الجمعة، 1 أغسطس 2014

جسر جوي بين قطر و اسرائيل لامداد جيش الاحتلال بالذخيرة

جسر جوي بين قطر و اسرائيل لامداد جيش الاحتلال بالذخيرة
ذكر موقع روتر الأمني الصهيوني نقلا عن مصادر عربية أن جسراً جوياً بين قطر و اسرائيل أقيم لإمداد الجيش بالذخيرة من قاعدة السيلية في قطر .
و ذكرت مصادر عليمة اليوم ان الولايات المتحدة وافقت على طلب اسرائيلي تقدم به بنيامين نتنياهو على طلب المساعدة والحصول على ذخيرة أميريكية من قاعدة السيلية الحربية الامريكية في قطر ، وقالت المصادر ان الامير القطري ” تميم ” طالب الجهات الامريكية بالتكتم على الخبر واذاعة خبر حول ان الذخيرة وصلت اسرائيل من القواعد الامريكية في الاطلسي ، وقالت المصادر ان أكثر من خمسة أطنان من الذخيرة تم نقلها اليوم من قاعدة السيلية الامريكية في قطر الى اسرائيل



المزيد .. 

عار داعش أم عار أمة؟؟؟

عار داعش أم عار أمة؟؟؟

 نبيل نايلي

“الآن وقد أصبح عدد المسيحيين مليوناً وثلاثمئة ألف في لبنان ومليونا ونصف في سورية، فلماذا لا يأتي المسيحيون الى أوروبا ويعيشون فيها، مع العلم انه تم استيعاب مليوني مهجر مسيحي عراقي في أوروبا؟…لم يعد مكان للمسيحيين في المشرق العربي في ظلّ صراع الحضارات، خاصة المسيحي – الاسلامي” الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي.
الآن وقد أضحت موصل العراق خالية من إخوتنا المسيحيين، مليون و250 ألف شخص حسب تقديرات إعلان المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، المكوّن التاريخي، بعد قرون من مساهماتهم أينما حلوا، في بناء بلاد الرافدين وغيرها، تاركين وراءهم ممتلكاتهم وبيوتهم للنهب والسلب والمصادرة، بعد أن فرض شُذّاذ آفاق تنظيم «داعش» تعاليم “عهدتهم”، وسط عجز إن لم نقل، خيانة عربية، وتخاذل وتواطؤ إقليميين ودوليين عن التحرّك، تتّضح لكم ملامح مخططات التطهير الطائفي والجرف الممنهج لديمغرافيات خرائط دم بانتستونات أمراء الحرب، وورثة الدول الفاشلة..
إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، عرابة التطييف والتفتيت، قد دانت بـ«أشد العبارات» الأعمال “البغيضة” لوليدها الشرعي داعش، وإذا كان هذا الأصم الأخرس عما يجري في غزة، بان كي مون يعتبر ذلك “جريمة ضد الإنسانية”، فلا يزال الصمت المهادن عنوانا عربيا بامتياز..
تذكرة لأصحاب الأمنيزيا المزمنة، ومحترفي حالة الإنكار!! إنّ ما جرى في سوريا وما يجري في العراق، وما هو مرشّح لأن يحدث في باقي الأواني المستطرقة من هذه الأقطار المتشظية المستباحة، ليس وليد صدفة ولا هو مسألة عابرة! ألم نسمع قبل ذلك بما أتاه من سبق داعش في المعلولة؟ أ لم يقرّر جهابذة الإفتاء والقائمين على الأمر من دعاة “الدولة الاسلامية في العراق والشام، داعش” التي أضحت “الدولة الإسلامية”، بعد دراستهم وضع إخوتنا المسيحيين “الكفري”، نعم الكفري هكذا، لقاء المتساكنين ليعرضوا عليهم، بشكل ديمقراطي جدا، بعد الإستيلاء والإعتداء على كنيستين وتحويلهما إلى مقار للجماعة وطمس العلامات الدينية المسيحية عليها، كمؤشر فارق لما تريده هي مشتقاتها لسوريا وعراق الغد: “إما الإسلام وإما دفع الجزية”؟؟؟؟
وكان أن صدر نص “العهدة البغدادية” نسبة لمن خلع على نفسه لقب ” أمير المؤمنين”، أبو بكر البغدادي، أمير داعش، يستهلّه بزهو الفاتحين ” هذا ما أعطاه عبد الله أمير المؤمنين” ل” نصارى الرقة” ، “أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسائر ذراريهم في ولاية الرقة”!
تذكرة فقط، هذا غيض من فيض عهدة أبي بكر البغدادي:
” إلتزام من أذعن ب”الأحكام التفصيلية المترتّبة على عقد الذمة”،
- إلزام كل رجل مسيحي بدفع ما يعادل 17 غراما من الذهب جزية “على أهل الغنى ونصف ذلك على متوسّطي الحال ونصف ذلك على الفقراء منهم”،
- حظر امتلاك الأسلحة،
- منع بيع لحم الخنزير والخمر للمسلمين وشرب الخمر علنا،
- أن لا يحدثوا في مدينتهم ولا في ما حولها ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها.
- ألا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيء من طرق المسلمين أو أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم وكذلك سائر عباداتهم،
- أن يلتزموا بما تضعه الدولة الإسلامية من ضوابط كالحشمة في الملبس أو في البيع والشراء وغير ذلك،
- ألاّ يقوموا بأي أعمال عدوانية تجاه الدولة الإسلامية، كإيواء الجواسيس والمطلوبين قضائياً للدولة الإسلامية، أو من تثبت حرابته من النصارى أو من غيرهم، أو مساعدتهم في التخفي أو التنقل أو غير ذلك، وإذا علموا بوجود تآمر على المسلمين فعليهم التبليغ عن ذلك،
- تكون لهم مقابرهم الخاصة بهم كما هي العادة”،
لم يفت هذا البغدادي أن ينهي عهدته بما يشبه الوعيد: “وإن هم خالفوا شيئاً مما في هذه الوثيقة، فلا ذمّة لهم وقد حلّ للدولة الإسلامية في العراق والشام، منهم ما يحلّ من أهل الحرب والمعاندة”. مع ذلك ضاقت بهم سوريا والعراق بما رحبا!!!
من يقوم بتعزيز هذه الفتنة هو ذاته من يساهم في ترحيل المسيحيين من العراق ويرهبهم الآن بسورية لمغادرتها.. هل يذكر أحدكم سؤال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ذات لقاء جمعه والبطريرك الراعي، لطرح سؤاله الشهير: “الآن وقد أصبح عدد المسيحيين مليوناً وثلاثمئة ألف في لبنان ومليونا ونصف في سورية، فلماذا لا يأتي المسيحيون الى أوروبا ويعيشون فيها، مع العلم انه تم استيعاب مليوني مهجر مسيحي عراقي في أوروبا؟”، ما دام “لم يعد مكان للمسيحيين في المشرق العربي في ظل صراع الحضارات، خاصة المسيحي – الاسلامي”، كما إدّعي !!!
بين صحيفة الرسول الأعظم عليه أفضل الصلوات والسلام وعلى آله الطاهرين الطيبين، وعهدة عمر رضي الله عنه ، التي حفظت للمسيحيين حقوقهم حين “أعطاهم” فعلا لا زورا “أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها… أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم” لا تُسكن ولا تصادر لتصبح مركز قيادة!!! وبين وقواعد تنظيم”الدولة الاسلامية في العراق والشام، داعش“ التي تفرض “سلسة من الأحكام” على المواطنين ذوي الديانة المسيحية في مدينة الرقة السورية، “ضمانا لحمايتهم“ كما يدعي من دبّج هذه القواعد، مسافات ضوئية!!!! هي ذات المسافات التي تفصل من صنع مجد الإسلام وسما برسالته النبيلة وكرّس تعاليمه التي ساهمت في انتشاره حيث لم تطأ سنابك خيول المسلمين وجحافل جيوشهم، وبين السفهاء من نافخي كير الفتنة بفتاوى يشيب لها شعر الرُضّع والولدان، ولقطاء أجهزة الإستخبارات الأجنبية، ووقود حروب الوكالة، يختطفونه ويهوون به إلى حيث الجهالة والردة الدينية والإرتكاسة الحضارية، وتدمير آخر حصون الوحدة الوطنية في تنفيذ ممنهج لتعاليم إستراتيجيات تفتيت المفتّت وتحويل ما تبقى من أقاليم إلى دول فاشلة!
هل يعي هؤلاء أنهم لا يعششون خارج التاريخ، فحسب، بل ستلفظهم الجغرافيا أيضا. ستلفظهم لحظة إنتهاء مدة صلاحياتهم، وبمجرّد أن يبدأ من أطلقهم من قمقمهم في إستنساخ “صحوات” أو “معتدلين”..يومها لن يكون لهم “ذمة” ولا حتى في عهدة من فرّخهم!
أخيرا، لقد كنّا ولا نزال على يقين أن الطائفيين “سنّة” كانوا أو “شيعة” أو “مسيحيين”، ملّة واحدة! الطائفيون والمحتلّون والعملاء والوكلاء، بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم!
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 

