هجرة شباب غزة أصبحت المطلب الاساسي بعد فقدان الامل بالحياة
الاربعاء 10/9/2014م 11:24ص
إن اخطر نتائج العدوان الأخير على قطاع غزة هو ما اصبح يردده كل الشباب في قطاع غزة عبارة واحدة وهي (هذه بلد لا يمكن العيش فيها ... سأهاجر مهما كلف الثمن). وأصبح كل شاب يبحث بطريقته الخاصة عن الوسيلة التي تمكنه من الهجرة فوراً وبأسرع وقت، سواء كانت هجرة قانونية التي تحتاج إلى وقت كبير ولا يفضلها الشباب لصعوبتها ..، أو الهجرة غير القانونية وهي الاسهل لسرعة هجرة الشباب بالرغم من المخاطر الشديدة التي يتعرض لها الشاب المهاجر اثناء القيام بالهجرة غير القانونية، بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها الشباب المهاجرين في معسكرات الإيواء المعدة لذلك في دول أوروبا للمهاجرين. ويقول الكاتب حاتم ابو شعبان إن موضوع الهجرة غير القانونية من غزة أصبح ليس فقط مطلباً يردده الشباب في غزة، بل اصبح أمراً واقعاً ينفذه العديد من الشباب في غزة بالرغم من المخاطر الكبيرة على حياتهم، حيث تقوم بعض الجهات والافراد بترتيب عملية الهجرة للشباب مقابل مبالغ معينة، وتبدأ عملية الهجرة بعد دفع المبلغ المطلوب بتهريب الراغبين بالهجرة عبر بعض الانفاق غير المكتشفة حتى الآن أو بأي وسيلة أخرى تخرجهم من قطاع غزة، ومن ثم يتم نقلهم إلى بعض الشواطئ العربية للدول المجاورة وعلى سبيل المثال شاطئ الاسكندرية بدون علم سلطات المدينة، ثم يستقلون مراكب غير صالحه للاستخدام وغير مرخصة تقوم بنقل المهاجرين الذين يزيد عددهم عن حمولة السفينة بأضعاف الوزن المطلوب مما يعرض المركب للغرق إلى أقرب ميناء إيطالي، وقبل الوصول إلى الميناء الايطالي بنحو 15 ميل يقوم ربان المركب برمي المهاجرين الذين على متن المركب في وسط البحر ويرفق مع كل مهاجر عجل إنقاذ لينقذه من الغرق ولتقذفه الامواج إلى شاطئ البحر في إيطاليا ..، وتقوم الشرطة الإيطالية فور وصولهم للشاطئ باعتقالهم لمدة بسيطة من الزمن، وتطلب منهم المغادرة فوراً إلى أي دولة اوروبية مجاورة. يقوم غالبية المهاجرين بالتوجه إلى النرويج والسويد وسويسرا والنمسا، حيث يتم اعتقالهم فور وصولهم وإيوائهم في معسكرات اعتقال لمدة طويلة من الزمن (عدة اشهر) ليتم خلالها التحقيق معهم وعمل إجراءات الهجرة والجوازات لمن تعتبرهم الدولة صالحين للعيش فيها. بالرغم من الخطورة الشديدة والصعوبات التي يواجهها المهاجرون أثناء مراحل الهجرة، وتعرض حياتهم لخطر الغرق والموت ..، إلا أن الشباب في غزة ورغم ادراكهم الجيد لهذه المخاطر، ولكنهم يصرون في احاديثهم على الهجرة النهائية لأنها بالرغم من مخاطرها الشديدة اهون بالنسبة لهم من العيش في غزة المنكوبة، وأن لا مستقبل لهم للحياة في غزة بعد العدوان الاخير والدمار الهائل الذي لحق بغزة، وفقدانه الامل نهائياً بتوفر فرص عمل لهم وفقدان توفر الحياة الكريمة لهم في غزة. قبل العدوان الاخير كان الاباء والأقارب يحثون ابناؤهم على عدم الهجرة والطلب منهم الصبر لأنه مفتاح الفرج، حيث كان هناك فرص ضئيلة للعمل والعيش بكرامة في غزة ..، لكن بعد العدوان الاخير فقد الاباء والأقارب قدرتهم على اقناع الابناء بعدم الهجرة ..