الاثنين، 12 مايو 2014


باراك: واشنطن تستطيع تدمير نووي إيران في أقل من ليلة 

كتب (العرب اليوم) بتاريخ 11 - 5 - 2014
باراك: واشنطن تستطيع تدمير نووي إيران في أقل من ليلة
وجه رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، ما يمكن وصفه بـ"أكبر تهديد" موجه ضد إيران، بقوله إن واشنطن يمكن أن تدمر المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية، خلال "أقل من ليلة واحدة".
وخلال كلمة له أمام ندوة نظمها أحد المعاهد البحثية بالعاصمة الأميركية واشنطن، انتقد باراك الاتفاق المرحلي بين إيران ومجموعة الدول الكبرى (5+1)، معتبراً أن "الاتفاق لا يحفز الإيرانيين على التوصل إلى اتفاق نهائي، وسيكون مؤلماً بالنسبة لهم"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "جيروساليم بوست"، اليوم الجمعة.
ووجه باراك إدانة شديدة للبيت الأبيض متهماً الرئيس باراك أوباما بأنه غير الأهداف بشأن إيران، حيث قال إن الإدارة الأميركية سعت لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي خلال ولايتها الحالية دون السعي لحرمانها من القدرات النووية بشكل مطلق.
واستطرد قائلاً إنه ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها "ضعفت" خلال السنوات العديدة الماضية، بحسب ما نقلت الوكالة "الألمانية".
كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك قوله إن "الموقف الإيراني التفاوضي ينطلق من فرضية تغيير الإدارة الأميركية هدفها النهائي، واكتفائها بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي خلال ولايتها الحالية، دون السعي لحرمان إيران من القدرات النووية بالمطلق".
يأتي تهديد المسؤول الإسرائيلي السابق بعد أقل من يومين على تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اعتبر فيها أن "إيران تسعى لإبادة إسرائيل"، من خلال العمل على امتلاك أسلحة نووية، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
وتوصلت إيران ومجموعة الدول الكبرى، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، إضافة إلى ألمانيا، إلى اتفاق في نوفمبر الماضي، تلتزم طهران بموجبه بالحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
  

إسرائيل تنفي قيامها بأي نشاط تجسسي بالولايات المتحدة
نفى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز السبت ما أوردته مجلة نيوزويك الأميركية من أن إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة، مؤكداً أن هذه الاتهامات هدفها تخريب العلاقات بين البلدين. وقال شتاينتز، بحسب ما نقلت عنه كل من القناة الأولى في التلفزيون العام والإذاعة العسكرية، إن هذه الاتهامات "تعطي الانطباع بأن أحدهم يحاول تخريب التعاون الممتا . التفاصيل


