السبت، 19 يوليو 2014

مشعل يهاجم الدور المصري ...
وحركة الجهاد: مصر تقف معنا ومن الخطأ إتهامها بالخيانة
19/07/2014 [ 10:36 ]
الإضافة بتاريخ:
مشعل يهاجم الدور المصري ... وقيادى بحركة الجهاد: مصر تقف معنا ومن الخطأ إتهامها بالخيانة

الكرامة برس- وكالات- هاجم خالد مشعل مدير المكتب السياسي لحركة حماس الدور المصري ، متهما إياها بأنها غير منحاز لمطالب المقاومة والشعب في غزة.
وقال :" أن الحركة لن تقبل بوقف إطلاق النيران إلا إذا أوقفت إسرائيل الحصار الاقتصادي الذي تفرضه على قطاع غزة، وأفرجت عن المعتقلين المقبوض عليهم بعد مقتل 3 مستوطنين في الضفة الغربية، ووقف هجومها على قطاع غزة.
وقال مشعل فى صحيفة ديلى تليجراف البريطانية، إنه مستعد للتعامل مع أي وسيط يتعامل بمقتضى الطلبات التي ذكرها مقدما، لافتا إلى أن "كلا من قطر وتركيا سوف يشتركا في وساطة مصر لحل أزمة الحرب على القطاع".
وبسؤاله حول مدى جدوى صواريخ حماس التى لا تترك تأثيرا أو أضرارا جسيمة في إسرائيل، قال مشعل بأن الهدف من الصواريخ هو التأثير السياسي وليس المادي.
وأضاف مشعل بأن دائرة العنف والمقاومة ستستمر خلال الفترة القادمة بعد فشل مفاوضات السلام التي قادها وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" بين فلسطين وإسرائيل شهر إبريل الماضي.
من جهته قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زيادة النخالة، إنه من الخطأ اتهام مصر بالخيانة مع الاحتلال، أو أنها لا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن مصر تتفهم مطالب فصائل المقاومة للجانب الاسرائيلى الذى يحاول فرض شروطه.
وأضاف النخالة، :أن أى معركة إعلامية مع مصر لا تخدم الشعب الفلسطينى فى هذه الظروف القاسية، لافتا إلى أنه "يجب أن نغادر هذا الخطاب؛ لأن مصر تقف معنا، ويجب أن نجد خطابا إعلاميا عربيا موحدا".
___
ع.م
 المبادرة القطرية التي تعمل على تقويض الدور المصري
19/07/2014 [ 11:28 ]
الإضافة بتاريخ:
موقع ينشر بنود المبادرة القطرية التي تعمل على تقويض الدور المصري

الكرامة برس- وكالات- ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي أن المبادرة القطرية للوصول إلى تهدئة بين المقاومة وإسرائيل، اعتمدت جميع شروط المقاومة في غزة، وتم تقديمها للأمريكيين قبل بدء العدوان البري على غزة.
وأكد الموقع أن تركيا شريك في إعداد المبادرة، التي تعمل على تقويض الدور المصري بحد زعم الموقع الالكتروني.
وفيما يلي بنود المبادرة وفق ما نشرها الموقع الإخباري الإسرائيلي:
١- تفرج إسرائيل فورا عن كل الأسرى المعاد اعتقالهم من صفقة شاليط مؤخرا بالضفة الغربية.
٢- تسمح إسرائيل بإقامة ميناء بحري بغزة.
٣- فتح معبر رفح ٢٤ ساعة يوميا.
٤- فتح جميع المعابر بين غزة وإسرائيل كاملا.
٥- تسمح إسرائيل الصيد ١٢ ميل (١٩ كم) من شواطئ غزة.
٦- الوسيط والضامن للاتفاق بين حماس وإسرائيل تكون أمريكا.
____________
ع.م
لماذا شجعت «حماس» العملية البرية في غزة؟
19/07/2014 [ 12:08 ]
الإضافة بتاريخ:
سليم نصار

بعدما اختير أحمد الشقيري رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير (1964)، قام بزيارة لبيكين يرافقه عضو اللجنة الدائمة عبدالمحسن قطّان. واستقبلهما الزعيم ماوتسي تونغ بحضور وزير الخارجية شو ان لاي، ليستمع الى الشقيري الذي باشر حديثه بشكر الصين الشعبية على دورها المؤيد للقضية الفلسطينية عبر سياسة دول عدم الانحياز. وهاجم الشقيري الدول الغربية، وفي طليعتها الولايات المتحدة، ثم طلب من ماوتسي تونغ تزويده بنصائح واختبارات عملية ربما تعينه لدحر العدو الصهيوني. وأخبره أن مؤتمر القمة العربي قرر إعداد الشعب الفلسطيني عسكرياً بهدف مواصلة معركة التحرير.