قاسم سليمانـــي: “غـــزة بركـــان إلهـــي”..

)

قاسم سليمانـــي: غـــزة بركـــان إلهـــي..

 أحمد الشرقاوي

الرسالة التي وجهها “الشهيــد الحــي” كما أصبح يعرف اليوم، اللواء ”قاســم سليمانــي’، إلى فلسطين والمقاومة في غزة، شكلت مفاجأة من العيار الثقيل، وقلبت العديد من المفاهيم والحسابات في المنطقة، بل هناك من المراقبين من ذهب حد القول أن ما قاله هذا القائد الكبير والخطير، رسم حدا فاصلا بين ما قبل غزة وما بعدها.
ولعل وصفه لما يحدث في فلسطين بأنه “الحد الفاصل بين الحق و الباطل”، في معركة الوجود والمصير التي يخوضها اليوم محور المقاومة من طهران إلى غزة رمز العزة، يختزل إلى حد كبير عنوان المرحلة الجديدة التي دخلتها المنطقة، ومن أهم سيماتها إعادة رسم الخرائط السياسية والجغرافية والأمنية على أسس جديدة، من موقع القوي المنتصر بفضل إنجازات المقاومة.
عندما إجتاحت “داعش” العراق وحل ‘قاسم سليماني’ على عجل في بغداد ليدير عملية وقف الزحف ومحاصرته وقطع إمداداته قبل البدأ بضربه لإنهائه، قلنا في مقالة حول “الشهيد الحي”، بأن هذا الرجل الذي هو بحجم أمة، مطالب اليوم أن يرقص على أكثر من حبل، في العراق وسورية ولبنان وفلسطين المحتلة.. واستنتجنا بمنطق الأمور أن الحل الوحيد المتبقي لمحور المقاومة للخروج من دوامة القتل والتدمير والتفتيت التي تتعرض لها مكوناته حصرا دون سواها، هو إعلان الحرب على الكيان الصهيوني المجرم باعتباره العنوان الصحيح لكل من أراد الجهاد الحقيقي في سبيل الله.. ولأن فلسطين هي القادرة وحدها على جمع الأمة وإعادتها لوعيها المغيب تحت تخدير ما يبثه إعلام الزيت من زبالة.
وها هو الجواب يأتي كالقدر الحاسم من إيران، وها هي أمنية كل شرفاء الأمة تبدو قابلة للتحقق بعد أن فاجئنا ‘سليماني’ برسالته القوية، والتي هي بمثابة إعلان حرب مفتوحة على الكيان الصهيوني بإعتباره مصدر أزمات الأمة وخرابها وسبب كل ما حصل ويحصل لها منذ أن زرع هذا السرطان الخبيث في جسدها، وقد آن أوان إقتلاعه بالمقاومة، وفي حال تطورت الأمور فبالمواجهة العسكرية الإقليمية.
لذلك أشار ‘سليماني’ إلى أن ما يحدث اليوم في فلسطين هو “بركان إلهي لا يمكن إخماده”، ما يعني أن غزة كانت بداية التفجير الصغير، وأن القادم سيكون أعظم على المجرمين لأن عذاب الله شديد.. هذا وعد الله.
ما قاله هذا الرجل، هو الجواب الذي كنا جميعا ننتظره على أحر من الجمر، بينما كان المتآمرون المزايدون على المقاومة يتسائلون، إن كانت صواريخ حزب الله هي فقط لنصرة ‘الأسد’ ضد شعبه في سورية لا المقاومة في فلسطين؟.. ومثل هؤلاء المنبطحين الأغبياء، لا يدركون أن حزب الله لا يتصرف وفق هواه ومن منطلق خياراته المحلية، بل عندما يتعلق الأمر بتهديد يستهدف وجود الأمة ومصيرها، فإنه يتصرف في إطار منظومة المقاومة كاملة.. هذا ما حدث في حرب لبنان 2006، وهذا ما حدث في سورية ويحدث اليوم في العراق، وهذا بالضبط هو ما سيحدث قريبا في فلسطين، في إنتظار أن يتطور الصراع فتنفجر الضفة الغربية أيضا، لتفتح أبواب الجحيم على الكيان الصهيوني من كل مكان.
جواب ‘سليماني” غير بوصلة الصراع نحو فلسطين، فخلط أوراق اللعبة برمتها، بعد أن وحد الهدف و وجه الصاروخ والرصاصة والدم والحجر والقلم نحو ‘فلسطين’ كعنوان يختزل كل معاني الجهاد في الإسلام وقيم الحرية والكرامة الإنسانية بالمفهوم الكوني لحقوق الشعوب المقاومة للظلم والحصار والإحتلال والإستكبار.. ولا حديث بعد غزة عن شيىء إسمه “العروبة”.. هذا حشيش لم يعد يخدر أحدا اليوم.. هناك ما هو أعظم وأجمل من كل العناوين، حين ينتابنا إحساس صادق بالإنتماء لأمة المقاومة، حينها نسترد هويتنا الحقيقية ونشعر بالفخر والإعتزاز فنتدوق طعم الإنتصار ونمارس حياتنا بكرامة.
ومن حيث التوقيت، جاءت هذه الرسالة المزلزلة لتقطع الطريق على كل السماسرة، وتعلن نهاية “المساومة” السياسية على ‘غزة’ المستضعفة، وبداية العد العكسي لتحرير فلسطين من الإحتلال الصهيوني بالقوة، ونزع ملف القدس من يد تجار الدم والدين الخونة.
