ما حصل سابقا مع اللاجئين الفلسطينيين.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع “النكبة” الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من 65 عاما، يتواجدون في 12 مخيما منتشرة في أكثر من منطقة لبنانية، وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفا.
وعارضت الحكومة اللبنانية السابقة برئاسة نجيب ميقاتي بشدة إقامة مخيمات للسوريين منذ اليوم الأول لنزوحهم إلى لبنان، كما عارض هذا الأمر قوى مسيحية وشيعية التي أبدت تخوفا من اختلال التوازن الديموغرافي والمذهبي الهش أصلا في لبنان جراء لجوء النازحين السوريين إليه، خاصة أن غالبيتهم من السنة كما اللاجئين الفلسطينيين.
ويبقى الخوف الأكبر من أن يتحول هذا اللجوء الكبير المؤقت إلى وجود دائم في حال طال أمد النزاع في سوريا، كما حصل مع اللاجئين الفلسطينيين الذين تحولوا إلى وجود مسلح، وفريق أساسي في الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدت من العام 1975 إلى العام 1990.
فوضى وتوتر أمني
ووسط تعقيدات مجريات الأوضاع العامة في لبنان، يسعى حزب الله إلى الصدام مع المجموعات المتشددة في المخيمات، وإشاعة جو من الفوضى مع التنظيمات الفلسطينية الأخرى في المخيمات، لتوتير الأوضاع والتغطية على عمليات تدخله العسكري في سوريا، وهذا ما حصل مؤخرا في مخيم “المية ومية”، قرب مدينة صيدا جنوب لبنان، حيث دارت اشتباكات مسلحة تسببت فيها حركة “أنصار الله” الموالية لحزب الله وإيران بقيادة المدعو “جمال سليمان” والذي يخوض صراعا مع العديد من التنظيمات المختلفة الفلسطينية للسيطرة على المخيم، في محاولة رآها المراقبون أنها تخدم حزب الله الذي يسعى إلى إحكام قبضته على المنطقة بشكل كامل، و تؤكد تورطه مع بعض الجهات الإقليمية في تغذية الخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، والمجموعات المسلحة الأخرى التي تتمتع بنفوذ قوي في المخيم.
ويرى متابعون للشأن اللبناني أنه لولا قوات الجيش اللبناني، لكانت الدولة قد سقطت في أتون الفوضى العارمة التي تغذيها الحرب في سوريا. ومن غير الواضح كم من الزمن سيستمر الجيش في الاضطلاع بهذا الدور الحساس، مع تزايد صراع التنظيمات المسلحة في المخيمات ووسط مخاوف من أن يؤثر ذلك على الوجود الفلسطيني في لبنان.
وقد أشار منير المقدح قائد كتائب شهداء الأقصى إلى أهمية دور الجيش اللبناني في احتواء تصاعد التوتر في مخيم المية ومية قائلا “الجيش اللبناني يعمل بالتنسيق مع القوى الفلسطينية لإعادة الهدوء إلى المخيم”.
المخيمات الفلسطينية
تسعى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية إلى الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتحييده عن الصراعات التي تندلع رغم المحاولات الكثيرة لجعل المخيمات الفلسطينية ورقة تخدم أهداف أطراف عديدة لها مصلحة في تعكير الأوضاع في المخيمات الفلسطينية.
وكانت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان أطلقت في 28 مارس الماضي مبادرة من 19 بندا للتصدي للفتنة المذهبية ومنع وقوع اقتتال فلسطيني لبناني أو فلسطيني فلسطيني، وأعربت عن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي ورفض الزج بالفلسطينيين في التجاذبات والصراعات الداخلية اللبنانية.
ونصت المبادرة على أن تتولى الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ضبط الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية وخصوصا في مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان باعتبار أن أكثر من 80 ألف لاجئ يعيشون فيه.
ويضم مخيم “المية ومية” حوالي 5 آلاف لاجئ فلسطيني ويقع على أطراف مخيم “عين الحلوة”، وهو من الأماكن الهادئة ونادرا ما تحصل فيه اشتباكات مقارنة بمخيم عين الحلوة، الذي شهد استنفارا أمنيا في الفترة الأخيرة، بعد محاولة اغتيال العقيد في حركة فتح جميل زيدان، حيث اعتبر البعض أن هذه العملية تهدف إلى إضعاف الحركة في المخيم تمهيدا لسيطرة التنظيمات المتشددة عليه، ويذكر أن بعض المخيمات الفلسطينية تشهد انتشارا لتنظيمات متشددة أخرى، وسبق أن اشتبكت مع الجيش اللبناني ومع حركة فتح في مناسبات عدة، وأبرزها تنظيم “جند الشام”، المتمركز في مخيم عين الحلوة، قرب مدينة صيدا الجنوبية.
كما أن الجماعة المتشددة، صاحبة الوجود الأقوى في المخيمات الفلسطينية خارج إطار التنظيمات، المعروفة ضمن منظمة التحرير الفلسطينية أو حركتي حماس والجهاد الإسلامي، هي “عصبة الأنصار”، التي يقودها عبد الكريم السعدي، المعروف بـ”أبو محجن”، والتي خاضت معارك عنيفة في السابق ضد أبرز القوى الفلسطينية، حركة فتح، لتثبيت وجودها في مخيم عين الحلوة، وقد أعادت تلك الصراعات إلى الأذهان ما حدث في مخيم نهر البارد عام 2007، حيث أصبح هذا المخيم محور صراع بين القوات المسلحة اللبنانية وجماعة “فتح الإسلام” المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والتي دخلت المخيم بشكل مريب وبجهل من أهل المخيم عمّا يدور بينهم، وقد أدت هذه الاشتباكات إلى نزوح سكان المخيم وتدمير المخيم بالكامل ومقتل عدد كبير من الطرفين.