بقلم: دكتور سمير سليمان عبد الجمل
لقد مرت في هذه اليوم انتخابات جامعة بوليتكنك فلسطين في مدينة خليل الرحمن وسط ترقب من كافة الكتل الطلابية على الساحة الفلسطينية، والكتلتين الرئيستين في كافة الانتخابات التي تجري هي فتح الرصاصة الأولى وفصيل السلام، وحركة حماس التي تسعى بكل ما اوتيت من قوة ومن حشد إبراز دورها على الساحة الفلسطينية من خلال مجالس الطلبة وغيرها من المواقع التي يتم الوصول إليها عبر صندوق الاقتراع.
وهذه الآليات والخطى هي موازين الكترونية لقياس الوزن بطريقة دقيقة لغاية الأعشار، وتحديد النسبة المئوية لكل فصيل في الشارع الفلسطيني.
لقد حرثت الأرض وزرعت البذور ورويت، وجاء في هذا اليوم موسم الحصاد الذي حصلت فيه حركة فتح على 15 مقعد، وحركة حماس على 15 مقعد، والشعبية على مقعد واحد من اصل احدى وثلاثون مقعداً، وبقدر ما تكون الحراثة جيدة والبذور جيدة والعناية جيدة تكون مرضية.
نتائج لم ترضي ولن ترضي عشاق ومحبي ومنتمي أم الجماهير، وهذا ما بدا جلياً وواضحاً من خلال الوجوه العابسة والغاضبة.
ولكن حتى نضع الأمور في نصابها الصحيح وضمن إطارها الحقيقي، علينا التوقف لدقائق وربما لساعات وربما لأيام أو لأشهر والتفكير في عدد من الأمور:
- من مبدأ الحساب فإن فتح لم تخسر ولم تربح بل وصلت إلى وضع التعادل، وهذه النتيجة قد تكون مرضية ولكنها لا توصل إلى النهائيات.
-فتح استحوذت على المجلس في تلك الجامعة مدة ثماني سنوات أي بمبدأ رياضي احتفظت بالكأس مدة مرضية، وربما يعود سبب خسارتها للكأس في هذا العام إما لقصور وإما لرغبة في التغيير من قبل الطلاب، وهذا أمر طبيعي وبالتالي هو فوز ولكن لا يوصل إلى النهائيات.
- فتح دائما تحتضن اليسار، واليسار يأخذ من فتح ويعطي اليمين مما يؤدي أيضاً إلى عدم الوصول إلى النهائيات.
إن ما حدث من نتائج هو بمثابة رسالة مدللة على النهج الديموقراطي لحركة فتح رغم ما يقولون عنها بأنها تحصد المقاعد بالقوة، فهذا هو الدليل الدامغ على ديموقراطيتنا.
بغض النظر من سيشكل المجلس وهل ستلعب الشعبية على الكرت الرابح فتح كانت أم حماس، وهل سننتظر ورقة من الشعبية حتى نصل إلى النهائيات، وجب علينا أن لا ننتظر تلك الورقة ولا نريد الوصول إلى النهائيات بهذه الآلية وتلك الطريقة، ولكن وجب علينا أن نعيد صياغة العلاقة والاستراتيجيات في التعامل مع كافة الفصائل وأن نأخذ العبر ونقرأ الدروس حتى نعزز دور الحركة العتيدة العملاقة صانعة الأمجاد (فتح).