خطورة الرسالة تأتي، أولا، من كون هذا العقل الأمني الجبار، كما يصفه الغرب، يرقص على حبال كل الصراعات والأزمات في منطقة آسيا والشرق الأوسط، رجل غامض يعيش في الظل بعيدا عن الظهور الرسمي وعن الإعلام، ولا يعرف عنه إلا القليل الذي لا يشبع ولا يغني من جوع. وخروجه هذه المرة علنا ليلقي برسالته المزلزلة، لم يكن من قبيل البازار السياسي الذي يتقن فن قواعده رجال الدولة في الجمهورية الإسلامية بدهاء، بل ما كان ليخرج إلا بتكليف من القائد الإمام شخصيا، وهذا يعني، أن الموقف الجديد على ضوء تطورات الميدان في غزة، تجاوز رسائل التحذير السياسية والتصريحات الدبلوماسية، ودخلت المنطقة في ما سيقول عنه التاريخ لا محالة، بأنه كان “بركانــا إلهيـــا” بدأ في غزة وانتقل إلى الضفة وأراضي 48 وانفجر في لبنان والجولان ليقدف حمم نيرانه على الكيان الصهيوني المحتل، فيقتلعه من الأرض المقدسة حتى لو أدى الأمر في حال دخول الولايات الأمريكية الحرب إلى تدمير القواعد الأمريكية في المنطقة وفي آسيا، وإغلاق مضيق هرمز، ليدخل العالم في أزمة إقتصادية وإجتماعية خانقة لم يعرف لها التاريخ نظيرا.
هناك من يعتقد أن مثل هذا التطور الدراماتيكي للأحداث قد يدخل العالم في حرب عالمية ثالثة.. وهذا صحيح، لأن ما يجري في أوكرانيا وتوجه أمريكا والأطلسي لمواجهة روسيا على حدودها، وأوامر ‘بوتين’ لجيش بلاده بالإستعداد لمواجهة توسع ‘الناتو’ على حدوده، وحرب العقوبات الإقتصادية الغربية ضد موسكو والتي تجاوزت الأشخاص لتطال مجالات حيوية حساسة كالطاقة والمصارف.. هي مؤشرات تصعيدية خطيرة تمهد لإنفجار كبير قد يتطور سريعا إلى حرب عالمية مدمرة في حال لم تغير أمريكا من سياساتها العدوانية.
وهو ما يجعل من إختيار إيران للحظة التصعيد و تهديد “إسرائيل” بأنه “في الوقت المناسب سنصب جام غضبنا على رأس الصهاينة المجرمين”، ليدفعوا ثمن جرائمهم التي إرتكبوها في فلسطين.. يؤشر إلى أن هناك تنسيق أمني وعسكري وثيق بين طهران وموسكو حول ما يجري في المنطقة من عدوان يستهدف النفود والمصالح الإيرانية والروسية والمشتركة، وخصوصا أن للحرب أهداف إقتصادية تتعلق بالنفط والغاز، ومحاولة تعويض أوروبا بغاز قطر والخليج عبر العراق وتركيا ليكون بديلا عن الغاز الروسي.
وخطورة الرسالة، ثانيا، تكمن في أنها صادرة عن رجل تعرفه مجتمعات المخابرات وإدارة الجيوش في أمريكا والغرب الأطلسي و”إسرائيل” ومملكة الظلام ومشيخات الخيانة في الخليج، بأنه عقل جبار، نجح في قهر أمريكا في أفغانستان، وهزيمتها في العراق، وإفشال مخططاتها التدميرية بالوكالة في لبنان وسورية والعراق واليمن وغيرها من ساحات الصراع بين حلف المقاومة وحلف المؤامرة.. وها هو اليوم يظهر للعلن ليعلن صراحة أن مسرح الحرب الكونية القادمة سيكون هذه المرة فلسطين المحتلة.
وبهذا المعنى، فالرسالة لا تكتسي طابعا سياسيا تعبر من خلاله عن موقف إيران المبدئي من العدوان على قطاع غزة فحسب، بل إعتبرت من قبل كل من يفهم أبجديات السياسة الإيرانية في المنطقة، أنها “إعلان حرب” صريح وواضح على الكيان الصهيوني المجرم وشركائه وداعميه في العدوان على فلسطين.
وحيث أن الجنرال ‘سليماني’ المرعب، ليس مسؤولا سياسيا ولا محللا إستراتيجيا، وبالتالي، فهو لا يعبر عن رأيه أو وجهة نظر بلاده، فما أعلنه هذا القائد الأمني والعسكري الكبير، الذي يختزل في قلبه هموم أمة وفي عقله خططا لمواجهة أعتى الأعداء بمن فيهم أمريكا نفسها، إنما هو “أمــر عمليــات” عسكري بامتياز، تنفيذا لتعليمات قائد الثورة الإسلامية العظيمة، الإمام خامنئي’ حفظه الله، ليقول للأعداء قبل الأصدقاء أن زمن الهيمنة الأمريكية والعربدة الصهيونية والعمالة العربية قد إنتهى، وبدأ العد العكسي لما أسماه بـ”البركان الإلهي” في فلسطين.
