الاثنين، 8 سبتمبر 2014

عباس يهدّد بإنهاء الشراكة مع "حماس"

عباس يهدّد بإنهاء الشراكة مع "حماس"

العربي الجديد
7 سبتمبر 2014
انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، إدارة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لقطاع غزة، وهدد بإنهاء "الشراكة" معها في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

وجاء كلام عباس في كلمته، خلال افتتاح الدورة الـ142 لمجلس وزراء الخارجية العرب، بمقرّ الجامعة العربية في القاهرة، وقال "حاولنا أكثر من مرة تحقيق المصالحة إثر الانقلاب الذي حدث في غزة، ولم تنجح تلك المحاولات، وأهمها ما جرى في السعودية". وتوقف عباس عن الكلام، بغية إخراج الصحافيين من القاعة، لتتحوّل الجلسة إلى مغلقة.

و 
شهدت الأيام الماضية توتراً في العلاقة بين عباس، وحركة "حماس"، وذلك من خلال التصريحات المتبادلة بين الطرفين. ففي لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين، مساء أمس السبت، في القاهرة، قال الرئيس الفلسطيني إنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد، و"لن نقبل أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل".

وجدّد عباس اتهامه للحركة بتشكيل "حكومة ظلّ مكونة من 27 وكيل وزارة، وأنّها هي من تقود البلاد (غزة)، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع".

وخلال حديثه قال عباس إنّ عدد القتلى الذين ينتمون إلى حركة "حماس" في الحرب الإسرائيلية على غزة بلغ 50 شخصاً، بينما الذي قتل من حركة "فتح" 861 شخصاً.

في المقابل دعت حركة "حماس" رئيس السلطة الفلسطينية، إلى التوقف عن حوارها عبر الإعلام، وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين الحركتين بشكل مباشر.

وقال المتحدث باسم الحركة في غزة، سامي أبو زهري في بيان، "تصريحات عباس ضد حماس والمقاومة غير مبررة، والمعلومات والأرقام التي اعتمد عليها مغلوطة، ولا أساس لها من الصحة وفيها ظلم لشعبنا وللمقاومة التي صنعت هذا الانتصار الكبير".

وأوضح أبو زهري أن "الحركتين اتفقتا على عقد لقاء قريب بين الطرفين لاستكمال الحوار وبحث تنفيذ بقية بنود المصالحة".

بدوره، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل القيادات والرموز الفلسطينية إلى "التعالي عن المعارك الجانبية"، مشيراً إلى خروج بعض من وصفهم بالرموز، بالتصريحات "الحادّة" عقب انتهاء الحرب، قائلًا: "نحن اليوم أمام معركة مستمرة مع الاحتلال، ولن نعود إلى صفحات الانقسام البغيضة".

وأضاف مشعل خلال كلمة ألقاها في مهرجان صيدا في لبنان، والذي نُظّم احتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية في العدوان الأخير على غزة: "ندعو لاستكمال ملف المصالحة الفلسطينية، في الشراكة الوطنية وفي القرار والمسؤولية والقيادة".

ودعا مشعل إلى المسارعة "في تحقيق مسار المصالحة الوطنية، لنتعلم مما حققته المقاومة من توحّد خلال العدوان".

وتابع "اتفقنا أو اختلفنا في التفاصيل، لكن يجب أن نضع معركة غزة في مسارها الصحيح في الصراع العربي الصهيوني، وموقعها اللائق في قضية تحرير فلسطين".

ووقعت حركتا "حماس" و"فتح" يوم 23 إبريل/ نيسان الماضي، اتفاقاً لإنهاء انقسام دام سبعة أعوام، غير أنّهما ما زالتا تتبادلان الاتهامات حول الجهة المتسببة بعرقلة المصالحة الفلسطينية.

وتوافقت الحركتان على تشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة رامي الحمد الله، أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/حزيران الماضي، غير أن هذه الحكومة لم تتسلم حتى اليوم المسؤولية الفعلية لقطاع غزة.

