الخميس، 26 نوفمبر 2015

 هـل يستطيع بوتيــن الإنتقــام مـن “إسرائيــل”؟..



635838880881309379

خاص: بانوراما الشرق الأوسط
أحمد الشرقاوي


إرهـاب “إسرائيــل”.. الحاضــر الغائــب
أن يصدر تهديد واضح وصريح من قبل القيادة الروسية عبر لسان حال الدولة الرسمية التي تمثله صحيفة “البرافدا” الذائعة الصيت في حق قطر و”السعودية” وبشكل أقل في حق تركيا، فالمسألة تكتسي جدية وخطورة، لأن الصحيفة المذكورة لا تنطق عن تحليل بل عن معلومات رسمية.. لكن لماذا أغفل تقرير الصحيفة ذكر “إسرائيـل” الإرهابية؟..
قطر باعتبارها مشاركة في عملية تفجير الطائرة الروسية فوق سماء سيناء، وفق ما رشح من تسريبات، لا تستطيع لوحدها، ولا حتى من خلال دراع “الإخوان المسلمين” في مصر تنفيذ عملية من هذا الحجم والخطورة، بغض النظر عن ما يمكن أن يتسبب به مثل هذا الاتهام من معضلة حقيقية لسلطات القاهرة التي تقول أنها تحارب الإرهاب “الإخونجي” دون هوادة، ما يحملها مسؤولية التقصير الأمني الذي يلزمها بدفع تعويضات إلى ذوي الضحايا..
ولو كان للإخوان علاقة بالموضوع، لما أكدت موسكو على لسان مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف قبل أسبوع، أن الحكومة الروسية لا تعتبر حزب الل و حركة حماس “الإخوانية” حركات إرهابية، ما يؤشر إلى حاجة موسكو لحركات المقاومة في المنطقة كورقة فاعلة في إستراتيجية مواجهة “إسرائيل” المتوافق بشأنها مع حليفها الإيراني..
كما وأن خلية الدعم التي تم تفكيكها مؤخرا في الكويت ويرأسها وسيط لبناني، تبين أنها تعمل لحساب قطر على تزويد الإرهابيين في سورية بصوارخ أرض جو من أوكرانيا لاستهداف الطائرات العسكرية الروسية.. لا يدل على أن مشيخة قطر تتصرف لوحدها من خارج الغطاء السياسي الإقليمي والدولي، وكلنا يعلم أن هذه المشيخة الصغيرة لا تعدو أن تكون مجرد أداة حقيرة ليس إلا..
السعودية وإن لم يتضح بعد دورها في عملية سيناء، إلا أن السلطات الروسية تعتبرها مسؤولة عن كل الشر الذي أصاب المنطقة والعالم بسبب سياساتها الإجرامية في تجنيد التكفيريين وتمويلهم وتسليحهم، سواء في سورية والعراق أو القوقاز ووسط آسيا بمساعدة المخابرات التركية، وتجذر الإشارة في هذا السياق، أن هناك تطابقا تاما في الرؤية الروسية والإيرانية لـ”السعودية”، باعتبارها منبع تهديد دائم للأمن والسلم في المنطقة والعالم، والبلدان يعتبران أن الحرب على “الإرهاب” لا يمكن أن تكون ناجعة من دون القضاء على الفكر الوهابي التكفيري الذي يغديه بموازاة قنوات التمويل..
كما وأن الرئيس بوتين لا يمكن أن يتجاوز الدور التخريبي الذي لعبته “السعودية” بإيعاز من واشنطن، من خلال سلاح النفط لاستنزاف إقتصاد روسيا وإيران، ولا يمكن أيضا بحال من الأحوال أن يسقط من أجندته الحسابات القديمة المعلقة من الرياض في حرب أفغانستان، والتي خلفت حوالي 14.500 قتيل من الجنود الروس بسبب إرهاب “القاعدة”، وعادت “السعودية” للعبتها القديمة بتهديد موسكو عبر إعلامها من خلال القول أنها ستحول سورية إلى أفغانستان ثانية، واليوم هناك مطالبات ملحة من قبل القوميين والشيوعيين الروس بضرورة أن يدفع ‘آل سعود’ فاتورة الحساب المؤجل.
روسيا تعلم كما نعلم جميعا، أن الإرهاب الذي يضرب المنطقة هو إستراتيجية أمريكية بامتياز، تديرها في المنطقة من الباطن أجهزة الإستخبارات الأطلسية بتنسيق وثيق مع “الموساد”، فيما على مستوى الظاهر، هناك تحالف إقليمي يضم “السعودية” وقطر وتركيا، تستعمله الإدارة الأمريكية كواجهة لعملياتها القذرة، ولا يستطيع أي مكون من مكونات هذا التحالف الغبي أن يبادر لأية عملية عدائية سواء ضد روسيا أو غيرها من دون تنسيق مع “إسرائيل” نيل الضوء الأخضر الأمريكي.
والرئيس بوتين يدرك أن الصراع هو مع أمريكيا وحلفها الأطلسي الذي تعتبر تركيا إحدى مكوناته، كما يعرف أن “إسرائيل” هي العقل المدبر والمنسق لكل العمليات الإرهابية التي عرفتها المنطقة مؤخرا، من الطائرة الروسية إلى تفجيرات الضاحية إلى عمليات باريس.. لكنه لا يستطيع ضرب “إسرائيل” لاعتبارات دولية وإقليمية وروسية داخلية معقدة، لذلك نراه يتجنب تهديد “إسرائيل” تصريحا أو تلميحا..
لكن هذا لا يعني أنه سيفوت الفرصة من دون معاقبتها، إلا أن المنحى الذي يبدو أن الرئيس بوتين اتخذه في هذا الخصوص هو رد الجميل بالمثل، في إطار ما أصبح يعرف بحروب الوكالة، من خلال توطيد التحالف مع إيران الداعمة للمقاومة في المنطقة، وإفشال مشروع إسقاط الأسد عدو “إسرائيل” الوجودي، وتسليح حزب الله الذي أصبح بالنسبة للكيان الصهيوني المجرم يمثل الخطر الإستراتيجي الذي يفوق في مستواه خطر “داعش” كما يحلوا للمسؤولين الصهاينة ترديد ذلك في كل وقت وحين.
أيـن تكمـن قــوة الموســاد؟..
من الغريب أنه كلما وقع حادث إرهابي إلا وكان جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” سباقا لكشف المعلومات الحساسة بشأنه لنظرائه في واشنطن والغرب الأطلسي، حدث هذا زمن “القاعدة” ويحدث اليوم زمن “داعش”، فما السر في هذا النجاح المدهش الذي يحقق فيه “الموساد” السبق دائما على نظرائه الأكثر تطورا في الغرب؟..
فمثلا، عندما وقع حادث الطائرة الروسية المأساوي فوق صحراء سيناء، قدمت “إسرائيل” معلومات دقيقة ومؤكدة للولايات المتحدة وبريطانيا حول طبيعة التفجير، ومن قام به، وتفاصيل قيمة حول الطريقة التي زرعت بها العبوة الناسفة بالطائرة في المطار، هذا في الوقت الذي كانت روسيا لا تزال تجمع الأشلاء تحت وقع الصدمة ولما يبدئ التحقيق بعد، كما أن تل أبيب لم تقدم ذات المعلومات للقاهرة، بالرغم من العلاقة المميزة بين العاصمتين في مجال التعاون الأمني والتي وصفها المسؤولون الصهاينة بأنها سمن على عسل، بل حتى عناصر المخابرات المصرية يتم تدريبها من قبل الموساد وفق معلومات مؤكدة كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية قبل فترة..
ومن المؤكد أن المستفيد من عملية التفجير هذه هي “إسرائيل” أولا، لأنها ترى أن دخول الروسي الحرب على الإرهاب في سورية يسقط حتما مشروعها القاضي بإسقاط الأسد لتغيير دور وموقع سورية، أما الأدوات الإقليمية كـ”السعودية” وقطر وتركيا، فلها أدوار مساعدة ومكملة من ناحية الدعم والتمويل وخلافه، فيما واشنطن هي المظلة السياسية والعسكرية الحامية للعربدة الصهيونية في المنطقة.
في تفجيرات الضاحية الجنوبية حدث نفس الشيء، لكن هذه المرة قدمت المعلومات التفصيلية إلى المخابرات الفرنسية، وكأن ما حدث في الضاحية أمر يهم فرنسا دون غيرها، فهل للموضوع علاقة برغبة فرنسا في العودة إلى المنطقة من البوابة اللبنانية؟.. ربما، فالسلطات الصهيونية في تل أبيب تتحدث عن علاقات وثيقة من التعاون الاستخباري بين باريس وتل أبيب في الملف اللبناني، ويصفون العلاقة المميزة بين البلدين في هذا الشأن بالإستراتيجية، ما يطرح أكثر من علامة إستفهام بشأن ما حدث في باريس..
ومعلوم أن من له المصلحة في زرع الفتنة بين المسلمين السنة والشيعة، وبين اللبنانيين والفلسطينيين، وتأليب الرأي العام اللبناني ضد حزب الله بسبب انخراطه في الحرب على الإرهاب في سورية لإسقاط المشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة هي “إسرائيل” بالدرجة الأولى.
وفي العمليات الحربية التي ضربت باريس، كان لافتا أيضا مسارعة تل أبيب لتقديم معلومات أمنية للحكومة الفرنسية وصفت بالدقيقة حول ما حدث، وأعلن “النتن ياهو” للإعلام متباهيا، أن “لدى ‘إسرائيل’ معلومات هامة ومؤكدة بشأن الضالعين في التفجيرات الإرهابية في باريس”، مضيفا، أن “إسرائيل ليست دولة هامشية، وهذا جزء أساسي من محاربة داعش والإرهاب الإسلامي” وفق تعبيره، مطالبا العالم بالتوحد لمواجهة ما أسماه بـ”الإرهاب الإسلامي”، من دون أن يفوت المناسبة للذكير بأن “إسرائيل تعاني من هذا الإرهاب منذ قيامها، وأنها لن تستسلم وستستمر في مواجهته”، في إشارة إلى المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال.
ومعلوم أيضا أن من له مصلحة في توريط الغرب في حرب شعواء ضد الإسلام والمسلمين واتخاذ العمليات العسكرية في باريس كذريعة للتدخل الأطلسي على غرار ما حدث في ليبيا لإسقاط النظام في دمشق بدعوى أنه هو من استجلب الإرهاب للمنطقة كمقدمة لتقسيم سورية والعراق، هي “إسرائيل” بوضوح شديد.