وأعرب الزعيم الصيني عن سروره لسماع نبأ تكوين قوات فلسطينية مسلحة، وأوصى الشقيري بأهمية حفر خنادق، استعداداً لحرب طويلة مع العدو.


وبعد انتهاء اللقاء، طلب الشقيري من الزعيم الصيني توفير كمية من الكتب التي نشرها حول مسيرة الألف ميل، مبدياً الرغبة في توزيعها على قادة المقاومة الفلسطينية. عندئذ ابتسم ماوتسي تونغ، ورد على اقتراح الزائر العربي بإسدائه نصيحة حملت بعض اختباراته، وقال: أخشى ما أخشاه هو أن يكدس المقاتل كمية الكتب أمامه بطريقة تفقده وضوح الرؤية الصحيحة لمواصلة معركة التحرير. وكانت تلك العبارة الرمزية بمثابة جرس إنذار سمع الشقيري وقطان من خلاله معنى الرسالة التي بعث بها الزعيم الصيني الى المجاهدين الفلسطينيين.


عقب هزيمة حرب حزيران (يونيو) 1967، قدّم أحمد الشقيري استقالته من قيادة منظمة التحرير. وظل هذا المركز شاغراً مدة سنتين تقريباً، الى أن اختير ياسر عرفات لتولي هذه المهمة عام 1969.


ويبدو أن الطموحات الشخصية لعرفات في الاستيلاء على الأردن، شجعت الملك حسين ووصفي التل على استخدام الجيش لسحق محاولته. وبعد قتال مرير، أمر العاهل الأردني بطرد عرفات الى سورية مع أعضاء منظمته. وفي غضون فترة قصيرة، أمر الرئيس حافظ الأسد بطرد ياسر عرفات وأعضاء منظمته الى لبنان.


وبسبب سياسة اللين التي أظهرها أبو عمار حيال قضم أراضي الضفة الغربية ومضاعفة عدد المستوطنات، أعلن الشيخ أحمد ياسين عن تأسيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقد حرص على انتقاء عناصرها من بيئة محافظة، متشددة، لا تقبل بالتفاوض مع العدو الصهيوني.


وفي سبيل إحياء ذكرى شهداء الثورة الفلسطينية، أنشأ الشيخ ياسين «كتائب القسّام» التي تُعتَبَر الذراع العسكرية لحركة «حماس». وهي تضم مجموعة من المتطوعين الذين يؤمنون بضرورة الاهتداء بأعمال الشيخ عزالدين القسّام ومواقفه الوطنية المشرّفة.


يذكر المؤرخون أن الشيخ عزالدين القسّام عاش في اللاذقية، وانخرط في صفوف الحركة المناهضة للانتداب الفرنسي. ولم يغفر له الفرنسيون تشجيعه على مقاومتهم، لذلك ظلوا يلاحقونه ويضايقونه الى أن غادر سورية وانتقل الى حيفا. ولما علم الحاج أمين الحسيني بوجوده عام 1928، اتصل به ورحب بقدومه، ثم عيّنه مدرساً وواعظاً لـ «جامع الاستقلال» في حيفا. وبعد فترة وجيزة، ذاع صيته لدى زعماء الأحزاب الفلسطينية، وانتشرت توجيهاته الوطنية داخل صفوف المواطنين.


وكان من الطبيعي أن تثير هذه الصفات الصلبة قلق الانكليز الذين وضعوه تحت المراقبة، خصوصاً بعد انضمامه الى «الحزب العربي الفلسطيني» منتصف عام 1935. ولاحظت حكومة الانتداب أن الشيخ القسّام كان يعقد اجتماعات سرية في منزله، وذلك بحضور عدد كبير من زعماء الأحزاب والمتعاطفين مع سياسته.