و’سليماني’ بحديثه عن “البركــان الإلهــي” لا يقصد بركان إنتفاظة الشعوب المسحورة كما حصل في الربيع العربي، لأنه ليس من الحكمة المراهنة على من مات فيهم الضمير ويحرصون على العيش في الذل كقطيع في مزرعة الراعي، بل بركان أوقد ناره رجال الله في غزة، ويهدد بالتوسع ليدخل محور المقاومة شريكا فعليا في الحرب، فيقذف حمم النار التي ستحرق الجيش الصهيوني الإرهابي وتنهي عربدته وتقتلعه من فلسطين السليبة كما أكد الإمام ‘الخامنئي’ في كلمته الثائرة الأسبوع الماضي، وطلب من أجهزته المختصة العمل على تسليح الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية أيضا، ما دامت أمريكا تسلح “إسرائيل” بفائض المخزون من السلاح الفتاك، لتكون شريكة كاملة في قتل المدنيين من الشعب الفلسطيني الأعزل وتدمير مقدرات وطنهم المتواضعة.
“إسرائيل” فهمت الرسالة بسرعة، فأمرت باستدعاء 16 ألف من جنودها في الإحتياط، تحسبا للإنفجار القادم في الضفة الغربية بعد حديث ‘سليماني’ عن “البركــان الإلهــي”، وفي نفس الوقت، كثفت من طلعاتها الإستطلاعية والإستفزازية فوق الجنوب اللبناني بما يفوق المعتاد، لعلها ترصد أي تحرك مشبوه لرجال حزب الله الجبار على الأرض. وهو ما لم تفلح فيه في غزة المحاصرة فأحرى جنوب لبنان المفتوح وهي تتعامل مع أعداء كالأشباح لا يظهرون في النور.
الرسالة التي أراد إيصالها الجنرال ‘سليماني’ للقادة العرب مؤداها، أن زمن المزايدات السياسية على فلسطين إنتهى، ولم يعد مقبولا أن تراق الدماء الطاهرة ليأتي بعد ذلك العملاء والسماسرة فيقطفون إنتصارات المقاومة المنهوكة والمحاصرة، فيحولوها إلى هزائم وإخفاقات خدمة لـ”إسرائيل”.. هذا الزمن العاهر ولى وانقضى، وعلى الأعداء أن يدركوا أن فلسطين دخلت اليوم من بوابة غزة العزة عصرا جديدا لا صوت فيه يعلو فوق صوت الصاروخ والرصاصة. وهذا هو معنى “الربيع الفلسطيني”.. والفرق بينه وبين “ربيع النعاج العربي” هو أن ربيع الشهداء في فلسطين سيحول “الأرض والهواء والبحر جهنماً للصهاينة” كما أكد اللواء سليماني في رسالته التاريخية التي ستغير وجه المنطقة وإلى الأبد، كما سبق وأن بشرنا سماحة السيد ذات خطاب.
أما ما يحكى عن ورقة “التصفية” المصرية، فبعد رسالة “الشهيد الحي”، لم يعد لمصر من دور يذكر في العملية، ولن تستطيع السعودية فرض خيارها على شعب حر يقاوم الإحتلال بالدم ويدعمه الآن علنا محور المقاومة بأكمله من طهران إلى لبنان.. وبهذا، تحولت القضية الفلسطينية إلى قضية دولية سيرتبط بحلها مجمل ملفات الصراع في المنطقة.
لا خير يرجى من نظام ‘السيسي’ العميل الذي حول مصر إلى إقطاعية عسكرية صهيونية شريكة في العدوان على شعبنا المجاهد الصامد في غزة، رغم القتل والدمار والجوع والعطش والمعاناة.. ولا خير في شعب مهزوم (إلا من رحم الله)، قبل بالتنازل عن كرامته مقابل رغيف العيش الملوث برائحة النفط المقززة، ولا يتظاهر ضد إعلام صهيوني يحرض إسرائيل على قتل الأشقاء في غزة لأنهم “إرهابيين” كما تقول أمريكا و”إسرائيل”، بل ويطالب الإعلام المصري اليوم علنا بتقديم قادة المقاومة إلى محكمة الجنايات الدولية بإعتبارهم مجرمي حرب يقدفون الشعب الصهيوني “المسالم” بصواريخ المجارير ومواسير الصرف الصحي.
يحدث هذا في الوقت الذي قتلت فيه “إسرائيل” 6 جنود مصريين وأصابت 12 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بقصف جوي على الحدود المصرية مع القطاع قرب ‘بوابة صلاح الدين’ عصر يوم الأربعاء.. ومع ذلك لا زال الصمت الرسمي في المحروسة هو سيد الموقف، ولو كانت المقاومة في غزة قتلت جنديا مصريا بالخطأ، لقامت الدنيا ولم تقعد مطالبة بالإنتقام.
وإذا كان العميل ‘السيسي’ يعتقد أنه سيعيد لمصر دورها القيادي العربي عبر الضغط على الشعب الفلسطيني المظلوم من بوابة معبر ‘رفح’ مع غزة غزة، فإنه واهم ومشتبه، يخلط بين الرؤية السياسية الموضوعية والإنسانية الأخلاقية في العلاقات بين الدول والشعوب، وبين الإدارة العسكرية التي تتلقى الأوامر من السعودية وإسرائيل وتنفذها حرفيا دون إعتبار للعواقب الكارثية التي قد تحملها مثل هذه الممارسة الإستبدادية التي تلغي ثوابت الأمة وتستفز مشاعر الشعوب الغاضبة في صمت وذهول.. خصوصا وأن “السيسي” الذي جاء بإنقلاب عسكري ضد “الديمقراطية” بتمويل سعودي وتسويق إعلامي صهيوني، حاول تقديم نفسه بالخديعة على أنه نسخة طبق الأصل من الزعيم ‘جمال عبد الناصر’ الجديد.. لكن الله لم يمهله طويلا، وجعل العدوان على غزة يكشف نفاقه وعمالته وخبثه وحقده على الفلسطينيين وموالاته للصهاينة والدفاع عنهم، أقله بإغلاق معبر رفح وهدم المزيد من الأنفاق بينما الشهداء يتساقطون بالعشرات كل يوم في غزة والجرحى بالمئات، لتكتمل المشاركة في الجريمة بكل عناصرها.
