الجمعة، 29 أغسطس 2014

الكلمة التي استفزت اسرائيل وقتلت ابو علي مصطفى

الكلمة التي استفزت اسرائيل وقتلت ابو علي مصطفى
تاريخ النشر : 2014-08-27
 
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

كان أبو علي مصطفى رمزاً من رموز الثورة الخالدة، وكان مثالاً وقدوة في الإخلاص والتضحية والتفاني والإقدام والشجاعة، وكان ومازال يمثل بمسيرته الكفاحية واستشهاده شعلة للفجر القادم، فجر الحرية والاستقلال.
يقول غسان كنفاني في قصة "المدفع": "كم هو بشع الموت، وكم هو جميل أن يختار الإنسان القدر الذي يريد".
اختار أبو علي مصطفى قدره عندما اختار طريق النضال، أن يكون حيث يؤمن ويقتنع، حيث اللهب ومتطلبات النضال، حتى لو كلفه ذلك حياته. ولأن أبو علي اختار قدره فقد اختاره القدر ليكون قائدا قدوة في النضال والتضحية. 
إذا كان الإنسان هو مجموع صفاته، فيمكن القول عن الشهيد القائد أبو علي مصطفى أنه تحلى بالصفات التالية: الصدق، البساطة والتواضع والتقشف والابتعاد عن الاستعراض، المواجهة، الشجاعة، المبدأية والدفاع عن القناعات والمواقف...
أبو على مصطفى مسيرة وسيرة، مسيرة طويلة من النضال والعطاء والتضحية تكللت بالشهادة، وسيرة نبيلة وعطرة جعلته يتبوأ مكانة كبيرة في التاريخ الوطني الفلسطيني وفي قلوب الفلسطينيين، ويكون علامة بارزة في العطاء والفداء.

لقد تم اغتيال أبو علي مصطفى وهو في مكتبه في مدينة البيرة بواسطة صواريخ موجهة من طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع، وبقرار من أعلى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية. 

أبو علي مصطفى، منذ طفولته إلى شبابه إلى كهولته، منذ ولادته إلى مماته، إنسان طلع من قلب الشعب، كان شعببياً لا نخبوياً، يجمع بين اللطافة في التعامل والحزم في المواقف، صاحب نكتة لكنه قابل للغضب إزاء الظلم والعوج والانتهاكات. درس المرحلة التعليمية الأولى، لكنه تعلم على نفسه وكان قارئاً ممتازاً ومثابراً، ما جعله يمتلك ثقافة واسعة وعميقة ومتنوعة. وعندما كان نائباً للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثم أميناً عاماً لها، كان ذلك عن جدارة واستحقاق، نضالياً وتنظيمياً وثقافياً.

أبو علي مصطفى هو من القلة القليلة من القادة الذين يتصفون بالمحبة والاحترام والهيبة. وعندما وُلد في عرابة عام 1938 ودفن في ترابها عام 2001، بعد 63 عاماً من الكدح والكفاح والعطاء، في صفوف الشعب وفي صفوف المناضلين، في الوطن.. في المنافي.. ثم في الوطن، فإنه لم يفعل سوى أن خاض رحلة إنساني حقيقي، غاية في البساطة والانسجام: من الجذور.. إلى الجذور!