مسؤول روسي يهدد بدخول رومانيا بطائرة حربية
طالبت وزارة الخارجية الرومانية روسيا بتوضيح حول تصريحات ديميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي، التي وجهها إلى بوخارست. وقال المسؤول الروسي روغوزين على صفحته في تويتر، إن "رومانيا بطلب من الولايات المتحدة الأميركية أغلقت أجواءها أمام طائرتي، وأوكرانيا كذلك فعلت"، وتابع المسؤول الروسي بتغريدة أخرى "سأطير في المرة القادمة على متن طائرة تو-"160، وهذه . التفاصيل
تفجير "سفينة غزة" قبل أسابيع من إبحارها إلى أوروبا
الكومبس – غزة: قام مجهولون بتفجير سفينة تضامنية مع غزة تدعى "فلك غزة" Gazas Ark فجر اليوم، في ميناء الصيادين غرب مدينة غزة المحاصرة، وذلك قبل أسابيع من إبحارها إلى أوروبا.
وبحسب بيان صحفي على الموقع الرسمي لأسطول الحرية في السويد، فإن حارس السفينة تلقى اتصالاً مجهولاً في الساعة 3:45 فجراً، وطُلب منه مغادرة المكان فوراً لأن السفينة ستنفجر، وبعد أقل من عشر دقائق وقع انفجار تخريبي كبير أسفر عن أضرار كبيرة في السفينة، وغرق أجزاء منها في قاع البحر.
وكانت جمعية Ship to Gaza قد بدأت منذ فترة بملئ "فلك غزة" ببضائع تصديرية فلسطينية، كحملة انتشرت بشكل كبير يوم أمس على موقع "تويتر".
وقال عضو اللجنة التوجيهية لـ "فلك غزة" David Heap: "تحالف أسطول الحرية يحضر نفسه للرد على هذا العمل الإرهابي الجبان، لكن موقفنا واضح: لا هذا الهجوم ولا غيره سيوقف محاولاتنا لكسر الحصار غير القانوني على قطاع غزة".
"الاحتلال الإسرائيلي يقف وراء التفجير"
من جهته أشار منسق السفينة التجارية الفلسطينية التضامنية لفك الحصار عن قطاع غزة محفوظ الكباريتي إلى أن "الشرطة (التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة) تجري تحقيقاً لمعرفة ملابسات الانفجار"، واتهم "الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء هذا التفجير العدواني لأن هناك تجربة سابقة في تدمير الاحتلال لسفن التضامن مع الشعب الفلسطيني".
وتابع: "كنا انهينا تحضيراتنا لاطلاق السفينة في رحلة تجريبية الأسبوع القادم على أن تكون أول رحلة رسمية للسفينة برفقة عشرات المتضامنين الأجانب في 15 حزيران (يونيو)".
وأوضح الكباريتي أن السفينة "كانت معدة للانطلاق بعد ستة أسابيع باتجاه الدول الأوروبية حاملة بضائع ومنتوجات زراعية وصناعية ومطرزات وأوانٍ من الفخار وأثاثاً منزلياً، كلها من انتاج مصانع في قطاع غزة المحاصر"، مشيراً إلى أن موعد هذه الرحلة سيتأخر بعد الاعتداء، لكنهم مصرون على اعادة بنائها والإنطلاق.
البرلمان السويدي يحتضن مؤتمرشمال أوروبا للتضامن مع القدس
الكومبس – ستوكهولم: اعتبر توماس بروندين المستشار في وزارة الخارجية السويدية انعقاد مؤتمر للقدس في البرلمان السويدي، حدثا هاما في مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وفي ايجاد حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحا أن إثارة المواضيع المتعلقة حول المدينة المقدسة من شأنه أن يساهم في تفعيل محادثات السلام
 وفي سؤال من الكومبس حول معنى أن يعقد الجانب الفلسطيني مؤتمرا للقدس، يجمع فعاليات من السويد والدول الشمال الأوروبي تحت قبة البرلمان السويدي الركسداغ، نظرا لحساسية ملف القدس للطرفين، أجاب المستشار بروندين: من المهم أن يكون البرلمان مكان يجمع قوى سياسية ومدنية ودينية للنقاش والحوار، حول مواضيع السياسة الخارجية، مؤكدا أن وزارة الخارجية السويدية تحرص على حضور مثل هذه الفعاليات لكي تتابع وتستمع إلى مختلف الآراء والتوجهات. كما أوضح المستشار المختص بشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا أن لجنة القدس البرلمانية في السويد تضم معظم الأحزاب البرلمانية السويدية
20140509_144733.jpg
وكانت فعاليات مؤتمر القدس لدول شمال أوروبا، انطلقت في الساعة التاسعة صباح أمس الجمعة، في إحدى قاعات البرلمان السويدي الركسداغ، بمشاركة حوالي 120 شخصا، منهم شخصيات سياسية وبرلمانية من السويد والنرويج والدنمارك وفنلندا وايسلندا، كما حضرت شخصيات فلسطينية من الأراضي المحتلة، منها عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي وعضو مركزية فتح عبد الله عبد الله والسفير المتجول عفيف صافية، بالإضافة إلى السلك الدبلوماسي العربي في السويد، حيث حضر المؤتمر
سفراء، العراق ومصر والامارات والكويت والمغرب والجزائر سفارات الدول العربية في ستوكهولم.
وحذرت معظم الكلمات من خطر استمرار الاستيطان على عملية السلام وطالبت المجتمع الدولي للمبادرة بالضغط على اسرائيل من اجل تطبيق القرارات الشرعية الدولية.
وركزت كلمة المشاركة الدنماركية في المؤتمر على التضليل الذي يتبعه الاعلام الاسرائيلي في اوروبا والذي لا يستند الى اي حقائق، ويحاول قلب المفاهيم، حسب تعبيرها.
وأوضح ممثل أيسلندا أن هناك العديد من الأحزاب والقوى المساندة والمتفهمة للحقوق الفلسطينية في بلاده، أما فيما يتعلق بعدم نجاح الاتحاد الأوروبي في بلورة موقف جدي وواضح من الحقوق الفلسطينية، فهو دخول دول جديدة من شرق أوروبا إلى الاتحاد ساهمت في عرقلة تبلور راي موحد من القضية الفلسطينية