لهذا، وجه اللواء ‘سليماني’ اللعنة إلى الدول التي تدعم هذا الظلم الواقع اليوم على فلسطين بمن فيها ‘مصر’ من دون أن يسميها، قائلا: ” ألا لعنة الله على من ظلمكم ولا يزال.. ألا لعنة الله على كل ظالم دافع ولا يزال، وحمى ولا يزال، هذا الكيان المجرم.. ألا لعنة الله على كل من أغلق في وجهكم طرق الإمداد وشارك الصهاينة جناياتهم.. ألا لعنة الله على كل من يرى حزنكم ومرارتكم، وبصمته الجبان، يسمح بقتل شعبكم المظلوم”.. ونحن لا نملك أمام مثل هذا الدعاء الصادق إلا أن نقول: “آميــــــــــــن يـــا رب العالميـــــــــن”.
النظام المصري بتآمره على فلسطين والأمة العربية والإسلامية، يكون قد إختار نهج العمالة والإنبطاح وأضاع آخر فرصة كان يمكن أن يعود من خلالها إلى الحضيرة العربية.. أما اليوم فلم يعد ممكنا أن تلعب القاهرة المحتلة دور “الوسيط” الموضوعي النزيه بين المقاومة في غزة وحكومة الكيان الصهيوني المجرم، ولا نتحدث عن دور “الداعم” من منطلق الجوار والعروبة والإسلام و وحدة الوجود والمصير، لأن مثل هذه الشعارات التي نفخ فيها طويلا لم تكن تعني ما تقوله لقطعان الشعوب المهانة، بعد أن آثرت حياة الفقر والذل والإهانة على أن تستفيق من دوختها لتزلزل الأرض من تحت أقدام الطغاة الخونة، وتصنع مصيرها بالمقاومة التي أمرها تعالى باتباع سبيلها كخيار وثقافة ونهج يفضي إلى التحرر والعزة والكرامة والإنتصارات الإلهية المعجزة، و‘سنطانت للخوف والخنوع وواستسلمت للذل والإهانة، فتحولت بجكم سنة الله في الخلق إلى غثاء كغثاء السيل لا قيمة له في عالم الأقوياء، والله يحب المؤمن القوي على المؤمن الضعيف.
وخلاصة الرسالة تقول.. لن يعود العالم بعد غزة آمنا والشعب الفلسطيني يذبح على الهيكل قربانا لـ”إسرائيل”.. خصوصا بعد أن أذن الله تعالى للذين يقتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير.. وأمر المجاهدين في سبيل الله بقوله: (واقتلوهم من حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم) البقرة: 191. وقوله: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) التوبة: 14..
هكذا تحدث “الشهيـــد الحـــي” بلغة السماء وثقافة الجهاد الإسلامي الحقيقي الذي تتبناه المقاومة الشريفة، ليذكر إن نفعت الذكرى، أن “الجهاد” لتحرير فلسطين هو المفتاح الوحيد الذي يكمن فيه خلاص الأمة من كل أزماتها المتراكمة ومعضلاتها المركبة وتقهقرها وضعفها وفقرها وجهلها وتخلفها.. وأن “الشهادة” في سبيل الله هي السبيل الوحيد لعودتها قوية عزيزة كريمة كما كانت، (أحسن أمة أخرجت للناس).
وهذا لن يتأتى إلا حين يصبح المؤمن عاشقا للشهادة، يتوق لنيل شرفها، فيتباهى الله به في عليائه بين ملائكته، ويفرح بتضحياته الشرفاء في الأرض.. والشهداء هم صناع التاريخ وأعلام الأمة التي لا تنكسر ولا تموت.. لأن الموت هو مجرد بداية لحياة الخلود والنعيم المقيم بجوار العزيز القدير..
والشهادة باب أقل زحمة من أبواب المساجد التي لم يعد تدميرها في عزة من قبل الصهاينة يثير حفيظة الأعراب المنافقين.. وهي مقدمة لتدمير المسجد الأقصى كما حذر من ذلك سماحته في خطاب يوم القدس المجيد.
أما الواهمون الذين لا يزوالون يتشبثون بوهم قيام الدولتين فنقول، إسمعوا لرئيس الوزراء البريطاني ‘ديفيد كاميرون’ الذي قال الأربعاء: أن “الحقائق على الأرض بدأت في جعل حل الدولتين يبدو مستحيلا في فلسطين”…
هذا إعلان نهاية كذبة ثقيلة اتخدت مسارا طويلا دون فائدة، فارحلوا أيها السماسرة في السلطة ومنظمة التحرير، واتركوا الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بالجهاد، وقد تكونون أول المستهدفين إن لم تهربوا قبل أن تصبكم حمم جحيم البركان الإلهي القادم في فلسطين.



