الاثنين، 14 سبتمبر 2015

“ثورة اللاجئين” على أبواب أوروبا


“ثورة اللاجئين” على أبواب  أوروبا
الكومبس – منبر: المتابع لنشرات الأخبار في هذه الأيام يمكن أن يتصور وكأن القارة الأوروبية، تتعرض إلى ما يشبه الغزو لأراضيها، ومن كل الجهات تقريبا، من قبل جحافل اللاجئين، خاصة من جهة الجنوب، من تركيا وقبرص شرقا إلى اسبانيا غربا مرورا بدول البلقان وإيطاليا وأجزاء من فرنسا، والجهة المنشودة دائما إما ألمانيا او الدول الاسكندنافية وفي مقدمتها السويد.
تصوير بعض وسائل الإعلام على أن ما يحدث على أطراف أوروبا الجنوبية يشابه الغزو، وتدعيم ذلك بصور ولقطات لجموع من كتل بشرية تحاول اجتياز الحدود، وصدامهم مع رجال الأمن، جعل العديد من المواطنين العاديين في أوروبا يتحسبون للأسوأ.
مقدونيا أعلنت قبل أيام، حالة الطوارئ في محاولة للسيطرة على تدفق اللاجئين الذين يسعون إلى الوصول إلى دول شمال أوروبا. فيما كانت الأمم المتحدة حثت اليونان ومقدونيا على احتواء “الموقف المتدهور”. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنها تولت علاج عدة أشخاص من اصابات جراء استخدام الشرطة قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع بالقرب من قرية ايدوميني اليونانية الحدودية. وانتقد رئيس منظمة العفو الدولية للشؤون الأوروبية تعامل سكوبيه (عاصمة مقدونيا)  مع الأزمة وقال “السلطات المقدونية تتعامل على اعتبار ان هؤلاء الأشخاص مثيرو شغب وليسوا لاجئين فارين من الصراعات والاضطهاد.
هذا إلى جانب الأخبار شبه اليومية عن النجاح أو الفشل في بعض الأحيان، في انقاذ لاجئين من عرض أو شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وصل عدد من تم انقاذهم خلال 24 ساعة فقط، إلى أكثر من 3 آلاف شخص قبل أيام (21 و22 أغسطس).
 “إستثمار عواقب الهجرة عنصريا”
 التحسب للأسوأ لدى المواطن الأوروبي العادي، يعني بشكل أو بآخر تحويل الخوف والحذر من عواقب تزايد الهجرة، إلى مادة سياسية دسمة، يمكن استغلالها بسهولة من قبل الأحزاب العنصرية واليمينية المتطرفة، لزيادة شعبيتها خاصة بين المواطنين العاديين ممن يمكن اعتبارهم من أصحاب الدخل المحدود، وهم للمفارقة يعيشون عادة في ضواحي المدن الكبرى، إلى جانب فقراء المهاجرين. وهذا ما نشهده حاليا حيث تعيش هذه الأحزاب بنشوة عارمة.
 انتشار الأفكار العنصرية في هذه البيئة وجعلها وقود صراع بين مواطنين يجمعهم الفقر أو الدخل المتدني، أصبح يشكل خطرا كبيرا على النسيج الاجتماعي في أوروبا، هذا إذا أضفنا تأثير تراجع اليسار، وشعبيته في أوروبا عموما.
في أحدث استطلاعات للرأي، أجري في السويد، لم تكن المفاجئة في حصول الحزب الموسوم بالعنصرية، حزب SD على المرتبة الأولى في قائمة شعبية الأحزاب، بغض النظر عن مصداقية مؤسسة Yougov الجهة المنظمة للاستطلاع والمشكوك بمصداقيتها ومصداقية طريقتها، بل أن المفاجئة الصادمة كانت في استطلاع آخر بين، أن نسبة المؤيدين لهذا الحزب داخل رجال اتحاد النقابات العمالية LO  هي الأكبر، وكما هو معروف فان هذا الاتحاد هو معقل يساري تقليدي، ومن رحمه نشأ الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ولعل تقارب أحزاب المعارضة الحالية من اليمين والوسط مع أحزاب الحكم اليسارية من مسألة الهجرة واللجوء فسح المجال أيضا أمام حزب SD أن يلعب دور المعارض الحقيقي لسياسات الهجرة وبالتالي الناطق الأصدق باسم المواطن العادي الخائف على أن يزاحمه اللاجئ الجديد على فرص عمله ومكان سكنه، بل على ثقافته الخاصة، وكل ذلك حسب الدعاية التي تطلقها الأحزاب والجهات اليمينية المتطرفة.
Migrants wait at Greece's border with Macedonia, hoping to enter Gevgelija, Macedonia
هل دق ناقوس الخطر؟