فيما اعتبر ممثل القوى المشاركة من فلندا أن هناك تطورا واضحا في تعرف الرأي العام الشعبي في أوروبا على حقائق القضية الفلسطينية، من خلال الدور الذي تقوم بها الجاليات والقوى المساندة للحقوق الفلسطينية. وكان فيكتور سماعنة قد افتتح المؤتمر مرحبا بالضيوف خاصة القادمين من فلسطين المحتلة لكي يشرحوا معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وخصوصا في مدينة القدس، ورحب بانضمام المزيد من القوى البرلمانية بالمشاركة في مؤتمر القدس.
عضوة اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير حنان عشراوي قالت إن القدس هي أكبر من اسمها ولها خصوصية عالمية فهي ترمز للسلام الدولي ولكنها الان مختطفة بعد أن كانت على مر التاريخ مدينة مفتوحة للجميع، مشددة على أن القدس جزأ من تاريخ الشعب الفلسطيني وحضارته
وتناوب على القاء الكلمات ممثلو عن أحزاب سويدية منهم توربيورن بيوركلند من حزب اليسار الذي شكر كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر وطالب بان تكون القدس قضية عدالة دولية تحث على التعاون في دول الشمال الأوروبي، تكون رمزا للتضامن مع الشعب الفلسطيني
وربطت سفيرة فلسطين لدى السويد هالة فريز بين مناسبة انعقاد مؤتمر القدس وبين قرب حلول ذكرى النكبة وأكدت على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين رغم أعمال الاستيطان والتهويد وتدمير المنازل مطالبة بان ينتبه العالم إلى تصرفات الاحتلال الإسرائيلي التي تضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية
وأوضحت السفيرة فريز ان المجتمع الفلسطيني مجتمع متعدد الأديان ولم يحدث اي استهداف بين الفلسطينيين لدوافع دينية على مدار الاف السنين.
وأوضح السفير عفيف صافية للكومبس أن نقل عملية التضامن مع القدس إلى البرلمانات الأوروبية جاء نتيجة وثمرة لنضال الشعب الفلسطيني، ومؤازرة له حتى يحصل على حقوقه، وأكد أن هناك تحولا ملاحظا لدى الرأي العام العالمي في تفهم واقع القضية الفلسطينية، وأن الاستمرار في دعم الاحتلال له فاتورة ثقيل على المستوى الأخلاقي والسياسي، وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإدارة دينية للمدينة المقدسة ويتدخل حتى باختيار رجال الدين المسيحيين في المدينة.
وهذا ويتابع اليوم الأحد المؤتمر أعماله حيث ينقسم إلى لجان عمل، في انتظار اصدار قراراته.

أمريكا تحاكم “فدائية” فلسطينية على عملية ضد اسرائيل نفذت في القدس قبل 45 عاما

أمريكا تحاكم “فدائية” فلسطينية على عملية ضد اسرائيل نفذت في القدس قبل 45 عاما
تنعقد في العاشر من الشهر المقبل في مدينة ديترويت بولاية ميتشيغان الجلسة الأولى للمحكمة الفدرالية لمحاكمة الناشطة الفلسطينية رسمية عودة بتهم تحمل طابع قانوني لكنها ذات خلفية سياسية تستهدف انتقائيا الناشطين السياسيين المناهضين لأسرائيل في الولايات المتحدة.

وكانت عودة قد اعتقلت قبل عدة اشهر من قبل قوة مشتركة من اجهزة الأمن والدولة الأميركية بذريعة عدم توثيقها في طلب التقدم للجنسية الأميركية لأعتقالها السابق في أسرائيل قبل نحو خمسة واربعين عاما بتهمة مشاركتها في عملية تفجير مطعم في القدس المحتلة عام 1969 قتل فيها ثلاثة اسرائيلين وتبنتها أنذاك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولم تعترف رسمية خلال التحقيق معها انذاك بمشاركتها في العملية.
عودة اعتقلت ليوم واحد شهر اكتوبر الماضي وأطلق سراحها بكفالة وهي قيد الأقامة الجبرية في مدينة سكناها وعملها.