وبالرغم من أن كل هذه العمليات الإرهابية أتت بنتائج معاكسة لما كانت تراهن عليه ‘تل أبيب’ الغبية، إلا أن السؤال الذي يطرح بالمناسبة هو: – كيف يمكن فهم تفوق “الموساد” الصهيوني على أقوى المخابرات الدولية وعلى رأسها الأمريكية والروسية والبريطانية والفرنسية والألمانية على سبيل المثال لا الحصر، خاصة وأن ميزانية “الموساد” (مليار دولار) وإمكاناته التقنية والتكنولوجية والبشرية لا تقارن بنظيراتها العملاقة من المخابرات المذكورة على سبيل المثال لا الحصر؟..
هناك قطبة مخفية تفسر هذا التفوق النوعي في مجال المعلومات وتكشف النقاب عن السر الكامن وراء هذا السبق الصهيوني المدهش.. فما هي؟..
إذا فهــم السبــب بطــل العجــب..
الأمر غاية في البساطة، لأنه وخلافا لمن يعتبرون الركون إلى نظرية “المؤامرة” ضرب من العبث السياسي، فإن ما سبق وأن كشفته المخابرات الروسية مطلع شهر آب من الجاري في هذا الشأن وسربته للإعلام، يؤكد أن نظرية “المؤامرة” جزء لا يتجزء من العقلية التلمودية اليهودية، بدليل ما ورد من رب العالمين بشأنهم في كتابه العزيز، حيث خصص ثلث القرآن الكريم للحديث عن جحودهم وخيانتهم وخبثهم وشرهم وفسادهم الذي تزول من هوله الجبال.
المعلومات الروسية وفق ما أعلنها جهاز المخابرات اليمنية تقول، بأن مؤسس وأمير “داعش” الملقّب بأبي بكر البغدادي هو يهودي المولد، وأن اسمه الحقيقي هو “شمعون إيلوت”، كان يعيش لعدة سنوات ويستخدم هوية مزورة، وتدرب على أيدي الموساد الصهيوني لسنوات قبل أن يلتحق بالعراق لتجنده المخابرات الأمريكية وتساعده بمعية “السعودية” على تأسيس تنظيمه “الجهادي” بهدف إقامة “دولة الخلافة” التي تمثل حلم الملايين من العرب والمسلمين المضللين، وقد نجح المشروع أيما نجاح، حيث نقدر اليوم مراكز أبحاث ودراسات غربية عدد المتعاطفين مع التنظيم بـ 62 مليون من مختلف أنحاء العالم، ولا نتحدث عن المنخرطين للقتال في صفوفه..
وقد أعطي أمير “المتأسلمين” المخدوعين اسما مزيفا بنسب شريف لتكتمل فيه شروط “الخليفة”، أي “إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الرضوي الحسيني”، وتمت مساعدته بالمال “السعودي” والقطري والإماراتي والكويتي، وبالدعاية الإعلامية التي جعلت من تنظيمه حركة جهادية على شاكلة “القاعدة” زمن العميل ‘بن لادن’..
وليس صدفة أن يركز “داعش” في أدبياته على ضرورة محاربة الشيعة بشكل خاص بدعوى الدفاع عن أهل السنة والجماعة، وهو ما يروج له الإعلام الخليجي بهمة ونشاط في دور مكمل هدفه زرع بذور الفتنة بين المسلمين، وخلق ظروف حرب دينية طاحنة، لعلم الصهاينة أن الفتنة هي السلاح الناجع للقضاء على الأمة بحروب دموية لا تنتهي، مستندا في أدبياته على الفقه الوهابي التلمودي.
وتقتضي الخطة الأساسية من وراء تأسيس هذا التنظيم التوراتي، أن يقوم عميل الموساد “البغدادي (شمعون إيلوت) باختراق التحصينات العسكريّة والأمنيّة للدول التي تشكل تهديدا لأمن “إسرائيل”، و تدميرها لاجتياحها لاحقا بغية التوسّع و تأسيس دولة “إسرائيل” الكبرى، من العراق إلى ليبيا إلى سورية إلى مصر إلى إيران والجزائر.
ومن أجل ذلك، تم تجييش “الجهاديين المغفلين من كل أصقاع الأرض، وتدريبهم وتسليحهم من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية والأطلسية في العراق وسورية كما أصبح معلوما للجميع، ومكن له ليحتل أكثر من نصف سورية وأجزاء واسعة من العراق، حيث أعلن عن قيام “دولته” المزعومة برعاية أمريكية كما اعترفت وزيرة الخارجية السابقة ‘هيلاري كلينتون’ في جلسة استماع أمام الكونجرس، ودونت هذه الحقيقة في مذكراتها الشهيرة.
وفي تقاطع ملفت مع ما سربته المخابرات الروسية، كشف موقع “فيتيرانز توداي” الأمريكي أيضا في منتصف شهر آب من الجاري، أن “داعش” هو مشروع توراتي، وأن الخليفة “البغدادي” هو عميل الموساد “إليوت شيمون”، فيما أكد ‘إدوارد سنودن’ في تسريباته أن “داعش” والمدعو “البغدادي” هما من صنع مثلث مخابراتي بين واشنطن ولندن وتل أبيب، فيما تشارك “السعودية” وقطر وتركيا بفعالية في التمويل واستقطاب المقاتلين واللوجستيك وتسهيل تنقل الإرهابيين إلى سورية والعراق.
ويربط الصحفي اللبناني ‘جون عزيز’ بين تأسيس “داعش” والرؤية التوراتية التي كتبت قبل 2600 سنة، وتتحدث عن المعركة الكبرى أو “يوم الله الأكبر” الذي ستقوم فيه القيامة بسبب الخطر القادم من شمال فلسطين، حيث تذكر بعض صفحات التوراة مثل ” سفر إرميا”، كلام كارثي (أبوكاليبسي)، عن أنه “من الشمال ينفتح الشر على كل سكان الأرض”، إذ يقول إله اليهود لناسه: “ارفعوا الراية نحو صهيون. احتموا. لا تقفوا. لأني آت بشرّ من الشمال، وكسر عظيم…قد صعد الأسد من غابته، وزحف مهلك الأمم. خرج من مكانه ليجعل أرضك خرابا. تخرب مدنك فلا ساكن… هو ذا صوت خبر جاء، واضطراب عظيم من أرض الشمال لجعل مدن يهوذا خرابا، مأوى بنات آوى… فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه، فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم. لأن للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات”…
والغريب أن النص لا يتحدث عن مصر بالشر بل عن سورية الأسد قائد المقاومة العربية، ولا ندري إن كان الكلام عن بشار الأسد أم عن أحد من ذريته ما يفسر جنون “إسرائيل” وإصرارها على إنهاء حكم الأسد في سورية مهما كلف الأمر من دماء وخراب وجمار، لكن النص التوراتي لا يعتبر مصر خطرا حيث يقول “مصر عجلة حسنة جدا. الهلاك من الشمال جاء جاء…لأنه قد طلعت عليها أمة من الشمال هي تجعل أرضها خربة فلا يكون فيها ساكن… لأن الناهبين يأتون عليها من الشمال، يقول الرب”.
وبالتالي، فـ”داعش” وفق هذه الرؤية التوراتية هي مشروع يهودي صهيوني لإفشال خطة الرب التي وردت في نبوءات اليهود قبل 2.600 سنة، فهل يمكن القول أن الأمر يتعلق بخرافة؟.. مشكلة اليهود أن القرآن يؤكد ذات الرؤية في الوعد الثالث كما ورد في سورية الإسراء، واليهود يعرفون أنه الحق من ربهم، لكنهم يسعون عبثا لإفشاله بكل الوسائل والسبل الممكنة والمتخيلة، كدأبهم عبر التاريخ.
وبالتالي، إذا كان أبو بكر البغدادي “خليفة المتأسلمين” الضالين هو يهودي صنعته الموساد وصقلته المخابرات الأمريكية والأطلسية، ودعمته بقائد عسكري خبير بالجماعات “الجهادية” كـ “هذا هو بالمختصر “مايكل فيكرز” الذي يعتبر القائد والزعيم والمخطط لكل العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط حالياً، كما كان العقل المدبر وراء قيام “القاعدة” في أفغانستان وله مناقب أخرى في المخابرات الأمريكية.. فمن الطبيعي أن تكون “إسرائيل” في صورة كل العمليات الإرهابية التي تحدث في المنطقة والعالم قبل حدوثها.. وبهذا، إذا ظهر السبب بطل العجب.
أمـا كيــف سيكــون الــرد؟..
فالرد الأول إستراتيجي كبير، تمثل في وصول الرئيس بوتين إلى طهران اليوم، ولقائه مع مرشد الثورة الإسلامية على الخامنئي، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة على بروتوكول ميلاد تحالف إستراتيجي كبير بين روسيا وإيران، ولا نتحدث هنا عن تعاون وتنسيق في مجال معين دون سواه، بل عن رؤية شاملة، في مجالات مختلفة، بأبعاد إقليمية ودولية ستغير وجه المنطقة والعالم..
بدليل أن واشنطن قلقة بشكل كبير من هذا التحالف العملاق الجديد.. كما أن الحلف الأطلسي منزعج من هذا التحالف الذي يعتبره موجها ضد مشاريعه التوسعية في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا.. أما “إسرائيل”، فتلك حكاية أخرى سيأتي أوانها، لكن بعد الانتهاء من الملف “السعودي” الذي يحظى بالأولوية لما له من انعكاسات دراماتيكية على السلم الإقليمي والعالمي.
وتبقى الإشارة، إلى أن الفضل في هذا التحالف الكبير وانخراط روسيا في الحرب ضد الإرهاب في سورية والمنطقة يعود بالأساس لرؤية رجل بحجم أمة.. إنه الشهيد الحي الجنرال قاسم سليماني الذي سيذكر التاريخ يوما أنه استطاع تحويل بوتين إلى أبو علي فغير بذلك وجه المنطقة والعالم، وقدم للإنسانية خدمة جليلة بمواجهته لشر الوهابية والصهيونية معا، وأفشل مشاريع سيدهم “الشيطان الأكبر” الذي يحركهم من خلف..
وطبعا لا ننسى بالمناسبة فضل محور المقاومة ككل في هذا الإنجاز التاريخي العظيم، فكل ساهم فيه من موقع مسؤوليته وبقدر استطاعته، وعلى رأس الجميع شهدائنا الأبرار الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لتحيا الأمة حرة عزيزة كريمة، في انتظار أن يعلن الأسد من الشمال انطلاق الزحف لتحرير فلسطين ومقدسات المسلمين والمسيحيين بأجماد الشام وأجناد العراق وأجناد اليمن وأجناد إيران، فتتحقق الرؤية التوراتية – القرآنية في يوم الله الأكبر.
قد تبدو الرؤية طوباوية بالنسبة لمن لا يؤمن بالغيب، لكن لله في خلقه شؤون..
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 

