الأحد، 26 أكتوبر 2014

أحمد صدقي الدجاني

أحمد صدقي الدجاني


كثيرون يعرفون الدكتور أحمد صدقي الدجاني المفكر الإسلامي والقومي اللامع، ونهلوا من عطائه الفكري الغزير عبر أكثر من أربعين كتاباً من مؤلفاته التي أثرت المكتبة العربية، والأكثر يعرفونه مناضلاً سياسياً شغل عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واعتلى كل منابر السياسة والفكر مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته، ومواجهاً لعنصرية إسرائيل وجرائمها. وأكثر من هؤلاء وهؤلاء عرفوه علماً من أعلام الحركة العربية لحقوق الإنسان، انشغل بمعضلاتها الفكرية وسجالاتها، وعزف عن مسئولياتها التنظيمية حتى دفعه زملاؤه دفعاً لتولي مسئولية نائب رئيس مجلس أمناء المنظمة.
          لكن قليلين الذين كانوا يعرفون أحمد صدقي الدجاني الإنسان، فخلف بريقه الذي كان يدفع به دائماً إلى مقدمة الصفوف، كان يكمن إنسان مرهف الحس، شديد التواضع يتمثل كل ما يؤمن به. فطالما كان “مجمعياً” كان يتحدث الفصحى في حياته اليومية، وطالما عروبياً كان يتمثل تاريخ أمته، وفى جولاته المكوكية بين منابرها الفكرية من الخليج إلى المحيط كان يختلط على سامعيه أنه عاش كل عصور أمته بانكساراتها وانتصاراتها.
          وكان يؤمن بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، ولم يصرفه انشغاله بكفاح شعبه الفلسطيني من أجل نيل حقوقه عن مناصرة قضايا حقوق الإنسان على مختلف الساحات العربية، وكثيراً ما كان يوظف علاقاته الواسعة على امتداد الوطن العربي في مساع للإفراج عن سجناء الضمير، أو السجناء السياسيين، أو توجيه الانتباه لما ينبغي أن يتم تصويبه من إجراءات. ولم يكن يتردد في أن ينفق أمسيات بكاملها للرد على الاستفسارات والمظالم التي تصله على بريده الشخصي.
          وكان فوق ذلك ذا بصيرة ثاقبة، يؤمن أن النصر ابن التصميم والإرادة، وأنه آت. وكان من ذلك الطراز من الرجال القادرين على نقل هذا الشعور إلى سامعيهم، ورغم تلك السنوات التي طالت منذ رحيله، لا زلت أشعر كلما مررت بسكنه بصوت جبران خليل جبران “ما هي إلا برهة… لحظة أخلد فيها إلى السكينة… ثم تحمل بي امرأة أخرى”.
*  *   *

مصر … ثالث هحوم إرهابي في سيناء والخامس في مصر خلال أسبوع واحد …. المنظمة تدين الهجمات الإرهابية في مصر .. وتطالب السلطات بملاحقة الجناة وضمان محاسبتهم .. الأمين العام: التعاون الدولي ضرورة لاجتثاث الإرهاب

لوجة-المنظمة-النهائي4تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن بالغ إدانتها للهجمات الإرهابية التي تتواصل في مصر للشهر الخامس عشر على التوالي منذ انطلاق ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران 2013، والتي بلغت ذروتها هذا الأسبوع بخمس جرائم كبرى، كان آخرها اليوم في شمال سيناء، حيث استشهد 26 وجرح 28 آخرين، غالبيتهم من الجنود عند إحدى تقاط التفتيش الأمنية القريبة من مدينة العريش.
وكانت شبه جزيرة سشيناء قد شهدت تفجيرين سابقين في غضون الأيام الستة الماضية، استهدف فيها عربات مصفحة تقل جنوداً نظاميين خلال تحركاتهم الميدانية، واستشهد خلالها سبعة من الجنود، كما أصيب حوالي عشرة آخرين.
كما شهدت الأيام الثمانية الماضية تفحيرين إرهابيين وسط حشود من المدنيين والمارة في وسط القاهرة بمنطقة الإسعاف وفي مدينة طنطا خلال احتشاد المتصوفين لاحتفالات دينية بمحيط مقام الشيخ السيد البدوي، وبما أوقع 25 مصاباً في التفجيرين.
وتتراف قمع هذه الجرائم سلسلة من عمليات التحريض المتزايد التي تقوم على تكفير الدولة والمجتمع معاً من النواحي العقائدية، وتحض على الكراهية والتعصب، وتقنن العنف وتضعه في إطار من المشروعية الدينية وفق تفسيرات مشوهة للعقائد الروحية.
وتجدد المنظمة التأكيد على أن الإرهاب يشكل أحد أشد الانتهاكات جسامة لحقوق الإنسان، حيث لا ينال فقط من الحق في الحياة، وبصورة تغلب عليها العشوائية في الاستهداف، وكلن أيضاً لما يمثله بنتائج واقعية في المنطقة العربية من خطر داهم على بنية الدولة والاستقرار والسلم الاجتماعي، وبالتالي خطر محدق على الأوطان والأمم من ناحية، ويؤدي بالتبعية إلى تقويض فرص نمو وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وتطالب المنظمة السلطات لتكثيف جهودها لمكافحة الجرائم الإرهابية وضبط مرتكبيها وضمان محاسبتهم ومنع إفلاتهم من العقاب، وتدعو كذلك مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لتقديم العون والمساعدة لمصر والدول العربية للتغلب على الإرهابيين.
وفي تصريحات صحفية مساء اليوم، قال الأستاذ “علاء شلبي” الأمين العام للمنظمة أن مكافحة الإرهاب تشكل أولوية رئيسية في عمل السلطات في كل دولة تتعرض لأخطار الإرهاب، منوهاً إلى أن اجتثاث الإرهاب لا يتأتى دون تضافر الجهود العالمية لمكافحته عبر صوره العابرة للحدود، وداعياً إلى نبذ الخلافات السياسية بين القوى الدولية والإقليمية والتي تُوفر حاضنة رئيسية لنمو الجرائم الإرهابية، لا سيما وأن الإرهاب لطالما ارتد على من دعموه وفق تجارب السنوات الــ16 الماضية.
وأضاف “شلبي” إلى أن أولوية مكافحة الجرائم الإرهابية التي باتت تشكل أبرز المخاطر في المنطقة العربية لا تعني الإسراف في التدابير على نحو ينال من ضمانات حقوق الإنسان ذاتها، ذلك أن الإمعان في انتهاك حقوق الإنسان قد وفر بذاته بيئة صديقة للإرهاب والإرهابيين وفق تجارب الــ30 عاماً الماضية في العالم والمنطقة العربية.

 معضلة العالم العربي 
قال ابن المقفع في كتابه "الأدب الكبير"، في فصل عن الدين والرأي: "إن الدين يسلم بالإيمان، وإن الرأي يثبت بالخصومة، فمن جعل الدين خصومة، فقد جعل الدين رأيًا، ومن جعل الرأي دينًا، فقد صار شارعًا، ومن كان يشرع الدين لنفسه، فلا دين له".
كنا عقلانيين نحكم عقولنا، مبدعين ننظر نحو التمدن والرقي، فأين نحن اليوم؟!

يشتد الانتقاد في المجتمعات العربية - الإسلامية، لما يعرف بـ "الحداثة الإمبريالية الصليبية"، حسب تعبير منظري الفكر السلفي .
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا، هل كون الحداثة (أو رديفها: التنوير) جاءت ضمن انجازات ما يعرف بالمجتمعات الإمبريالية الرأسمالية المتطورة، هو تبرير كاف لرفضها والتخلي عنها؟.
لا نبرر الإمبريالية كسياسة ونهج حمل معه العنف الدموي والقهر للشعوب، إنما نطرح سؤالاً من زاوية أخرى ترتبط بواقع المجتمعات التي عانت من سياسات الاستعمار وعنفه وقهره ودمويته، هل كون الحداثة، والتنوير والعقل العلمي والرقي التكنولوجي، نتاجَ المجتمعات الغربية المتطورة اقتصاديًا وعلميًا، كافٍ لتبرير رفضنا للحداثة مثلاً، أو لما أنجزته من تنوير وعلوم وتكنولوجيا، والتمسك بواقع اجتماعي مغرق بالماضوية والفقر في كل مرافقه بل والتغزل به؟! الم تشكل الحضارة العربية الإسلامية في وقته منارة للتنوير لم يرفضها احد تحت صيغ دينية او غيرها؟!

المستهجن انه بدل مواجهة السياسات والدول الاستعمارية المعادية والتي تقف في الصراع العربي الإسرائيلي خاصة بوقاحة نادرة ضد العالم العربي وكل دوله، الصديقة للإمبريالية منها أو المعادية، وتوفر التفوق العسكري، العلمي ، التكنولوجي والاقتصادي للمعتدي واحتلاله للأرض العربية، نجد ان الغضب والرفض يتجه ضد ما يسميه الأصوليين ب "الحداثة الصليبية" متغابين عن حقيقة ان الحداثة هي في جذور كل التطور الحضاري الذي تجاوزنا وبتنا نستجدي علومه وتقنياته من الغرب في واقع لم يعد بالإمكان ادراة دولة ومجتمع بدون منتجات الحداثة وحضارتها. من هنا يمكن وصف حالتنا ب "القصور والاستجداء" و "النقل بدل العقل" و "الإتباع بدل الإبداع"، حالة لا مخرج منها بل الاستمرار في البقاء على هامش الحضارة العالمية، عالم بلا آفاق تبشر بالتغيير، بلا رؤية مستقبلية، يخضع لأنظمة لا يقلقها إلا استمرار مصالح القوى القابضة على السلطة.العالم العربي يملك الطاقات والقدرات لتغيير واقعه وتغيير تعامل الدول المختلفة معه حسب معايير تخدم مصالحة ومكانته. .. وانا أدعي انه يملك ما يجعل دول العلم برمتها تعيد حساباتها وأساليب تعاملها. إن تجربة جمال عبد الناصر القصيرة والتي قطعت بوقت حرج من التاريخ العربي أكبر برهان على ذلك!!

متى نشهد تحولا في الاتجاه الصحيح...الم يقتنع أصحاب الفخامة والجلالة والسمو ان التاريخ لا ينتظر القاصرين؟!

أفهم أننا ننتقد العصر الإمبريالي، أفهم أننا ندين أساليب الاستبداد ألاحتلالي الإمبريالي، ولكن كيف نقدر أن نلائم بين احتياجاتنا الضرورية لمنجزات عصر التنوير والعلوم والتكنولوجيا، التي نستخدمها ولم نعد نتخيل حياتنا بدونها، ونقدنا لثوبها الإمبريالي؟! مجتمعنا يحتاج للعلوم والتكنولوجيا، يحتاج لإحداث نهضة اجتماعية واقتصادية وفكرية واسعة، والعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد المتطور لا قومية أو دين لها. لا مبرر لما نشهده من رفض التنوير والتحديث وظاهرة الاغتراب الحادة لمجتمعاتنا عن منجزات عصرها بما في ذلك موجة الاستلاب للهوية القومية... بل والتخلي الإرادي عنها حتى لهوية داعشية بدون أي خلفية ثقافية أو تنويرية إلا إذا اعتبرنا الذبح بالتسجيل المصور هو التنوير الذي تبشرنا به الدواعش!!