وتنطلق محكمة عودة الماراثونية في العاشر من الشهر المقبل وتستمر لثلاث اسابيع متواصلة وتبد بأختيار المحلفين فيما يسعى المدعي العام لأيقاع عقوبة سجن بين خمس وعشر سنين وتجريد عودة من جنسيتها الأميركية أضافة لغرامات باهظة.
وتشكل عقب اعتقال عودة تحالفا من المنظمات العربية والأميركية لدعم عودة فيما يتولى محامون متطوعون من اتحاد المحامين التقدمي الأميركي الدفاع عنها.
وتنفذ وكالة المباحث الفدرالية الأميركية حملة مضايقات وتحرش عبر جولات لموظفيها لأصطياد المعلومات عن الناشطين في قضية عودة ورصدت منظمتان تعملان ضمن تحالف الدفاع عن عودة قيام موظفي الوكالة بزيارة محال تجارية عربية لجمع معلومات عن الشخصيات المشاركة في لجنة دعم وأسناد عودة وخاصة رئيس اللجنة الناشط السياسي حاتم ابو دية التي حاولت اجهزة الأمن الأميركية اكثر من مرة النيل منه قانونيا ومحاكمته مع ناشطين أخرين.
وتحشد لجنة دعم واسناد عودة لمظاهرات يومية امام المحكمة تستمر خلال أسابيع محاكمة الناشطة عودة.
وتشغل رسمية منصب نائب رئيس جمعية لمساعدة المهاجرين العرب الجدد في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تم منحها شهادة تقدير على جهودها في اغاثة ومساعدة الفقراء من قبل التحالف الثقافي لمدينة شيكاغو قبل نحو عام من الأن.
ووجه النائب الفدرالي لعودة تهمة الاحتيال على دائرة الهجرة من خلال اجابتها “بلا” حول سؤال عام، عما اذا كانت أدينت او حكمت بجنحة لكن عودة التي التقتها “الرأي اليوم” ترفض التصريح للأعلام بناء على نصيحة محاميها فيما يوضح مقربون منها ان نفيها في حينه كان بناء على اعتقادها بان السؤال يتعلق بارتكابها اي جنحة داخل الولايات المتحدة.

وكانت عودة بالسجن ثلاثة مؤبدات وعشر سنوات، الا انه تم الافراج عنهما في عملية تبادل أسرى واسرائيل تمت عام 78 في عملية “النورس″ التي تمت في “جنيف”، وكان من ضمنها 12 اسيرة وافرج عن عودة بشرط ابعادها عن فلسطين حيث اقامت في لبنان وسوريا، ومن ثم عاشت بالاردن، ولحقت بوالدها في الولايات المتحدة الامريكية.
وتعمل رسمية عودة في “الشبكة العربية – الأميركية” ومقرها شيكاغو، وهي منظمة تأسست عام 1995 كجمعية غير ربحية “للدفاع عن المهاجرين الجدد ومكافحة العداء للمسلمين والعرب بالولايات المتحدة”. يشار ان عودة حصلت على جنسيتها الأميركية قبل نحو عشرين عاما ويشتبه ان الأجهزة الأمنية الأميركية قامت بنبش ملف عودة القديم ضمن استهدافها للناشطين المناهضين لأسرائيل حيث قامت قبل نحو عامين بحملة حاولت خلالها محاكمة ثلاثة وعشرين ناشطا امتنع جميعهم عن الذهاب للمحكمة ولا زالت قضيتهم عالقة.
راي اليوم



المزيد .. 