ولكن هل حان دق ناقوس الخطر؟ وكيف يمكن قراءة هذا الخطر المزعوم على القارة الأوروبية وانعكاساته على السياسة الداخلية للسويد، بشكل هادئ وموضوعي؟
نعم في أوروبا عموما وفي السويد خصوصا، يوجد قضية مهمة وملحة، أسمها الهجرة واللجوء، فرضتها أحداث خارجية تتمثل بحروب وصراعات لا يزال بعضها دائرة ليس بعيدا عن المجال الأوروبي الأمني. ولكن يجب أيضا الانتباه إلى الحقائق التالية عند تناول هذه القضية:
الحقيقة الأولى: في إحدى محاضراته قبيل الانتخابات البرلمانية السويدي في العام 2006، قال وزير الخارجية السويدي الأسبق، يان إلياسون إن السياسات الخارجية للدول باتت لا تنفصل عن مسائل السياسات الداخلية، ما يعني أن قضايا مثل الأمن والسلامة البيئية والاقتصاد وسوق العمل، أصبحت تتعدى عمل السياسة الداخلية للدول، لأن تداعيات الحروب والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية في الدول الأخرى، هي التي تخلق أزمات داخلية، بسبب موجات الهجرة غير المنظمة  وانتشار الأوبئة والأمراض نتيجة الكوارث وانهيار الأسواق وغير ذلك.
كلام الوزير السويدي السابق وهو دبلوماسي محترف ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجب ترجمته من خلال تقوية حضور السياسة الخارجية الأوروبية والسويدية في وقف الحروب والنزاعات الدائرة خاصة في الشرق الأوسط، القريب من المجال الأوروبي.

الحقيقة الثانية، لا شك أن الإعلام يساهم في تضخيم المشكلة، ومع أن السويد وألمانيا هما من أكثر الدول استقبالا للاجئين لا تزال أعداد من تم استقبالهم متواضعة مقارنة بما يمكن استيعابه ومقارنة بحجم حاجة هاتين الدولتين للاجئين مستقبلا، يبقى موضوع إدارة الاستيعاب وهو التحدي الذي يجب معالجته بطريقة عاجلة، إضافة إلى طريقة الترسيخ في المجتمع، والترسيخ له علاقة أولا وأخيرا بسياسات الاندماج.
الحقيقة الثالثة: يجب ملئ الفراغ السياسي الذي تستغله أحزاب اليمين المتطرفة، من خلال المزيد من التعاون بين الأحزاب التقليدية لاتباع سياسة لجوء وهجرة أكثر تنظيما وجدوى وواقعية، مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح الوطنية والنواحي الإنسانية، وذلك بإصلاح القوانين المتبعة حاليا والتي تشجع على المتاجرة بالبشر وأرواحهم ووضعهم تحت مخاطر ركوب البحار وعبور الحدود وقسوة المهربين.
الحقيقة الرابعة: لا شك أن السويد تحكم من قبل مؤسسات، ولا يمكن أن تغير سياساتها بطريقة عشوائية أو حسب توجهات حزب معين، ومع ذلك يوجد مسؤوليات كبيرة أمام الأحزاب السياسة والنقابات والمنظمات المدنية، لتكون أكثر صراحة في طرح مشكلة اللجوء والهجرة والاندماج، وتداعياتها بطريقة أكثر موضوعية، وبالنقاش والانفتاح على وسائل الإعلام.
الحقيقية الخامسة: وهي تتعلق بالعمل المدني وزيادة النشاطات بين الأوساط التي لا تزال تحت تأثير الدعاية الحزبية اليمينية المتطرفة، والتي تهول من خطر اللاجئين بطريقة مبالغ بها، مع التغاضي عن الخطر الأكبر وهو تفشي العنصرية في المجتمع، ورفع درجة المسؤولية في صفوف المواطنين من أصول أجنبية لقطع الطريق على العنصريين من استغلال أي تصرف مسيء، والأهم من كل ذلك رفع درجة الشعور بالمواطنة والشراكة بالمجتمع، والتخلي عن الشعور بعقدة الدونية والاستيلاب والتهميش.
الحقيقة السادسة: يبدو أن ما يسمى بالمجتمع الدولي، وأوروبا تحديدا قد فشلوا إلى الآن في حل مشكلة اللاجئين بشكل فعال، على الرغم من الإجراءات التنفيذية المتلاحقة التي اقرتها الهيئات الأوروبية والدولية، حل مشكلة اللاجئين المتفاقمة، ينذر بما يمكن اعتباره ثورة لاجئين حقيقية، يمكن أن تمتد وتتوسع وتخلق مشاكل وقضايا أخرى، قد يكون أهمها تزايد ما يسمى بالإرهاب في قواميس دولية عديدة، وما قد يسمى بثورة الضعفاء في قواميس أخرى.
الانتباه لهذه الحقيقة ومعالجتها من جذورها يبقى هو الهدف الملح والعاجل.
د. محمود صالح أغا