دول مختلفة اندمجت في عصر الحداثة والعلوم، دون أن تفقد قيمها التقليدية وفسيفساءها الاجتماعية مثل الصين واليابان والهند والعديد من دول جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
أحد رموز الإصلاح الفكري في التاريخ العربي الحديث، عبد الرحمن الكواكبي يقول في كتابه "طبائع الاستبداد": "الحركة سنة عاملة في الخليقة دائبة بين شخوص (بروز) وهبوط، فالترقي هو الحركة الحيوية، أي حركة الشخوص، ويقابله الهبوط وهو الحركة إلى الموت".
لم أجد أفضل من هذا التعبير لوصف ما يجري في مجتمعاتنا من حركة إلى الموت... وإذا لم نفهم ان التنوير والعلوم، والتحديث والتكنولوجيا هي حركة نحو الحياة، وإن وصف الحداثة والتنوير بالإمبريالية والصليبية هو نوع من سقوط العقلانية، وهذا الأمر يشكل جريمة بحق تجديد انطلاقة المجتمعات العربية نحو آفاق حضارية وثقافية، وكل محاولات أسلمة الحداثة، تفرغها من مضمونها.

إن طرح شعار "الإسلام هو الحل" في المجتمعات العربية والإسلامية، يعطي بلا شك هويةً وقيماً في دول لم تقدم للمواطن أياً من الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية التي تتلاءم مع عصرنا. كل ما قدمته تلك الدول، أنظمة استبدادية بلا مؤسساتِ دولةٍ قادرة على العمل والرقابة، لذا لا استهجن ان ليقودنا "التطور" إلى الداعشية في ظل فشل كل البدائل الوطنية واليسارية.
قد يكون "الإسلام هو الحل" جاء ليعطي البديل لسقوط التيارات القومية واليسارية التي وعدت بالحرية وسلبتها، وبالديمقراطية وقمعت الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وعاقبت المفكرين، وبالرفاه الاجتماعي ولم تقدم إلا الفقر والإملاق، وبالاشتراكية وخدمت القطط السمان... بالمقابل نجد أن ما قامت به مؤسسات اجتماعية وصحية وتعليمية إسلامية، حلت مكان مؤسسات الدولة في رعاية الاحتياجات الأساسية للمواطنين... 

في واقع تدفق ملايين سكان الأرياف للعمل في المدن، لم يجدوا غير المؤسسات الإسلامية للتوجه إليها ومدَّهم بالرعاية وبهويةٍ هامة افتقدوها في إطار أنظمتهم (القومية) الفاسدة والغائبة عن القضايا الملحة لملايين المواطنين...

السؤال الكبير، طرحه أيضًا العديد من الباحثين العرب والغربيين، هو سؤال هام للغاية، هل شعار "الإسلام هو الحل" قادر على حل مشكلات الظلم الاجتماعي والقمع السياسي والتخلف الاقتصادي، وتطوير العلوم والتعليم والتقنيات الحديثة، وحل مشكلة الضعف العسكري في مواجهة إسرائيل مثلاً.... وربما إيران مستقبلاً؟ الأجوبة هنا تكاد تكون واضحة.
لا توجد حلول دينية (إسلامية، مسيحية أو يهودية أو بوذية أو كونفوشية، لا فرق) لمشاكل التطوير والبناء والتقدم.

توجد حلول علمية، خطط مبنية على معطيات العلوم والتكنولوجيا بدون شعارات، مهما صيغت بديباجة لغوية... لن تكون قادرة على حل معضلات المجتمعات فقط باستبدال الهوية الوطنية مثلاً بهوية دينية، ومشاكل ذلك في مجتمعات متعددة الانتماءات، لا ننكر أهمية الهوية الأساسية للإنسان، وهنا سقطت الأنظمة القومية نتيجة ممارستها القمعية وفسادها.

للأسف هذا الواقع بات واضحًا أنه يتجه نحو المزيد من التأزم في المجتمعات العربية والإسلامية.
إلى جانب التضخم السكاني الكبير، هناك عجز كبير في إيجاد عمل للشباب الذين هم في أوائل العشرينات من عمرهم.

بالمقارنة مع التسعينات من القرن الماضي سيزداد في الدول العربية عدد الباحثين عن العمل بنسب كبيرة جدًا، أبرزها سوريا (الإحصائيات قبل الحرب الأهلية المدمرة في سوريا وقبل الربيع العربي الذي سقط ضحية لقوى سلفية) حيث ستكون الزيادة في السنوات القريبة بمعدل 100%، في الجزائر ومصر والمغرب الزيادة المتوقعة هي 50%، في تونس 30%. هذه أرقام رهيبة إذا فهمنا أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. تكفي الإشارة أن اقتصاديات هذه الدول تتطور ببطء شديد لا يتلاءم مع الزيادة في عدد طالبي العمل. معنى ذلك في سوريا مثلاً إضافة نسبة 50% على نسبة البطالة القائمة والتي نقدرها بـ 25% على أقل تقدير... أي دولة يمكن أن تكون مستقرة، ببطالة تشمل 50% - 75% من الأيدي العاملة؟!
اليوم بعد الربيع العربي تبدو الصورة أكثر بشاعة!!

إن قوى التنوير وانطلاق فكر الحداثة في أوروبا، شكلت انتصارًا للعقلانية. ومن الخطأ الظن أن المثقفين الأوروبيين، من رجال العلم والأبحاث والاقتصاد والإبداع الأدبي والفني يحملون وزر إمبريالية دولهم.

إن استعراض أسماء فلاسفة عصر التنوير والنهضة الأوروبية، وعلى رأسهم جان جاك روسو وفولتير وجون لوك وسبينوزا وكانط، تثبت أنهم كانوا ألدَّ أعداء استبداد الدولة واستبداد الدين في نفس الوقت، وهي المعادلة التي انطلقت منها دول أوروبا الإمبريالية إلى استبداد الشعوب.
إن رفضنا للحداثة، هو رفض للعقل العلمي والعقل التكنولوجي، ومبادئ التعليم وحقوق المرأة ومساواتها، ومبادئ الديمقراطية، ولكننا نستهلك بدون وعي مستحضرات هذه الحضارة، مثل الإنترنت والتلفزيون ووسائل الاتصالات والنقل الحديثة والتجهيزات المنزلية وغيرها من المواد الاستهلاكية، دون أن نعي حقيقة تحولنا إلى مجتمع استهلاكي ينفي العقل ويحلّ محلّه النقل، يرفض الإبداع ويستبدله بالإتباع، يرفض الديمقراطية ليحل مكانها استبداد سياسي وديني والكواكبي يقول: "الاستبداد السياسي ناتج عن الاستبداد الديني". للأسف، هذا هو واقع المجتمعات العربية.
في مواجهة هذا الواقع نجد مثقفين تبريريين، جبناء يبررون تخلف مجتمعاتهم بخزعبلات علمية وإيمان عجائز وتأويلات تفتقد للمنطق العقلي. المثقفون المتنورون يهجرون على الأغلب أوطانهم، أو يُضمن صمتُهم في السجون والقبور!!

هذا الواقع يولد الاغتراب، والمغترب في مجتمعه يفتقد لدوافع التقدم وإحداث التغيير في واقعه وحياته فهل نشهد انتفاضةً للعقل العربي ونحن نحثّ الخطى في القرن الواحد والعشرين؟!

مفهوم التنوير


تعددت الآراء حول أصل التنوير ، فمثلاً نجد بتر جراى Peter gray يرجع التنوير إلى اليونانيين ، ويدلل على ذلك بقول ديدرو أن طاليس أول من أدخل المنـــهج العلـــمى فى دراسة الطبيعة ، وأول من أستحق لقب " فيلسوف" ( ) . ويكمننا أن نضيف هنا قول جثرى : " إن طاليس هو الذى قال بأن المــــــاء هو المادة التى يتكون منها العالم ، وهو العنصر الباقى والدائم فى كل الأشياء ( ) . 
ويقدم جراى " التنوير " كوحده ويربطه بحياة مجموعة من المفكرين البارزين ؛ ويعرضه من خلال ثلاث مراحل أو أجيال كما يلى :