ومنعاً لاستمرار المراقبة، اقترح الحاج أمين الحسيني على صديقه الشيخ عزالدين إنشاء منظمة سرية مسلحة يتولى هو إدارة شؤونها وتنظيم نشاطاتها. وقد تجاوب الشيخ مع رغبة الحاج، بحيث إنه وضع، وللمرة الأولى في فلسطين، ميثاق منظمة تتداخل فيها السياسة بالدين، ويقسم أعضاؤها يمين الولاء والطاعة. وقد تميزت نشاطات تلك المنظمة بالكتمان الشديد، وبانتشار عملياتها في مختلف المدن الفلسطينية.


في الذكرى 18 لصدور وعد بلفور، قرر الشيخ عزالدين القسّام إعلان الثورة على الحكم البريطاني. وحدث أن علم أحد ضباط الأمن العام بالخطة، فأبلغ عنها سلطات الانتداب. وقبل أن تبدأ ساعة الصفر، حاصرت القوات البريطانية أحراش «يعبد» حيث تجمعت حشود المجاهدين. ودارت في ذلك المكان النائي معركة فاصلة استشهد فيها القسّام وعدد من رفاقه (17 تشرين الثاني - نوفمبر 1935). وعلم «القسّاميون» بالخيانة التي ارتكبها ضابط الأمن العام أحمد نايف، فاغتالوه في مدينة حيفا. ولم يُضعف استشهاد عزالدين القسّام من عزيمة رفاقه الذين التحقوا بثورة فلسطين عام 1936.


ومن مواقف تلك الثورة، صاغ الشيخ أحمد ياسين مبادئ حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، معتبراً الشيخ عزالدين القسّام بطلها الرمزي والنموذج الذي يستلهمه الفلسطينيون في كفاحهم الطويل.


ولما قتِل المؤسس الشيخ ياسين في غارة اسرائيلية استهدفته عام 2004، تولى من بعده رئاسة المكتب السياسي خالد مشعل بمعاونة عدد من مسؤولي «حماس»، في مقدمهم نائبه إسماعيل هنية.


لهذا السبب وسواه يرى المراقبون أن «الموساد» يحرص على تعقب مجاهدي «حماس» بهدف تصفيتهم مثلما فعل مع القائد العسكري في الحركة محمود المبحوح. وقد تمت عملية الاغتيال في أحد فنادق دبي، في 19 كانون الثاني (يناير) 2010، أي أثناء ترتيب المصالحة بين «فتح» و «حماس» استعداداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية. علماً أن مصر في حينه جعلت من شروط تسوية مسألة الأنفاق، قيام حكومة مشتركة تضم الفريقين.


ومن المؤكد أن الحكومة الاسرائيلية كانت ترفض اشتراك «حماس» في حكومة مصالحة وطنية. ومثل هذا الرفض يلقي الكثير من الشكوك حول الجهة التي خطفت الشبان الاسرائيليين وقتلتهم. خصوصاً أن هذه العملية نُفذت أثناء أزمة معيشية خانقة يعاني أهل غزة من تداعياتها المؤلمة. فالإدارة مفلسة لا تملك المال الكافي لدفع رواتب الموظفين، أو تأمين الكهرباء والماء لمليون وسبعمئة ألف نسمة. أما نسبة العاطلين من العمل فتقترب من الخمسين في المئة.


وعندما عقد المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للبحث في قرار الرد على صواريخ «حماس» أو غزو القطاع بالدبابات، تحفظ وزير الدفاع موشيه يعلون على الموقفين. وقال في الدفاع عن رأيه، إن محاولة إجراء عملية عسكرية واسعة شبيهة بعملتي «الرصاص المصبوب» و «عمود السحاب»، ليست واردة. والسبب أنها تقوي نفوذ «حماس» داخل القطاع... وتضعف دور محمود عباس داخل الضفة الغربية. إضافة الى ذلك، فإن الرسالة الشفهية التي حملت تحذير الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تعارض كل إجراء يؤذي أهل غزة. وهو يرى أن قتل المسلمين في شهر رمضان المبارك سينعكس بشكل سلبي على الحكم، ويقوي موقف «الاخوان المسلمين» و «حماس».


يقول «الفتحيون» إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أُصيب بخيبة أمل مريرة، لأنه توقع إنجازاً إستراتيجياً قد يكون الأكبر خلال فترة ولايته. وربما أراد إنهاء حياته السياسية باتفاق الوحدة مع «حماس» تمهيداً للانسحاب من ساحة السلطة آخر هذه السنة. أي عندما يبلغ الثمانين من عمره. وهذا ما يفسر إلحاحه بضرورة الإفراج عن خلفه مروان البرغوثي.