“غزة كمقدمة للحرب على لبنان”







القدس الآن – اعتبر المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الخميس، أن الحرب العدوانية على قطاع غزة هي مقدمة للحرب على لبنان، مشيرا إلى أنه في حال اندلاع الحرب فإن الحرب على قطاع ستبدو صغيرة بالمقارنة، إضافة إلى أن حزب الله يمتلك نحو 100 ألف صاروخ متطورة بما لا يقارن مع صواريخ حركة حماس.
وأشار في مقالته إلى أن وحدة “غولاني” وعندما اصطدمت بمقاومة شديدة وتكبدت خسائر جسيمة في القتال في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، في العشرين من تموز (يوليو)، اضطرت إلى الاستعانة بسلاح الطيران، وخلال أقل من 50 دقيقة تم قصف 126 هدفا، غالبيتها بواسطة قنابل تزن كل واحدة منها طنا، خلفت دمارا هائلا في الحي الذي غادره غالبية السكان.
وأضاف أن هذا القصف العنيف غير وجه المكان، وسمح لقوات الجيش بالتقدم، لاستكمال “المهمة”، وحاصرت نفقا عثر عليه في الحي، وبدأت عملية الإعداد لتفجيره. وبحسب الكاتب فإن الغارات كانت دقيق مع تقليص مسافة الحد الأدنى بين الأهداف وبين الجنود على الأرض إلى أقل من 250 مترا، مشيرا إلى أن الطيارين فوجئوا لاحقا بهذه “المخاطرة”.
وتابع هرئيل أن الحرب على قطاع غزة أديرت هذه المرة بتعاون أعمق بين القوات البرية وسلاح الطيران، وذلك بالاستفادة من دروس الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان في تموز (يوليو) 2006، مشيرا إلى أن الصعوبة الأساسية كانت تكمن في قصف أهداف في مناطق سكنية مأهولة.
وبحسب الكاتب فإن الهجوم عن بعد بواسطة سلاح الجو، بالاعتماد على استخبارات دقيقة من الاستخبارات العسكرية والشاباك، كانت الجزء الأول والضروري في كل عملية عسكرية لإسرائيل.
وقال الكاتب إنه في الأيام الأولى للحرب، ناقشت هيئة أركان الجيش وسلاح الجو ما أسمي بـ”خارطة الألم” لحركة حماس، استنادا إلى فرضية أن الاستهداف المتدرج والمتصاعد لمراكز حماس يقلص من رغبتها في القتال، ويدفع قيادتها إلى الموافقة السريعة على وقف إطلاق النار، بيد أن النتائج تشير إلى أن ذلك لم يتحقق.
وبحسبه فإن ذلك قد يعود إلى الفرق بين غزة ولبنان، باعتبار أن الأخيرة هي ساحة القتال الأساسية التي يستعد لها الجيش الإسرائيلي. ويضيف أن لحزب الله، وللحكومة اللبنانية، ممتلكات كثيرة قد يخسرها، مثل الضاحية التي سبق وأن دمرت في العام 2006، ومواقع بنى تحتية كبيرة، بدءا من مطار بيروت وحتى شبكات الشوارع ومحطات توليد الطاقة. أما ممتلكات حركة حماس في غزة فهي صغيرة نسبيا.