محمد سنقرط.. قتلته إسرائيل قبل أن يصبح طبيباً

القدس المحتلة ــ محمد عبد ربه
8 سبتمبر 2014
لم يتمالك والد الشهيد، محمد عبد المجيد سنقرط (16 عاماً)، نفسه، بعدما رفع أطباء مستشفى "هداسا" الإسرائيلي في القدس المحتلة، ظهر الأحد، الأجهزة الطبية عن جسد ابنه، فأجهش بالبكاء، مفصحاً عن ألم أصاب أفراد العائلة، التي لم تغادر المستشفى على مدى أسبوع كامل، آملة استعادة محمد لوعيه.

وكان محمد، المتحدّر من حي وادي الجوز، شمالي بلدة القدس القديمة، قد أصيب بكسر في جمجمته، ونزيف في الدماغ، عقب إصابته برصاصة مطاطية أطلقها نحوه جنود وحدة خاصة، اقتحمت حي وادي الجوز، مساء الأحد الماضي. وأصيب الشاب في الجهة اليمنى من مؤخرة رأسه، بينما كان على بعد خطوات من مسجد عابدين ليؤدي صلاة العشاء فيه.

سقط محمد أرضاً، وفي لمح البصر، اجتمع حوله جنود الاحتلال، وركلوه بأحذيتهم العسكرية في رأسه ووجهه. وبرغم فقدانه للوعي، واصل الجنود ركله بوحشية تفتقد للإنسانية، وفق ما يؤكد والده، عبد المجيد سنقرط، لـ"العربي الجديد".
ولم يكتفِ جنود الاحتلال بذلك، بل أطلقوا قنبلتي صوت وغاز، باتجاه المسعف والمصور الصحافي، أمين صيام، الذي حاول الاقتراب من محمد، الذي وصل إلى المستشفى بعد نحو عشرين دقيقة من إصابته والاعتداء عليه، بمساعدة الأهالي الذي احتشدوا في المكان.
وأوضح المسعف أحمد التميمي، الذي شاهد الحادثة، لـ"العربي الجديد"، أن "محمد كان يتحدث بالهاتف حين جرى قنصه، فأصيب وسقط على الأرض فوراً، ونقلناه بمركبة خصوصية، عقب رفض إسعاف "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلي الدخول للحي إلا برفقة شرطة الاحتلال".

وفي مستشفى "هداسا"، عين كارم، حيث استشهد محمد، حدث جدال ومشادات بين عائلة الشهيد وضباط من شرطة الاحتلال، الذين أصروا على الاحتفاظ بالجثة، ليسلموها في وقت لاحق يحددونه، لكن العائلة أصرت على تسلّمه، وطلبت تشريح جثته، عقب ادعاء شرطة الاحتلال بأن إصابته البالغة نتجت عن ارتطامه بالأرض بقوة، ولم يكن بفعل نوع جديد من الرصاص الأسود المغلّف بطبقة رقيقة من المطاط.

في المكان نفسه، الذي سقط فيه محمد مضرجاً بدمائه، كان أصدقاؤه ورفاقه في مدرسة الرشيدية يتذكرون اللحظات الأخيرة التي جمعتهم به.

فقد كان الشهيد يعدّ نفسه لليوم الأول من العام الدراسي الجديد الذي انتظم فيه الجميع، باستثناء محمد وصديقيه محمد الشرباتي ومحمد حجازي، اللذين لم يتمالكا نفسيهما وهما يرويان اللحظة الأخيرة التي جمعتهما به، فقد تحدث ثلاثتهم في ساعات ما قبل الظهيرة عن ترتيبات اليوم التالي، وأبلغهم محمد بأنه اشترى ما يلزم من قرطاسية ومن حقيبة جديدة لمدرسته.

قال صديقه، محمد حجازي، لـ"العربي الجديد": "بعد اليوم سنذهب بدونه إلى المدرسة، فلا ندري كيف"، ثم لمعت عيناه بالدموع، قبل أن يغادر على عجل.

