م. عماد عبد الحميد الفالوجي
بداية أتقدم لحكومتنا الرشيدة ' حكومة الوفاق الوطني ' بالتهنئة الممزوجة بالألم من قطاع غزة بمناسبة حلول شهر الرحمة والبركة شهر رمضان المبارك ، داعيا الله – العلي القدير القادر على كل شيء – ان يحل رحمته وبركاته على حكومتنا الرشيدة وأن تجدد النية والعهد من جديد مع شعبها وأن تتق الله في الأمانة الثقيلة التي قبلت أن تحملها طائعة غير مكرهة ، وهي تعلم سلفا – أو هكذا يجب أن يكون – حجم المصاعب الملقاة على عاتقها تجاه شعبها الفلسطيني عامة وقطاع غزة على وجه الخصوص .
ومع مرور اكثر من شهر على أداء اليمين أمام السيد الرئيس لازال المواطن الفلسطيني يتساءل عن عنوان عمل حكومته التي شعر بالسعادة لتشكيلها بعد سنوات الانقسام ، يتساءل المواطن ماذا فعلت الحكومة حتى اللحظة غير أنها استلمت بعض المقاعد الوزارية وأخذت بعض الامتيازات الخاصة لأعضائها ؟؟ لماذا هذا التأخير في العمل وفي التحرك الجاد لاقتحام المشاكل التي يعاني منها المواطن ؟ لماذا هذا البرود – الغير مبرر – تجاه القضايا الساخنة التي تعصف بحياة المواطنين ؟ لماذا هذا الإصرار بالضغط على المواطن ليعلن يأسه من تحقيق مصالحة حقيقية على أرض الواقع ؟
لماذا لا يبادر وزراء الضفة الغربية بمتابعة وزاراتهم في قطاع غزة وخاصة وزارة الداخلية وغيرها ؟ هل السبب أنهم لا يعترفون بموظفي الوزارات القائمين على إدارة وزاراتهم ؟ اذا كان الأمر كذلك فالسؤال الأعجب ومع من تمت المصالحة أصلا ؟ أليس المصالحة تمت مع حركة حماس وبالتالي مع الوضع القائم ؟؟ والاتفاق على تشكيل لجنة إدارية وقانونية لمناقشة الوضع القائم ؟ وهذا يفرض على الحكومة التعامل مع الوضع القائم دون حساسية حتى تنتهي اللجنة المشكلة من عملها ؟؟ أم أن عبقرية الحكومة تريد إبقاء حالتنا في فراغ إداري ووضع ضبابي حتى تنتهي عمل اللجنة خلال أربعة شهور ، أليس هذا جنون وانتحار ؟
الغالبية يشعر بأن الحكومة متخوفة ومترددة من الاقتراب من حكم قطاع غزة وفرض سيادتها ، ولا ندري سبب واضح ومباشر لهذا الخوف والتردد ؟ والأصل أن أعضاء هذه الحكومة يجب أن يملكوا الشجاعة والقدرة على المغامرة لإثبات ذاتهم ، وإذا فشلوا بعد ذلك فلن يلومهم أحد ، ولكن حتى هذه اللحظة فهم يتحملون وزر هذا الفشل .
الجميع هنا في قطاع غزة ينتظر ممارسة الحكومة لسيادتها ويطالب بذلك ، وبإمكان الوزراء القدوم من معبر رفح وتحدي المنع الإسرائيلي مهما كان ، بل المطلوب منهم الإقامة لفترة ليست قصيرة في قطاع غزة لإعادة ثقة المواطن بحكومته وسلطته وليس الاكتفاء بالتواصل عن بعد ' الفيديوكونفرنس ' فهذا يدفع أهل غزة للغضب والاستنكار .
لماذا لم يلمس أهل قطاع غزة أي تحرك جاد لحل مشاكله التي يعاني منها منذ سنين ؟ موضوع الكهرباء ومعبر رفح على سبيل المثال ، المواطن يدرك أن حل الكثير من المشاكل يحتاج الى وقت وصبر ولكن يجب أن يشعر ببدء التحرك ووضع الخطط وإعلان ذلك وليس تحرك إعلامي على استحياء .
لماذا لا يشعر المواطن بقيمته في نظر حكومة الوفاق الوطني ؟ ولماذا هذا التردد في تحمل اعبائه ؟ لماذا تتهرب الحكومة من تحمل مسئولياتها عن الكل الفلسطيني دون النظر للانتماءات والخلافات السياسية ؟ لماذا لا تسعى الحكومة لاحتضان الكل الفلسطيني وضرب المثل في ذلك لاسترداد ثقة المواطن بذاته قبل الثقة بقيادته .
شهر رمضان يدخل علينا ولم يتم دفع رواتب لموظفي السلطة ولا يجب التمييز بين موظفي السلطة ، خاصة بعد تشكيل حكومة وفاق وطني ، وهذه سابقة لم تحدث في أي وقت مضى .
كل عام وحكومتنا التوافقية بخير ، كل عام ووزراء حكومتنا ومستشارينا بخير
ورمضان كريم مليء بالرحمة والبركة لشعبنا في كافة أماكن تواجده .
والرحمة لشهدائنا والحرية لأسرانا والشفاء لمرضانا .
رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
ـــــــ
م.م