روى عبد الرحيم ملوح تفاصيل عملية اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى قائلا" لقد كنا في ذلك اليوم، في مكتبي القريب من مكتب ابو علي مصطفى، حيث تفاجأنا بقصف طيران الاحتلال للمنطقة، وذهبنا لرؤية ما جرى، حيث كنت اول من دخل الى مكتب ابو علي الذي تعرض للقصف بصاروخين من اتجاهين مختلفين، ووجدته جالسا على كرسيه كما هو وراء مكتبه حيث كان يتحدث بالهاتف، الذي استخدم على ما يبدو من قبل الاحتلال للتأكد من وجوده في المكتب لاغتياله، وعند تحريكه تبين ان الاصابة المباشرة كانت بالرأس."
وسرد ملوح التفاصيل الاولى لاغتيال ابو علي قائلا " بعد ذلك القصف المركز على مكتب ابو علي، تم انزاله مباشرة من المكتب والتوجه به مباشرة الى مشفى الشيخ زايد في رام الله، الذي وصلها شهيدا، كاشفاً ان الطيب عبد الرحيم اتصل به اثناء توجههم الى المشفى، ليستفسر عن امر خاص، واخبرته بأغتيال ابو علي، الذي كان له وقع خاص عليه، لعلاقته القوية بالشهيد، حيث ما زال عبد الرحيم يضع امامه في غرفته صورة الشهيد ابو علي مصطفى، وصورة والده الشهيد عبد الرحيم محمود."
واكد ملوح "ان الرئيس محمود عباس كان اول من جاء الى المشفى، وزار الشهيد ابو علي مصطفى من خارج الجبهة الشعبية، وذلك بحكم العلاقة التاريخية الوطيدة بين العائلتين."
وحول السؤال الذي طرح مراراً، وهو لماذا اقدمت اسرائيل على اغتيال اول امين عام لحركة فلسطينية على ارض الوطن منذ اتفاق اوسلو، قال ملوح" لقد قامت سلطات الاحتلال بدراسة ملف الشهيد ابو علي مصطفى، منذ ان عاد الى ارض الوطن عام 1999، حين قال جملته الشهيرة، لقد عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا، ولم نأت لنساوم، موضحا ان الشهيد لعب دوراً كبيراً خلال انتفاضة الاقصى، اضافة الى مواقفة الوطنية الصادقة، وعلاقته الطيبة مع الفصائل والقوة الوطنية، وخطه الوحدوي الذي انتهجه مع مكونات المجتمع الفلسطيني، اضافة الى صلابته النضالية، والمواقع المؤثرة التي تبوأها في الجبهة الشعبية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، اضافة الى تاريخه الوطني المشرف منذ العام 1952_2001."

واكد نائب الامين العام للجبهة الشعبية" ان الشهيد ابو علي لم يدخر جهدا طيلة حياته، من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بكل السبل والطرق، بدءاً من الكفاح والمقاومة المسلحة، او من خلال عودته الى الوطن، او عبر العمل الجماهيري والسياسي الذي قام به، لتكريس اهداف شعبه، غير هابئاً بحياته الشخصية ، والمخاطر التي كان يتعرض لها.

الرفيق القائد أبو علي مصطفى 

الإسم الكامل : مصطفى علي العلي الِزبري .
مكان الولادة وتاريخها : عرابة ، قضاء جنين ، فلسطين ، عام 1938 .

درس المرحلة الأولى في بلدته ، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد اسرته إلى عمان ، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها .
والده مزارع في بلدة عرابة ، منذ عام 1948 ، حيث كان يعمل قبلها في سكة حديد حيفا .

انتسب إلى عضوية حركة القوميين العرب عام 1955 ، وتعرف إلى بعض أعضائها من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمان ( نادي رياضي ، ثقافي إجتماعي ) .
شارك وزملائه في الحركة والنادي في مواجهة السلطة أثناء معارك الحركة الوطنية الأردنية ضد الأحلاف ، ومن أجل إلغاء المعاهدة البريطانية والأردنية ، ومن أجل تعريب قيادة الجيش وطرد الضباط الإنجليز من قيادته وعلى رأسهم جلوب.

اعتقل لعدة شهور في نيسان عام 1957 إثر إعلان الاحكام العرفية في البلاد ، وإقالة حكومة سليمان النابلسي ومنع الأحزاب من النشاط ، كما اعتقل عدد من نشطاء الحركة آنذاك ، ثم أطلق سراحه وعدد من زملائه ، ليعاد اعتقالهم بعد حوالي أقل من شهر وقدموا لمحكمة عسكرية بتهمة مناوئة النظام والقيام بنشاطات ممنوعة والتحريض على السلطة وإصدار النشرات والدعوة للعصيان .

صدر عليه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات أمضاها في معتقل الجفر الصحراوي . اطلق سراحه في نهاية عام 1961 ، وعاد لممارسة نشاطه في الحركة وأصبح مسؤول شمال الضفة التي أنشأ فيها منظمتان للحركة (الأولى عمل شعبي ، والثانية عسكرية سرية ).

في عام 1965 ذهب بدورة عسكرية سرية ( لتخريج ضباط فدائيين ) في مدرسة انشاطي الحربية في مصر ، وعاد منها ليتولى تشكيل مجموعات فدائية ، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة الفلسطيني .