وأضاف أنه في حال اندلاع حرب أخرى مع حزب الله، فإن شدة الحرب على قطاع غزة ستبدو صغيرة بالمقارنة. ويتابع أن الحرب على لبنان في هذه الحالة ستبدأ بدرجة أعلى، ولن يتحدث أحد عن تحذيرات مسبقة أو قصف ممتلكات ومكاتب فارغة، فالأمور ستتطور بسبب امتلاك حزب الله صواريخ متطورة بما لا يقارن مع صواريخ غزة، ولديه نحو 100 ألف صواريخ تصل إلى كافة المناطق في البلاد، وهي أشد فتكا وأكثر دقة.
ويتابع أنه مقابل تهديدات هذه الصواريخ فإن تغطية “القبة الحديدية” لن تكون شاملة، حيث أن بطاريات “القبة الحديدية” التسع كانت كافية أثناء الحرب على غزة، بينما ستحتاج إلى بطاريات أخرى في الحرب على لبنان، إضافة إلى استكمال تطوير “العصا السحرية” لاعتراض الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى.
ويضيف أن الحرب في الشمال ستجعل الجبهة الداخلية تتلقى خسائر شديدة منذ البداية، وأن إسرائيل لن تنتظر بناء شرعية دولية لعملياتها، وبالتالي فإن الرد الإسرائيلي سيكون أشد منذ اللحظة الأولى، وأنه إلى حين نشر القوات البرية فإن الإنجاز العسكري الأول سيعتمد على إظهار قوة سلاح الطيران.
ويضيف أنه بالرغم من الفرق بين الحرب على لبنان عام 2006 وبين الحرب على غزة عام 2014، فإن هناك بعد التشابه، من جهة التردد بشأن اتجاهات العمل، والخشية من الخسائر البشرية في وسط القوات البرية، وحقيقة أن المعركة انتهت بدون حسم وبالتالي قد تكون هناك جولة أخرى لاحقا.
ويقول هرئيل إنه من الواضح أن حزب الله يراقب ما يحصل في قطاع غزة ويستخلص العبر، باعتبار أنه “تنظيم بتميز بأنه يتعلم ويحلل بشكل جيد ويستخلص النتائج”.
ويضيف أنه من الجائز الافتراض بأنه يوجد لدى حزب الله أنفاق هجومية جرى حفرها تحت الحدود، رغم أن الجيش لم يعثر على أي دليل على ذلك. كما أنه قام بحفر أنفاق دفاعية، بعضها قرب الحدود، قبل الحرب عام 2006. ولفت في هذا السياق إلى ما نشرته صحيفة “هآرتس” في نيسان (ابريل) الماضي بشأن التغيير الواضح في سياسة حزب الله، حيث أنه اتخذ توجها هجوميا أكثر ضد كل ما عتبره تحديا إسرائيليا، وبدا أنه غير مرتدع من رد الجيش مثلما كان عليه الوضع بعد الحرب.
وأشار في هذا السياق إلى تصريحات ضابط استخبارات للمجلة العسكرية “معرخوت (معارك)”، والتي قال فيها إن تهديدات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بـ”احتلال الجليل”، تعبر عن خطط مختلفة، حيث أنه بدلا من حرب استنزاف فهو سيسعى إلى بدء المعركة القادمة في داخل إسرائيل، وأنه بعد ما حصل في قطاع غزة، فمن الجائز القول إن الأنفاق الهجومية ستكون مشمولة في “السيناريو الشمالي”.