استشهاد طفل متأثراً بإصابته برام الله

Arabstoday-مواجهات-البيرة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الطفل إبراهيم عبد الحليم داوود 16 عاماً متأثراً بإصابته برصاصة في القلب قبل أسبوعين خلال مواجهات مع الاحتلال برام الله.
وأضافت الوزارة مساء اليوم الأربعاء، أن الطفل داوود أصيب برصاصة مباشرة في القلب، حيث أجريت له عدة عمليات لإنقاذ حياته داخل مجمع فلسطين الطبي برام الله، إلا أنه ارتقى مساء اليوم متأثراً بإصابته.
وكانت الوزارة أعلنت استشهاد الشاب محمد إسماعيل الشوبكي 21 عاما متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال صباح اليوم على مدخل مخيم الفوار شرق مدينة دورا.
وأضافت أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على الشاب الشوبكي، حيث أعلن عن استشهاده لاحقاً متأثراً بإصابته.
وأشارت الوزارة إلى أنه باستشهاد الشاب الشوبكي والطفل داوود فإن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 99 شهيداً بينهم 22 طفلاً و4 سيدات.



المزيد .. 

المفوض العام للأونروا بيير كرينبول: اللاجئون الفلسطينيون يشعرون بان العالم نسيهم

cbcf99080d09443a4102476ed3d0b901
خلال زيارة إلى بروكسل قام بها في الفترة ما بين 23-24 تشرين الثاني، عقد المفوض العام للأونروا بيير كرينبول سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى بهدف لفت الانتباه إلى وضع لاجئي فلسطين في الشرق الأوسط إلى جانب الجهود المستمرة الرامية إلى الاستجابة للتحديات العملياتية والمالية التي تواجه الوكالة في الوقت الراهن.
وخلال تلك الزيارة، التقى المفوض العام بأعضاء رفيعي المستوى في الاتحاد الأوروبي وبممثلي الدول الأعضاء بمن في ذلك الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني ومفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانيديس والمدير العام لدائرة الجوار ومفاوضات التوسع كريستيان دانييلسون ونائب الأمين العام لخدمة العمل الأوروبي الخارجي هيلغا شميد وأعضاء لجنة السياسة والأمن.
وأعرب كرينبول خلال لقاءاته عن شكره للاتحاد الأوروبي على دعمه الدائم والثابت للوكالة، مثلما ناقش مسألة الاستدامة المالية المستقبلية للأونروا والسبل الكفيلة بضمان استمرار الخدمات النوعية للاجئي فلسطين.
وقال كرينبول: “يشعر لاجئو فلسطين اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأنه قد “تم نسيانهم” في الوقت الذي يواجهون فيه هشاشة متزايدة وعزلة متنامية ونزاعا طال أمده ونزوحا متكررا “لقد أدت تلك إلى خلق أزمة وجودية جديدة أجبرت العديدين منهم، في سورية على سبيل المثال، على الانضمام لهجرة اللاجئين داخل المنطقة وخارجها”. وأضاف بالقول: “وفي وسط هذه الحقائق على أرض الواقع، فإن دعم الاتحاد الأوروبي المالي والسياسي المستمر للأونروا يعد حاسما من أجل المساعدة في تقليل الأثر المدمر لهذه الظروف الصعبة والعنيفة”.
كما قدم المفوض العام أيضا للممثلين حوامل الشموع التذكارية الخاصة بحملة الوكالة القادمة لنهاية العام والتي سيتم إطلاقها في الأول من كانون الأول. وستركز حملة هذا العام على الدعوة إلى #شاركونا دفئكم بهدف رفع الوعي العالمي بالاحتياجات الإنسانية للاجئي فلسطين والبحث عن الدعم للأنشطة الطارئة والشتوية في أقاليم عمليات الوكالة الخمسة.



المزيد .. 