المزيد .. 

مصر للمقاومة الفلسطينية: أوقفوا اطلاق النار على إسرائيل أولا كي نستقبلكم.. ولا تعديل على المبادرة!




















تتقاطع المعلومات حول تشدد مصر إزاء تسهيل التوصل إلى وقف إطلاق النار يلبي الحقوق المشروعة للمقاومة الفلسطنية في غزة. وانتقلت مصر إلى المزايدة على الاحتلال، ليس فقط بوضعها شروطاً لاستقبال الوفد الفلسطيني، الذي سيبحث وقف اطلاق النار، بل أيضاً برفضها تعديل مبادرتها على الرغم من طلب إسرائيل ذلك.

وأكدت مصادر فلسطينية، رفضت الكشف عن هويتها، لموقع "العربي الجديد"، أن مصر لا تزال تشترط حتى هذه اللحظة قبول فصائل المقاومة الفلسطينية وقف اطلاق النار في قطاع غزة، قبل استقبالها الوفد الفلسطيني.

وقالت هذه المصادر إن الموقف المصري سيكون مدار مباحثات بين رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الليلة، والذي سيبحث أيضاً تشكيلة الوفد، الذي سيكون تحت مسمى الوفد الفلسطيني.

بدورها، أكدت مصادر فلسطينية موثوقة، للموقع أن ما يعرقل وصول الوفد القيادي الفلسطيني إلى القاهرة لمباحثات التهدئة، هو إصرار النظام المصري على أن تعلن الفصائل من جانبها تهدئة إنسانية يومين أو ثلاثة أيام، وهو ما ترفضه الفصائل.

وذكرت المصادر أن الوفد الذي ينتظر قراراً مصرياً باستقباله في أية لحظة، لن يعلن أية تهدئة، قبول الوصول إلى مصر وإجراء مباحثات معها حول ملف التهدئة ككل، وليس تقزيمه في ملف "التهدئة الإنسانية" من جانب واحد.

لكن الموقف المتشدد المصري لا يقتصر على الاصرار على اعلان الفصائل عن قبول وقف اطلاق النار قبل التوجه إلى القاهرة، اذ كشفت المصادر نفسها، عن أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أبلغ أطرافاً عدة في الأيام الماضية، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رفض تعديل المبادرة المصرية رغم طلب الاسرائيليين، وذلك خلال مكالمتين هاتفيتين مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.

وقالت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إن الإسرائيليين أبلغوا كيري أن نتنياهو هاتف السيسي في اليوم الخامس عشر للعدوان على قطاع غزة، وأبدى موافقته على إضافة بنود على ما يسمى "المبادرة المصرية للتهدئة"، وتتضمن تخفيف حصار غزة وفتح معابرها وتخفيف الضغوط على الحكومة الفلسطينية التوافقية.

وأشارت المصادر إلى أن السيسي رفض ذلك، وأصرّ على أن لا يتم تغيير أي شيء في المبادرة. وأكد له أن مزيداً من العمليات في القطاع ستضغط على حركة "حماس" للاستجابة للمبادرة نفسها، وبالصياغة نفسها التي تمت فيها.

فهمي هويدي يرد على السيسي : مصر قدمت عشرين الف شهيد وليس مائة الف وقد استشهد المصريون دفاعا عن امنهم الوطني وليس دفاعا عن فلسطين


فهمي هويدي يرد على السيسي : مصر قدمت عشرين الف شهيد وليس مائة الف وقد استشهد المصريون دفاعا عن امنهم الوطني وليس دفاعا عن فلسطين

العرب تايمز – تحت عنوان ( مصر وفلسطين..من يدافع عن من؟ ) رد الكاتب والمفكر المصري فهمي هويدي على صفحات جريدة الشروق المصرية على الرئيس المصري – بشكل غير مباشر – حين قال ان مصر قدمت منذ عام 1948 عشرين الف شهيد – وليس مائة الف شهيد وهو الرقم الذي ذكره السيسي في خطابه الاخير .. واضاف هويدي ان مصر قدمت هذا العدد من الشهداء دفاعا عن امنها الوطني وليس دفاعا عن فلسطين