وفي نهاية مقالته يشير الكاتب إلى الفجوة بشأن عدم حسم الحرب بين الجمهور ووسائل الإعلام من جهة، وبين ما يحاول أن يبده الضباط من رضى عن النجاح في تحقيق إنجازات. وبحسبه يبدو أن إسرائيل تخطئ حينما تعزو أهمية كبيرة كبيرة لـ”هذا النجاح”.

موظفو مصلحة الهجرة يعملون حتى ساعات متأخرة من الليل لاستقبال اللاجئين


موظفو مصلحة الهجرة يعملون حتى ساعات متأخرة من الليل لاستقبال اللاجئين
الكومبس – ستوكهولم: أعلنت مصلحة الهجرة Migrationsverket أن موظفيها يعملون يومياً منذ ساعات الصباح الأولى وحتى وقت متأخر من الليل في محطة مالمو المركزية Malmö centralstation من أجل استقبال طالبي اللجوء، حيث يوجد العديد من الموظفين الذين يتكلمون اللغة العربية والإنكليزية لتقديم المساعدة اللازمة.
جاء ذلك في بيان صحفي نشرته مصلحة الهجرة وتلقت الكومبس نسخة منه.
وتدعو مصلحة الهجرة اللاجئين الذين يصلون عبر القطارات إلى مالمو قادمين من الدنمارك، إلى الذهاب مباشرةً إلى مقر مصلحة الهجرة في مالمو وتقديم طلب اللجوء فيها، خاصةً وأنه من المهم جداً بالنسبة لطالبي اللجوء من الأطفال غير المصحوبين بذويهم الاتصال سريعاً بمصلحة الهجرة أو شؤون الخدمات الاجتماعية.
وتشير مصلحة الهجرة إلى أن بعض اللاجئين لديهم قلق نظراً لأنهم بصموا في دولة أخرى، لكن في حالة طالبي اللجوء من الأطفال غير المصحوبين بذويهم فإن اتفاقية دبلن لا تنطبق عليهم.
وقال الموظف في مصلحة الهجرة Philip Cording إن هؤلاء الأطفال اللاجئين يشعرون بالارتياح كثيراً عندما يسمعون بأنهم لا يخضعون لتطبيق اتفاقية دبلن عليهم.
وأوضح كوردينغ أنه يتواجد حالياً مع اثنين من زملائه من مكتب مصلحة الهجرة في محطة مالمو المركزية، من أجل إعطاء معلومات للاجئين حول كيفية تقديم طلبات اللجوء، وكيفية حصولهم على المأوى والغذاء، وتوفير وسائل نقل لهم لضمان وصولهم لمراكز الإقامة.
من جهته أكد الموظف Dijar Latifaj أن العديد ممن وصلوا لمحطة مالمو المركزية سيتابعون طريقهم للذهاب إلى ستوكهولم ويوتوبوري حيث يتواجد أقارب لهم، مشيراً إلى أن هؤلاء يخافون من أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى حيث يتواجد أقاربهم والبقاء معهم في حال قدموا طلبات لجوئهم في مكتب مصلحة الهجرة في مالمو.
ويضيف “نحن نشرح للاجئين بأننا نحاول دائماً تأمين مراكز إيواء لهم بالقرب من أماكن أقاربهم، في حال كان أقاربهم يعيشون في سكن ثابت، كما يمكن لأي لاجئ البقاء في منزل أصدقائه أو أحد أفراد أسرته”.
بدوره أشار مساعد السكن Aidarus Mahmud إلى أن عدد من اللاجئين يسألون باللغة العربية حول ما إذا يمكن مساعدتهم للوصول إلى فنلندا، مبيناً أنهم لا يمكن مساعدة هؤلاء إلا بتأمين ذهابهم لمكتب مصلحة الهجرة في مالمو.
وذكر محمد أنه التقى بشابين أكدا له رغبتهما بالذهاب إلى النرويج، بالرغم من أن السويد بلد جميل، إلا أنهما يريدان مواصلة طريقهما إلى النرويج حيث تتواجد عائلتهما.
ويقوم المتطوعون خارج مبنى محطة مالمو المركزية بتسليم الغذاء والشراب للاجئين الذين وصلوا حديثاً للسويد.
وبينت مصلحة الهجرة أنها أمنت خلال يومي الجمعة والسبت نقل حوالي 90 لاجئ من البالغين والأطفال إلى أماكن الإيواء، بالإضافة إلى نقل حوالي 40 طالب لجوء من الأطفال غير المصحوبين بذويهم من محطة مالمو المركزية من أجل توفير الرعاية لهم من قبل مكتب الشؤون الاجتماعية.
وتقول المتطوعة في الصليب الأحمر Lena Yohanes إننا نعمل على استقبال اللاجئين ومساعدتهم في مجال التمريض، والرد على الاستفسارات ليس فقط من طالبي اللجوء وإنما أيضاً من الجمهور والمنظمات الإنسانية العامة.
وتوضح يوهانيس أن بعض الشائعات غير الدقيقة تتحدث أن فترات انتظار الحصول على الإقامة في ستوكهولم غير طويلة، وهو أمر غير صحيح، داعيةً اللاجئين إلى تقديم طلبات لجوئهم فور وصولهم لمالمو، لأنه يمكنهم البقاء لدى أقاربهم حتى لو كانوا في مدن أخرى.
وتؤكد على ضرورة أن لا يعيش طالبو اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم ممن وصولا حديثاً للسويد مع أشخاص غرباء، لأنهم في وضع ضعيف للغاية ولذلك يجب توفير الأماكن المناسبة لهم.
يشار إلى أن مصلحة الهجرة أعلنت أنها ستعمل على ضمان بقاء موظفي المصلحة في محطة مالمو المركزية حتى الساعة الثالثة فجراً.

زي تقليدي فلسطيني

 الحرة

فرقة دبكة شعبية فوق جبل جرزيم في نابلس تظهر الأزياء الشعبية الفلسطينية تظهر باختلافها
اللباس التقليدي الفلسطيني أو الأزياء الفلسطينية جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي على امتداد تواجده في فلسطين التاريخية، بحيث يمثل كل ثوب جزء من هذه الثقافة سواء كانت مدنية أو فلاحية أو بدوية. كذلك تمثل الأزياء النسائية في بعض الأحيان مدن فلسطينية محددة عن سواها من المدن الأخرى. ويرتبط تراث فلسطين بتنوع جغرافيتها، فالتراث في المناطق الجبلية يختلف عنه في المناطق الساحلية وفي الصحراوية فكل منطقة لها تراث خاص بها وعادات وتقاليد تميزها عن غيرها.