، بل هناك بعض الاباء والعائلات اصبحوا يبحثون عن الهجرة ايضاً لفقدانهم الامل العيش بحياة كريمة في غزة مرددين ان هناك عدوان على غزة كل سنتين مرة يتم تدمير المنازل فوق رؤوس اصحابها، (ويرددون المثل الشعبي القائل .. مش دايماً تسلم الجرَّة). إن هذه القضية هي الاخطر على الشعب الفلسطيني حالياً وعلى القضية الفلسطينيةً وتزيد خطورة عن هجرة الشعب الفلسطيني بعد نكبة 1948 لأن الهجرة في ذلك الحين لم يفقد الشعب الفلسطيني الامل بالعودة إلى الوطن ولو بعد حين، أما الهجرة الحالية لشباب غزة ستفرغ غزة من أبنائها على مدار السنين. لا نريد أن نتحدث عن الاسباب التي ادت إلى وصول شبابنا وأبنائنا إلى هذه المرحلة العصيبة، فهي معروفة للجميع، والحديث عنها غير مجدي اطلاقاً ..، لكن يجب على الجهات المعنية في الوطن والقيادات الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وحماس والجمعيات الإنسانية والمهنية مراجعة برامجها الفئوية والفصائلية والعمل الجماعي فوراً بإعداد الخطط السريعة والفورية لمنع هجرة الشباب الفلسطيني، وليس ذلك فقط بل على الجميع ايجاد البدائل لها على ارض الوطن مهما كلف الثمن وبلغت التضحيات، لان شباب فلسطين وبقاءهم في وطنهم وعلى ارضهم هو الاهم من التصريحات الرنانة ومن تحقيق الانتصارات الشخصية على حساب الاخرين من ابناء شعبنا المنكوب، كما أن دفن رؤوسنا في الرمال في تجاهل هذه المشكلة الخطيرة لن يفيد شعبنا وأبناءنا وقضيتنا بشيء ..، وبعد فترة من الزمن سنجد غالبية شبابنا الذين هاجروا يترنحون في شوارع اوروبا بعد أن ذاقوا مرارة عذاب الهجرة ولم يتمكنوا من تحقيق آمالهم. إني أطرح هذه المشكلة الخطيرة وسيقول البعض ممن يقرؤون هذا المقال: (وما هو الحل لديك)، ومن المؤكد انه ليس لدي حل سحري لهذه المشكلة ولكني ارفع ناقوس الخطر والضوء الاحمر لما هو آتٍ، وعلى ذوي الشأن من أبناء شعبنا التفكير الجدي بوضع الخطط السريعة لحلها فوراً.
الاربعاء 10/9/2014م 11:24ص
إن اخطر نتائج العدوان الأخير على قطاع غزة هو ما اصبح يردده كل الشباب في قطاع غزة عبارة واحدة وهي (هذه بلد لا يمكن العيش فيها ... سأهاجر مهما كلف الثمن). وأصبح كل شاب يبحث بطريقته الخاصة عن الوسيلة التي تمكنه من الهجرة فوراً وبأسرع وقت، سواء كانت هجرة قانونية التي تحتاج إلى وقت كبير ولا يفضلها الشباب لصعوبتها ..، أو الهجرة غير القانونية وهي الاسهل لسرعة هجرة الشباب بالرغم من المخاطر الشديدة التي يتعرض لها الشاب المهاجر اثناء القيام بالهجرة غير القانونية، بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجهها الشباب المهاجرين في معسكرات الإيواء المعدة لذلك في دول أوروبا للمهاجرين. ويقول الكاتب حاتم ابو شعبان إن موضوع الهجرة غير القانونية من غزة أصبح ليس فقط مطلباً يردده الشباب في غزة، بل اصبح أمراً واقعاً ينفذه العديد من الشباب في غزة بالرغم من المخاطر الكبيرة على حياتهم، حيث تقوم بعض الجهات والافراد بترتيب عملية الهجرة للشباب مقابل مبالغ معينة، وتبدأ عملية الهجرة بعد دفع المبلغ المطلوب بتهريب الراغبين بالهجرة عبر بعض الانفاق غير المكتشفة حتى الآن أو بأي وسيلة أخرى تخرجهم من قطاع غزة، ومن ثم يتم نقلهم إلى بعض الشواطئ العربية للدول المجاورة وعلى سبيل المثال شاطئ الاسكندرية بدون علم سلطات المدينة، ثم يستقلون مراكب غير صالحه للاستخدام وغير مرخصة تقوم بنقل المهاجرين الذين يزيد عددهم عن حمولة السفينة بأضعاف الوزن المطلوب مما يعرض المركب للغرق إلى أقرب ميناء إيطالي، وقبل الوصول إلى الميناء الايطالي بنحو 15 ميل يقوم ربان المركب برمي المهاجرين الذين على متن المركب في وسط البحر ويرفق مع كل مهاجر عجل إنقاذ لينقذه من الغرق ولتقذفه الامواج إلى شاطئ البحر في إيطاليا ..