شبه جزيرة القرم .. تاريخ من الجهاد والمحن

qerm.jpg

Ads by RemarkitAd Options
خريطة شبه جزيرة القرم
خريطة شبه جزيرة القرم
كثيرة هي جراحات المسلمين وآلامهم، ولكن القليل من المسلمين من يتألم لها ويناصرها، بل إن النذر القليل من هؤلاء لا يعرفون تاريخها. وكذلك هناك الكثير من التطورات السياسية على الساحة العالمية، ربما لا يفقه مراميها المسلمون، الذين جهلوا تاريخ أمتهم، في الوقت الذي لم ينساه أحفاد الصليبيين.
ننكأْ اليوم جرح المسلمين في بلاد القرم المنسية، حيث تنزل القوات الروسية تقرع طبول الحرب، لنتساءل: لماذا القرم ؟ وهل هناك حقا صراع بين القطبين الروسي والأمريكي ؟ أم هي مصالح تتلاقى بينهما في إبادة المسلمين غرب الأرض ومشرقها ؟
شبه جزيرة القرم
تقع شبه جزيرة القرم في جنوب أوكرانيا، يحدها من الجنوب والغرب البحر الأسود، ومن الشرق بحر آزوف، وكان اسمها فيما مضى "آق مسجد" أي "المسجد الأبيض"، قبل أن يستولي عليها الروس الشيوعيون.
تبلغ مساحة شبة جزيرة القرم 150، 26 كيلو مترا، أما المنطقة التي  كانت تخضع لنفوذها فتبلغ أضعاف هذه المساحة، وينتشر فيها التتار، ثم انتشر فيها القوازق حتى تخوم أوكرانيا، ثم تقلصت مع الزمن، حتى انحصرت في شبه الجزيرة هذه.
الإسلام في شبه جزيرة القرم
وصل الإسلام إلى القرم عن طريق التتار، وذلك في عهد القبيلة الذهبية، الذين يرجع نسبهم إلى جوجي الابن الأكبر لجنكيز خان، ولما مات جوجي قبل أبيه أقطع جنكيز خان لولده باتو بلاد روسيا وخوارزم والوقوقاز وبلغاريا، وأُطلق عليهم القبيلة الذهبية أو مغول الشمال، وهي أول قبائل المغول في اعتناق الإسلام، ويعتبر بركة خان أول من أسلم من أمراء المغول، وذلك عام 650هـ وهو عائد من قرة قورم عاصمة دولة المغول الكبرى. ثم بايع الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد وأتم بناء مدينة سراي (مدينة سراتوف في روسيا الآن)، عاصمة مغول الشمال وبنى بها المساجد وجعلها أكبر مدن العالم في ذلك الوقت.
كانت دولة المغول المسلمة في بلاد القرم وما جاورها على علاقة طيبة مع دولة المماليك في مصر والشام، وكانا يقفان معا في حملات الجهاد ضد هجمات البيزنطيين.
بدأ الضعف يدب في دولة التتار المسلمين بعد عصر القوة الذي زاد على 120 عاما، نتيجة الصراع بين أبناء الأسرة الحاكمة وتفشي الظلم، فاستقل الحاج شركس في استراخان، واستقل ماماي ببلاد القرم، وزاد الضعف باجتياح تيمور لنك لمدينة سراي في مطلع القرن التاسع الهجري، مما أدى إلى تفتت الدولة الواحدة إلى خمس دول، هي: القرم، استراخان، خوارزم، قازان، سيبريا الغربية.، وهذا كله شجع الروس للوقوف في وجه التتار، الذين ظهر ضعفهم واضحا للعيان.
الصراع بين تتار القرم والروس
تحرك الروس ضد التتار، غير أن حاكم التتار توقتاميش (762- 798هـ) تمكن من صد هجماتهم ودخل موسكو عام 783هـ، غير أنه وقع القتال بينه وبين تيمور لنك، الذي تمكن من هزيمته عام 788هـ، واختفى ولم يعلم له مكان. وعين تيمو لنك على سراي أميرا من قبله، وحينها عاود الروس هجماتهم على التتار في القرم وما حولها.