الجيل الأول للتنوير: يضم فولتير(1694– 1778) ومونتسكيو(1689-1755). الجيل الثانى للتنوير: يضم دنيس ديدرو ( 1713- 84 ) ، ودالبمير (1714-80) وروسو (1712 – 78 ) . 
الجيل الثالث للتنوير : يرتبط بالفترة ا لحديثة ويضم لسنج وكانط . ( )
وكريستوفر هل فى كتابه" الأصول الثقافية للثورة الإنجليزية " يرى أن أفكار التنوير فى إنجلترا كانت ذائعة الصيت فى القرن السادس عشر، وبول هزار فى كتابة " أزمة الضمير الأوروبى" يرد التنوير إلى النصف الثانى من القرن السابع عشر . ( ) 
و برنتن ، مــع تأكــــيده أن رجال القرن السابــــع عشر هم الذيــن مهــــدوا لعصـــــــــــر التنوير، يرد حركة التنوير إلى الـــــقرن الثامن عشر، الذى وصل فيه المفكرون من الرجال والنساء إلى معتقدات معينة عن أنفســـــــهم وعــــــن العالم ، وعما يستحق العمل فى هذه الدنيا ، وما يمكن أداؤه فيها .. وهى معتقدات لم يتمسك بها أسلافهم فى العصـــــور الوسطــى . كانوا يعيشــون فى عالم بدا لهم جديداً ، مادامت أفكارهم عنه جديدة ... وكثير مما كان يعتقد فيه الرجال والنساء فى القرن الثامن عشر كان لا يــــــــتفق وبعــــــــض النواحـــى المهمة فى العقيدة المسيحية التقليدية .. فالتنوير قد " حور العقيدة المسيحية تحويراً أساسياً " ( ) .
وآرسنت كاسيرر فى دراسته عن " فلســفة التنوير " يرجــع التنــوير إلى القرن الثامن عشر ، حيث يربطه بحياة أثنين من الفلاسفة البارزين هما : ليبنتز ( 1646 – 1716 ) وكانط ( 1724-1804 ). ومن كلماته : " التنوير نسق قيمى متأصل فى العقلانية " ( ) . 
و روبرت و كلر يرى أن مصطلح " التنوير " ظهر لأول مرة فى اللغة الإنجليزية فى نهاية القرن التاسع عشر فى الشروح الإنجليزية لفلسفة هيجل ، وذلك قبل ابتكار تعبير " التنوير الاسكتلندى " وقبل مائة عام تمــــامــــــاً لسمـــــاع أى فرد عن " مشروع التنوير " الذى تصورة ألاسداير ماكنتاير فى كتابه " بعد الفضيلة " وذلك بعد بداية مشروع مانهتن بأكثر من ثلاثة عقود ( ) .
كمــــا أن أولريك أم هوف يرجع التنوير إلى نهاية القرن الثامن عشر مطلع القــــــرن التاسع عشر ، عندمـــــا كان فى منافسة مع تعبير " عصر العقل " فخلال القرن الثامن عشر تحدث الفيلسوف باركلى ، على سبيل المثال ، عن ذلك عندمـــــــــــا قال : إن محيط النور إخترق وواصل سيره على الرغــــــــم من العبوديــــــة والخرافــــــــة " ، بينمــــــــا لاحظ إنجليـــــــزى أخـــــــــــر أن القـــرن قد استنار بعيـداً عن آمــال و تخيــلات ( أوهــام ) العصــور السابقة ( ) . 
ومهما يكن من أمر التباين فى أصل التنوير ، فالـــرأى الشائع و المألــــوف هو أن القرن الثامن عشر هو عصر التنوير، و هو عصر من صنع " الفلاسفة " وإن كان " الفلاسفة " قد مجدوا العقل ، مثل ، اليونانيين ، إلا أنهم تميزوا بفصل الفلسفة عن الميتافيزيقاً التقليدية . فالعقلانية القديمة لم توفق فى الربط بين العقل والحياة اليومية ومن ثم انفصلت عن الوقائع العينية للحياة الحقيقية . وإذا كان التنوير معتزاً بأن يكون هو " عصر الفلسفة " فالفلسفة هنا ليست هى الفلسفة بالمفهوم التقليدى وإنما هى رؤيه وضعية لنسق العالم ، ولأنحــاء الوجود الإنســــــانى فتؤســـــــس العلوم والفنون على مبدأ العلية دون مجاوزة هذا العـــــــالم ، ومن ثم يهتم الفيلسوف بالحياة فى هذه الدنيا ، وليس بالبحث عن الحقائق الأزلية فيربط بين العقل والوقائع العينية . ( ) 
وهذا ما أكد " برلين " فى كتابه " عصر التنوير : فلاسفة القرن الثامن عشر" فقد رأى أن القرن الثامن عشر هو الفترة الأخيرة فى تــــاريخ أوروبــــا الغربية حيث تم فيه اعتبار المعرفة البشرية اللامحدودة هدفاً يمكن تحقيقه .( ) وقال : " إن القوة الفكرية ، والإخلاص والوضوح ، والشجاعة ، ومحبة الحقيقة لدى معظم المفكرين الموهوبين فى القرن الثامن عشر ما تزال حتى الأن من دون نظير . فهذا القرن يعد واحداً من أفضل وأكثر الأحداث المبشرة " الواعدة " فى حياة الجنس البشرى ( )ولــــذلك لا يمكن الشك أبداً فى أن برلين قد أيد تنوير القرن الثامن عشر وإرثه ووقف بجواره . 
وبصورة عامة، فالجدل حول معنى " التنوير " بدأ فى القرن الثـــــــــــامن عشـــــر ذاتــــــه واستمـــــر فى كامل قوته حتى عصــرنا . بل إن المفكرين فى القرن الثامن عشر كانوا على وعى كبير بأن انتشار الكلمات المستخدمة فى المجالات اللغوية المختلفة للإشارة إلى " التنوير " _ Aufklarung فى الألمانية ، Lumieres فى الفرنسية ، Illuminismo فى الإيطالية – قد كشفت عن تنويع رئيسى فى أصل التنوير . لهذا لم يكن من المدهش أن تهتم مجلة شهرية ظهرت فى برلين عام 1783 بعنوانBerlinische Monatsschrift بالإجابة عن سؤال بسيط، ولكنه مهم ، هو " ما التنوير؟". ونشرت المجلة عدة مقالات للإجابة عن هذا السؤال ، لعدد كبير من المفكرين ينتمون إلى مجالات فكرية مختلفة مثل الكاتب المســــرحى جوتهولد ايفرايم لسنج ( 1729 – 81 ) 
والفيلسوف اليهودى موسى مندلزون ( 1729 – 86 ) والفيلسوف الروسى ايمانويل كانط (1724 – 1804 ) وغيرهم . ويمكن قراءة هذه المقالات على أنها تقدم ملخصاً مهماً للمعانى المختلفة التى أصبحت بنهاية هذا القرن مرتبطة بمصطلـــح " التنوير " . ( ) 
وقبل ذلك بأعوام قليلة ، وبالتحديد فى عام 1780 ، وجه الحاكم الشهير فردريك من بروسيا ( 1712 – 86 ) أكاديمية برلين للعلوم لتقديم جائزة لأفضل مقال يقدم إجابة عن السؤال:" هل التنوير وسيلة لخداع الناس؟". وكان هذا السؤال يشكل المسابقة الأكثر شهرة فى تاريخ الأكاديمية وقد لاقى اهتماماً واسعاً فى أوروبا مما يدل على أهمية التنوير . وفى نهاية القرن الثامن عشر كانت كلمة " التنوير " مهمة بشكل كاف حيث طرحت مشاكل كبرى فى مجال السياسة والمعرفة عبر المجتمع . كما كان هناك أيضاً وعى بصعوبة وتعقيد أى إجابة عن هذا السؤال . ( ) 
وقد ارتبطت فكرة النور Idea of light بتحرير العقل وتمجيده : Aufklarung und licht , freiheit und licht " التنوير والنور ، الحرية والنور" فالتنوير يعنى التخلص من تلك الأحجبة والستائر التى تعوق رؤيتنا ، وإعطاء طريق للنور ليدخل قلوبنا وعقولنا لإلقاء الضوء على السابق وتحفيز التالى وبهذا يشق طريقه داخل مجالات الحقيقة و النظام حيث التحكم فى مصير الإنسان وسعادته " فقد تحدث ويلاند عن حرية الفكر وحرية النشر ، وقال أنهما بالنسبة للعقل كالنور للعيون . وحينما سعى هيردر الشاب لوصف العصر الذى عاش فيه ، فإنه سماه " عصرنـــــا المستنير ، أكثر القرون إشراقاً ( ) .
وبيترجراى يعرف برنامج التنوير بأنه أحد الأعمال العدائية للدين والبحث عن "الحرية " و" التقدم" اللذين يمكن تحقيقهما بالاستخدام الجدلى للعقل من أجل تغيير علاقات الفرد مع نفسه ومع مجتمعه . ويؤكد أهمية رؤية التنوير كبرنامج إصلاحى تحررى ... وهذا التفسير مكنه من توسيع قائمة المفكرين لتشمل الأمريكيين توماس جفرسون ( 1743 – 1826 ) وبنيامين فرانكلين ( 1706– 90 ) ومن رؤية الثورة الأمريكية فى السبعينات فى ضوء التزامها " بالحياة والحرية والسعى لتحقيق السعادة " على أنها تطبيق لبرنامج التنوير . ( ) 
فالفكرة الأساسية التى يقوم عليها التنوير– أى الفكرة التى تجعله نظرية كونيه – إنما هى " الاعتقاد بأن كل الكائنات البشرية يمكن أن تبلغ هنا فى هذه الدنيا حالة من حالات الكمال كان يظن حتى الآن فى الغرب أنها لا تتيسر إلا للمسيحين فى حالة النعمة ، ولهم وحدهم بعد الموت " . وقد عبر عن ذلك سنت جست ، الثائر الفرنسى الشاب فى بساطة خادعة أمـــــام المجمع الدينى ، حين قال : " إن السعادة فكـرة جديدة فى أوروبـــا ليست جديدة فى السماء بطبيعة الحال ، وإنما هى جديدة فى أوروبــا ، جديدة جداً فى أمريكا . وهذا الإمكان فى تحقيق الكمال للجنس البشرى لم يكن نتيجة لما يقرب من ألفى عام من المسيحية ، ولا للوثنية السابقة التى ارتأت صوراً أخرى للسعادة تتحقق بعد آلاف السنين . وإذا كان لابد لهذا الكمال من أن يستحدث فى القرن الثامن عشر فإن شيئاً جديداً – اختراعا جديداً ، أو اكتشافاً جديداً – لابد أن يحدث . وهذا الشىء الجديد يمكن تلخيصه أحسن تلخيص فيما ألف أثنان من الإنجليز عاشا فى أواخر القرن السابع عشر ، وهما اللذان جمعا فى بؤرة واحدة العمل التمهيدى الذى تم فى أوائل القرون الحديثة ، ذلكما الرجلان هما نيوتن و لوك ( ) .
فالعمل الذى انفق نيوتن فيه حياته – وخاصة إتمام لحساب التكامل وصياغته الرياضية العظمى للعلاقة بين الكواكب وقوانين الجاذبية – بدا لمعاصريه كأنه يفسر كل الظواهر الطبيعية ، أو يبين على الأقل كيف أن كل ما يماثل هذه الظواهر بما فيها سلوك الكائنات البشرية يمكن أن يخضع للتفسير . أما لوك فقد استخلص طرائق التفكير الواضحة البسيطة من متاهة الميتافيزيقا حيث أرساها ديكارت ، فجعلها فيما يبدو امتداداً طيباً للحس السليم. والظاهر أنه بين للناس الطريقة التى يمكن أن تطبق بها النواحى التى نجح فيها نيوتن نجاحاً عظيماً على دراسة شئون البشر وقد وضع نيوتن و لوك معاً تلك المجموعات العظيمة من الأفكار ، فى " الطبيعة " وفى " التفكير " ، التى كانت بالنسبة إلى التنوير ما كانت عليه أمثال هذه المجموعات فى مجالات النعمة والخلاص والقدرية بالنسبة إلى المسيحية التقليدية ( ) . 
ولقد طبق الفلاسفة البريطانيون التجريبيون تصورات نيوتن على العقل؛ فتعاملوا مع العقل على أنه صندوق يحتوى على أفكار عقلية مكافئة لذرات نيوتن .. ولهذا يؤكد برلين أن تأثير نيوتن فى القرن الثامن عشر كان هو العامل الوحيد الأكثر قوة . فقد قام بمهمة جبارة غير مسبوقة بتفسيره للعالم المادى فى ضوء استبعاده لكافة المؤثرات الميتافيزيقية التى أعاقت تقدم البحث العلمى . وبدرجة من الدقة والبساطة لم يحلم بها من قبل . مما أدى إلى سيادة الوضوح والدقة والنظام فى علم الفيزياء: " فلقد كانت الطبيعة وقوانينها محجوبة فى الليل : فقال الإله لنيوتن كن ، وتحول كل شىء إلى النور ( ) . 
وبدأت حركة التنوير فى إنجلترا على يد لوك ، الذى دافع عن التسامح الدينى ؛ وأكد أن الإيمان لا يفرض بالقوة ؛ وأن التسامح هو وحده الذى يكفل تحقيق السلام بين البشر .. وقال لوك بضرورة الفصل بين الكنيسة " السلطة الدينية "والدولة" السلطة المدنية "فلكل سلطة اختصاصاً معيناً لا دخل للأخرى به ، فهدف الكنيسة هو الحياة السماوية الأخروية وهدف الدولة هو الحياة الأرضية الدنيوية أى تنظيم شئون الناس فى الحرية والملكية والحياة ( فى الصحة والأرض والمال والمسكن ووسائل الترفيه وما شابه ذلك ) . ولذلك فليس للدولة أن ترعى العقيدة الدينية فى التشريع ، ويجب أن تظل قوانين الدولة فى استقلال كامل عن الإيمان الدينى ، فلا محل للقول بدولة مسيحية ( ) .
وكان لوك يقصد بالتسامح الدينى : أنه ليس من حق أحد أن يقتحم باسم الدين الحقوق المدنية والأمور الدنيوية ". ولهذا فإن " فن الحكم ينبغى ألا يحمل فى طياته أية معرفة عن الدين الحق " . ومعنى ذلك أن التسامح الدينى يستلزم ألا يكون للدولة دين لأن " خلاص النفوس من شأن الله وحده .ثم إن الله لم يفوض أحداً فى أن يفرض على أى إنسان ديناً معيناً . ثم إن قوة الدين الحق كامنة فى اقناع العقل ، أى كامنة فى باطن الإنسان " ( ) . 
وأعلن لوك أنه لا مبادئ فطرية فى العقل ، فالتجربة هى التى تزودنا بكل المعرفة . والعقل ذاته صفحة بيضاء يكتب عليها الحس والتجربة بــــألاف الطرق ( ) . ويكفى فى رأيه إقناع القراء المنصفين بـــــزيف الأفكار الفطــرية ، وكيف أن الناس باستخدام ملكاتهم الطبيعية فقط قد يبلغون درجة اليقين دون اللجوء إلى أى من مثل هذه الأفكار .
فأى إنسان يمكنه أن يسلم بسهولة بأنه من غير اللائق افتراض أن الأفكار الخاصة باللون هى أفكار فطرية فى الإنسان الذى وهبه الله نعمة البصر والقدرة على استقبال الألوان من الأشياء الخارجية عن طريق عينيه . وبالمثل فإنه من غير اللائق أن نعزو حقائق متعددة للانطباعات والسمات الفطرية فى الوقت الذى يمكن فيه أن نلاحظ فى أنفسنا مواهب قادرة على أن تبلغ معرفة يسيرة ومؤكدة بهذه الأشياء كما لو كانت منطبعة أساساً فى عقولنا ( ) . 
واذا كان لوك هو رائد حركة التنوير فى إنجلترا ، فإن هيوم هو أكبر ممثل لهذه الحركة .. فلقد سار هيوم بالمعضلة الديكارتية التى تتعلق بالفكر والمادة الى حد بدأ معه الشك بالتأكيد . كان هيوم أحد المتسائلين المدنيين عن الوحى وعن مذهب إثبات وجود الله مه إنكار الوحى ، أو " الديانة الطبيعية " . وهو أكثر ابتكاراً عندما يتسائل عن الصدق بمعنى اليقين الثابت المطلق الميتافيزيقى – صدق الأحكام العامة التى وصل اليها رجال العلم . إن العقل عند هيوم ذاتى كالحواس ، أو هو على الأقل نقل أو تقرير للواقع على صورة لا يمكن التثبت من صحتها فى نهاية الأمر . ولقد وجد هيوم – كغيره من المتشككين فى قدرات الناس العقلية والخلقية – فى التقاليد والعادات والعرف أساساً أثبت للحياة فوق هذه الأرض . وهكذا انتهى الى موقف يناقض موقف أهل زمانه بشكل فريد إذ كان يعتقد فى القديم دون الجديد . وهو يعترف بمكانة العاطفة فى أعمال الناس وإن يكن ذلك فى غير حماسة بشكل فذ . إن هيوم لم يكن فى صميمه ذلك المتشكك بمقدار ما كان ذلك المتعقل الذى مل التعقل ( ) . 
وطور جون ستيوارت مل مفهوم التسامح فى كتابه المعنون "عن الحرية" ( 1859 ) إذ ارتأى أن التسامح يمتنع معه الاعتقاد فى حقيقة مطلقة ، أى تمتنع معه الدوجما. يقول " إن الحرية الدينية تكاد لا تمارس إلا حيث توجد اللامبالاة الدينية التى تنبذ إزعاج سلامها بالمنازعات اللاهوتية . وحتى فى البلدان المتسامحة ثمة تحفظات على التسامح لدى معظم المتدينين , فالإنسان قد يحتمل الانشقاق إزاء أسلوب الكنيسة ، ولكنه لن يحتمل التسامح إزاء الدوجما" ( ) . 
وإذا كان التنوير فى إنجلترا قد وقف موقفاً فكرياً معيناً تجاه الفلسفة التقليدية هو الرفض والنقد معاً، فإن فلسفة الأنوار فى فرنسا بدأت بالنقد العنيف للدين .. فقد أخذ العداء للدين ورجاله فى فرنسا صورة شعبية وغالى ديدرو والانسيكلوبيديون فى آرائهم حتى انتهوا إلى الإلحاد الصريح . وكان الغرض الأساسى من نشر الأنسيكلوبيديا هو تنوير الشعب وتحرير العقول بواسطة العلم. ولقد قال رامزى ، الخطيب " سوف نشرح فى الأنسيكلوبيديا ( دائرة المعارف الفرنسية ) كلمة الصناعة الفنية ( تقنية Technique ) . ولن نكتفى بتعريفها تعريفاً لفظياً فحسب ، بل سنعرض تاريخاً للعلوم والفنون ، وسنقدم مبادئها العامة ونبين كيفية ممارسة هذه الصناعة . وهنا ستظهر الأنوار التى أشرقت فى جميع الأمم ، وسوف يقدم هذا العمل كل ما هو جميل وعظيم ومشرق ومنير ونافع فى كافة العلوم الطبيعية وفى كل الفنون والآداب الجميلة . وسوف يزداد هذا العمل تألقاً مع الزمن . وهكذا سوف تنشر فى أوروبا كلها تذوق الآداب والفنون الجميلة " ( ) . 