مغامرة الأتراك وإسقاط الطائرة الروسية..الأسباب والتداعيات والرد والمفاجأت الكبرى المتوقعة وغير المتوقعة !؟


turk_hava_sahasini_ihlal_eden_rus_savas_ucagi_dusuruldu

بقلم :هشام الهبيشان

عاد من جديد النظام التركي ليمارس دوره القديم الجديد في إعادة صياغة ورسم ملامح جديده لأهدافه واستراتيجياته للمؤامرة القديمة الجديدة على الدولة السورية بكلّ أركانها، وخصوصاً بعد أن قام الطيران التركي بضرب وإسقاط الطائرة العسكرية الروسية بريف اللأذقية الشمالي داخل الأراضي السورية، هذا التعدي التركي لا يوضع إلا بخانة دعم المجاميع المسلحة المتطرفة والتي شارفت جميع حصونها وبؤرها على الانهيار، خصوصاً في ظل تصاعد دراماتيكي لقوة صمود الدولة السورية ودعم حلفائها لها، ومع بروز مؤشرات انتصارها على هذه المؤامرة الكبرى، وبعد الصمود الأسطوري على الأرض للجيش العربي السوري، وانهيار البؤر الإرهابية في عدد من المناطق، واتساع حجم انتشار استراتيجية المصالحة الوطنية والمجتمعية بالدولة السورية بالكثير من مناطق الجغرافيا السورية.
ومن هنا وفي هذه المرحلة تحديداً من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية نستطيع أن نرسم خطوطاً عامة للأحداث كافة التي عشنا تفاصيلها بالساعات القليلة الماضية، ولنبدأ برسم هذه الخطوط العامة،من خلال تطورات أحداث وأبعاد وخلفيات إسقاط الطائرة الروسية .
وهنا نقرأ في خلفيات وأبعاد هذه المغامرة التركية مع الروس، إنه وبعد فشل المجاميع المسلحة باستراتيجية مسك الأرض بسورية والتقدّم، فنرى أنّ حصون هذه المجاميع المسلح بدأت تنهار واحدة تلو الأخرى تحت ضربات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة، في ريفي حماة الشمالي والغربي ـ وريف إدلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي وريف حلب الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي ، إلخ… ومن هنا تيقن حلف العدوان على سورية أن الرهان على وكلائهم وأدواتهم على الأرض السورية هو رهان فاشل وبخاصة بعد معارك “ريفي حلب الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي وريف اللاذقية الشمالي” التي كانوا يراهنون على نتائجها، لتنهار كل رهاناتهم بعمليات نوعية وخاطفة للجيش العربي السوري وقوى المقاومة وبدعم من سلاح الجو الروسي -السوري بعموم هذه المناطق ، وها هي طلائع الجيش العربي السوري وقوى المقاومة قد شارفت على حسم المعركة بريف اللاذقية الشمالي وريفي حلب الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي، ومن هنا قرر الاتراك وبدعم من محور العدوان على سوية التدخل مباشرة في سير المعارك على الأرض، لإنقاذ أدواتهم ومجاميعهم المسلحة ورفع معنوياتهم المنهارة، ولفرض واقع جديد عسكري وسياسي بما يخص فصول الحرب على سورية.
وهنا لايمكن أنكار حقيقة أن الاتراك بدورهم حاولوا وما زالوا يحاولون المسّ بوحدة الجغرافيا والديمغرافيا للدولة السورية من خلال السعي لاقامة مناطق “إمنة “، فالنظام التركي أظهر منذ بداية الحدث السوري رغبته الجامحة بسقوط سورية في أتون الفوضى، ودفع كثيراً باتجاه انهيار الدولة والنظام السياسي، فكانت له صولات وجولات في هذا السياق، ليس أولها فتح حدوده بالكامل أمام السلاح والمسلحين العابر والعابرين للقارات وليس آخرها ما جرى من أحداث في ريف اللاذقية الشمالي ، وإسناد المتطرفين في معركتهم ضد الجيش العربي السوري والاشتراك بشكل مباشر بمجريات المعركة في ريف اللاذقية الشمالي من خلال المناورة بورقة التركمان.
بهذه المرحلة بأت واضحآ أن الهدف التركي من وراء إسقاط الطائرة الروسية هو رفع معنويات المجاميع المسلحة التي سقطت تحت ضربات الجيش العربي السوري وسلاح الجو الروسي ، واليوم يحاول الاتراك ومن خلفهم محور العدوان قدر الإمكان إخراج هذه المجاميع المسلحة من غرف الإنعاش التي وضعتهم فيها قصة وملحمة الصمود للدولة السورية بكل أركانها، وكل هذه المحاولات لن تؤثر ولن تثني من عزيمة الدولة السورية وحلفائها المصرة على قطع دابر الإرهاب وداعميه ومحركيه ومموليه عن الأرض السورية.
وهنا على بعض الذين يتحدثون بلغة عجز الدولة الروسية أو السورية عن الرد على حادث إسقاط الطائرة الروسية ، أن يدركوا إن الدولة الروسية أو السورية اليوم ليستا عاجزتين عن الرد على أي عدوان خارجي وستردا قريباً، ولكنهما تعرفان أسس الرد وحجمه ومكانه وليس بالضرورة أن يأتي الرد بشكل عسكري مباشر ،فتزويد روسيا للدولة السورية بمنظومة” اس 400″للدفاع الجوي ،هي رد من سلسلة ردوود قادمة ،وعلى محور آخر فالدولة السورية ومن خلفها كل حلفائها ،تعلم جيداً أن معركتها مع محور العدوان على سورية لن تنتهي ما دام لهذا المحور أدوات على الأرض السورية، لذلك اليوم تؤمن الدولة السورية بأن حجم إنجازتها على الأرض واستمرار معارك تطهير سورية من رجس الإرهاب، وبالتوازي مع ذلك السير بمسيرة الإصلاح والتجديد للدولة السورية مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية، هو الرد الأفضل والأكثر تاثيراً اليوم على هذا المحور المعادي للدولة السورية .
ختامآ ،سيكون الرد الروسي – السوري على كل هذه العمليات والمغامرات للمحور المعادي لسورية وحلفها ،واضحاً للعيان بالقادم القريب من الايام من خلال ما سيجري من حسم سريع للجيش العربي السوري وقوى المقاومة وبدعم من سلاح الجو الروسي لمعارك واسعة بالشمال والشمال الغربي لسورية ،وسيكون للرد الروسي على هذه العملية التركية والمغامرة الحمقاء ،عواقب كارثية ووخيمة على الاتراك ،وستكون متوقعة من قبل البعض ومفاجآة للبعض الاخر ،فالقادم من الايام يحمل في جعبته الكثير من التطورات والمفاجأت ..فانتظروا .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.



المزيد .. 