العلاقة بين الخلافة العثمانية وبلاد القرم
ظهرت الدولة العثمانية كقوة عظمى في الجنوب، وتمكن السلطان محمد الفاتح من فتح القسطنطينية عام 857هـ، وغيَّر اسمها إلى استانبول أي عاصمة الإسلام، وبذلك انتقلت قيادة المذهب الأرثوذكسي المسيحي إلى موسكو، ومن هذا المنطلق فقد أثار المسئولون الروس الروح الصليبية لدى مواطنيهم، فعدّوا التتار والعثمانيين عدوا واحدا، وقد كان كذلك، إذ عدّ العثمانيون بلاد القرم من أملاك الخلافة الإسلامية.
في بداية الأمر لم يكن العثمانيون ليهتموا بأمر الروس إما إزدراءًً بقوتهم واحتقارًا، وإما لانشغالهم بما هو أكبر من ذلك، وعلى الجانب الآخر كان الروس أكثر تخطيطا وإدراكا لمهمتهم الدينية – الصليبية، فعملوا على إيقاع الخلاف بين الأسر التترية، واتجهوا ناحية الشرق لاحتلال قازان، ولم يتحركوا صوب القرم حتى لا يجعلوا العثمانيين يحسون بالخطر الروسي القادم.
وما هي إلا سنوات حتى احتل الروس إمارات قازان 959هـ، والباشغرد 959هـ، استارخان 961هـ، سيبريا الغربية 1078هـ، وهكذا غدت بلاد التتار تحت الاحتلال الروسي باستثناء بلاد القرم، التي أجلها الروس خوفا من العثمانيين [1].
شبه جزيرة القرم .. تاريخ من الجهاد
كانت روسيا عدوا لدودا للخلافة العثمانية، وكانت تمد يد المساعدة لكل من يتوافق معها في حربها ضد دولة الإسلام وخاصة الشيعة الصفويين في إيران، غير أن الكثير من المسلمين لا يعرفون أن العثمانيين كانوا يؤدبونهم يوم رفعوا راية الجهاد وكانت روسيا تدفع الجزية للمسلمين، بل فكر المسلمون في فتح موسكو نفسها، وذلك على حملتين:
الحملة الأولى
كانت في عهد السلطان العثماني سليم الثاني وبقيادة خان قرم (دولت كيراي) في ربيع 978هـ/1571م، بجيش مكون من 120 ألف خيال وأكترهم من منطقة القرم كما جلب معه سرية مدفعية عثمانية، هدفت هذه الحملة من أجل وضع الروس عند حدهم ومنعهم من التوسع على حساب المناطق الإسلامية.
لم يتمكن الجيش الروسي من الدفاع عن مدينة موسكو، بعدما خسر ثمانية آلاف جندي، فضلا عن هروب القيصر (إيفان الرابع الرهيب ) تاركا ورائه 30 ألف خيال و6 ألاف مشاة من حملة البنادق، إضافة إلى مقتل أخوي زوجة القيصر الاثنين.
دخل المسلمون الأتراك موسكو في 24 مايو 1571م، رافعين راية التوحيد والجهاد على أبواب الكرملين، ثم قاموا بإحراق المدينة بعد أن استولوا على خزانة القيصر الهارب، ثم عاد القائد العثماني خان إلى القرم ومعه 150 ألف أسير، وحاملا معه انتصار كبيرا حيت حصل على مباركة السلطان سليم الثاني ولقب " تخت - آلان"، أي "كاسب العرش".
كما بارك السلطان سليم الثاني دولت كيراي بإرساله إليه سيفا مرصعا وخلعة وكتابا سلطانيا، فضلا عن طرد الديوان العثماني للسفراء الروس الذين جاءوا لإيقاف الغزوات الإسلامية القرمية، وقد كان الشعب المسلم آنذاك في إستانبول حانقا جدا على الروس بسبب احتلالهم إمارات قازان واستراخان حيت كانت الاماراتان هما من أوائل الأقطار المنتقلة لحوزة المسيحيين، وحاليا مسلمين وما زالت لدى الروس.
Ads by RemarkitAd Options