اعتقل في حملة واسعة قامت بها المخابرات الأردنية ضد نشطاء الأحزاب والحركات الوطنية والفدائية في عام 1966/ توقيف إداري لعدة شهور في سجن الزرقاء العسكري ، ومن ثم في مقر مخابرات عمان ، إلى أن أطلق سراحه والعديد من زملائه الآخرين بدون محاكمة .

في أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالإتصال مع الدكتور جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح ، وكان هو أحد المؤسسين لهذه المرحلة ومنذ الإنطلاق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن ، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية ، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة والقطاع . وكان ملاحقاً من قوات الإحتلال واختفى لعدة شهور في الضفة في بدايات التأسيس .

تولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية ، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971 ، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الإحتلال ، كما كان قائدها في حرب أيلول 1970 وحرب جرش – عجلون في تموز عام 1971 .

غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر إنتهاء ظاهرة وجود المقاومة المسلحة في أعقاب حرب تموز 1971.

في المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام . وتولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000 ، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . وعاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999.

عضويته في مؤسسات م.ت.ف:
- عضو في المجلس الوطني منذ عام 1968 . 
- عضو المجلس المركزي الفلسطيني . 
- عضو اللجنة التنفيذية ما بين عام 1987 – 1991. 

استشهد يوم الإثنين الموافق 27/8/2001 ، إثر عملية اغتيال جبانة استهدفت تصفية هذا القائد الوطني الفلسطيني والعربي القومي الأممي ، والقضاء على الضمائر الحية في تاريخ قضيتنا الوطنية الفلسطينية.
sameerqodeh@htmail.com



الرئيس:هناك حكومة ظل في غزة ولو استمرت فلا وحدة..وغزة ستكون تحت الحماية الدولية كـ"كوسوفو"

الرئيس:هناك حكومة ظل في غزة ولو استمرت فلا وحدة..وغزة ستكون تحت الحماية الدولية كـ"كوسوفو"
تاريخ النشر : 2014-08-28
 
رام الله - دنيا الوطن
أكد الرئيس محمودعباس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مشيرا إلى أن ما تبقى حاليا هو ترسيم الحدود النهائية .

وأوضح الرئيس أن د. صائب عريقات واللواء ماجد فرج سيلتقيان وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاسبوع القادم في اطار المفاوضات حول الحل الدائم.

وأشار الرئيس إلى أنه سيقدم ما عنده للولايات المتحدة واسرائيل وسينتظر الرد "فإن وافقوا فنحن احرار بحدودنا، ولكننا لن ننتظر 20 سنة اخرى فقد طفح الكيل، وان رفضت اسرائيل فانا عندي ما اقول وما أفعل". 

وحول التدخلات الاقليمية في الشأن الفلسطيني قال الرئيس عباس: "لا داعي ان تقوم بعض الدول العربية بإرسال حصان اعرج لها ليلعب في ساحتنا، فانا اتشاور مع العرب واستشير جامعة الدول العربية في كل قرار ولو قال لي العرب لا ، فانني سألتزم بالقرار العربي ولن اخذ قرارا الا بالتشاور مع الاشقاء العرب، ونحن لم نتدخل في شؤونهم فلماذا يتدخلون في شؤوننا"

وشكر الرئيس مصر على وقوفها بجانب الشعب الفلسطيني، مكررا رفضه للمبادرة الفرنسية، وقال "نحن لدينا حل سياسي بدل من حلول المساعدات واعادة الاعمار فقط".

وحول القدس وخطر التهويد والاستيطان والتقسيم قال الرئيس عباس أن هذا خط احمر.

وحول حرب غزة قال الرئيس عباس: "كان بالامكان ان نتفادى 2000 شهيد  والاف المنازل والدمار ولكن بدأت الفوضى حول المبادرة وانا تحركت في كل الاتجاهات ، وكنا نعرف ان مصر هي التي تملك الحل والمبادرة لانها اولا جارة جغرافيا لفلسطين وثانيا ان لديها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ، وبجهود جبارة شكلنا وفدا مفاوضا، وبعد خمسين يوما عدنا لما قلناه اولا".

وأضاف الرئيس:"العدوان الاسرائيلي الغاشم كان يريد فرصة للقتل والتدمير والاحتلال يتمنى ان يغمض عينيه ويفتحها فلا يجد فلسطيني امامه."

وأشار عباس إلى أن " قرار الحرب والسلام ليس بيد فصيل واحد وانما بيد القيادة، واذا كانت حماس تريد ان يكون قرار السلم والحرب بيدها فلتتصرف لوحدها اذن". 