ولقد بدأت فلسفة الأنوار فى فرنسا بالنقد العنيف للدين فى جميع المجالات . فمثلاً بالنسبة للجنس، اهتم الفلاسفة الفرنسيون فى القرن الثامن عشر اهتماماً قوياً بالمسائل المتعلقة به، ولكنهم كانوا بعيدين كل البعد عن النظر إليه بوصفه وسيلة للتناسل ، لقد كان بالنسبة لهم شيئاً يمكن الاستمتاع به لذاته ، وسخطوا سخطاً شديداً على القيود التى فرضتها عليهم الأخلاق الدينية . كما حاولوا التحرر من كل إلزام دينى فقد أرادوا كذلك تدمير كل القواعد الأخلاقية المنظمة للعلاقات الجنسية ( ) . 
وقام التنوير الفرنسى ، كالتنوير الإنجليزى ، على ثورة العلم وانتصاراته ... فإذا كان لإنجلترا على وجه العموم النصيب الأوفر من العقول البذرية التى انبتت أفكار التنوير ، فإن الفرنسيين فوق كل شىء هم الذين نقلوا هذه الأفكار فى أنحاء أوروبا وروسيا ، بل فى كل الأماكن الخارجية النامية للمجتمع الغربى فى جميع أنحاء العالم . ومن هؤلاء فولتير ، الذى تجد فى مؤلفاته التى تربو على التسعين كل الآراء التى بدأ بها عصر التنوير معروضة عرضاً واضحاً فيه فطنه وذكـــاء فى كثير من مواضعه ( ) . 
وانتهى التنوير الفرنسى مع فشل الثورة الفرنسية ، ولذلك يقول برلين: "إن فشل الثورة الفرنسية فى إنجاز الجزء الأكبر من أهدافها المعلنة هو ما شكل نهاية التنوير الفرنسى كحركة ونظام " . ( ) ومن فرنسا انتقلت فلسفة الأنوار إلى ألمانيا . فكان بعض العلماء والأنسيكلوبيديين الفرنسيين أعضاء فى الأكاديمية الملكية فى بروسيا مثل ديدرو و دالمبير . ثم تفتحت ألمانيا لحركة التنوير الإنجليزى وتأثرت باتجاهاتها النظرية فى مجال الفلسفة والأدب والشعر . ويعتبر ليبنتز ناقل فلسفة الأنوار إلى ألمانيا ومؤسس هذه الحركة التى رسم لها طريقها وحدد لها غاياتها. ولقد قال فى البحث عن الكلمة : " لا شىء يمكن أن يدخل الغبطة إلى نفوسنا إلا التنوير الذهن وخضوع الإرادة له ، وأن نبحث عن هذا النور فى معرفة الأشياء التى تسمو بالذهن إلى الأعلى ( ) . 
ورفض ليبنتز وجود أى تمييز حاد بين ما هو فطرى وما يأتى عن طريق التعلم : " أنا أوافق على أننا نتعلم الأفكار والحقائق الفطرية إما باعتبار مصادرها أو بالتحقق منها من خلال الخبرة .. وكذلك فأنا لا أستطيع أن أقبل القضية القائلة " إن كل ما يتعلمه الشخص هو غير فطرى" . فحقيقة الارقام هى فينا ، ولكن مع ذلك فنحن نتعلمها إما بانتزاعها من مصادرها حين نتعلمها من خلال برهان إيضاحي ( وذلك مما يؤكد فطريتها) أو بواسطة اختبارها ، مثلما يفعل الرياضيون العاديون .. وهكذا فالرياضيات والهندسة بكاملها فينا فعلياً بحيث نستطيع إيجادها هناك حين نتأملها بانتباه وننظم ما فى عقولنا . ( وبصورة عامة ) لدينا كمية غير محدودة من المعرفة التى لا نعيها دائماً حتى حين نحتاجها . أما الحواس مع أنها ضرورية لكل معرفتنا الفعلية فإنها ليست كافية لتمنحنا إياها بشكل كامل ، فهى لا تعطينا أى شىء غير أمثلة من الحقائق الجزئية والفردية . فالحقائق الضرورية كما نجدها فى الرياضيات الخاصة وبخاصـــة فى علم الحساب والهندسة لا تخضع مبادئها للحواس ولحكمها على الرغم من أننا لا نستطيع أحياناً أن نتفق التفكير فيها إلا باستخدام الحواس . . . . فالعقل وحده هو الذى يضع القواعد الضرورية والروابط اللازمة بينها ... " ( ) . 
وكثيراً ما ينظر إلى كانط على أنه الفيلسوف الذى قام بتجميع إنجازات التنوير ، وتحديد حدوده المعرفة التجريبية وتأسيسها وفقاً للعقل الخالص وفى ضوء الأخلاقية الخاصة بها بعيداً عن مظاهر عالم الفينومينا . لكن الفلسفة الكانطية بكاملها بعظمة تكوينها كانت معروفة لعدد قليل جداً من الناس فى القرن الثامن عشر ومن الصحيح ، من خلال دراسة مثل هذا النمط الفلسفى ، معاملة فيلسوف كونجسبيرج على أنه رجل حول أفكار عصرة إلى نظريات فلسفية ، بدلاً من دراسة عمله بطرق فلسفية خالصة أو كنقطة بداية لطرق جديدة فى التفكير( ) . 
لقد تناول الفيلسوف كانط موضوع التنوير فى مقال له بعنوان " جواب عن سؤال : ما التنوير ؟ " نشره عام 1784 فى مجلة برلين الشهرية . ويعد هذا المقال المختصر إحدى أكثر المحاولات المدونة لمعرفة معنى "التنوير " . وفيه يقول كانط : " التنوير هو خروج الإنسان من قصوره الذى أقترفه فى حق نفسه ، وهذا القصور هو عجزه عن استخدام عقله من دون معونة الأخرين " .. و" ان تكون جريئاَ فى أعمال عقلك " أو " تكون لديك الشجاعة للمعرفة. وهذا هو شعار التنوير كما قال كانط فى بداية مقاله". ويقدم كانط صورة أكثر تعقيداً للتنوير فيقول" يجب أن يكون الاستخدام العام لعقل الإنسان دائماً من أجل الحرية وهذه الحرية هى وحدها التى تؤدى إلى تفشى التنوير بين الناس ( تنير الناس ) فربما يكون الاستخدام الخاص للعقل محدوداً للغاية " . فيجب على الحكام أن يعملوا من أجل الحرية ويقللوا من تفشى الفوضى وعدم الأمان فى المجتمع . وكانط يطرح المشكلة بطريقة مختلفة. كما فعل مندلزون : ماذا يحدث لو فكر الناس من دون حدود ؟ هل هذا التفكير يؤدى بالضرورة إلى نتيجة إيجابية ؟ ويعلن كانط عدم رضاه عن هؤلاء المعاصرين الذين يرون عصرهم فى حالة من التطور غير المحدود تجاه تحقيق الإمكانيات البشرية أو تنفيذ أولويات اجتماعية وسياسية " عقلية " . ويتفق كانط مع مندلزون فى أن " التنوير " كان عملية ولم يكن مشروعاً متكاملاً ، عملية مليئة بالمشاكل والمخاطر . فإذا سئلنا الأن : هل نحن نعيش فى عصر الاستنارة ؟ ، فإن الإجابة هى : لا ، لكننا نعيش فى عصر التنوير . ( ) 
إن التنوير عند كانط يعنى ألا سلطان على العقل إلا العقل ذاته.. فلقد نادى كانط بمبدأ البقاء على العقل بالعقل : "نعم يا أصدقاء الإنسانية ويا أصدقاء أقدس المقدسات فى نظرها . لا تجادلو فى شأن العقل ، فهو الخير الأسمى على الأرض وحجر المحك لكل حقيقة " ( ) . 
لكن مع هذا فإنه حتى بالنسبة لكانط و مندلزون ، كلمة التنوير لم تكن سهلة التعريف ، فلقد بدا لهما أن التنوير يقدم نفسه كسلسلة من العمليات والمشاكل أكثر من كونه قائمة مشاريع فكرية يمكن وصفها بشكل دقيق . وبوجه عام ، فإنه حتى عشرين عاماً مضت كان مؤرخو هذه الفتره يفكرون – عادة فى التنوير على أنه ظاهرة موحدة نسبياً فى تــــاريخ الأفكار ، والتى تنتج بواسطة القاعدة التى وضعها " مفكرون كبار " مثل مونتسكيو(1689– 175)وديدرو(1713– 84) وكانط. فلقد تقاسم هؤلاء الثلاثة الخصائص الواضحة بكونهم بيضاً وذكوراً ، ومن أوروبا الغربية . وبمعرفة الخلافات الكثيرة بين هؤلاء " المفكرين الكبار " فإن المؤرخين مازالوا يتجهون عادة لرؤية أفكارهم ، أفكار التنوير فى التحليل الأخير على أنها متماثلة نسبياً . فهم يتفقون فى عدة نقاط منها : النظر إلى التنوير على أنه كان رغبة لأن توجه الأعمال البشرية بالعقل أكثر من الإيمان ، أو الخرافة أو الإلهام ( الوحى ) ؛ والإعتقاد بقوة العقل الإنسانى وقدرته على تغيير المجتمع ، وتحرير الفرد من سلطان العادة أو الإلف واستبداد السلطة أيا كان نوعها ؛ والإيمان بالعلم والتمسك به عالمياً أكثر من الدين أو التراث . ( ) 
ورأى مندلزون أن مصطلح " التنوير " يصعب تعريفه لأنه عبارة عن " عملية " لم تكتمل بعد ، تربية الإنسان أو تعليمه ، تعليمه كيفية استخدام "العقل " – الكلمة المفتاح فى التفكير " التنويرى " . وفى الوقت نفسه كان مندلزون على وعى تام بأن التطور غير المحدود " للعقل " فى الأفراد يمكن أن يتعارض مع دورهم كذوات ومواطنين ." فالعقل " إذا استخدام بشكل كبير ومن دون حدود فى البحث والدراسة ، فإنه قد يحلل النظام الإجتماعى والدينى والسياسى إلى عماء أو فوضى ويترك الناس منعزلين فكرياً ، فتظهر صور عديدة من ( الواحدية الفكرية) . ( ) 
وبوجه عام ، فإن عصر التنوير هو عصر العقل : لكن ما طبيعة العقل فى عصر التنوير ؟، وبعبارة أخرى ما هى الخصائص التى يتميز بها العقل فى هذا العصر من عصور الفكر؟ أولاً : لم تعد وظيفة العقل الأساسية هى القدرة على القياس والأستنباط مثل أرسطو . لكن مع تقدم العلم أصبحت وظيفته الأساسية هى الكشف عن قوانين العالم فى كافة مجالات العلم والمعرفة مثل نيوتن . 
ثانياً : أصبح للعقل فى هذا العصر منهج جديد للتفكير يتفق تماماً مع تقدم العلوم الطبيعية . وهذا المنهج هو منهج التحليل ، أى تحليل الظواهر من أجل الكشف عن المبادىء التى تخضع لها . ومن هنا بدأ العقل يسير فى طريق مختلف عن الطريق الذى رسمه له ديكارت من قبل . كان منهج ديكارت يبدأ بالحقائق الأزلية الأبدية أو بالمبادىء اليقينية بينما العقل فى عصر التنوير والعلم يبدأ أولاً بالتنقيب والبحث عن الظواهر والوقائع ثم يحللها ليكشف المبادئ 
والأصول التى تخضع لها ، وقد زالت فكرة الضرورة فى هذا العصر وأصبحت المبادئ مجرد قواعد مقنعة بالنسبة لما تعرفه من الظواهر .
ثالثاً : إن أروع ما أكده العلم الحديث فى هذا العصر " عصر نيوتن " هو أن الظاهرات تنتظم فى الوجود وفقاً لنظام رياضى دقيق وعلى العقل أن يعين هذه الصورة الرياضية للوجود . فالتوافق بين العقل والوجود أصبح أمراً مؤكداً بالعلم ويقيناً ولا شك فيه .( ) 
رابعاً : كان العقل للرجل العادى فى العصر التنوير هو كلمة السر الكبرى لعالمه الجديد . العقل هو الذى يسوق الناس إلى فهم الطبيعة ، وبفهمه للطبيعة يصوغ سلوكه طبقاً لها ، وبذلك يتجنب المحاولات العابثة التى قام بها فى ظل أفكار المسيحية التقليدية الخاطئة وما يحالفها فى الأخلاق والسياسة مما يناقض الطبيعة .. والرجل المستنير كان يعتقد أن العقل شىء يمكن لكل إمرئ أن يستناره ، فيما خلا قلة بائسة معيبة . كان العقل مكبوتاً بل كان ضامراً بفعل سيطرة المسيحية التقليدية أمداً طويلاً . أما فى القرن الثامن عشر فإن العقل استطاع مرة أخرى أن يسترد سلطانه ، وأن يؤدى لكل إنسان ما أداه لرجال أمثال نيوتن و لوك استطاع والعقل أن يبين للناس كيف يسيطرون على بيئتهم وعلى أنفسهم ( ) .
وقد لعب التنوير دوراً مؤثراً تجاه التحول من النظرية إلى الممارسة ، من مجرد النقد إلى القيام بعمل لتحسين التعليم ، والزراعة ، والعلاقات الاجتماعية ، والحياة السياسية وإصلاحها . وأدى لظهور المطلقية المستنيرة ، وكذلك اثنان من النظم الجماهيرية الكبرى – فى فرنســــــــا وفى أمريكــــا الشــــمالية وكـــــان رد فعـــــــل ضد الباروكيه ، والأرثوذوكسية ، والحركات المضادة للإصلاح . وكما وجدت التيارات الدائمة للنزعة الإنسانية طريقها المتحرر من كل القيود ، وكما قال ألبرخت فون هاللير أن الإنسان الذى يفكر بحرية يفكر بشكل جيد ... بدأ الناس فى عصر التنوير ينظرون إلى المستقبل وليس إلى الماضى ، للأمام لا للوراء ؛ إذا نظروا إلى الماضى يكون ذلك بالتركيز على فترات القوة والإبداع كما هو الحال فى اليونان القديمة وعصر النهضة الإبداعي ، وإعادة اكتشافها الآن . ( ) 
وهذا ما أكده جيدنز حيث قال : " لقد انطلق فلاسفة عصر التنوير من رؤية بسيطة لكنها كانت شديدة القوة . فقد اعتقدوا فى القول بأنه كلما أمكننا أن نفهم أنفسنا والعالم بقدر أكبر من التعقل ، كلما تمكننا من أن نوجه التــــاريخ لأغراضنا . ولذلك يجب أن نحرر أنفسنا من عادات الماضى وتحيزاته حتى نستطيع التحكم فى المستقبل " . كما صاغ ماركس ، الذى يدين بقدر كبير من أفكاره لفلاسفة عصر التنوير، هذه الفكرة فى بساطة شديدة . فقد قال بأن علينا أن نفهم التاريخ لكى نصنع التاريخ . ( ) 
لكننا نلاحظ مع ذلك ، أن حركة التنوير كانت تعمل بجلاء على هدم النظم القائمة . . وأن رجال التنوير لم يكونوا على اتفاق فى الرأى ، بل إن انقساماً عظيما ً نجده فى صفوفهم انقساماً لم تلتئم ثغرته بعد ... وحركة التنوير ليست عقيدة جديدة كل الجدة تقتلع أخرى قديمة كل القدم . إنما هى سلسلة من التجارب ، والاتجاهات ، والنظرات ، قديماً وحديثاّ ، وهى جزء من الأجزاء التى تتكون منها عصارة أو لب الثقافة الحديثة كما يرى العاشق المفتون للسلام والبساطة . ( )
ولذلك يرى برلين أن التنوير حركة فكرية ، يتم تعريفها فى إطار محتواها الفكرى . وهذا هو الأقرب لما نسميه تصور الفلاسفة لطبيعة التنوير . لكن برلين لم يعترف بالرؤية الكانطية الأكثر حسماً للتنوير لدى الفلاسفة : والتنوير كحركة فكرية ربطه برلين أساساً بالفلاسفة الفرنسيين ، وظل تصوره له متاحاً للمؤرخين العاديين ؛ وعلاوة على ذلك ، فإنه بعيداً عن المؤرخين ، كان التنوير عنده متاحاً للقارئ العادى وللجمهور المحتل بسماع خطبه الشهيرة ، سواء بشكل مباشر أو عبر الراديو . وحتى بالرغم من أن اهتمامه بالتنوير يتفق تماماً مع رغبته فى استكشاف الحركة " المضادة للتنوير " فمن المحتمل أن يكون الشعب البريطانى بحد الحرب قد فهم التنوير وتعلم مثله منه أنه ميراث مهم للحداثة أكثر من أى شخص أخر . ( )
ولا شك أن عرض برلين لأفكار الحركة المضادة للتنوير كان على المدى الطويل مفسداً بشكل كبير لسمعة التنوير فلقد ربط التنوير بعدة أفكار بسيطة : تماثل الطبيعة البشرية ، والعمومية الدائمة للقانون الطبيعى كقاعدة للسلوك البشرى الأخلاقى ، والإيمان بإمكانية اكتشاف غاية مثالية للمجتمع البشرى ووجوب السعى إليها . وضد هذه الأفكار تعامل برلين مع أسس الحركة المضادة للتنوير : أن تنوع الطبيعة البشرية كان أكثر وضوحاً وقيمة ؛ وأن الأعراف والقواعد الأخلاقية البشرية قد اختلفت عبر الزمان والمكان ؛ وفوق كل ذلك ؛ أن المحاولة لتعريف ثم رفض منتج مثالى مفرد للمجتمع البشرى كانت خاطئة وشديدة الخطورة . وكان برلين حريصاً على أن لا يتخذ أى جانب . وهو لم يخف الجانب المظلم للرواد المؤيدين للحركة المضادة للتنوير ، جوزيف دمستر على وجه الخصوص . ومع ذلك فإن الاهتمام الذى خصصه للحركة المضادة للتنوير يلقى الضوء على التنوير الذى تتصف أفكاره بإنها شديدة الصرامة كما لخصها . وسواء قصد ذلك أم لا ، فإن طريقة برلين فى دراسة التنوير قدمت تشجيعاً لهؤلاء المفكرين الذين رغبوا فى الإيمان بأن مثله الكونية تمكن وراء بعض الشهور الكبرى فى العالم الحديث . ( ) 
ومن خلال تأثر برلين بالرومانسية والحركة المضادة للتنوير فإنه اهتم بعقلانية التنوير التى أصبحت التدعيم التقليدى لليبرالية .( ) 