المفارقة التي فاجأت الجميع هي السرعة التي وافقت فيها «حماس» على حكومة الوحدة من دون شروط. خصوصاً أن تلك الموافقة شملت كل الشروط التي رفضتها سابقاً. ثم تبين أن مصر وعدت بفتح معبر رفح الذي تعتبره إدارة غزة منفذاً حيوياً يصعب التغاضي عنه. ويتحدث الاتفاق، الذي عُقِد بين «حماس» والسلطة الفلسطينية، عن انتشار أمني على طول الحدود مع مصر، تنفذه خمس كتائب من الحرس الرئاسي الفلسطيني المعروفة بكتائب «دايتون».


ومع وجود هذه الكتائب، طالبت اسرائيل بضرورة إحياء الاتفاقات القديمة التي كانت تنظم إدارة معبر رفح قبل سيطرة «حماس» على القطاع. وتشمل تلك الاتفاقيات وجوداً اسرائيلياً دائماً مع التحكم بأجهزة المراقبة الالكترونية.


الملاحظ أن حكومة الوحدة الوطنية لم تبحث في الشؤون الأمنية المتعلقة بسلطة «حماس». ذلك أن كتائب القسّام - ذراع «حماس» العسكرية - لا تخضع لحكومة السلطة في رام الله... ولا لحكومة الوحدة الجديدة. من هنا حصرت مصر مسؤولية هذا الموضوع الحساس بلواء متخصص بالشأن الفلسطيني الداخلي.


وقد واجه هذا اللواء أزمة ثقة فور تعيين الدكتور رامي الحمدالله رئيساً للحكومة ووزيراً للداخلية. والسبب أن قوات الأمن تخضع عادة لوزارة الداخلية، في حين تعتبر «حماس» مخازن السلاح والصواريخ قطاعاً مستقلاً لا يجوز إخضاعه لإمرة أحد. لذلك اقترح أبو مازن اختيار وزيرين للداخلية، الأول «فتحاوي»، مسؤول عن الشؤون المدنية... والثاني «حمساوي»، مسؤول عن شؤون الأمن الداخلي.


يُستَدَل من مضاعفات الهدنة الهشّة التي اقترحتها الأمم المتحدة، أن قيادة «حماس» مترددة في الموافقة على وقف إطلاق النار، لأسباب ترفض الافصاح عنها.


ويرى محللون أن أسباب التردد مردها الى الخسارة البشرية التي منيت بها، زائد خسارة البنى التحتية للمصانع ومنصات الصواريخ وعشرات الأبنية التي تهدمت فوق رؤوس ساكنيها. وقد جاء في صحيفة اميركية أن «حماس» أطلقت مئات الصواريخ لتقتل اسرائيلياً واحداً... وأن النتائج ستنعكس بشكل سلبي على الشارع الغزاوي الذي يصحو على ضخامة الخسائر في حال انتهت المعركة من دون رابح.


وفي ضوء هذه الحقائق، يرى المراسلون في اسرائيل أن حاجة نتانياهو الى الإقدام على شن عملية محدودة قد يكون الحل المفاجئ في حال فشلت وساطات مصر وقطر وتركيا والأمم المتحدة. وهم يتوقعون ألا تستمر العملية أكثر من شهر تجري خلالها أعمال تمشيط واسعة تشمل مرابض الصواريخ والمصانع الحربية ومخازن الأسلحة.


في هذه الحال، يبدو أن «حماس» مستعدة لمثل هذا التصعيد لأن الصواريخ المضادة للدروع والدبابات، التي هربتها عبر الأنفاق في عهد الرئيس محمد مرسي، لم تُستَعمَل بعد.
مصر و«حماس» والقضية الفلسطينية
الجمعة 18/7/2014م    20:21م
 