وأضاف:"انا اصرّ على الانتخابات منذ 7 سنوات، ولن نقبل الا بسلطة واحدة وبندقية واحدة، وقرار السلم والحرب بيد السلطة والا ستكون فوضى".

وحول الوضع الداخلي في قطاع غزة وهو الملف الأكثر حساسية ،قال ابو مازن بكل وضوح ": لدى حماس حكومة ظل في غزة ولديهم وكلاء وزارات واذا استمر هذا الامر فإن هذا سيهدد استمرار الوحدة الوطنية والامتحان قادم قريبا ".

وأضاف الرئيس:"انا اعرف ان الامر ليس بسرعة بل يحتاج الى اشهر لإنهاء الانقسام ولكننا سنعرف من اول يوم تدخل فيه المساعدات الى غزة واذا كانت تصل المساعدات للناس ام لا وهذا كلام محدد وصريح ، هل تستطيع حكومة التوافق الوطني ان تحكم وتعمل في غزة ام ان هناك جهات ستمنعها"، مشيرا إلى الاعتداء الذي تعرض له وزير الصحة عند قدومه إلى غزة بداية الحرب".

وقال الرئيس بصراحة انه تحدث مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن وجود كوادر حركة فتح وكوادر الفصائل الاخرى تحت الاقامة الجبرية في غزة واطلاق النار على الارجل.

 كما وصف اطلاق النار والاعدام في الشوارع انه "اجرام "، مضيفا أن" حماس حاكمت واعدمت لوحدها من دون التشاور مع احد وان السلطة تحمّلت وسكتت لان البلد كله كان في خطر".

ومضى الرئيس في القول " لو كان هناك عملاء كان من الحري محاكمتهم وايقاع الحكم عليهم او اعدامهم ولكن ليس في الشوارع بهذه الطريقة".

 ور الرئيس إلى أنه تمت مراجعة قيادة حماس في هذه الخروقات وبمفاتحة كاملة واردف قائلا : "اتمنى ان يكون هذا بداية للعمل الصحيح".

وردا على سؤال مباشر من الزميلة أميرة حنانيا قال الرئيس :"التطمين الوحيد لاهل غزة ان هناك حل سياسي والى حين ذلك حماية دولية مثل كوسوفو" . 

مضيفا أن "تجاربنا مع اسرائيل مريرة ولكننا سنجربها مرة اخرى وهذه المرة من دون لف ودوران من جانبها" .

وحول جرائم اسرائيل قال الرئيس :" لن نسامح ولن تفلت اسرائيل بجرائمها وفعلتها ولدينا اساليب كثيرة وعندنا وسائل كيلا يفلت المجرم من عقوبة جرائمه ".