أوردغان صمم على الانتحار


اردوغان وهو يمتطي الحصان

حسين الديراني

خاص: بانوراما الشرق الاوسط

طائرتان حربيتان تركيتان من طراز اف 16 أسقطتا طائرة حربية روسية من طراز سوخوي 24 بواسطة صاروخ جو جو فوق الأراضي السورية كما أكدت ذلك القيادة الروسية, ومقتل الطيارين الروسيين على أيدي المقاتلين ” المعتدلين ” كما يحلو للولايات المتحدة الامريكية تسميتهما أثناء هبوطهما بمظلتيهما داخل الأراضي السورية حسب رواية المواقع الرسمية للجماعات الإرهابية المسلحة والقنوات الفضائية السعودية, وهذا ما يدل على وحشية هذه الجماعات التي تعتبرها أمريكا قوات معتدلة وتريد ان تسوقهم لادارة مستقبل سوريا, لكن وردت أنباء مؤكدة بأن وحدة من الكوماندوس الجوي السوري قامت بعملية إنزال خلف خطوط مواقع الإرهابيين وتم إنقاذ أحد الطيارين ونقله الى قاعدة حميميم العسكرية بسلام.
ما الذي دفع اوردغان لهذه المغامرة ؟.
أولاً: منذ بداية مشاركة روسيا في العمل العسكري ومساندة الجيش العربي السوري بطلعات جوية وتدمير المواقع العسكرية ل ” داعش ” و ” النصرة ” وغيرهما من الجماعات الارهابية وتمهيد الطريق لتقدم القوات السورية وحلفاؤها على الأرض كانت تركيا وحلفائها يعيشون حالة من التوتر والقلق من سرعة الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفائه في تحرير الأراضي السورية من رجس الإرهابيين المدعومين من منظومة أعداء سوريا.
ثانياً: إقتراب الجيش العربي السوري من مناطق في ريف اللاذقية وريف حلب الشمالي كانت الجماعات المسلحة الإرهابية تسيطر عليها منذ 3 سنوات بمساندة القوات المسلحة التركية, وإقتراب الجيش العربي السوري من جسر الشغور مما تسبب في حالة هلع لدى السلطات التركية التي سعت بكل إمكانياتها العسكرية لاحتلالها مع المناطق المحيطة قبل سنتين.
ثالثاً : بعد إنعقاد قمة العشرين في تركيا صرح الرئيس الروسي ” فلادمير بوتين ” قائلاً : ” هناك أكثر من أربعين دولة تدعم تنظيم “داعش” ومنها دولاً حضرت قمة العشرين “, وكان يقصد تركيا والسعودية وامريكا وغيرهما .
رابعاً : تلقي الدولة التركية ضربة إقتصادية من قبل روسيا حينما وجهت الطائرات الحربية ضربات جوية قاتلة لقافلة تضم مئات الصهاريج المحملة بالنفط المنهوب التابعة لدولة تنظيم ” داعش ” الارهابي من الأراضي السورية لتصل الى الأراضي التركية وبيعها بالسوق السوداء, وهذا ما حرم خزينة الدولة التركية أموال طائلة.
خامساً : وهو الأهم سعي تركيا منذ بداية الازمة السورية لإنشاء منطقة جوية عازلة امنة شمال سوريا مع الحدود التركية لتكون منطقة امنة للجماعات المسلحة الإرهابية المنضوية تحت السيطرة التركية تشبه الى حد ما الحزام الأمني الذي أنشأته إسرائيل إبان إحتلالها لجنوب لبنان, ويكون ” جيش الفتح ” أي جبهة النصرة كناية عن ” جيش لحد “, وبقي اوردغان مصمماً على تنفيذ هذا المشروع وزاد إصراراً بعد التدخل العسكري الروسي.
سادساً : إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لتركيا للخوض في هذه المغامرة في رسالة واضحة للطرف الروسي بأن الحلف الأطلسي سيقف الى الجانب التركي في حال قررت روسيا الانتقام السريع, لأن التدخل الروسي فضح الادعاء الأمريكي في محاربة تنظيم ” داعش ” الذي كان في الحقيقة ينعم بحماية أمريكية إلا ما خلى من ضربات وهمية.
سابعاً : إعطاء جمهور الجماعات المسلحة الإرهابية جرعة من المعنويات بعد الهزائم الماحقة التي لحقت بها الجماعات الإرهابية التكفيرية, والمواقع التي خسرتها امام تقدم الجيش العربي السوري ورجال المقاومة, وهذه الضربة أعادت النشوة لجمهور الإرهابيين من خلال متابعة مواقعهم الإخبارية.
ثامناً : جاءت الضربة التركية يوماً بعد الزيارة التاريخية للرئيس الروسي ” بوتين ” الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقائه قائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي وتقديم نسخة نادرة مخطوطة من القرآن الكريم هدية تعبر عن التلاقي بين المسيحية السمحاء مع الإسلام المحمدي الرحيم الأصيل, وإعلانه من طهران ” لولا ايران لكان مستحيلاً تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا”.
تداعيات المغامرة الاوردغانية .

لم تكن إسقاط الطائرة الحربية الروسية الأولى من عدوانيات اوردغان, فإسقاط الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء كانت هي الأولى وليست بعيدة عن مسؤولية الاستخبارات التركية والسعودية, وما بيانات تنظيم ” داعش ” وإعلان مسؤوليته عن كل الهجمات الارهابية إلا لرفع الشبهات عن الجاني الحقيقي, والذي يظن بإن تنظيم ” داعش ” له كل تلك القدرات التقنية والاستخباراتية والمعلوماتية بحيث يستطيع ان ينفذ عمليات إرهابية في بيروت وباريس والعريش وتونس خلال أسبوع واحد من دون ضلوع إستخبارات عالمية فهو واهم.
لقد عملت روسيا مع ايران منذ بداية تدخلها العسكري على الحرص بأن تكون الضربات الجوية موجهة ضد ” داعش ” و ” جبهة النصرة ” ومحاولة الحوار والتفاوض مع الجماعات التي ترعاها أمريكا وإقناعها في الدخول في حوار مع النظام لأجل تسوية سياسية للازمة السورية, لكن بعد مشاهدة هؤلاء الجماعات المصنفين ” معتدلين ” وهم يطلقون النار على الطيارين الروسيين أثناء هبوطهما بمظلتيهما, وحين حط أحدهما أرضاً كان قد فارق الحياة على اثر الإصابات واللكمات وصيحات ” التهليل والتكبير ” فوق جثمانه لا يمكن ان تقبل روسيا بعد اليوم التفاوض مع أي معارض يحمل سلاحاً بيده.
الرئيس الروسي ” بوتين ” الذي إعتبر إسقاط الطائرة الحربية طعناً في الظهر أماط اللثام عن الوجه الحقيقي لتركيا الداعم للإرهابيين وسوف تتعامل روسيا مع تركيا على أساس عدوٌ لها وليس شريكاً في محاربة الإرهاب.
بداية الرد الروسي سيكون عقوبات إقتصادية لا يمكن للولايات المتحدة الامريكية ولا دول الخليج تعويضها.
إسقاط الطائرة سيعزز من قناعة روسيا و حلفائها ويحفزهم على الاستمرار في مواجهة الإرهاب والدول الداعمة له والتي أصبحت واضحة ومن ضمنهم المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وإسرائيل, وعليه قد تتطور المواجهة لتصبح مع الدول الراعية نفسها.
الكيان التركي أساء التقديرات وبنى عدوانه على عنتريات أمريكا التي يمكن ان تتركه غارقاً في بحر لا يمكن النجاة من الغرق فيه, وتعودت أمريكا على ترك حلفائها في وسط الطريق حينما تشعر أن خسارتها ستكون جسيمة, فما يهم الإدارة الامريكية سلامة وامن الكيان الصهيوني ومصالحها الحيوية وما عدى ذلك لا إعتبار له في قاموس السياسة الامريكية الشيطانية.
مغامرة اوردغان لا يمكن وصفها إلا حينما غامر وركب جواداً أصيلاً فما إن إستقر على ظهره حتى قذف به الجواد وطرحه أرضاً أُصيب برضوض بسيطة ووجد من يحمله على حمالة الى المستشفى, لكن مغامرة إسقاط الطائرة الحربية الروسية وإغتيال أحد الطيارين سيسقطه أرضاً دون تمكنه من القيام ولن يجد من يحمل جثمانه العثماني الثقيل, وهو كمن صمم على الانتحار رغم إن الانتحار حرام في الشرع الإسلامي الذي يدعي اوردغان احد ملتزميه.
خاص بانوراما الشرق الاوسط - نسمح باعادة النشر شرط ذكر المصدر تحت طائلة الملاحقة القانونية