حسن نافعة
الفتح نيوز - رام الله -في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة. وعلى رغم أنها لم تكن أول حرب تشن على هذا القطاع بعد وصول «حماس» إلى السلطة، إلا أن الجديد هذه المرة أن مصر كانت قد تغيرت بعد سقوط نظام حسني مبارك. ولأن محمد مرسي أدار الأزمة بطريقة بدت مختلفة إلى حد كبير عن تلك التي أدار بها مبارك أزمة مماثلة بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية عام 2008، فقد كان من الطبيعي أن تفجر آمالاً وأن تثير مخاوف في الوقت نفسه. أما الآمال فكانت نابعة من الحرص على أن تشكل بداية لتصحيح خلل جسيم كان قد أصاب عملية إدارة الصراع العربي - الإسرائيلي ككل، خصوصاً منذ زيارة أنور السادات القدس عام 1977، أما المخاوف فكانت نابعة من الخشية من أن تشكل بداية لإدارة أيديولوجية للصراع تأخذ العالم العربي نحو متاهات جديدة. وقد عبرت بوضوح آنذاك عن هذه المشاعر المزدوجة في مقال نشرته تحت عنوان: «اختبار صعب وأداء جيد... ولكن». فبعد الإشادة بما حدث باعتباره «انتصاراً لشعب فلسطين المحاصر في غزة أولاً، ولقيادته المقاومة ثانياً، ثم للقيادة السياسية الجديدة في مصر ثالثاً»، أضفت قائلاً: «غير أن التباين بين الطريقة التي أدارت بها القيادة السياسية هذه الأزمة الإقليمية أو الدولية والطريقة التي تقود بها القيادة نفسها أزمات مصر الداخلية يبدو واضحاً ومقلقاً أيضاً. فبينما كان الجيش الإسرائيلي يشن غاراته على الأبرياء في قطاع غزة كانت قوات الشرطة تشتبك مع المواطنين في شارع محمد محمود وتطلق النيران على أحد المتظاهرين فترديه قتيلاً، وهو مؤشر خطير يؤكد أن الفجوة بين الشعب والنظام تزداد اتساعا. وأظن أنه آن الأوان كي تدرك هذه القيادة أنه لن يكون بوسعها أن تحقق أي إنجاز حقيقي على أي صعيد ما لم تتمكن من بناء نظام قوي في الداخل. وللأسف فإن الطريقة التي تدار بها شؤون الداخل لا تبدو مطمئنة على الإطلاق». وما لبثت المخاوف أن طغت على كل الآمال.
فبعد أشهر عدة، وتحديداً في 7 نيسان (أبريل) 2013, نشرت مقالاً تحت عنوان: «حماس والإخوان والقضية الفلسطينية» بدأته على النحو التالي: «هل أصبحت القضية الفلسطينية في وضع أفضل مما كانت عليه قبل هبوب رياح التغيير في العالم العربي؟ وهل أحدث وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة في مصر نقلة نوعية في العلاقات المصرية- الفلسطينية يمكن استثمارها إيجابياً لصالح القضية الفلسطينية؟» وبعد استعراض مفصل لتطور الدور الذي لعبته مصر في تحديد مسار الصراع العربي - الإسرائيلي، أوضحت قائلاً: «ولأن نظام مبارك كان بمثابة «كنز استراتيجي» للدولة العبرية، فقد كان من الطبيعي أن تشعر إسرائيل بالقلق وأن تسعى لاختبار نوايا النظام الذي حل محله والذي تعد حركة حماس امتداداً له... فما إن تولى مرسي زمام السلطة كرئيس جديد للدولة المصرية حتى قامت إسرائيل بشن حرب جديدة على قطاع غزة، وسرعان ما تبينت أن النظام الجديد يستطيع، وربما يرغب، في أداء الوظائف نفسها التي كان يقوم بها نظام مبارك، ربما بدرجة أكثر كفاءة، وأن بوسع إسرائيل تجيير العلاقة الخاصة التي تربطه بحماس لصالحها. فقد نجح النظام الجديد، وبسرعة فائقة، في إقناع حماس بضرورة وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في مقابل تخفيف الحصار، وهو أقصى ما كانت تطمح إليه إسرائيل».