نبذة تاريخية


ملابس عمال الحجر في القدس في القرن التاسع عشر
يعتبر الزي الشعبي الفلسطيني جزءاً من الزي الشعبي لبلاد الشام، فالزي هنا مشابه لبقية المناطق الشامية مع اختلافات في طريقة التطريز أو الألوان بالنسبة للزي النسائي. يشكل التراث الفلسطيني نتاج حضاري عبر آلاف السنين، وهو تراكمات السنين وتعب الجدات والأمهات منذ أيام الكنعانيين. وخلال السنوات الماضية، أدخلت تعديلات كثيرة على عالم التطريز الفلسطيني، وتم صنع عشرات القطع الحديثة المطرزة لتناسب مختلف الأذواق، ولم يعد الأمر يقتصر على الأثواب فقط.

ثوب فلسطيني من مدينة رام الله
تحظى الأثواب الفلسطينية، باهتمام عالمي متزايد، وتنشط مؤسسات فلسطينية، ونساء فلسطينيات، وأجنبيات، وحتى تجار إسرائيليون، في ترويج الأثواب الفلسطينية، على مستوى عالمي، حيث يزداد الطلب على المطرزات التي تعود إلى زمن الكنعانيين.
كتب الكثير من المسافرين إلى فلسطين خلال القرن التاسع عشر والعشرين عن الأزياء التقليدية الفلسطينية وخاصة الثوب الفلاحي النسائي في الريف الفلسطيني. وتكاد تمتاز كل مدينة فلسطينية عن الأخرى بنوع التطريز مثل بيت لحم والقدس ويافا وغزة.
حتى الأربعينيات من القرن الفائت، كانت زي المرأة يعكس الوضع الاقتصادي، وما إذا كانت المرأة متزوجة أو عزباء. كما كانت كل مدينة أو منطقة تمتاز بالتطريز ونوع القماش والألوان والقطع والدوافع، أو عدمها، وتستخدم للفستان.[1] ورغم هذه الاختلافات المحلية والإقليمية التي اختفت إلى حد كبير بعد عام 1948 ونزوح الفلسطينيين، الا انه لا يزال التطريز والملابس الفلسطينية تنتج في أشكال جديدة إلى جانب الثياب الإسلامية والموضات الغربية.

مميزات الثوب الفلسطيني


مجموعة من الأزياء الفلسطينية المعروضة في مركز التراث الفلسطينيفي بيت لحم
إن الثوب الفلسطيني يمتاز أيضاً بأن كل منطقة تعبر في ثوبها عن طبيعة سكانها، فمنطقة الساحل علي سبيل المثال يمتاز ثوبها بأنه خليط إغريقي ويوناني وساحلي بشكل عام، في حين يخلو الثوب الجبلي من التطريز بسبب عمل النسوة في الزراعة وعدم وجود الوقت لديهن للتطريز، بينما يمتاز ثوب منطقة بئر السبع ووسط فلسطين بغزارة التطريز بسبب توفر الوقت.
كما يمكن معرفة زي كل منطقة أيضا من خلال الألوان والزخارف, بدرجاته له الغلبة, فالأحمر النبيذي لرام الله, والأحمر البرتقالي لبئر السبع, والزخارف والتطريز الموجود على كل ثوب تعكس البيئة المحيطة من أشجار وجبال ومعتقدات وتراث".
ويمتاز ثوب أريحا، أقدم مدن الأرض، بالتطريز على طول الثوب والذي يمتد إلى أكثر من ثمانية اذرع ويتثنى لعدة طبقات, أما غطاء الرأس فهو عبارة عن الكوفية الحمراء أو منديل مشجر على شكل عصبة.
وتعد الأثواب الفلسطينية متنوعة بشكل كبير مثل ثوب بيت لحم، وهو أنواع منه ثوب الفلاحة البسيطة الذي يتميز بقطبة على الصدر تسمى –التلحمية- أو القصب، وكذلك ثوب العروس, وقماشه من الحرير المخطط بألوان زاهية ويمتاز بكثافة التطريز على القبة, أما جوانبه فتسمى البنايق وهي على شكل مثلث ومزدان برسومات المشربية والساعة، والأكمام واسعة ومطرزة, والتقصيرة (جاكيت قصير الأكمام) مصنوعة من قماش المخمل ومطرز بخيوط الحرير والقصب. واللافت بشكل خاص في ثوب بيت لحم ذلك غطاء الرأس الطويل المسمى الشطوة والمرصع بالعملة الذهبية والفضة والمرجان, وكانت تتزين به المرأة الفلسطينية بوضعه على الرأس وقت عرسها وهو جزء من المهر المقدم لها. و(الشطوة) ليست غطاء الرأس الوحيد الذي تضعه المرأة الفلسطينية, فهناك (وقاية الدراهم) التي توضع على الرأس في منطقة الخليل و(العرقية) المزينة بالتطريز وبالعملة الذهبية أو الفضية لمنطقة رام الله إضافة إلى الخرق البيضاء والتي تلبسها كل النساء الفلسطينيات, وهناك الطواقي التي قد تلبس بمفردها.