المزيد .. 
المجر والإسلام

هنغاريا خط الدفاع الأمامي للغرب المسيحي في مواجهة اللاجئين

رغم أن المجر لا تمثل بالنسبة للكثير من اللاجئين سوى مجرد دولة عبور إلى غرب أوروبا، إلا أن الحكومة المجرية بقيادة رئيس الوزراء اليميني فيكتور أوربان تمارس منذ شهور حملات معادية للأجانب. الصحفي الألماني شتيفان بوخن يلقي فيما يلي نظرة على خلفيات ذلك لموقع قنطرة، منطلقا من استعراض رحلة أحد البحّاثة المجريين إلى "الشرق المتسامح" قديما.
"بين أمواج البحر المتلاطمة صعدت إلى السفينة في الإسكندرية واعتراني شعور بالحزن العميق عندما بدأت المآذن تختفي ببطء عن نظري. فالسفر كان يعني توديعي لأجمل مرحلة في حياتي". هكذا وصف إيغناز غولدتسيهر في مذكراته عام 1874 لحظة مغادرته عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. قبلها قضى الشاب المنحدر من بودابست أشهرا طويلة في مصر وفلسطين ودمشق.
غولدتسيهر تبادل خلالها الآراء بلغة عربية سلسة مع المشايخ المسلمين والمفكرين واستمتع أيضا بتدخين النرجيلة في المقاهي. وانخرط غولدتسيهر بين المؤمنين "للصلاة في خشوع وحك جبينه أثناء السجود" على أرض الجامع الأزهر. ورغم اختلاف ديانته لم يشعر إطلاقا أنه غريب بينهم. إيغناز غولدتسيهر عاش بين عامَيْ (1850-1921) وهو يهودي مجري كتب أعماله باللغة الألمانية بشكل أساسي. ووصف رحلته إلى الشرق بأنها رحلة إلى التسامح، نظرا لأنه تعود في أوروبا المسيحية على "إذلال وإقصاء المجتمع لليهود".
غولدتسيهر كان أول من جعل الأوروبيين يتعرفون أكثر على الإسلام في إطار ثوب من التحليل العلمي. وتعتبر مؤلفاته مثل "محاضرات عن الإسلام" و "الدراسات المحمدية" و"مذاهب التفسير الإسلامي" أعمالا تأسيسية لعلوم الاستشراق الأوروبية. ولا يمكن الادعاء بانتماء غولدتسيهر للوصاية الاستعمارية، خاصة وأنه كان رافضا لمحاولات "أَوْرَبة" الشرق و "تبشيره".
 الباحث المجري في الإسلام إيغناز غولدتسيهر. Quelle: wikipedia
إيغناز غولدتسيهر عاش بين (1850-1921) وهو يهودي مجري كتب أعماله باللغة الألمانية بشكل أساسي. ووصف رحلته إلى الشرق بأنها رحلة إلى التسامح، نظرا لأنه تعود في أوروبا المسيحية على "إذلال وإقصاء المجتمع لليهود".
حوار ضائع
وفي ظل تعاطفه الكبير مع الإسلام كافح الباحث غولدتسيهر طويلا من أجل الحفاظ على وظيفته كبروفسور في جامعة بودابست وعضويته في الأكاديمية المجرية للعلوم. أمر يبدو اليوم غير واقعي ويفتقد قليلا للمنطق. لقد ضاع طموح غولدتسيهر في إيجاد حوار بين الأوروبيين والمسلمين بسبب قرن ساد فيه الطموح الاستعماري ومحاولات إخضاع الآخرين في جو من الحروب والكراهية.
وتأتي موجات اللجوء الحالية من دول الشرق المدمر سياسيا نتيجة لهذا التاريخ المؤسف. وفي المجر أعادت موجات اللجوء ذكريات مآسي الماضي البعيد. ومعها أصبحت الحكومية اليمينية تحن إلى حرب مقاومة ضد غزو على خط الدفاع الأول (لأوروبا).
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لا ينظر إلى اللاجئين بوصفهم أناسا بحاجة للحماية وإنما يراهم غزاة من المسلمين أو محاربين. لهذا السبب أمر ببناء السياج الرادع وفرض عقوبات صارمة ضد اللاجئين الذين يعبرون الحدود رغم ذلك. ووصل الأمر إلى نشره لإعلانات باللغة العربية في الصحف اللبنانية يحذر فيها "الشرقيين" من دخول أراضيه. الفرق لايبدو الآن كبيرا بين إقصاء المجتمع لليهود والذي اشتكى منه في الماضي غولدتسيهر في المجر وبين إقصاء المجتمع للمسلمين في الوقت الحالي.
أوضح أوربان أنه يدافع عن "القيم الأوروبية" ويقصد رئيس الوزراء المجري بذلك "الغرب المسيحي" الذي يمثل بالنسبه له نموذجا للتعددية ولمواجهة المجتمع الانهزامي. أقواس دراماتيكية تاريخية يجري إعادة تجهيزها هنا. فأوربان يعود ببلاده إلى القرن السادس عشر عندما هزم العثمانيون في عام 1526 الجيش المجري واحتلوا الدولة الواقعة على نهر الدانوب. وعاشت المجر 160 عاما تحت الحكم الإسلامي.
هل تتجه أوروبا إلى إصدار أوامر بإطلاق النار؟
يلعب أوربان بورقة مآساة هزيمة معركة "موهاتش" في عام 1526 في المثلث الواقع بين البلدن الثلاثة المجر وصربيا وكرواتيا وهو نفس مسار اللاجئين اليوم. ويتجرأ أوربان بشكل مدهش على الاستخدام الخطابي لزمن "الحروب التركية".
طريقة حالفها النجاح، حيث قوبلت سياسته باستحسان صريح من (ولاية) بافاريا (الألمانية) ومن "الأحرار" في النمسا وكذلك الموافقة السرية من عواصم أوروبية عديدة. فهل تتجه أوروبا إلى إصدار أوامر بإطلاق النار؟ مثل هذا السؤال الغريب يجب طرحه الآن في ظل الشحن القومي الصادر من المجر.
من الممكن الاعتقاد أن هورست زيهوفر (رئيس وزراء بافاريا) وفيكتور أوربان لم يسمعا من قبل عن الباحث إيغناز غولدتسيهر، الذي تمثل كتاباته وقصة حياته مادة خصبة للأفكار المستنيرة. لم يعش هذا الباحث في عصر مثالي يسوده التسامح والسلام، بل على العكس فقد وقع بين مطرقة العداء للسامية وسندان الظروف الاجتماعية الظالمة داخل المجتمع اليهودي في بودابست.
المدنيون يموتون في حلب بسبب براميل الأسد المتفجرة. Foto: Getty Images
بوابة إلى الجحيم: فمَن يسافر اليوم على خطى غولدتسيهر باتجاه أسفل نهر الدانوب في عكس تدفق تيار اللاجئين فلن يجد من جديد في الشرق الصورة الأكثر تسامحا المعاكسة لمجتمع أوروبي ممتلئ بالكراهية. ولن يفكر أي شخص تطأ قدمه دمشق في أن يطرق على "بوابة الجنة".
لقد استشعر اليهودي المتدين غولدتسيهر خطر "التجريد من الإنسانية" القادم عبر القومية والتعصب الديني. ورأى المخاطر النفسية التي يتعرض لها البشر عند العبور إلى الحداثة. ملاذه كان "الدين العالمي للأنبياء"، حيث لم يثق في مباركة "التنوير" وحده.
موضوع بحثه عن "الإسلام" ربطه بعلاقات صداقة مع كثير من المستشرقين في أوروبا. هذه الصداقة بين العلماء تجاوزت حدود دول مثل فرنسا وإنجلترا رغم أنها كانت تعادي وطنه المجر المنضمة في ذلك الوقت لامبراطورية "هابسبورغ" المشتركة. وفي وسط التحريض القومي الذي أدى لاحقا للحرب العالمية الأولى كافح غولدتسيهر الباحث في علوم الإسلام من أجل أوروبا مختلفة.
مَن يسافر اليوم على خطى غولدتسيهر باتجاه أسفل نهر الدانوب في عكس تدفق تيار اللاجئين فلن يجد من جديد في الشرق الصورة الأكثر تسامحا المعاكسة لمجتمع أوروبي ممتلئ بالكراهية. فدمشق مدينة الخلافة القديمة التي كتب عنها غولدتسيهر في مذكراته باتت الآن بوابة للجحيم. أما الإسلام "وحياة الشعوب المحمدية وعلاقتها بالدين"، والتي كسر غولدتسيهر بدراستها الحواجز وبحث فيها بكل التعاطف، كل ذلك لم يعد كما كان في الماضي.


شتيفان بوخن
ترجمة: حامد سليمان

بن جاسم “ينقلب” على “تميم” من لندن .. يُحيي روسيا ويُبارك للإيرانيين بملفهم النووي


14484943827244455
بعد عامين تقريباً من عزله عن مناصبه الثلاثة الأهم، عقب تولي “تميم بن حمد آل ثاني” السلطة في قطر، ظهر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على السطح كاسراً حاجز الصمت في محاضرة ألقاها يوم الخميس الماضي، في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية “تشاتام هاوس”، متحدثاً ومجيباً على أسئلة الحضور الذي ازدحمت بهم القاعة لمدة ساعة.
الشيخ حمد بن جاسم الذي يعتبر واحداً من أغنى الأغنياء في منطقة الخليج، ويلقب بالرجل الذي اشترى لندن، وتقدر ثروته بما يفوق العشرين مليار دولار، ويقيم في أغلى شقة في بريطانيا، وربما العالم بأسره، في منطقة نايتسبردج الفخمة، كان واثقاً من نفسه وهو يتحدث في المعهد الملكي البريطاني، ومحاطاً ببعض مساعديه ورجاله من دولة قطر، من بينهم ابن شقيقه الشيخ جبر الذي كان مسؤولاً عن الإعلام الخارجي، وأبعد من منصبه بعد إبعاد عمه.
وفاجأ الشيخ بن جاسم الحضور عندما قال: “يجب أن نرسل قوات لمحاربة الدولة الاسلامية.. الدول العربية، أمريكا، وأوروبا، وأن نطالب الأمم المتحدة بلعب دور وترسل 20 ألف جندي إلى سوريا.. سوريا في حال فوضى.. هناك دماء على أيدي “القبائل”، والأمر يحتاج إلى ثلاث سنوات حتى يتم تهدئة الوضع و20 عاماً لإعادة بناء البلاد”.
وامتدح التدخل الروسي في سوريا قائلاً: “إن إرسال قوات روسية خاصة خطوة جيدة”، وأضاف “أن روسيا تلعب دوراً كبيراً وإيجابياً”، وهذا الموقف قد يتعارض مع موقف حكومة بلاده التي تدهورت علاقاتها مع موسكو مؤخراً، بعد أن ألغى أمير قطر زيارة مقررة لموسكو.
وبرر العدوان العسكري السعودي على اليمن بقوله: “إنه تدخل ضروري لقصف الحوثيين في اليمن، فالسعودية مهددة من قبل التدخل الايراني، ولا بد أن تكشر عن أنيابها”. بحسب وصفه.