وفي سياق علاقة جديدة بدأت تنسج بين النظام الجديد في مصر وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، راحت قطاعات متزايدة من الشعب المصري تكتشف بوضوح تام أن حرص كل من جماعة «الإخوان المسلمين» وجماعة «حماس» على الانفراد بالسلطة والهيمنة عليها يفوق حرصهما على العمل على تحقيق أهداف الثورة في مصر أو أهداف المقاومة في فلسطين. وعندما راح التوتر يتصاعد في مواجهة جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، كان من الطبيعي أن ينعكس سلباً على العلاقة مع «حماس» أيضاً. وقد اختتمت مقالي قائلاً: «ليس لدي معلومات كافية تسمح لي بالتوصل إلى استنتاجات نهائية حول الدور الذي لعبته «حماس» في عدد من القضايا المثارة منذ الثورة، وفي مقدمها: 1- قضية اقتحام السجون وتحرير المعتقلين من جماعة «الإخوان»، الذين كان الرئيس مرسي نفسه من بينهم. 2- قضية ضباط الشرطة المختطفين من سيناء ويقال إنهم أحياء يعيشون في قطاع غزة، ولدى «حماس» علم بأماكن احتجازهم وبالأطراف المتورطة في اختطافهم. 3- قضية الهجوم المسلح على إحدى نقاط الحراسة المصرية في رفح راح ضحيته عدد كبير من حرس الحدود المصريين، ويقال إن عناصر فلسطينية متورطة فيه تعيش في قطاع غزة وتتمتع بحماية «حماس». وعلى رغم قيام «حماس» بنفي ما يتردد في الإعلام المصري حول دور مزعوم لها في كل هذه القضايا، وميلي شخصياً لتصديقها، فإنني أعتقد أنها لم تنجح في إقناع الرأي العام المصري بسلامة موقفها، وراحت تتصرف بالعنجهية نفسها التي اتسم بها سلوك جماعة «الإخوان» في مصر. فهل تعي «حماس» بما فيه الكفاية أن سلوكها الحالي يلحق ضرراً كبيراً بالقضية الفلسطينية، وأن الشعب المصري لا يجيد، ولا يحب، ممارسة لعبة الفصائل التي ميزت سلوك بعض الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية؟ فارتباط شعب مصر بالقضية الفلسطينية كان وسيظل في حدود ما تمليه اعتبارات أمن مصر الوطني، ولن يكون أبداً دفاعاً عن هذا الفصيل أو ذاك. نأمل أن تدرك «حماس» هذه الحقيقة وتعيها جيداً حتى لا يتسبب سلوكها في إلحاق أبلغ الضرر بنضال الشعب الفلسطيني».
فور نشر هذا المقال، اتصل بي أسامة حمدان، مدير مكتب العلاقات الخارجية في حركة «حماس»، واتفقنا على لقاء تم بالفعل في مكتبي بالقرب من جامعة القاهرة، دار خلاله حوار صريح حول مجمل الملابسات المحيطة بالقضية الفلسطينية في ظل الأوضاع الجديدة في مصر وعلى ضوء علاقة حركة «حماس» بجماعة «الإخوان». وفي ختام هذه الزيارة بدا ضيفي مقتنعاً بخطورة الوضع القائم، وبأهمية البدء باتخاذ إجراءات عاجلة لتصحيح صورة «حماس» في مصر ولتجنيب القضية الفلسطينية تبعة سياسة الإقصاء والتهميش التي تمارسها جماعة «الإخوان». غير أن تدافع الأحداث كان أقوى من قدرة «حماس»، وربما من حرصها، على تصحيح العلاقة المختلة. وها هي الأيام تدور، وتتدافع الأحداث لتمهيد الأرض نحو عدوان جديد على قطاع غزة تسعى إسرائيل من خلاله، ضمن ما تسعى، لتوسيع الفجوة القائمة حالياً بين النظام المصري الجديد وحركة «حماس»، لكن الثمن سيكون باهظاً وسيدفعه الشعب الفلسطيني كله من دمائه، كما ستدفعه الشعوب العربية كلها بالخصم من مواردها ومن ضياع مستقبلها.
 لا مصلحة لشعب مصر في إدارة أزمة الحرب الراهنة على قطاع غزة من منظور رغبة النظام الحاكم في الانتقام من «حماس» وتصفية حساباته معها، ولا مصلحة لشعب فلسطين في إدارة قضيته من منظور أيديولوجي أو فصائلي. فاختزال المقاومة الفلسطينية في «حماس» أو في المقاومة المسلحة فقط لا يخدم القضية الفلسطينية لأنها قضية وطنية وقومية قبل أن تكون قضية دينية أو مذهبية. وعلى الشعب العربي كله، وفي طليعته شعب مصر، أن يقدم كل الدعم للمقاومة الفلسطينية، بصرف النظر عن الفصيل الذي يحمل لواءها، وبصرف النظر عن الشكل الذي تأخذه، سواء كان بالسلاح أو بالعصيان المدني. مطلوب إدارة الصراع العربي الإسرائيلي بمنطق وبمفهوم جديدين لأن إسرائيل لا تفرق بين العربي المقاوم، مسلماً كان أم مسيحياً، ولا تفرق بين المسلم المقاوم، شيعياً كان أم سنياً.
-
ك.م