واضاف هويدي : موقف مصر من الحاصل فى غزة الآن نكأ جراحا كثيرة، وأعاد فتح ملف علاقتها بالقضية الفلسطينية بصفحاته الملتبسة وأسئلته المسكوت عليها
(1)
يتحسرون الآن على زمن عبدالناصر الذى أوهمنا البعض أن حضوره لاح فى الأفق. عبر عن ذلك القيادى والمحامى الفلسطينى المعروف والوزير السابق فريح أبومدين. إذ كتب مقالة بهذا المعنى نشرتها له فى 23/7 الحالى الصحيفة الإلكترونية «رأى اليوم» ورد فيها ما نصه: لقد نسجت علاقة خاصة بين عبدالناصر وقطاع غزة. كان للقطاع مكانته فى قلبه، وهو الذى كان يتابع يوميا أحواله. وكانت له أولوية فى كل شىء. فى مجالات الحياة كالتعليم والصحة والاقتصاد…إلخ
وكان صارما حازما إزاء أية تجاوزات بحق أهالى القطاع من جانب رجال الإدارة. فغزة كانت بطلة التضحيات فى تلك الفترة.. ولعل مذبحة غزة فى 28/2/1955 هى نقطة التحول فى تفكير عبدالناصر الاستراتيجى، التى دعته إلى كسر احتكار السلاح والاتجاه نحو الكتلة الشرقية وتأميم قناة السويس، وما تلاها من عدوان على مصر وغزة، حيث حارب القطاع بكل بسالة وشجاعة. وكانت المذابح التى ارتكبت ضد شعب غزة فى كل مكان، خاصة مذبحة خان يونس، التى سقط فيها 1550 شهيدا.. وقد حفظ الرجل ذلك لغزة وأهلها. فحين انسحبت إسرائيل من سيناء ورفض بن جوريون الانسحاب من غزة، رفض عبدالناصر كل الحلول بعيدا عن غزة، وخرج إلى الشوارع شعب القطاع من 7 إلى 14 مارس عام 1957، حتى عادت غزة إلى مصر، ولم يتركها عبدالناصر خلفه، بعد ذلك دخلت غزة فى جولة جديدة أثناء حرب يونيو عام 1967، فحاربت مع الجيش المصرى ببطولة شهد بها الأعداء. ولم تسقط إلا بعد ان سقطت سيناء والجولان والضفة، ولكنها امتشقت سيف المقاومة فور احتلالها، وظل عبدالناصر يستشهد بتلك المقارنة كما ظل مسكونا بفلسطين وبغزة إلى ان انتقل لرحمته تعالى
تساءل فريح أبومدين بعد ذلك قائلا: يا ترى هل لو بقى عبد الناصر حيا كان سيترك غزة خلفه؟ وهل كان سيترك غزة تحاصر وتجوع وتذبح. ثم ختم بقوله: يا عبدالناصر لو أطللت علينا من قبرك لوجدت غزة فى خندقها تحارب يومها ودموعها وأطفالها ونساؤها ورجالها. فنم قرير العين ولا نامت أعين الجبناء
(2)
كأننا نتحدث عن زمن سحيق، وليس عن سنوات عاشها جيلنا، قبل أن تأتى أجيال تشوهت وتلوثت، حتى اختلطت عليها الأمور وصارت ضحية الحيرة والبلبلة. فأصبح العدو صديقا والشقيق عدوا. ودفعت فلسطين ثمن ذلك الانقلاب البائس.فى ظل الأوضاع المستجدة شاع بين كثيرين ان غزة وقضية فلسطين عبء على مصر. حملته طويلا، وضحت من أجله حتى خاضت حروبا عدة، وقدمت فى ذلك مائة ألف شهيد من ابنائها. وهى مقولة ينطلق منها بعض السياسيين والإعلاميين، الذين باتوا يتحدثون فى الموضوع بدرجات متفاوتة من التبرم والضجر، وهذه المقولة تحتاج إلى تفكيك يرد الأمور إلى نصابها ويضعها فى إطارها الصحيح
من المفارقات اللافتة للنظر انه فى حين يشيع فى مصر انها تدافع عن غزة وانها ضحية لها، فإن الشعور السائد فى غزة انها هى التى تدافع عن مصر وتضحى من أجلها، وسمعت من بعض المثقفين الفلسطينيين قولهم ان «لعنة الجغرافيا» كتبت على غزة ان تصبح حائط الصد الذى يمنع التمدد الإسرائيلى من الوصول إلى الحدود المصرية. وانه لولا ذلك الشريط الضيق المطل على البحر المتوسط الذى يتكدس فيه نحو 2 مليون شخص ويحتفظ بحدود مع مصر بطول 13 كيلومترا. لكانت إسرائيل واقفة على باب مصر الشرقى. وهى التى تتطلع إلى ذلك منذ عام النكبة (1948)، وقد احتلت إسرائيل القطاع حينذاك، وهو تحت الحكم المصرى، ولكن انذارا بريطانيا أخرجها منه. ثم عاودت احتلاله فى عام 1956 (أثناء العدوان الثلاثى) واستردته مصر بعد الانذار الروسى الشهير ليعود إلى الحكم المصرى فى عام 1957. واحتلته مرة ثالثة فى عام 1967 بعد الهزيمة التى استولت فيها إسرائىل على سيناء. وظل تحت الاحتلال العسكرى المباشر حتى عام 2005، الذى انسحبت فيه إسرائيل من القطاع بعدما عانت الكثير جراء وجودها فيه. وكان قد أصبح مشمولا، بالحكم الذاتى بموجب اتفاقية أوسلو التى وقعت عام 1993
خلال تلك المراحل، دفعت غزة الثمن نيابة عن مصر وبسببها، حين ذهب الجيش المصرى إلى فلسطين فى عام 1948 مع غيره من الجيوش العربية تنفيذا لقرار الجامعة العربية، وحين تعرضت مصر للعدوان الثلاثى فى عام 56 بسبب تآمر بريطانيا وفرنسا ضد الرئيس عبدالناصر الذى ضمت إليه إسرائيل. وبسبب حرب عام 67 التى وقعت بعد إغلاق الرئيس عبدالناصر مضيق تيران فى وجه السفن الإسرائيلية، ردا على تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلى ليفى اشكول بالزحف على دمشق. فى هذه الجولات الثلاث دفع قطاع غزة ثمن جيرته لمصر، فجرى احتلاله وسالت دماء ابنائه غزيرة، الأمر الذى يستعيده المثقفون الفلسطينيون كلما أثير أمامهم السؤال من دافع عن من: غزة أم مصر
(3)