Untitled-2.jpg

Ads by RemarkitAd Options
شبه جزيرة القرم
شبه جزيرة القرم
الحملة الثانية
أما الحملة الثانية فكانت في عام 1572م، حيث سار خان القرم دولت كيراي بحملة ثانية . اجتاز نهر (oka اوكا)، ولم يصعد إلى الشمال أكثر من ذلك. وترتب على هذه الحملة قيام روسيا بدفع ضريبة سنوية قدرها 60 ألف ليرة ذهبية، وعقدت صلحا مع قرم [2].
الاحتلال الروسي لبلاد القرم
لمّا أصاب الدولة العثمانية الضعف في الجهة الشمالية، تمكن الروس من غزو شبه جزيرة القرم في سنة 1198هـ - 1783م، بعد أن قتلوا 350 ألف من مسلمي القرم. إن حقد الروس على بلاد القرم كبير، سواء كانت روسيا قيصرية أم شيوعية فالأمر واحد، إذ هي حرب على الدين.
تراوحت السيطرة الغربية على بلاد القرم بعد أن ضعفت الخلافة العثمانية بين روسيا الشيوعية وألمانيا النازية، فعندما قامت الحرب العالمية الأولى دمر الروس مدينة سيمفروبول، وقضوا على الحكومة التترية، غير أن الألمان تمكنوا من احتلال القرم من الروس، ثم انسحب الألمان بعد مدة.
سيطر الروس الشيوعيون على بلاد القرم بعد الألمان، وعندها أعلن التتار الجهاد والدفاع عن الدين، ورأى الشيوعيون أن حبل المقاومة طويل، فلجأوا إلى حرب التجويع، فجمعوا الطعام والأقوات من البلاد، ليموت المسلمون جوعا، وكان معدل موت المسلمين 300 إنسانا يوميا، وعندها فضّل المجاهدون لأنفسهم الموت من أن يصيب الناس ما أصابهم من بلاء بسبب اعتصام المجاهدين ومقاومتهم.
 في عام 1928م أراد ستالين البلشفي المجرم إنشاء كيان يهودي في القرم، فثار عليه التتار المسلمين بقيادة أئمة المساجد والمثقفين فأعدم 3500 منهم، وجميع أعضاء الحكومة المحلية بمن فيهم رئيس الجمهورية ولي إبراهيم، وقام عام 1929م بنفي أكثر من 40 ألف تتري إلى منطقة سفر دلوفسك في سيبيريا، كما أودت مجاعة أصابت القرم عام 1931م بحوالي 60 ألف شخص.
هبط عدد التتار من تسعة ملايين نسمة تقريبا عام 1883م إلى نحو 850 ألف نسمة عام 1941م وذلك بسبب سياسات التهجير والقتل والطرد التي اتبعتها الحكومات الروسية سواءً على عهود القياصرة أو خلفائهم البلاشفة، وتكفل ستالين بتجنيد حوالي 60 ألف تتري في ذلك العام لمحاربة ألمانيا النازية.
في الحرب العالمية الثانية احتدمت المعركة بين الروس والألمان على أبواب القرم، وظن التتار أن الألمان سيكونون أرحم عليهم من الروس المجرمين، فقرروا الاستسلام لهم انتقاما من الروس، ولم يدر في خلدهم أن الكفر ملة واحدة، وأن عداوة النصارى موجهة للإسلام والمسلمين، فما إن علم الألمان أن المستسلمين من التتار المسلمين حتى نزعوا منهم السلاح وساقوهم حفاة 150 كيلو مترا سيرا على الأقدام ودون طعام، وبدأ المسلمون يوتون جوعا، وبدأ الأحياء يأكلون لحم الأموات، فلما أدرك الألمان ذلك أخرجوهم من السجن وأبادوهم رميا بالرصاص.
وهزمت ألمانيا في الحرب، وعاد المستعمرون الشيوعيون إلى القرم، واتهم الروس التتار أنهم من أعوان الألمان، فدخل الشيوعيون العاصمة (باغجه- سراي)، وطمسوا معالم الإسلام فيها، حتى دكوا المساجد الأثرية، مثل: جامع خان، وجامع بازار، وجمعوا المصاحف وأحرقوها في الميادين العامة، فكان مجموع ما هدمه السوفييت 1558 مسجدا في شبه جزيرة القرم، والعديد من المعاهد والمدارس، وأقاموا مكانها حانات للخمر وحظائر للماشية ودور للهو.
وهذه كانت محاكمة المباني قبل محاكمة السكان، إذ انطلق الجنود الروس الشيوعيون في الشوارع والطرقات يفتحون نيران أسلحتهم دون تمييز، حتى قتل من المسلمين ربع مليون مسلم. وأرغموا أهلها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى، خصوصًا في أوزبكستان، وهرب مليون وربع مليون منهم إلى تركيا وأوروبا الغربية، وبعضهم في بلغاريا، ورومانيا، ثم تدفقت جماعات المستعمرين من الروس والأوكرانيين فحلت محل السكان الأصليين، ولم يبق من خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون [3].