وانتقد استبعاد الدول الخليجية من المفاوضات حول الاتفاق النووي مع ايران، وقال “إن صيغة 5+1 كانت خطأ من قبل أمريكا، وتساءل لماذا يتعاطى معنا الإيرانيون الآن؟”، ولكنه قال: “أن هذا الاتفاق مهم للمنطقة، وامتدح الايرانيين كمفاوضين جيدين وأذكياء، ويعرفون كيف يناورون وأرفع لهم القبعة”.
وحذر بن جاسم الاسرائيليين بقوله: “أنهم يجب أن يدركوا بأنهم محاطون بـ 400 مليون عربي”، وقال موجها كلامه لهم: “أنتم تملكون اليد العليا الآن، ولكن أنتم محاصرون. اقبلوا حدود عام 67 وحل الدوليتن، وتفوقكم العسكري لن يدوم إلى الأبد”.
وتطرق إلى الانتقادات العنيفة لدول قطر بسبب سوء معاملتها للعمال الجانب الذين يشاركون في بناء منشآت كأس العالم لعام 2022، وقال: “نحن لسنا متعودين على الانتقاد، ونحن نعمل ما في وسعنا، وأنا شخصياً لا لأهتم بكأس العالم، فهذا أمر لا يعنيني، وأنا لست من عشاق كرة القدم”.
يبقى شيئ واحد بعد الظهور المفاجئ لوزير الخارجية القطري، وهو، معرفة لماذا ظهر رئيس وزراء، ووزير خارجية، ورئيس صندوق الاستثمار القطري السابق في هذا التوقيت، ولماذا خرج عن صمته؟
قد يكون هناك عدة تفسيرات، إحداها وهو المرجح، رغبته في التمهيد للمنافسة على منصب الأمين العام للأمم المتحدة في حال شغوره، وثانيها أنه يتطلع إلى العودة للسياسة والبحث عن دور “ريادي” في بلده قطر، فالعلاقات بينه وبين الأمير الحالي “تميم”، ليست على ما يرام، وإن كانت هناك مصادر تؤكد أن علاقته مع الأمير الوالد حمد بن خليفة ما زالت جيدة ويلتقي به بين الحين والآخر.
الجدير بالذكر أن حمد بن جاسم، يواجه دعوة قضائية أمام المحكمة العليا في لندن رفعها السيد فواز العطية يتهمه فيها بسجنه وتعذيبه، ويطالب بتعويض مالي كبير جداً، ولكنه نفى هذه التهم نفياً قاطعاً، ووظف شركة محاماة ضخمة في بريطانيا (كارتر راك) لتمثيله والدفاع عنه.
عربي برس + وكالات