الثوب الفلسطيني
أما بالنسبة لثوب نابلس، فقد كان مماثلاً للباس المستعمل في دمشق ربما بسبب الطبيعة المدنية التجارية للمدينة وعلاقاتها التجارية بدمشق وحلب وبدرجة أقل القاهرة. فكانت النساء يلبسن عباءة سوداء طويلة ويضعن ملاءة تغطي وجوههن، وربما كان هذا التشابه أحد أسباب تسمية نابلس دمشق الصغرى. بالمقابل، كان الثوب في ريف نابلس غنياً بالألوان والتطريز، فنجد مثلاً ثوبرفيديا يكتسب أهميته لأنه مصنوع من خيوط الكتان والحرير ويعود تاريخه إلى عام 1930, ويمتاز بخطوطه الحمراء والخضراء إلى جانب الربطة الخضراء مع الشال المميز لمنطقة شمال نابلس. أما بالنسبة لمناطق شمال الضفة الغربية وبالأخص منطقة جنين، فتمتاز ببساطة ثوبها الأبيض المقلم طوليا بعدة ألوان، ويعود هذا لعمل المرأة الفلسطينية في مجال الزراعة بالريف الفلسطيني منذ زمن بعيد.
أما بالنسبة لصحراء النقب في جنوب البلاد، فيمكن أن يصلح ثوب بئر السبع فيها لحكاية درامية، فالثوب الذي يغلب عليه اللون الأحمر هو للعروس الفلسطينية واللون الأزرق للأرملة، أما التي تتزوج للمرة الثانية فتطرز إلى جانب اللون الأحمر الأزهار وبعض الصور. أما البرقع- غطاء الوجه، المزين بالقطع النقدية الذهبية والفضية, فيستخدم لعدة أسباب، فهو يحمي الوجه من لفح الشمس في الصحراء ومن عسف الرمل، وللحشمة بعد البلوغ ويدل على ثراء وذوق العروس.
أما ثوب القدس، فيمتاز بإنه أكثر ثوب يمتاز بوجود أثر لكل العصور التي مرت على القدس فعلى الصدر توجد قبة ملكات الكنعانيين وعلي الجوانب تظهر طريقة التصليب منذ أيام الحكم الصليبي، كما ويظهر الهلال والآيات القرآنية كدليل علي عودة القدس للحكم الإسلامي العربي. وبشكل عام فإن آثار النكبة تظهر علي الثوب الفلسطيني، إذ يظهر الحزن والحنين من خلال الألوان، من خلال اختفاء الألوان الزاهية مشيرة إلى أن ظهور تطريز الماكينة دليل على عدم اهتمام النساء بالتطريز وعلى الوضع الاقتصادي السيء.[2]

عناصر اللباس الفلسطيني

المرأة
  • البشنيقة : وهي منديل بـ «أويه» أي بإطار يحيط المنديل بزهور أشكالها مختلفة. وفوق المنديل يطرح على الرأس شال أو طرحة أو فيشة، وهي أوشحة من حرير أو صوف.
  • الازار: بدل العباية، وهو من نسيج كتّان أبيض أو قطن نقي. ثم ألغي وقام مقامه الحبرة.
  • الحبرة: قماشة من حرير أسود أو غير أسود، لها في وسطها شمار أو دِكّة، تشدها المرأة على ما ترغب فيصبح أسفل الحبرة مثل تنورة، وتغطي كتفيها بأعلى الحبرة.
  • الملاية:أشبه بالحبرة في اللون وصنف القماش، ولكنها معطف ذو أكمام يُلبس من فوقه برنس يغطي الرأس ويتدلى إلى الخصر.
الرجل