وبشكل أكثر تحديداً فإنه رفض المبدأ التنويرى للقانون الطبيعى ، الذى بناءً عليه يوجد نسق كونى من القيم يتمسك به أفراد الجنس البشرى . وبرغم ذلك فإان برلين ظل ليبرالياً مصراً على أن المبادىء الليبرالية الرئيسية يجب أن تبنى على قبول مختلف للقيم غير المتكافئة بل والمتناقضة . ورأى أن المشكلة الرئيسية لليبرالية فى عالم ما بعد الحداثة كانت كيفية تفسير قيمها الرئيسية من دون فروض عقلانية التنوير المثيرة للمشاكل . 
سمو النعجة وعصر التنوير العربي
يقال عنا، وبعض القول نحير في الرد عليه، إن العرب لا يحبون النظر إلى أنفسهم في المرآة، لأنهم لو فعلوا ذلك لأصيبوا بالصدمة، إذ سيرون وجوههم على غير ما يظنونها، وعلى غير ما يزينها لهم خيالهم الواسع، فنقول نعم هذا ينطبق على حكامنا فقط. ويقال عنا أيضا إننا نغلف كل شيء قبيح بأغلفة من الكلمات والتعابير الرنانة والطنانة التي تجعل آذان الذين لم يألفوها تشعر بالخدش. مثلا، حين يرد اسم رئيس أو حاكم في الغرب في نشرات الأخبار المرئية، والمسموعة، والمقروءة، فإنها ترد مجردة من الألقاب، بل حتى من كلمة "السيد"، بينما الحاكم العربي لا يرد إسمه إلا مسبوقا بسلسلة من الألقاب وتلحقه الأدعية والصلوات. إنه شيء مقيت. نقول، نعم هكذا هم حكام العرب.
 ما عسانا نقول؟ هذا واقع الحال، ولكن، إذا أردنا نحن أن نتكلم في هذا الأمر فإننا لن نقف عند حد الألقاب التي تسبق الإسم، ولا الأدعية التي تليه، بل سننظر في الوسط، في الإسم نفسه. هناك مثلا بعير أجرب يظن نفسه أميرا. هذه هي المصيبة! وحين نعرف هذا لا نبالي بأية ألقاب وأدعية يلف نفسه، بل نهتم بحقيقة أن هناك بعيرا يتسمى بأمير. وهناك أيضا تيس يحلو له أن يسمى بـ "خادم الحرمين"، ونحن ما عسانا نقول؟ لا نقول غير إننا نعتقد أن أبا الطيب المتنبي لو عاد اليوم لكان كتب قصيدة إعتذار إلى كافور الأخشيدي لأن "خادم الحرمين" هذا وحاشيته أجدر من كافور بأن يقال فيهم:
ما يقبضُ الموتُ نفسا من نفوسهِمُ ... إلا وفي كفّهِ من نَتْنِها عودُ
 هذه هي مصيبتنا حكام خراف، وبعران يحسبون أنفسهم مخلوقات لها صفات ما أنزل بها الله من سلطان. إننا نعيش في عصر الظلمات والملوك والأمراء التيوس، والشيوخ المتخلفين عقليا.
 ولكن، من حقنا الآن أن نتفاءل، فقد تكون هذه المرحلة الكئيبة في التاريخ العربي على وشك الغروب، ويكون عصر التنوير قد حلّ أخيرا في ربوعنا. رغبة التفاؤل هذه أطلقها فينا سمو النعجة حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها في الوقت نفسه، حين أعلن على الملأ، وبصراحة متناهية اكتشافه حقيقة كونه نعجة، لا غير. ولا شك في أنه، وهو يشغل هذه المناصب في قطر، وفي الوقت نفسه ابن عم لشيخ قطر، قال ذلك أصالة عن نفسه، ونيابة عن ابن عمه سمو النعجة حمد بن خليفة. هذا نصر مبين للحق على الباطل فيما يزعمون. ها هي الحقائق التي يطلقها من عقالها عادة عصر التنوير صارت تتكشف لنا، بل يكشفها لنا الشيوخ النعاج من حيث لا يعلمون.
 لا ينبغي لنا أن نأخذ هذا الإعتراف التاريخي لسمو النعجة القطري إلا على محمل الجد، ونقدر له هذه الجرأة التي أدخلتنا فجأة في عصر التنوير، فهذه هي المرة الأولى التي يتجرأ فيها حاكم عربي بهذا الوزن على النظر إلى نفسه في المرآة، ثم يخرج على الملأ ويصف ما رأى. شكرا لسمو النعجة رئيس وزراء قطر.
 على أن هذا الكشف ربما لا يحمل لنا فقط بشائر خير في أننا دخلنا عصر التنوير، فقد تكون له تداعيات خطيرة على مستقبلنا، وحاضرنا، بل وعلى ماضينا، وعلى أجيالنا القادمة، وكيفية صياغة هويتهم، وكذلك على أمننا العربي. دعونا ننظر فيها أولا.
 نحن لا نعرف كيف سينظر أحفادنا إلى واقع أن عصر التنوير العربي بدأ بإقرار أحد الحكام بأنه نعجة، أي أن العرب نزلوا إلى هذا الدرك فصارت النعاج تحكمهم وهم غافلون، بينما عصر التنوير في أوروبا جلبه علماء، وفلاسفة! سيستحي أحفادنا، بلا شك، من ذكر إسم  النعجة العربية الأصيلة إزاء أسماء أولئك العلماء والفلاسفة. لكن أجيالنا القادمة ستكتب العشرات، بل المئات من الأبحاث، والدراسات، والروايات، والقصائد عن النعجة ومكانتها في التاريخ العربي المعاصر. نكاد نرى عناوين بعض الروايات، مثلا "مزرعة النعاج"، وأخرى "البرسيم والنهضة العربية"، وأخرى "الصحراء والنعاج وحقول البرسيم"، و "من مشيخة إلى حقل برسيم"، إلخ. ثم إن كل فروع العلوم في العالم العربي ستتأثر بشكل أو بآخر بمفهوم "النعجة"، وقد يظهر بعد قرن من الآن فيروس يطلق عليه الأطباء "فيروس النعجة العربية" الذي يسبب "جنون النعاج"، وقد يطلق علماء النفس العرب على مرض نفسي خطير يكتشفونه بعد سنوات من الآن اسم "عقدة النعجة العربية" على غرار عقدة أوديب. لا نعرف بالتحديد، لكن يمكننا التكهن، وحسب.
 إن تفضل سمو النعجة حمد بن جاسم بالكشف عن هويته، وهوية ابن عمه قد يغيّر ماضينا أيضا، فلو عاد قطري بن الفجاءة إلى الحياة، وشهد عصر التنوير الذي أطلقه مواطنه، سمو النعجة حمد بن جاسم، فإنه كان سيغيّر قافية رائعته إلى الجيم بدلا من العين، فينشد عن الحمدين شعرا من قبيل:
أقول له وقد أمسى "أميراً"
تخلفُ عقلكَ دائمٌ، وبلا علاج
وإنك لو لهمتَ ثرى دمشق
لعادت فوق رأسك مثل تاج