ما سبق يثير التساؤل التالى: هل صحيح ان مصر خاضت حروبها دفاعا عن فلسطين؟ الشائع فى مصر أن السؤال مردود عليه بالايجاب. وهو رد تروج له وسائل الإعلام، فى حين أن التاريخ يقول بغير ذلك. ذلك انه منذ قررت الجامعة العربية فى 12 أبريل عام 1948 إرسال الجيوش العربية إلى فلسطين إثر انتهاء الانتداب البريطانى، فإن دولا عدة استجابت للقرار. وكانت مصر على رأس تلك الدول التى ضمت الأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية. ومعروف أن الحكومة المصرية عارضت التدخل فى فلسطين فى البداية وكان رأى إسماعيل صدقى باشا ان مصر تستطيع أن تتعايش مع دولة يهودية على حدودها الشرقية وفقا لقرار التقسيم، ولكن الملك فاروق كان من مؤيدى المشاركة سواء لتنافسه مع الملك عبدالله ملك الأردن أو لتطلعه إلى زعامة العالم العربى، فأصدر أوامره إلى الجيش بالاستعداد للمشاركة فى الحرب. وفى يوم 15 مايو كانت طلائع القوات المصرية التى ضمت أكثر من تسعة آلاف ضابط وجندى قد بدأت العمليات على أرض فلسطين يقودها اللواء أحمد على المواوى
هذا الذى حدث فى عام 1948 كان المرة الوحيدة التى خرجت فيها القوات المسلحة المصرية للاشتباك مع العصابات الصهيونية فى فلسطين. ولأن القرار صدر عن الجامعة العربية فقد كان مفهوما ان مجلس الجامعة فعلها للتصدى لخطر بدا أنه يهدد الأمن القومى العربى. فيما عدا ذلك فلم يحدث ان خاضت الحكومة المصرية بجيشها أية حرب ضد إسرائيل استهدفت الدفاع عن فلسطين. وقد سبقت الإشارة إلى أن حرب 56 قادتها إنجلترا وفرنسا ومعهما إسرائيل بهدف إسقاط النظام المصرى بقيادة جمال عبدالناصر، وحرب 67 كانت بسبب وقوف عبدالناصر إلى جانب سوريا وإغلاقه مضيف تيران. وما عرف باسم حرب الاستنزاف التى وجهت ضد إسرائيل آنذاك تمت ضمن جهود إزالة آثار العدوان، وهو الشعار الذى رفعه عبدالناصر آنذاك والذى تجاوز به فكرة تحرير فلسطين. أما حرب 73 فإنها استهدفت إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لسيناء الذى ظل مستمرا منذ هزيمة عام 67
الخلاصة ان الحروب التى خاضتها مصر بعد عام 1948 كانت حروبا وطنية مصرية استهدفت الدفاع عن المصالح القطرية العليا بالدرجة الأولى. ولذلك يتعذر التعميم فيها والادعاء بأنها كانت من أجل فلسطين. وموقف عبدالناصر من إسرائيل آنذاك كان جزءا من موقفه الرافض للممارسات الاستعمارية الذى تجلى فى مساندته لحركات التحرر الوطنى سواء التى قاومت فرنسا فى المغرب العربى أو قاومت انجلترا فى أفريقيا
هذا التحليل ــ إذا صح ــ فإنه يقودنا إلى نتيجة أخرى تستحق تفصيلا أكثر
(4)
تتداول الأوساط السياسية والإعلامية معلومة مفادها ان مصر قدمت مائة ألف شهيد فى دفاعها عن القضية الفلسطينية، ولا يستطيع أى باحث منصف أن يتجاهل ما قدمته مصر لصالح القضية، لكن العطاء المصرى الحقيقى ظل سياسيا بالدرجة الأولى، وفى المرحلة الناصرية دون غيرها. سأشرح ذلك توا ولكن بعد تحرير مسألة المائة ألف شهيد
ذلك ان الذين استشهدوا على أرض فلسطين فى حرب عام 1948 لم يتجاوز عددهم 1161 شخصا بينهم مائة ضابط و861 جنديا و200 متطوع من خارج القوات المسلحة (الشهداء من رجال القوات المسلحة على الأقل اسماؤهم مسجلة ومحفوظة) وهذا الرقم أورده المؤرخ العسكرى المصرى اللواء إبراهيم شكيب فى كتابه «حرب فلسطين 1948 ــ رؤية مصرية»، وهو رقم لم يختلف كثيرا عن تقييمات المصادر الأمريكية، وإن بالغت فيه قليلا المصادر الإسرائيلية (موقع جويش فيرتال ليبرتى ذكر ان عددهم 2000 شهيد) للعلم: اللواء شكيب ذكر ان الجيوش العربية كلها قدمت فى تلك الحرب 15000 شهيد و25 ألف جريح وإسرائيل سقط منها 6 آلاف قتيل و15 ألف جريح
وإذا جاز لنا ان نستطرد ونتتبع أرقام شهداء القوات المسلحة فى الحروب اللاحقة، فإننا لا نستطيع ان نتجاهل المعلومات التى وردت على لسان الفريق محمد فوزى وزير الدفاع الأسبق، الذى ذكر ان شهداء عدوان 56 حوالى ثلاث آلاف شخص أما الذين استشهدوا فى عام 67 فعددهم عشرة آلاف، وشهداء حرب عام 73 وصل عددهم إلى خمسة آلاف، الأمر الذى يعنى أن العدد الإجمالى للشهداء منذ 1948 حتى الآن عددهم لايزيد على 20 ألف شخص. الأمر الذى يدحض رقم المائة ألف شهيد ويبين أنه لا أساس علميا أو تاريخيا له
أما لماذا قلت ان عطاء مصر للقضية الفلسطينية كان سياسيا بدرجة أكبر وفى المرحلة الناصرية دون غيرها فردى أوجزه فيما يلى: ان الأداء العسكرى للجيش المصرى وللجيوش العربية كلها فى عام 48 كان ضعيفا بشكل عام، رغم وقوع عدة بطولات استثنائية وفردية، يكفى أن جيوش الدول العربية الست دخلت الحرب والعرب يسيطرون على 73٪ من الأرض وحصة الإسرائيليين لا تتجاوز 27٪ وحين انتهت الحرب كان الطرفان قد تبادلا الحصص لصالح الإسرائيليين بطبيعة الحال وأطلس فلسطين الذى أصدره الدكتور سلمان أبوستة يشرح ذلك الجانب بالتفصيل ويرجعه إلى ضعف الجيوش العربية وقوة خبرتها فى حين أن العصابات الإسرائيلية تفوقت فى العدد وفى القدرة العسكرية والكفاءة القتالية ضباط تلك العصابات كانوا من المحاربين الذين خاضوا معارك الحرب العالمية الثانية
هذا عن الشق العسكرى، أما ما قلته بخصوص تميز الدور السياسى المصرى فى المرحلة الناصرية فلعله ليس بحاجة إلى شرح. ذلك ان عبدالناصر وقف إلى جانب الشعب الفلسطينى والمقاومة فى عهده، فى حين أن السادات انقلب عليهم وضرب القضية بمعاهدة السلام مع إسرائيل. أما مبارك فقد سار على دربه حتى وصف بأنه كنز إسرائيل الاستراتيجى. وقد ظل المؤشر ينحنى حتى وصلنا إلى ما نحن فيه وما لا استطيع أن أصفه، تاركا لك ذلك الوصف بعد ان تقرأ فى صحف الصباح أخبار إغلاق معبر رفح فى وجه الجرحى، وتتتبع ما جرى منذ إطلاق المبادرة وصولا إلى أطلال الشجاعية



المزيد ..