الزي التراثي الفلاحي الفلسطيني، حيث القمباز أهم معالمه
اما الرجل فكان له لباسه التقليدي أيضا:
  • القنباز أو الغنباز: يسمّونه أيضاً الكبر أو الدماية، وهو رداء طويل مشقوق من أمام، ضيّق من أعلاه، يتسع قليلاً من أسفل، ويردّون أحد جانبيه على الآخر. وجانباه مشقوقان حتى الخصر. وقنباز الصيف من كتّان وألوانه مختلفة، وأما قنباز الشتاء فمن جوخ. ويُلبس تحته قميص أبيض من قطن يسمى المنتيان.
  • الدامر: جبة قصيرة تلبس فوق القنباز كمّاها طويلان.
  • السلطة:هي دامر ولكن كميةا قصيران.
  • السروال: طويل يكاد يلامس الحذاء، وهو يُزم عند الخصر بدكة.
  • العباية: تغطي الدامر والقنباز، وأنواعها وألوانها كثيرة. ويعرف من جودة قماشها ثراء لابسها أو فقره، ومن أشهر أنواع العباءات: المحلاوية، والبغدادية، والمزاوية العادية، والمزاوية الصوف، والرجباوي، والحمصيّة، والصدّية، وشال الصوف الحراري، والخاشية، والعجمية، والحضرية والباشية.
  • البشت:أقصر من العباءة، وهو على أنواع أشهرها: الخنوصي والحلبيّ والحمصيّ والزوفيّ واليوز، والرازي.
  • الحزام أو السير: من جلد أو قماش مقلّم قطني أو صوفي. ويسمّون العريض منه اللاوندي.[3]

الكوفية


الكوفية الفلسطينية
الكوفية، وتعرف أيضا بالسلك أو الحطة. بلونيها الأبيض والأسود تعكس بساطة الحياة الفلاحية في قرى فلسطين، كما الألوان الترابية لملابس الفلاحين هناك بعيداً عن ألوان حياة المدينة المتباينة والمغتربة عن بعضها. أصبحت الكوفية البيضاء المقلمة بالأسود اليوم، رمزا وطنيا يرمز لنضال الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
اعتاد الفلاح أن يضع الكوفية لتجفيف عرقه أثناء حراثة الأرض ولوقايته من حر الصيف وبرد الشتاء، ارتبط اسم الكوفية بالكفاح الوطني منذ ثورة 1936 في فلسطين، حيث تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم أثناء مقاومة القوات البريطانية في فلسطين وذلك لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، ثم وضعها أبناء المدن وذلك بأمر من قيادات الثورة آنذاك وكان السبب أن الإنجليز بدؤوا باعتقال كل من يضع الكوفية على رأسه ظنا منهم انه من الثوار فأصبحت مهمة الإنجليز صعبة باعتقال الثوار بعد أن وضعها كل شباب وشيوخ القرية والمدينة.
فقد كانت الكوفية رمز الكفاح ضد الانتداب البريطاني والمهاجرين اليهود وعصاباتهم واستمرت الكوفية رمز الثورة حتى يومنا هذا مرورا بكل محطات النضال الوطني الفلسطيني.مع انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي كانت الكوفية مقرونة بالفدائي كما سلاحه وكان أيضاً السبب الرئيسي لوضع الكوفية إخفاء ملامح الفدائي.
منذئذ اقترنت الكوفية عند شعوب العالم باسم فلسطين ونضال شعبها، قوي هذا الاقتران أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987 وصولا إلى الانتفاضة الثانية عام 2000. فحتى الآن ما يزال المناضلون يضعون الكوفية لذات الأسباب وذات الأهداف التحررية التي وضعها من أجلها الثوار عام 1936.

سرقة إسرائيل للتراث الفلسطيني

قامت إسرائيل في العقود المنصرمة بتسجيل أثواب فلسطينية باسمها في الموسوعات العالمية، مثل ثوب عروس بيت لحم المعروف باسم (ثوب الملك) الذي سجلته إسرائيل باسمها في المجلد الرابع من (الموسوعة العالمية). ويعتبر ثوب الملك من أجمل الأثواب الفلسطينية ويتميز بغطاء الرأس المسمى الشطوة، وعليه القطع الفضية والذهبية ومرصع بالمرجان، كذلك لم تسلم الكوفية الفلسطينية من هذه السرقة. قامت مؤخرا شركة الطيران الإسرائيلية (العال) بسرقة الثوب الفلاحي الفلسطيني واقتماصه لموظفات الشركة على متن طائراتها كثوب يعبر عن التراث الإسرائيلي.[4]