المسلمون في القرم حاليا
تقول الأرقام: إن تتار القرم كانوا يشكلون عام 1770م نسبة 93% من سكان القرم والبقية أرمن ويونان ولم يكن هنالك روس آنذاك، وسرعان ما تراجعت نسبة التتار إلى 25.9% في عام 1921م، فيما الروس والأوكران معًا شكلوا نسبة 51.5%، والبقية يهود وألمان، ومع حلول عام 1959م لم يُسجَّل أي وجود للمسلمين التتار في القرم أبدًا، في حين أصبحت نسبة الروس الذين يسكنون القرم 71%، والأوكران 22%، والبقية من اليهود وقوميات أخرى.
لكن الأمر بدأ بالتغير عندما سُمِحَ لهم بالعودة إلى أراضيهم تدريجيًّا، ثم تعقدت الأمور مرة أخرى، وهم اليوم يشكلون 20% فقط من سكان القرم، بينما بقية التتاريين ما يزالون في محاولات مستمرة للعودة من شتى أماكن وجودهم التي أجبروا على العيش فيها، في مناطق مختلفة من روسيا وأوزباكستان وأوكرانيا نفسها وغيرها.
وتم إدراج مسلمي القرم التتار في قائمة الأمم المتحدة للشعوب، باعتبارهم من الأمم المهددة بالانقراض، نتيجة لما يتعرضون له من ضغوط ثقافية وزواج مختلط وفقدان للقيم والتلاعب بمفاهيم الدين والتقاليد والعرف.
أعلنت أوكرانيا استقلالها رسميًّا عن الاتحاد السوفييتي في ديسمبر من عام 1991م، كما وافقت السلطات الأوكرانية بعد استقلال أوكرانيا رسميًّا إعطاء شبه جزيرة القرم حكمًا ذاتيًّا ضمن أوكرانيا وذلك في يونيو 1992م. وعقد تتار القرم مؤتمرهم الأول في مدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم وذلك في يونيو من العام نفسه، وأسسوا المجلس الأعلى للتتار القرم كممثل للشعب التتاري المسلم
ووفقًا للإحصائيات الأوكرانية لعام 2001م، بلغ عدد سكان القرم 2،033،700 نسمة. وتتكون التركيبة السكانية من عده مجموعات عرقية: روس: 58.32%، أوكرانيون: 24.32%، تتار القرم: 12.1%; بيلاروس: 1.44%، تتار: 0.54%، أرمن: 0.43%، يهود: 0.22%، يونانيون: 0.15% وآخرون [4].
حقيقة ما يحدث في القرم بين روسيا وأمريكا
إنه يجب على المسلمين ألا يغتروا من التجاذب بين أمريكا وروسيا فكلهم صليبيين، ومصالحهم مشتركة ما دامت ضد الإسلام والمسلمين.
إن هذا التجاذب بين أوباما وبوتين ليس بالتأكيد خوفا على المسلمين في القرم، وإنما على المسيحيين الأوكرانيين ومصالحهم الشخصية طبقا لمراكز القوى بين الدولتين في المنطقة. إذ تشير الأنباء عن حدوث اعتداءات على ممتلكات تعود لمسلمي تتار القرم، إضافة عن قيام الروس بكتابة شعارات تحريضية على تتار القرم، ولم تتحرك أمريكا إزاء عودة الاضطهاد الروس لمسلمين القرم.
كلمة أخيرة
من هنا وجب النداء إلى كل مسلم: ألم تسأل نفسك يوما: لماذا هذا الاهتمام الكبير من حكومة بوتين بشبه جزيرة القرم؟
أما آن لنا أن نفهم أنها ليست حربا بين روسيا وأمريكا، وإنما ثأر قديم وحقد دفين من الصليبيين تجاه الإسلام والمسلمين .. إنهم لم ينسوا تاريخ أجدادهم ونسينا نحن .. ولكننّا حتما سنعود ..
أيها المسلمون!: ذكِّروا بوتين يوم بكت موسكو، وهرب قيصرها .. يوم دفعت روسيا الجزية للخلافة العثمانية .. يوم كنا أعزّ أمة

[1] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، المسلمون في الإمبراطورية الروسية، المكتب الإسلامي، ط2- 1994م، 21/ 36- 45. بتصرف.
[2] يلماز ايزتونا، تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سليمان، مؤسسة فيصل للتمويل 1988م، جـ1/ 376- 377.
[3] انظر تفاصيل هذه المحن في:
- محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، المسلمون في الإمبراطورية الروسية، 21/ 190- 196. بتصرف.
- الأقلية المسلمة في جمهورية القرم الإسلامية - شبكة الألوكة.
[4] مسلمو القرم حقوق مسلوبة، تقرير موقع مفكرة الإسلام، 9 يناير 2013م.
- انظر موقع All-Ukrainian population census