، وتقوم الشرطة الإيطالية فور وصولهم للشاطئ باعتقالهم لمدة بسيطة من الزمن، وتطلب منهم المغادرة فوراً إلى أي دولة اوروبية مجاورة. يقوم غالبية المهاجرين بالتوجه إلى النرويج والسويد وسويسرا والنمسا، حيث يتم اعتقالهم فور وصولهم وإيوائهم في معسكرات اعتقال لمدة طويلة من الزمن (عدة اشهر) ليتم خلالها التحقيق معهم وعمل إجراءات الهجرة والجوازات لمن تعتبرهم الدولة صالحين للعيش فيها. بالرغم من الخطورة الشديدة والصعوبات التي يواجهها المهاجرون أثناء مراحل الهجرة، وتعرض حياتهم لخطر الغرق والموت ..، إلا أن الشباب في غزة ورغم ادراكهم الجيد لهذه المخاطر، ولكنهم يصرون في احاديثهم على الهجرة النهائية لأنها بالرغم من مخاطرها الشديدة اهون بالنسبة لهم من العيش في غزة المنكوبة، وأن لا مستقبل لهم للحياة في غزة بعد العدوان الاخير والدمار الهائل الذي لحق بغزة، وفقدانه الامل نهائياً بتوفر فرص عمل لهم وفقدان توفر الحياة الكريمة لهم في غزة. قبل العدوان الاخير كان الاباء والأقارب يحثون ابناؤهم على عدم الهجرة والطلب منهم الصبر لأنه مفتاح الفرج، حيث كان هناك فرص ضئيلة للعمل والعيش بكرامة في غزة ..، لكن بعد العدوان الاخير فقد الاباء والأقارب قدرتهم على اقناع الابناء بعدم الهجرة ..، بل هناك بعض الاباء والعائلات اصبحوا يبحثون عن الهجرة ايضاً لفقدانهم الامل العيش بحياة كريمة في غزة مرددين ان هناك عدوان على غزة كل سنتين مرة يتم تدمير المنازل فوق رؤوس اصحابها، (ويرددون المثل الشعبي القائل .. مش دايماً تسلم الجرَّة). إن هذه القضية هي الاخطر على الشعب الفلسطيني حالياً وعلى القضية الفلسطينيةً وتزيد خطورة عن هجرة الشعب الفلسطيني بعد نكبة 1948 لأن الهجرة في ذلك الحين لم يفقد الشعب الفلسطيني الامل بالعودة إلى الوطن ولو بعد حين، أما الهجرة الحالية لشباب غزة ستفرغ غزة من أبنائها على مدار السنين. لا نريد أن نتحدث عن الاسباب التي ادت إلى وصول شبابنا وأبنائنا إلى هذه المرحلة العصيبة، فهي معروفة للجميع، والحديث عنها غير مجدي اطلاقاً ..، لكن يجب على الجهات المعنية في الوطن والقيادات الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية وحماس والجمعيات الإنسانية والمهنية مراجعة برامجها الفئوية والفصائلية والعمل الجماعي فوراً بإعداد الخطط السريعة والفورية لمنع هجرة الشباب الفلسطيني، وليس ذلك فقط بل على الجميع ايجاد البدائل لها على ارض الوطن مهما كلف الثمن وبلغت التضحيات، لان شباب فلسطين وبقاءهم في وطنهم وعلى ارضهم هو الاهم من التصريحات الرنانة ومن تحقيق الانتصارات الشخصية على حساب الاخرين من ابناء شعبنا المنكوب، كما أن دفن رؤوسنا في الرمال في تجاهل هذه المشكلة الخطيرة لن يفيد شعبنا وأبناءنا وقضيتنا بشيء ..، وبعد فترة من الزمن سنجد غالبية شبابنا الذين هاجروا يترنحون في شوارع اوروبا بعد أن ذاقوا مرارة عذاب الهجرة ولم يتمكنوا من تحقيق آمالهم. إني أطرح هذه المشكلة الخطيرة وسيقول البعض ممن يقرؤون هذا المقال: (وما هو الحل لديك)، ومن المؤكد انه ليس لدي حل سحري لهذه المشكلة ولكني ارفع ناقوس الخطر والضوء الاحمر لما هو آتٍ، وعلى ذوي الشأن من أبناء شعبنا التفكير الجدي بوضع الخطط السريعة لحلها فوراً.