المزيد .. 
تجاوُز إرهاب تنظيم "داعش" العراق وسوريا إلى فرنسا وأوروبا

ارتسام سيناريو هجوم "الدولة الإسلامية" على الأراضي الأوروبية

بعد الهجمات المدمِّرة في باريس استنتج خبراء الإرهاب الفرنسيون أنَّ هناك تغييرًا جذريًا لا بد من أن يكون قد حدث في وعي الجهاديين، وذلك لأنهم باتوا قادرين على العمل في باريس تمامًا مثلما يعملون في سوريا أو في العراق. فهل غيَّر تنظيم "الدولة الإسلامية" استراتيجيته؟ الصحفية بيرغيت كاسبر تجيب لموقع قنطرة على هذا السؤال في تحليلها التالي.
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أنَّ بلاده في حالة حرب ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي نصَّب نفسه بنفسة كدولة. ومن جانبة قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنَّ الهجمات التي وقعت في باريس يوم الجمعة 13 / 11 / 2015 وراح ضحيتها مائة وتسعة وعشرون شخصًا على الأقل، قد تم التخطيط لها وتنظيمها بشكل رئيسي في سوريا.
وعلاوة على ذلك فإنَّ الفرنسيين يفترضون أنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" قد خطَّط للقيام بهجمات إرهابية أخرى - ليس في فرنسا وحدها، بل حتى في دول أوروبية أخرى. وبدورها ردَّت القوَّات الجوية الفرنسية بغارات استهدفت مواقعًا يُفترض أنَّها مراكز قيادية ومعسكر تدريب لمتطرِّفي "داعش" في محافظة الرقة السورية الشمالية.
وعلى الأرجح أنَّ مثل سيناريو الحرب هذا يحظى بالترحيب لدى منظِّري تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتعاطفين معه. وهذا هو المنطق الذي يريدون نشره ويعملون ضمنه. والفرنسيون، الذين يتظاهرون هذه الأيَّام في شوارع باريس وتولوز وليون، يرفضون هذا المنطق حتى الآن، وكذلك يقاومه المثقَّفون الفرنسيون أيضًا.
حذَّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة "ساينس بو" في باريس المختص في شؤون الإسلام، جيل كيبيل، من أنَّنا لسنا في وضع مناسب لمنطق الحرب التقليدية. وقال إنَّ "ما حدث في باريس هو إسقاط (بمعنى ارتسام) لسيناريو الحرب على الأراضي الفرنسية. لوهلة وجيزة حتى الآن نقلوا إلى باريس حالة الحرب، التي نشاهدها في لبنان وفي سوريا وفي مناطق أخرى - وهذا يعني أشخاصًا يفجرون أنفسهم وشبابًا يحملون بنادق الكلاشنيكوف".
ارتباط وثيق بساحة الحرب في الشرق الأوسط
الأوروبيون كان لديهم حتى الآن - على الرغم من وقوع بعض الهجمات والموجة الهائلة من اللاجئين القادمين من سوريا والعراق - شعورٌ بأنَّ ما يحدث في الشرق الأوسط بعيد جدًا عنهم. بيد أنَّ هذا تغيَّر فجأة منذ يوم الجمعة 13 / 11 / 2015.
إذ إنَّ أوروبا باتت ترتبط ارتباطًا وثيقًا بساحة الحرب في الشرق الأوسط، مثلما يرى الخبير الفرنسي جيل كيبيل، خاصة من خلال عودة الجهاديين الأوروبيين إلى أوروبا.
يقول جيل كيبيل: "هذه ظاهرة جديدة، ظاهرة ’جان بيير وعبد الله دوبون‘، (جهادييون) يذهبون إلى سوريا من أجل تفجير أنفسهم هناك أو من أجل العودة والقيام باعتداءات على الأراضي الفرنسية".
جيل كيبيل. Foto: Joel Saget/AFP/Getty Images
نوعية جديدة من الإرهاب - حذَّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس المختص في شؤون الإسلام، جيل كيبيل، من أنَّنا لسنا في وضع مناسب لمنطق الحرب التقليدية. وقال إنَّ "ما حدث في باريس هو إسقاط (بمعنى ارتسام) لسيناريو الحرب على الأراضي الفرنسية. لوهلة وجيزة حتى الآن نقلوا إلى باريس حالة الحرب، التي نشاهدها في لبنان وفي سوريا وفي مناطق أخرى".
لقد كان قاضي مكافحة الإرهاب الباريسي السابق مارك تريفيديك على اتِّصال مباشر مع بعض من هؤلاء العائدين. وقد حذَّر بالفعل في نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2015 من حمام دم فظيع. وقال إنَّ "الأشخاص الذين كانوا على استعداد للإدلاء بما لديهم، قالوا لنا إنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" ينوي مهاجمتنا بانتظام وبقوة". وأضاف أنَّ رجال "داعش" يمتلكون الوسائل لذلك: المال والقدرة على تزويد أنفسهم بالكمية التي يريدونها من الأسلحة وكذلك القدرة على تنظيم هجمات واسعة النطاق.
وهجمات باريس الدموية تظهر من عدة نواحي حسمًا للأمر وإصرارًا على تنفيذه: فالمهاجمون كانوا بحسب شهود العيان على قدر مخيف ومهني من برودة الدم، حيث كشفت التحقيقات حتى الآن عن أنَّ هذه عملية مخططة مركزيًا تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس - بصرف النظر عن دينهم أو أصولهم. وهذا يمثِّل نوعية جديدة، مثلما يؤكِّد جيل كيبيل. وذلك لأنَّ الجهاديين على الأراضي الفرنسية كانوا يختارون ضحاياهم حتى ذلك الحين بحسب معايير واضحة.
وبحسب تلك المعايير كانت توجد - مثلما يقول جيل كيبيل - ثلاثة أهداف رئيسية، حدَّدها المنظِّر الإيديولوجي للجهاد الحديث أبو مصعب السوري في عمل ضخم: المثقَّفون العلمانيون الذين ينتقدون الإسلام واليهود بالإضافة إلى المعروفين باسم المرتدين، أي المسلمين السيئين. يستنتج جيل كيبيل: "في فكر هؤلاء الجهاديين السلفيين المتطرِّفين لم يعد يوجد اليوم لا مسيحيون ولا يهود، ولا مسلمون مختلفون. بل صار يوجد فقط أعضاء طائفتهم. وعندما لا يكون المرء متطرِّفًا مثلهم بالذات، فعندئذ يتم تقديمه للقتل".
يتحدَّث العديد من الخبراء في شؤون الإسلام والإرهاب حول تغيير استراتيجي في تنظيم "الدولة الإسلامية". لفترة طويلة ركَّز تنطيم "الدولة الإسلامية" على تحقيق مكاسب إقليمية في سوريا والعراق أو توطيد هذه المكاسب. وعلى العكس ممن باتوا الآن منافسين، أي إرهابيي تنظيم القاعدة - التنظيم الذي خرج منه تنظيم "الدولة الإسلامية" كفرع أكثر تطرُّفًا في العراق - فإنَّ وجود أراضيها والإدارة شبه الحكومية يعتبر أمرًا ضروريًا من أجل إضفاء طابع الشرعية على هذه الخلافة التي نصَّبت نفسها بنفسها.
عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق. Foto: picture-alliance/AP
محاصر في وضع صعب - لقد وقع تنظيم "الدولة الإسلامية" عسكريًا في الأسابيع الماضية تحت المزيد من الضغط: من ناحية من قبل القوَّات الروسية وحزب الله الشيعي المُتشدِّد، وكلاهما يقاتل إلى جانب قوَّات الرئيس السوري بشار الأسد، ومن ناحية أخرى من خلال غارات القوَّات الجوية الفرنسية.
ردّ على الضغط العسكري؟
إنَّ حقيقة التصعيد الحالي في تصدير "الحرب المقدسة" وأعمال العنف الوحشية يمكن أن تكون لها علاقة بأنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" قد وقع عسكريًا في الأسابيع الماضية تحت المزيد من الضغط. من ناحية من قبل القوَّات الروسية وحزب الله الشيعي المتشدِّد، وكلاهما يقاتل إلى جانب قوَّات الرئيس السوري بشار الأسد، ومن ناحية أخرى بدأت القوَّات الجوية الفرنسية علاوة على ذلك في شهر أيلول/سبتمبر 2015 وكجزء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" بقصف أهداف لتنظيم "داعش". ولذلك يمكننا النظر إلى الهجمات الأخيرة التي استهدفت الطائرة الروسية المستأجرة فوق سيناء وكذلك معقلاً من معاقل حزب الله الشيعي في ضاحية بيروت الجنوبية والآن الهجمات في باريس، كردّ على هذا الضغط العسكري.
وحول الدوافع الكامنة خلف هذه الهجمات لا توجد حتى الآن سوى تكهُّنات: فقد تكون هناك "حملة عقابية" كجزء من هذه الهجمات. ولكن يمكن أن يتعلَّق الأمر بتلميع الصورة المشوَّهة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي كان في السابق مكللاً بالنصر، في نظر المتعاطفين معه والمجندين المحتملين.
وإذا جاز تصديق أقوال جاسوس سابق كان يتجسَّس على تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإنَّ هذا التظيم بات بعدما مُني ببعض الخسائر الكبيرة في حاجة حاليًا إلى مجنَّدين جدد. فبينما كان يصل في فترات ذروة معيَّنة عدد المتطوِّعين الأجانب يوميًا إلى ثلاثة آلاف مقاتل، أصبح عددهم اليوم من خمسين إلى ستين متطوِّعًا فقط، مثلما يقول هذا الرجل الذي يُطلق عليه صحفي صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية مايكل فايس اسم "أبو خالد".
ونظرًا إلى المجنَّدين الأجانب فقد حدث بالإضافة إلى ذلك تغيير استراتيجي، مثلما يقول "أبو خالد". ويضيف أنَّ قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" تريد الآن تشجيع المتعاطفين مع هذا التنظيم في الغرب على البقاء في أوطانهم والقيام بعمليات عنيفة هناك. وكذلك لقد تم تكليف جهاديين غربيين آخرين بالمهمة نفسها وإعادتهم إلى أوطانهم، بعد أن تم بالفعل تدريبهم في سوريا وإخضاعهم لغسل أدمغتهم.
أوروبا مُستهدَفة أكثر من الولايات المتَّحدة الأمريكية
وقبل فترة غير بعيدة صنَّف السياسيون الفرنسيون هؤلاء العائدين من سوريا على أنَّهم يشكِّلون واحدًا من أكبر المخاطر المحتملة. وبالإضافة إلى ذلك يجب علينا ألاَّ ننسى أنَّ أوروبا تعتبر على أية حال بالنسبة للجيل الجديد من الجهاديين "هدفًا سهلاً" في الغرب ومفضَّلاً.
ماتيو جيدير.  Foto: AFP
يقول الخبير الفرنسي المختص في شؤون الإرهاب، ماتيو جيدير: "لقد حدث تغير جذري في وعي الإرهابيين، وباتوا قادرين على العمل في باريس تمامًا مثلما يعملون في سوريا أو في العراق".
ومن وجهة نظر منظِّر الجهاديين الإيديولوجي أبو مصعب السوري ينبغي القيام بهجمات عنيفة في أوروبا أكثر من الولايات المتَّحدة الأمريكية، مثلما يقول جيل كيبيل. ويضيف أنَّ هدفهم هو إحداث انقسام في الشعب وإثارة ردود فعل شديدة ضدَّ المسلمين. وحسابهم هو أنَّ يشعر المسلمون المُهاجَمون في بلدانهم بالخوف، ليتبنُّوا رؤية الجهاديين المتطرِّفة ويقدِّموا الدعم لهم. وبحسب نظرية الجهاديين من الممكن في أحسن الأحوال أن تكون نتيجة ذلك سيناريوهات تشبه الحرب الأهلية.
غير أنَّ الناس في باريس بعيدون كلَّ البعد عن هذا الحساب، وذلك بفضل ردود الفعل الرزينة من قبل العديد من السياسيين الفرنسيين، وأيضًا وقبل كلِّ شيء بفضل المواطنين الفرنسييين العقلاء. من الممكن حتى أن يكون تنظيم "داعش" قد تجاوز هدفه المنشود من خلال عنفه المُتعِّطش للدماء في باريس. وعلى العكس مما كانت عليه الحال بعد الهجمات على صحيفة "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي في شهر كانون الثاني/يناير 2015، لم يكن يوجد هذه المرة في مواقع التواصل الاجتماعية المعروفة سوى قدر قليل جدًا من الاستحسان في فرنسا، مثلما يلاحظ جيل كيبيل:
"لقد وجدنا القليل جدًا من إعلانات الثناء على الجناة ومدحهم. وعلى الأرجح أنَّ سبب ذلك يعود إلى كون هذه الاعتداءات قد تم تنفيذها بأسلوب أعمى. وهذه الهجمات وصلت إلى مستوًى جديد. وكذلك لقد تم للمرة الأولى في فرنسا استخدام الانتحاريين. وكلُّ هذا أدَّى إلى نوع من إحياء الوحدة الوطنية".
بيد أنَّ هجمات باريس أظهرت أيضًا أنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" قادر على القيام بهجوم مُنَسَّق تنسيقًا جيدًا ومُدمِّر في عدة مواقع وفي الوقت نفسه، وقد تم تنفيذه من قبل عدد من الخلايا - وهذا على بعد آلاف الكيلومترات من الخلافة التي نصَّبت نفسها بنفسها.
لا بد أنَّ الاستعدادات لهذا العمل كانت طويلة والتدريبات مكثَّفة. وبالنسبة للخبير الفرنسي المختص في شؤون الإرهاب في جامعة تولوز الفرنسية، ماتيو جيدير، فقد تم بهذا العمل تجاوز الحدود النفسية. يقول ماثيو جيدير: "لقد حدث تغير جذري في وعي الإرهابيين، وباتوا قادرين على العمل في باريس تمامًا مثلما يعملون في سوريا أو في العراق".