أما والدة الشهيد محمد، إلهام سنقرط، فقد أكدت، لـ"العربي الجديد"، أن "ابنها أتمّ استعداداته للعام الدراسي الجديد، ورافقها قبل ذلك إلى المكتبة، واشتريا ما يلزم من قرطاسية"، وتضيف: "في العطلة الصيفية كان يساعدني في أعمال المنزل، وكان دائم الحضور، ويحبه الجميع".
ثم تتذكر بألم لحظة رؤيته ملقى على وجهه والدم ينزف منه، فيما القيء والزبد يخرج من فمه: "لقد سمعتُ أنفاسه تتسارع، ورأيت جسده حينها ينبض بالحياة، لكن الدم كان يتدفق بغزارة من مؤخرة رأسه". أما حلمه، كما تقول والدته، فـ"كان أن يكمل تعليمه كطبيب، وهو حلم لكل العائلة رحل مع استشهاد محمد".
وبعد ساعات قليلة على إعلان استشهاد سنقرط، تحولت القدس إلى كتلة من الغضب، فانتفض مسقط رأس الشهيد، وادي الجوز، وعم الإضراب الشامل مدينة القدس، وامتدت المواجهات إلى العديد من الأحياء المقدسية.

كما اندلعت مواجهات عنيفة، ليل أمس الأحد، في عدة أحياء وقرى بالقدس المحتلة. وتركزت المواجهات في شارع حي المطار، شمالي القدس المحتلة، وفي أحياء عين اللوزة، بسلوان، والطور، وكذلك وادي الجوز، مسقط رأس الشهيد سنقرط، فضلاً عن بلدة سلوان، وقرية العيسوية، ومخيم شعفاط.

وهاجم العشرات من الشبان الملثمين بالزجاجات الحارقة، محطة وقود إسرائيلية على المدخل الغربي لقرية العيسوية، شمالي شرق القدس المحتلة، ما أدى إلى اندلاع النيران والتسبب بأضرار كبيرة فيها.

وأفاد ناشطون في القرية، لـ"العربي الجديد"، بأن "عدداً من جنود الاحتلال فروا من المكان خلال الهجوم المفاجئ على المحطة، ثم عادوا بقوات كبيرة، وأغلق المدخل الغربي الرئيس للبلدة بالصخور والأتربة ومكعبات الإسمنت، كما أغلق المدخل الجنوبي للبلدة، والمتصل بالجامعة العبرية، ومدخل آخر يربط القرية بمخيم شعفاط المجاور، فيما عززت قوات الاحتلال من وجودها على المدخل الشرقي للقرية".

ووصف عضو لجنة المتابعة في العيسوية، محمد أبو الحمص، هذا الإجراء من قبل قوات الاحتلال بأنه "عقاب جماعي يستهدف أهالي القرية".
وفي السياق، أفاد ناشطون في حي وادي الجوز، بأن شباناً ألقوا زجاجات حارقة على دوريات عسكرية للاحتلال وعلى مركبات للمستوطنين.
وفي مخيم شعفاط، شمالي القدس، اندلعت مواجهات عنيفة عند الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم.

وأفاد ناشطون في المخيم، لـ"العربي الجديد"، بأن "أعداداً كبيرة من الشبان هاجمت بالحجارة والزجاجات الحارقة جنود الاحتلال على الحاجز، الذين أطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت، ما أسفر عن وقوع إصابتين بالمطاط على الأقل، والعديد من الحالات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع".

وامتدت المواجهات إلى بلدة سلوان، جنوبي القدس، حيث هاجم الشبان البؤر الاستيطانية القريبة من حي بطن الهوى ودوريات الحراسة الخاصة بالمستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة، في وقت دفعت فيه قوات الاحتلال بقوات من حرس الحدود إلى مواقع المواجهات.
- See more at: http://www.alaraby.co.uk/politics/1c8051d8-014a-4a93-aebc-53f38b1d4fac#sthash.JfKreAlh.dpuf