 فصمتا أيها المعتوه صمتا
وإلا ينتفون ريشك كالدجاج
وما للكبش خير في قرونٍ
إذا ما صار من صنف النعاج

ولو أخذنا البعد الزمني الثالث، إلى جانب المستقبل والماضي، فإننا سنرى أن كشف سمو النعجة عن هويته له تداعيات في الحاضر أيضا، ففي ليبيا سيصاب الناس بالصدمة، فقد كانوا يظنون أن حمد بن جاسم ضبع، فقد قال عن ضحايا الحرب على شعب ليبيا إنهم لم يكونوا مئة وثلاثين ألفا، وإنما فقط ثمانين ألفا. وهذا كلام لا يصدر إلا عن ضبع، لكن ها هو يكشف أنه مجرد نعجة، نعجة تقمصت دور الضبع. سيقولون "ولله في خلقه شؤون".
 أما على مستوى العالم، فإن الأوروبيين، بمجرد أن تترجم عبارات سمو النعجة إلى لغاتهم، سيصابون بالهلع، فقديما قال فيلسوفهم "إعرف نفسك .. إعرف نفسك"، وكان الأوروبيون لا يحسبون للعرب حسابا لأن حكامهم لم يكونوا يعرفون أنفسهم. وها هو ناقوس الخطر يقرع منذرا بدخول العرب في عصر التنوير بعبارة من أحد حكامهم كشف فيها الحقيقة الأخطر، ألا وهي أن الأوروبيين نصبوا نعاجا لحكم العرب. إن الخطر يكمن في أن العرب ستتكشف لهم، بعد هذه الحقيقة، كل الحقائق التي يحتاجون إلى انكشافها، الواحدة تلو الأخرى. وليس هناك أخطر من عدو يعرف الحقيقة، بأن بين حكامه نعاج بإعترافهم بعظمة ألسنتهم!!
 أما حكام العرب، فهم الآن في حالة خشوع، وخنوع، وركوع، فقد ظهر بينهم من يرحمه الله دونهم هم، فهم يعرفون ذلك القول الحكيم، إذ سمعوه منذ طفولتهم "رحم الله إمرءً عرف قدر نفسه". ها هو أخيرا حاكم عربي يعرف قدر نفسه، ويبوح بذلك دون أن يخاف لومة لائم.
 أما شيوخ الإسلام، وفي مقدمتهم النعجة العجوز يوسف القرضاوي، فقد هرعوا إلى كتبهم ليروا ما إذا كان أحد من السلف الصالح قد بشّر بظهور حاكم نعجة كعلامة من علامات يوم القيامة حتى يسارعوا إلى إضفاء القدسية اللازمة عليه باعتباره نعجة آخر الزمان.
 أما الأمريكان فحين يسمعون بذلك سيهزون رؤوسهم استنكارا لتصرفات سمو النعجة، ويقول قائلهم "قلنا له ألف مرة أن لا يحرجنا أمام الناس، لكن ها هو خرج متباهيا، ومزهوا، وكأنه يزف بشرى إلى حلفائنا!"
 أما الصينيون فأغلب الظن أنهم حين يعرفون بوقوع هذه المعجزة، فإنهم سيبحثون عن مؤلفات سمو النعجة حمد بن جاسم ليمنعوا ترجمتها إلى اللغات الصينية مخافة أن يبدأ سموه بمنافسة كونفوشيوس، وتغيير مفاهيم الصينيين عن التنين، وخلطها بمفاهيم عن النعجة العربية.
 حتى الهنود والروس، وقبائل الأسكيمو، وغيرهم، سيكون لهم كلهم رأي، وسيبدون قلقا حول الموضوع، وقد يخرج علينا أحد الباحثين في حضارة المايا، ويربط بين توقيت الكشف العبقري لسمو النعجة حمد بن جاسم عن هويته وبين كون تقويم المايا ينتهي في نهاية عام 2012، فربما كان المايا قد تنبأوا بهذا الكشف، واعتبروه نهاية التاريخ.
 على أن عصر التنوير يبدأ عندنا نحن بشكل ملموس، فالظلمات تنقشع، وتبدأ الحقائق بالهطول كالمطر، وصار جليا لنا الآن قبل كل شيء لماذا أخترعت قناة الجزيرة إسم "الربيع العربي" لهذه الأحداث التي بدأت في عالمنا العربي قبل سنتين، وأصرت هي وأخواتها على تمرير هذه التسمية، ونشرها حتى في لغات العالم الأخرى.
 الربيع العربي انكشف سرّه، فهناك، بلا شك، علاقة جدلية بين النعجة وبين الربيع، حتى إذا لم يكن عند النعجة إدراك لتعاقب الفصول. علماء النفس المختصون بالحيوان يخبروننا أن الحيوانات، تماما مثل البشر، تحلم، لكنها لا ترى في أحلامها غير ما تقتات عليه، فالكواسر تحلم بالطرائد، والقط يحلم بالفأر، والنعجة، خاصة إذا كانت قادمة من صحراء قطر، لا تحلم إلا بالبرسيم. بل ويقولون إن الحيوانات تكون لها حتى أحلام يقظة أيضا.
 هكذا إذن، فسمو النعجة حمد بن جاسم ينام ويصحو وهو يحلم بالبرسيم. ولهذا أعجبه إسم الربيع، إذ هو يعرف بالغريزة أنه موسم البرسيم، وسماه له الفيلسوف عزمي بشارة بـ "الربيع العربي" حتى يفتح شهيته لصرف الدولارات على جعله ربيعا لائقا بنعجة بهذه المكانة. لِمَ لا، فقد منّ الله على قطر بالنفط والغاز، فأين يذهب سمو النعجتين حمد وحمد بالمليارات التي يكسبانها من بيع خيرات قطر؟ وما هو الخطأ في أن يستثمراها في حقول للبرسيم تمتد من المحيط الأطلسي في الغرب حتى بحر عمان في الشرق أسوة بأولئك الذين يستثمرون أموالهم في شراء القصور وأنواع المتع واللذائذ؟ البعض يحب القصور والمتع، والبعض الآخر يحب البرسيم، "فهنيئا لكما، كل إمرءٍ يأكل زاده"، كما قال الشاعر العربي قديما.
 ولهذا أيضا نرى سمو النعجة، حين يكون جالسا إلى جانب نبيل العربي في اجتماعات الجامعة العربية، يسرح أحيانا، فيظن المرء أن سموه يفكّر، والحقيقة بانت الآن، فسموه لا يفكر فهو نعجة، وإنما يحلم، ويحلم، ويحلم بحقول البرسيم الأخضر الذي يعلو ارتفاعه على قامة الإنسان، ويتخيل كيف سيرعى فيها هو، وعشيرته، وذريته من النعاج. إن سموه يشعر، بلا شك، بالفخر والسعادة وهو يتخيل حقول البرسيم التي اشتراها هو وسمو النعجة ابن عمه على امتداد الأرض العربية.
 إنه عصر التنوير العربي قد بدأ بكل تداعياته وإسقاطانه، وخيراته الواعدة. وهناك من يبدي قلقا، وهناك من يعبّر عن فرحه، ومن هو متلهف لمعرفة الكشف التالي لسمو النعجة، ولكن هناك جماعة واحدة لا بد أنها تشعر بالخيبة والمرارة بعد هذا الكشف المبين، فهؤلاء الجماعة يحلمون أيضا، ولكن ليس بما يحلم به سمو النعجة حمد بن جاسم، وسمو النعجة حمد بن خليفة. إنهم يحلمون بجنّات فيها تين، وزيتون، ونخل، وأعناب، ورمان، وأنهار من لبن وعسل، وفيها الحور العين. تُرى كيف يشعرون الآن وهم يرون أن الربيع الذي يعملون من أجله تحت راية سمو النعجة حمد بن جاسم وسمو ابن عمه النعجة المتخلفة عقليا حمد بن خليفة ليس إلا مشروعا لإنشاء حقول ليس فيها غير البرسيم، والبرسيم، والبرسيم، ولا شيء غير البرسيم؟
 نحن نأسى عليهم، لكن لا نملك إلا أن نقول لهم، بلا تشفٍ "ادخلوها بسلام .. وكُلوا من حيثما شئتم". صحتين وهَنا
أمة اقرأ.. لاتقرأ