حماس تقدم وصفة الاحتفال بانتصار خاسر

حماس تقدم وصفة الاحتفال بانتصار خاسر الخميس 28/8/2014م 13:23م غزة- الفتح نيوز- حماس تؤكد على المواقع الاجتماعية 'إن لم تحتفل فأنت من حزب #الصهاينة_العرب ومتصهين أكثر من الصهاينة ذاتهم. يجب أن تحتفل لا بديل'. في تمام اليوم الخمسين للحرب الإسرائيلية على غزة، 'انتصرت' حماس بعد أن كبدت الغزاويين ما لا طاقة لهم به من الثكل والدماء والجراح. من هنا بدأت قصة الانتصار التي يحتفل بها الفلسطينيون كل على طريقته على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى تويتر، عبر غزاويون عن هول المفاجأة التي كانت في انتظارهم، كانوا يمنون النفس بأن يكون المشهد مختلفا. فيما احتفل أنصار حماس 'لقد حققنا انتصارا عظيما، أذعنت إسرائيل'. 'كلام فارغ' لم يقنع مغردين عرب وفلسطينيين دحضوا حجج حماس الواهمة. تناقلوا صورا لأحياء بالكامل سويت بالأرض بعد أن أصبح مشهد الدم عاديا في عقل العربي المتبلد. قالوا أن 'حصيلة الحرب كانت 2235 شهيدا في غزة مقابل 68 إسرائيليا قُتلوا و10670 جريحاً فلسطينيا وحوالي 100 جريح إسرائيلي، وهدمت نصف منازل غزة، إذا أي نصر تدّعي حماس وتحتفل به'؟ وتساءل معلق 'نريد أن نعرف حيثيات هذا النصر المزعوم، لا تقل لي الصمود والممانعة والمقاومة، الكلمات الفارغة لا تفي بأحزان أهالي الضحايا'. كان رد أنصار حماس الذين احتكروا الفضاء الإلكتروني 'إن لم تحتفل فأنت من حزب #الصهاينة_العرب ومتصهين أكثر من الصهاينة ذاتهم. يجب أن تحتفل لا بديل'. من هنا بدأ بعض المغردين كلامهم 'أعرف أنني سأتعرض للشتم لكن.. أودّ أن أوجّه مجرد سؤال إلى قادة حماس؛ كيف تقاتلون الكفار بين أزقة المدينة وتعرضون النساء والأطفال للقتل؟'. أجاب آخر 'أشلاء ودماء الأطفال والنساء هي من تتصدى لنيران وحمم الآلة العسكرية الأقوى في المنطقة!!'. قال آخر 'الحرب يسعى إليها قادة حماس الآمنون، وهم من يستفيدون من ملايين الدولارات لإعادة الإعمار'. طالب آخرون حماس بتبرير موقفها أمام سكان غزة بعدما قبلت الثلاثاء المبادرة المصرية التي كانت قد رفضتها في بداية عملية 'الجرف الصامد' (يوم 15 يوليو) وحمّلت شعبها كل تلك الخسائر. ما أثار استغراب وسخرية المغردين هي عبارات الشكر والمديح التي وجهتها حماس لمصر 'العظيمة' بعد أن كالت لها الشتائم على كل لون وشكل في الأيام الأخيرة. لقد كسبت غزة تعاطف العالم على المواقع الاجتماعية، من باب أنها تعاني من احتلالين، وفق بعضهم، الاحتلال الإسرائيلي من جهة والاحتلال الحمساوي الإخواني من جهة أخرى. ووفق معلق فقد أثبت 'الإخونجية الخونة أنهم يريدون السلطة حتى لو تمّ فناء الشعب بأكمله'. وفي نفس السياق علق أحــدهم 'المصلحة الحزبية طغت بشكل كبيــر على مصلحـة الشــارع الفلسطيني، فلو أدركــت حركة حماس بجنـاحها الذي لا يطير وقيـادييها الأثرياء الظروف الغزية التي عاشهـا المواطن طيلة السبع سنــوات الماضيــة لمــا وصلنا إلى هــذا الحــد من الخسائر المأساويــة ولا فقدنــا مــا يقــارب أحد عشر ألف مـواطـن بــين شهداء وجرحى جلهم مــن الأطفال والنسوة وكبــار السن'. وكتبت معلقة 'هذا الرقم يعتبر الأكبر على مدار عمر القضية الفلسطينية حتى خــلال الانتفاضتــين، بالطبع سيخرج بعضهــم ليقول إنها ضريبة الوطن وثمن الحرية!!!'. وانتقلت الحرب المشتعلة بين حماس وإسرائيل منذ مدة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لإظهار حقيقة ما يجري، بحسب وجهة نظر كل طرف. وقد تكون هذه الحرب الإلكترونية ليست جديدة على الطرفين، ولكنها هذه المرة تتم بضراوة غير مسبوقة، وتشير المعلومات إلى أن الكفة تميل لصالح الإسرائيليين في النشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي من حيث 'المظلومية العالمية'. ــــــــ م.م
الأكاذيب والحقائق التي فضحتها حرب غزة