يتساىل الكثيرون لماذا نحن امة متخلفة ؟ لماذا نحن امة مستعبدة ؟ لماذا يستكثر علينا البعض حتى مجرد التطلع للحرية ؟ الجواب ببساطةشديدة لاننا امة لا تنتج المعرفة..والامة التي لا تنتج المعرفة امة لاتستحق الحرية..امة ثقافتها ثقافة العبيد لا تبدع ابدا الا في انتاج دكتاتور يعقبه طاغوت لان العبد الذليل لايمكنه العيش الا تحت سطوة واستلاب سيده. واقصى ما يحلم به هو تبديل السوط باخر
  نظرية المعرفة عندالغرب صاغها الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فردريك ..وتعرف بانها فلسفة العلوم وهي تتناول طبيعة المعرفة وشروط بناىها وارتباطها بمصطلحات الحقيقة والاعتقاد..ثم تذهب الى ماهو اعمق وجوهري الا وهو وساىل انتاج المعرفة، وتحددقيمة المعرفةبجدواها الاقتصادية وما تحققه من ريع وفاىدة.حيث اصبحت المعرفة في عصرنا صناعة يتم انتاجها وتسويقها بحيث امست مصدر اقتصادي رىيسي واصبح الاستثمار في مجال المعلومات واحد من اهم اوجه الاستثمار والانترنيت ابلغ دليل على ذلك
رغم ان اول كلمة نزلت في القران الكريم هي كلمة اقرا...ورغم ان خالق الكون سبحانه وتعالى يدعونا ويحثنا في العشرات وربما المىات من المواضع على التفكر والتدبر وعلى استخدام نعمة العقل وضرب لنا الامثال والعبر وامرنا ان نتفكرفي عظمةخلق السماوات والارض والعوالم والمجرات والكواكب، ولان الانسان هوالكاىن الوحيد المكلف من بين كل الخلق فقد جعل الله التفكر فريضة على كل البشر
  الا ان المذاهب الاسلاميةوبدون استثناء ابت الا ان تجمد العقل وتفعل النقل الذي طالما حذرنا منه سبحانه وتعالى ... هذا ماوجدنا عليه اباىنا.... وعلى مر التاريخ الاسلامي رمي بالتكفير والزندقة والردةوالانحراف كل من دعى لاستخدام العقل والفكر واولهم المعتزلة حيث جرى قتلهم وحرقهم وصلبهم والتمثيل بهم لمجرد انهم ادخلو العقل والعدل الى القاموس الاسلامي رغم ان العدل والقسط فريضة ورد ذكرها في القران اكثر من فريضة الصلاة او الصوم او الحج بل ان اهم اسباب ارسال الرسل هو لاقامةالقسط والعدل. غير ان كلمة العدل اصبح حالها مثل حال كلمةالعقل سبة وردة وكفر يعاقب من اتهم بها بالقتل والنفي والسجن
 وعلى حد قول الباحث السعودي في التاريخ الاسلامي حسن فرحان المالكي ..لم اجد كتابا واحدا او حتى بابا واحدا في كتاب وعلى مر التاريخ الاسلامي يبحث في العقل او العدل رغم اني وجدت المىات من الكتب تبحث في النجاسة والطهارة والتبرز والتبول ابن سينا ، ابن رشد، الرازي،ابن حيان، الفارابي،الكندي،ابن المقفع،الغزالي،المعري،الخوارزمي،ابن الهيثم،الجاحظ،ابن خلدون،ابن بطوطة،الكواكبي،المتنبي، والعشرات الاخرون نحفظ اسماىهم من خلال ماقدموه من عطاء للمسيرة البشرية ولكننا لانعرف كيف انتهت حياة الواحد منهم ولا ماتعرضو له من عذاب وجحد وذل ومهانة.. ابن سينا...امام الملحدين الكافرين بالله ورسول الرازي.....ضال ومضلل ابن المقفع...زنديق كافر ...قتل وقطعت اوصاله ابن حيان..مرتد كافر...سفك دمه الحلاج...كافر...صلب المعري..من مشاهيرالزنادقه ابن رشد والغزالي..زنادقة حرقت كتبهم الفارابي..ملعون كافر لسان الدين بن الخطيب...كافر..خنق واحرقت جثته ابن الفارض..كافر..طورد حيثما حل الجاحظ...ضال..مبتدع..زنديق الكواكبي..المتنبي..ابن بطوطة..ابن خلدون..ابن الهيثم..كفره..زنادقة..مبتدعة والسؤال الذي يطرح نفسه..لماذا كفر واضطهد وقتل كل هؤلاء الكواكب ..ولماذا قيل ان من تمنطق تزندق..وان الكفر والفكر تعني شيىا واحدا لانهما من نفس الحروف؟
الجواب واضح ..فقط لتكريس الجهل والتخلف ومصادرة محفزات الابداع من المجتمع وكبح جماح حريةالفكر..ومن ثم التعايش مع مجتمع الخرافة..حيث تبقى الامة في سبات داىم لان مجتمع الخرافة لا يمكنه انتاج المعرفة ..وكما يقول سبحانه وتعالى..انك لاتسمع من في القبور.. ولكي تبقى هذه الامة امة عبيد ويبقى ترياقها الاضطهاد والدكتاتورية..عكس الامم التي تنتج المعرفة حيث ان ترياقها الابداع والحرية. اننا احوج مانكون الان الى الخروج من مجتمع الخرافة والتخلف حيث امسى على المحك وجودنا وبقاىنا..ولكوننا امة وعكس كل الامم رهنت وسخرت حاضرها ومستقبلها لاحياء ماضيها ..ولكون الماضي مرتبط ارتباط عضوي بالتراث الديني ..امست الدعوة الى مراجعة وتنقية هذا التراث السقيم الملءي بالدجل والكذب والخرافات والاساطير والقتل ومعادات الاخر واحتقار المراة ..امست اكثر من ملحة وعاجلة وهي دعوة لاتقتصر على تراث طاىفة دون غيرها بل تشمل كل الطواىف والملل والنحل الاسلامية.. وكما هو الحال سابقا فان الدعوة الى استخدام العقل وتنقية التراث التي اطلقها بعض الباحثين والمفكرين تجابه حاليا ومن قبل نفس تيارات التخلف والشعوذة والجهل بنفس السلاح القديم ..التكفير..الردة..الضلالة..التحريف
المفكر الدكتور فرج فودة..صاحب كتاب الحقيقة الغاىبة، نكون او لا نكون،النذير،الطاىفية الى اين؟ كفره الازهر واغتل عام ١٩٩٢ على يد ارهابي من الجماعة الاسلامية لا يعرف القراءة
المفكر الدكتور علي شريعتي..صاحب كتاب دين ضد دين،الاسلام والانسان، التشيع العلوي والتشيع الصفوي..لا يعرف على وجه التحديد من المسوول عن اغتياله في لندن ١٩٧٧هل هي السافاك الايرانية ام واحد من غلاة الشيعة ؟
المفكر الاسلامي الدكتور احمد صبحي منصور..صاحب كتاب القران وكفى،المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين،حرية الراي بين الاسلام والمسلمين..فصل من الازهر في الثمانينيات ثم اغلق له مركز ابن خلدون ..اتهم بالردة والكفر..اضطر الى الهرب والعيش في الولايات المتحدة
المفكرالاسلامي الدكتور سيد القمني..الحاىز على جاىزة الدوله المصرية ..صاحب كتاب اهل الدين والديقراطية،الحزب الهاشمي،حروب دولة الرسول..اشتهر بتصديه للفكر الذي تؤمن به جماعات الاسلام السياسي..كفر واعتبر مرتدا واضطر الى الاستتابة والتبرا من كتبه
الدكتور المفكر السوري محمد شحرور..صاحب كتاب تجفيف منابع الارهاب،الاسلام والايمان،نحو اصول جديدة للفقه الاسلامي...نعت بالضلاله ويحاول السلفيين اخراجه من الملة. المفكر الاسلامي جمال البنا..توفي عام ٢٠١٣..صاحب كتاب نحو فقه جديد،الاسلام دين وامة وليس دينا ودولة،الاسلام وحرية الفكر..اتهم بالكذب على الامةوالقدح في ثوابتها وكفر من قبل جماعة الاخوان رغم انه الاخ الاصغر لموىسس الجماعة المؤمن بالعنف حسن البنا
المفكر والباحث الاسلامي حسن فرحان المالكي..صاحب كتاب قراءة في كتب العقاىد،داعيةليس نبيا،حرية الاعتقاد في القران الكريم والسنة النبوية...طرد من سلك التعليم في السعودية ومنع من السفر ..اعتبر رافضي ..يتعرض لهجوم شديد من قبل التيار السلفي التكفيري
الباحث الاسلامي الدكتور اسلام البحيري..خاض معركة حقيقية مع الجماعات التكفيرية والسلفية في عهد الاخوان
الدكتور عدنان ابراهيم..فلسطيني مقيم في النمسا..مازال يخوض صراعا مضنينا مع التيار السلفي التكفيري..صاحب مشروع فكري تجديدي اتهم في عقيدته لغلبة العلوم العقلية عليه
اخيرا هل هناك بريق من الامل في هذه الامة ؟ هل هنالك ضوء في نهاية النفق كما يقال ؟ لا اظن لاني لا ارى نفقا ولا ضوءا..بل هي هوة عميقة ليس لها مخرج. قبل ٨٧ عاما وبعد ان ياس تماما من التغير في هذه الامة قال سعد زغلول كلماته الاخيرة وه
بديع الكلام في تأرجح الأنام مابين المذلة والاكرام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