الجمعة 29/8/2014م 10:56ص

 نهاد إسماعيل
اكتشفت اسرائيل بعد 50 يوما من قصف قطاع غزة ان تحقيق انتصارات سريعة كاسحة لم يعد ممكنا واكتشفت حماس انها تحتاج الى 1500 صاروخ لتقتل اسرائيلي واحد في العمق الاسرائيلي. والآن وضعت الحرب أوزارها أخيرا، إثر اتفاق فلسطيني - إسرائيلي، برعاية مصرية، ويستند إلى تفاهمات اتفاق نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 بين حماس وإسرائيل، على أن تبدأ المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية غير المباشرة بعد أكثر من أسبوع للاتفاق على القضايا المعلقة. أعلنت حماس الانتصار واحتفلت لأن اسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها واسرائيل بدورها ايضا اعتبرت ان الحرب على غزة حققت اهدافها بتدمير الانفاق وتدمير البنية التحتية العسكرية لحماس. القضاء على حماس وتدميرها لم يكن هدفا اسرائيليا في الأساس. ويقول محللون اسرائيليون ان وجود حماس كما هو وجود حزب الله كنز استراتيجي اسرائيلي. اسرائيل تريد ان تبقى حماس ضعيفة وعقبة امام اي مصالحة فلسطينية حقيقية. من المنتصر ومن الخاسر سيحتل مئات الصفحات من التحليل والتعليق. ومما لا شك في ان حماس ستحقق بعض المكاسب الملموسة مثل رفع الحصار والحصول على موافقة اسرائيلية بتشييد مطار وميناء. ومما لاشك فيه ان مخطط ايران في احراج مصر والسلطة الفلسطينية وتهميشهما قد فشل في تحقيق هدفه. يعتقد مراقبون فلسطينيون وعرب ان ايران حرّضت حماس على التحرش باسرائيل لاحراج مصر من جهة وتحويل الانظار عن جرائم النظام السوري. واستجابت حماس للرغبة الايرانية بسرعة لاسترجاع شعبيتها في غزة. ومن ناحية أخرى كشفت هذه الحرب حقيقتين هامتين: الحقيقة الأولى: لقد انتهى عصر الانتصارات السريعة الكاسحة والشاملة التي اعتادت عليها اسرائيل. اكتشفت اسرائيل ان الهجوم على غزة لم يعد قليل التكلفة وأن القصف الجوي لوحده لا يدمر شعب مقاوم وان الغزو الأرضي له تكلفة باهظة في ارواح الجنود. أدرك كغيري أن صواريخ حماس محدودة المفعول حيث تم اطلاق حوالي 3000 صاروخ سبّبت بعض الأضرار المادية البسيطة وقتلت شخصين. ولكن تأثير الصواريخ المعنوي كان أشد بكثير من مفعولها المادي. ومن جهة أخرى استغلت اسرائيل اطلاق هذه الصواريخ اعلاميا ودعائيا لتبرير قتل اكثر من 2000 فلسطيني وتدمير عدد كبير من المباني والمنشأت ولكنها خسرت الحرب الدعائية بسبب استهداف المنازل والمباني السكنية التي أدّت الى استشهاد عدد كبير من الأطفال. وقد لعب الاعلام دورا مميزا في فضح الجرائم الاسرائيلية. الحقيقة الثانية والمهمة: فضحت حرب غزة ما يسمى محور المقاومة والممانعة وفضحت عجزه وفشله واكذوبته. عندما كانت طائرات اسرائيل تدك غزة انشغل نظام المقاومة والممانعة بقصف الشعب السوري بالبراميل المتفجرة التي تحتوي غاز الكلور السام ورافق ذلك صمت مريب من حزب الله وايران باستثناء تصريحات فارغة من روحاني وحسن نصر الله وبثينة شعبان وتميزت هذه التصريحات بالكذب ورفع العتب. بينما كانت الطائرات الاسرائيلية تدك غزة وتقتحم دبابتها اراضي غزة انشغل محور المقاومة والممانعة بالفتك في الشعب السوري الذي يطالب باسقاط نظام الطاغية بشار الأسد. بينما انهمكت اسرائيل بقتل أهل غزة، واصل النظام السوري قصف المخيمات الفلسطينية في سوريا. ومن الحقائق الموثقة ان النظام السوري قتل من الفلسطينيين اضعاف ما قتلت اسرائيل. ارتكب النظام السوري مجازر مروعة في مخيم اليرموك بالقصف بالبراميل المتفجرة والتجويع والاذلال. اسرائيل رغم حقدها على الشعب الفلسطيني لم تجرؤ على ذلك. المتاجرة في القضية الفلسطينية بات امرا روتينيا لسوريا وايران وما يسمى محور المقاومة التي لا تقاوم والممانعة التي لا تمانع الا لفظيا وشفهيا. ولاحظت في الاسابيع الأخيرة ان هناك حملة من الانتقادات موجهة لبعض الدول العربية لعدم وقوفها مع حماس. هذه الدول لم ترفع شعارات بمسح اسرائيل من الخارطة ولم ترفع شعارات مقاومة وممانعة جوفاء كما فعل اعضاء محور المقاومة والممانعة في دمشق وطهران وبيروت.