لعل الكرامة والكرم والاكرام هي من نعائم رب العباد على عباده حيث تكون آدميته ورفعته مضمونة مادام الحق قائما والعدل دائما  وان كانت سيرة ومسيرة الكرامات وخير اللهم اجعلو خير في عالمنا علربي بالصلاة على النبي صعودا وهبوطا مسابقة تسعيرة البورصات وتناطح الأسواق والبازارات تماما كما يحصل في ماتبقى من غابة بشرية أذهلت أهل الحكمة من البرية ووضعت المبادئ والقيم في النملية
حكاية اليوم هي مقارنة بين مشهدين نأمل في كونهما عبرة لأولي الألباب في مضارب النشامى والأحباب
حكاية المشهد الأول هي في متصوف من الفقراء الى ربهم تعالى من العثمانيين أيام زمان وتحديدا في منطقة الفاتح في استانبول وهي منطقة تسمى هكذا تيمنا بالسلطان العظيم محمد الفاتح عليه وعلى كل شرفاء الأمة أعطر التحيات والسلامات والبركات
الرجل واسمه خير الدين أفندي كان عندما يرى مالذ وطاب في أسواق استانبول كان يضع ثمن الطعام في جيبه ويقول كأني أكلت -بالتركية صانكي يدم- حيث كان يوفر مايزهد به على نفسه من نقود لبناء مسجد يذكر فيه اسم الله سبحانه وتعالى. وبعد صبر الزاهدين في سنين عجاف كان للرجل ماأراد ودخل الرجل التاريخ تماما كالفاتح العظيم محمد الفاتح في صفوف الصالحين ممن أدوا وكل على طريقته دروسا وعبر لأولي الالباب لعلهم يعقلون.
المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة وقفزا من الصورة الجميلة لرجال كرام رفعوا رأس الأمة اسما وعنوانا الى مشهد ذل واذلال بات خبزا يوميا في عالمنا العربي بالصلاة على النبي
المشهد المذكور أتى من مصر المحروسة على ساكنيها وكل شريف في هذه الأمة أعطر التحيات والبركات منوها الى أن المشهد هو على سبيل المثال لا الحصر وهو مشهد يتكرر مع شديد الأسف في العديد من مضاربنا العربية ذات الطلة المخملية.
المشهد يتلخص في أن مقدم احد البرامج في احدى القنوات الفضائية الخاصة كان يتحدث مع الوزير المختص حول أزمة رغيف العيش وازمة الأنبوبة الحبوبة -ويعني هنا انبوبة الغاز- حيث وقع ماتيسر من شهداء وجرحى رحم الله من قضى منهم وأكرم من جرح منهم بالشفاء العاجل آمين يارب العالمين -وأنوه الى تسمية هؤلاء شهداء وبكسر الهاء مهما ادعى في مصيرهم بعض مفبركي الافتاء من دعاة السلطان وصانعي الدهاء-وكان الاثنان عند تناولهم لمن أصبحوا يسمون بشهداء طوابير العيش والأنبوبة كانا يضحكان ويتسهسكان تهكما من تسمية هؤلاء المساكين بالشهداء من باب أن التسمية في غير محلها بافتراض أن الحكومة تقوم بدورها في تأمين الرغيف الخفيف والأنبوبة الحبوبة.
حقيقة استهتار واحتقار الذات الآدمية على تلك الفضائية ليس بالأمر العرضي حيث بات الانسان العربي قيمة ومقاما مجرد رقم أو نكرة يتم فعسه مرة تلو المرة بل وزيادة في الطين بلة هناك من يتهكم ويضحك ويتسهسك من مصائب ونكسات هؤلاء منوها مجددا الى أن الظاهرة والمشهد المذكور يتكرر في بقاع عدة من العالم العربي بالصلاة على النبي ولكن قد يكون المشهد المصري الأكثر ظهورا نتيجة لأنها الأكثر حرية في تنقل وتناقل المعلومات في مضارب الخود والهات.
حقيقة احتقار الذات البشرية في عالمنا العربي بالصلاة على النبي هي من أكثر مظاهر احتقار واستصغار الانسان الذي بات يعامل معاملة الحيوان ومن زمان في أغلب مضارب العربان وكان ياماكان.
طبعا نفس الفضائية كسائر الفضائيات في عالمنا العربي بالصلاة على النبي عندما يحصل مصاب لشخص ما من العائلة المالكة أو الحاكمة بل وحتى ان انبطحت سحلية أو انطعج حردون أو انجلط حلزون في أي قصر ملكي أو رئاسي عربي تصلها الأوامر -يعني الفضائيات- بتنكيس الرؤوس والأعلام وبث ماتيسر من القرآن الكريم والذكر الحكيم بحيث ان خالفت أي منها التعليمات ومن باب ياويلك وياظلام ليلك يتم اغلاقها ودحش ودفش أصحابها وملاكها في غياهب السجون محولين النشمي الى غراب حنون من فئة مالك الحزين بعد تحرير فلسطين على رأسه ورأس اللي خلفوه.
هي الحقيقة المرة التي نعيشها تماما كما هو توزيع الثروات في بلاد الخود والهات هناك بشر من فئة السبع نجوم تقعد الدنيا وتقوم ان أصاب أحدهم ومن حوله أي مكروه.
ويذكر جميع رواد مؤسسات حشش وخليك ريلاكس وابعث للدنيا فاكس كيف تم طردهم وكحشهم من بلاد تعتاش وتقتات على مؤسسات فرفش وحشش وافترش وطنش تعش تنتعش حين دخولها وبأمر الهي حالة الحداد على موت فلان وعلتان من حملة الهيلمان والصولجان بحيث تم وبخطف البصر الباس الراقصات وتغطية الغانيات وحجب المايوهات والكلاسين حدادا على الراحل المكين بينما تتهاوى العباد والبلاد من فئة المدعوسين والصابرين قشة لفة مع أو بدون نغم ودفة بحيث نرى مشاهد كالسابق حيث يتهكم فلان ويتسهسك علتان على موتى المعذبين والصابرين متندرين ومراهنين على تسميتهم أو لا بالشهداء في مظاهر غباء يراد به دهاء في عالم تحول ومن زمان الى خلاء خوى وانطوى في عالم عربي دخلت فيه حقوق الانسان ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان.
لن أدخل في مقارنة كرامة المسلم وهوان المنبطح والمستسلم لكن ومن باب المقارنة ليس الا ولمن أحب مقارنة الأمور تكفي مقارنة الحدود الفاصلة بين مضارب الأتراك من بني عثمان مع بلاد اليونان سوءاء في تركيا أو تلك الفاصلة بين شطري قبرص الشمالي التركي والجنوبي اليوناني حيث لايمر منها الا بعض من رجال الأعمال وماتيسر من سياح بينما تتهاوى العباد في مضارب العربان الى أي حدود وأي حدب وصوب ومكان المهم هروبا من مضارب العربان بعيدا عن بلاد عاث وطغى فيها الفساد والاستعباد وتكفي رؤية الطوابير أمام السفارات والقنصليات والموانئ والمطارات والمعابر والممرات التي تصل العالم العربي بمايسمى بالعالم الأول حيث ترى العجب العجاب في تدافع الخلان والأحباب بعيدا عن مضارب الأعاجيب والاعجاب هذا ناهيك عن احصاء عدد العاملين من العرب في حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى أو في بناء الجدار الفاصل والذين لايخجل بعضهم حين بدء عمله من ذكر عبارة يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم أو ان سألته عن ضميره أو بقايا كرامته في مجال عمله أجابك قاعد بقلب رزقي.
بل وحتى ان ابتعدنا كليا عن العالم العربي بالصلاة على النبي في سبر حالة الغير من غير المسلمين وتمسكهم بمبادئ قد يخيل للبعض أنها قد تطايرت وتبخرت ونذكر على سبيل المثال لا الحصر عندما عارض اليهود في أمريكا وبشدة في أوائل التسعينات مسيرة كان يعتزم بعض من مثيلي الجنس -غايز- من اليهود في نيويورك القيام بها حيث تمت اعاقتها باعتبار أن اليهود اجمالا والمتدينون منهم لايرضون بانحدار بعض منهم الى وضع يعتبرونه يهدد الدين برمته.
وحالة ملكة أفلام الدعارة وحبيبة المحششة والخمارة المعروفة باسم تشيتشيولينا وهي مجرية الأصل تم تجنيسها بالجنسية الايطالية اصطهاجا على مايبدو من أفلامها الجنسية بعدما طفشت من هنغاريا الشيوعية حينها وتدرجت المذكورة حتى وصولها الى مرتبة نائبة بالبرلمان الايطالي حتى وصولها الى طلب تأشيرة لدخول أمريكا-كانت أمريكا تطلب فيزا من الايطاليين حينها- فرفضت الحكومة الأمريكية اعطاء تشتتشيولينا التأشيرة المذكورة ومن باب حلي عنا ياتشيتشيولينا لاينواخذك ولابتواخذينا وحولنا وحوالينا باعتبار أن الأخلاق في أمريكا من دون دف عم ترقص وان دخلت التشيتتشيولينا الحبوبة ستحول الحياة الأمريكية الى لهلوبة وستضرب الأخلاق فيها بالحجرة والطوبة .
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
وعودة الى مشهد التهكم على شهداء الذل والهوان في بلاد العربان فاننا نتساءل والسؤال دائما لغير الله مذلة ان افترضنا أن حالنا اليوم تقضي بالتهكم واحتقار الضعيف والفقير وتقبيل يد وجزمة الكبير في مشهد عار أدهش الحشاشة وأهل الترنح والبشاشة فان سؤالنا هو التالي هل يمكن لانسان قد كبلوا فاه وقفاه ومكيجوه بالروج وأحمر الشفاه أن يحرر وطنه من الغزاة أو حتى أن يدافع عن سجنه وسيده ومولاه.
بل هل يمكن لأمة أن تنافس الأمم أو أن تنشل نفسها من العدم بعدما حولوها من مفخرة الى ملطشة ومسخرة بعد شقلبة مقدمتها الى مؤخرة. هل يمكن للغرب اجمالا ولاسرائيل خصوصا أن تحترمنا وهي ترانا نركع حكاما ومحكومين خانعين خاضعين مبلطين ومزمرين دنيا آخرة من باب الآخرة يافاخرة.
بل هل كانت اسرائيل ستقوم بما تقوم به من انتهاكات ان وجدت فينا حكاما ومحكومين بعض من كرامات وضمائر صاحيات بدلا من جلسات التهكم والقهقهة والضحك والسهسكة بعدما ضحكت وقهقهت وتسهسكت عليناالأمم جميعا يعني بعدما صرنا ملطشة ومضاربنا محششة ولن نتطرق الى ماينعتنا به الاسرائيليون مثلا تحاشيا لفتق جروح وقروح مزمنات وماتبقى من حياء وضمائر وكرامات.
وان كان من الصعب أن تطلب ممن ظلموا وأفسدوا أن يعترفوا أو يعتذروا أو حتى يترحموا على من سقط من ضحاياهم -نتيجة توافق ماقاموا به من خدمات مع مارسم من مخططات ومؤامرات- فان أبسط مانطلبه في الوقت الحاضر على الأقل هو احترام مصائب ومشاعر بل وحتى أبسط قيمة آدمية لمن كرمهم رب العباد على ماتبقى من كائنات حولهم الظلم والظلام العربي الى مجرد أصفار ونكرات.
رحم الله شهداء الأمة متغمدا برحمته ولطفه الانسان في عالم عربان آخرزمان عالم دخلت فيه حقوق الانسان ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.