بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير
رغم كل الشوائب التي لحقت بالمنح الطلابية الفلسطينية الا أننا مازلنا نفاخر العالم بان فلسطين بها أعلى نسبة متعلمين في العالم الثالث وتفوقت على كل العالم العربي لان الحاجة أم الاختراع والحصار وجور الاحتلال يصنع المعجزات .
وقبل ظهر دولة إسرائيل قال احد قادة اليهود في أوروبا :"ستظهر دولة إسرائيل وسيكون سلاحها الأول هو المعرفة ".
نعم كان سلاح إسرائيل وما زال هو المعرفة وتفوقت في كافة المجالات الصناعية والزراعية والعسكرية والأمنية والعلمية ولم تعتمد على ترسانتها العسكرية فقط في إقامة دولتها بل كان سلاحها الأول هو العلم والمعرفة حتى ان العرب المطبعين يتذرعون عادة بأنهم يريدون الاستفادة من الخبرات العلمية الإسرائيلية وخاصة في الزراعة والصناعة رغم أنهم يستطيعون الاعتماد على الخبرات العلمية الفلسطينية ولكن ذلك مكروه أمريكيا .
وكان الرئيس الراحل أبو عمار يكرر مقوله أن الثورة الفلسطينية هي ثورة حضارية ليست ثورة مسلحة فقط بل هي ثورة الطبيب والكاتب والشاعر والصحفي والفنان والمعلم والطالب .
كل شيء يتهاوى أمام المصالح الشخصية لهذا الموظف او ذاك وأصبح الطالب الفلسطيني المتفوق مثل الأيتام على مأدبة اللئام فهذا الموظف يضربه بالشلوت ويتلقفه الأخر مثل الكورة .. باختصار فالطالب الذي يفكر بان يصل إلى جامعة محترمة في هذا العالم يجب أن يقطع طريقا طويلا كممر إجباري يتلقى خلاله ضربات الشلوت ودفع العمولات والرشاوى وقبل ان يجلس " إن نجح في اختبار الشلاليت " على مقعد في الجامعة يكون ملزما بتغيير سرواله الذي رسمت عليه أحذية موظفي السلطة من كثرة الضرب بالشلابيت على مؤخرته .
قبل أسابيع جاءني عدد من الطلاب بدون سابق معرفة وطلبوا مني مساعدتهم بالتدخل لتسجيلهم في جامعة من دول أوروبا الشرقية سابقا وقالوا لقد اتصلنا بالسفارة في ذلك البلد وطلب منا موظف المنح الطلابية سبعة الاف دولار عن كل طالب .. اتصلت فورا بالسفير الفلسطيني وسألته عن قصة السبعة الاف دولار فاستغرب الرجل وقال لاعلم لي أننا نأخذ أموالا على تسجيل الطلاب وطلب أسماء الطلاب وقام بتسجيلهم فورا ومجانا كما هو متعارف عليه وشكرته على أمانته وحسن صنيعه .
قصة لم تنته وكل يوم تصلنا شكاوى من طلاب أو ذويهم يشيب لها الولدان ولدينا موظفين في السلطة يرفعون شعار اكتبوا ما تشاءون ونحن نفعل ما نشاء والعمولات والسمرة سيد الموقف ولا صوت يعلوا على صوت الهبش والنهب .
وصلتنا في دنيا الوطن الرسالة التالية :" أنا ولي أمر الطالب , اسيد كمال محمد ابو سرور , وزميلي ولي امر الطالب صالح نضال عبيدي من سكان مدينة جنين , حيث حصل الأول في امتحان التوجيهي على معدل 91 علمي , وحصل الاخر على 95 علمي ,وقد قمنا بعمل اللازم والمطلوب لتسجيلهم في منحة دولة فنزويلا الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني لدراسة الطب البشري , وقد تم تسليم الأوراق اللازمة والمطلوبه والضروريه ودون نقص الى الوزارة المختصة برام الله, وانتظرنا على احر من الجمر نتائج القبول , وتم تسليمنا قصاصة ورقة باسم الوزارة تحمل أرقام ابنائنا للمتابعه , والتي لازالت بحوزتنا ,وعند اعلان النتائج تفاجئنا بعدم ورود أسماء ابنائنا ضمن المقبولين . وعند مراجعتنا الوزارة في رام الله شخصيا وعبر التلفون ابلغونا ان شروط المنحه لا تنطبق على ابنائكم والمطلوب معدلات اكثر من 95 , وعندما وجهناهم ياسماء المقبولين ومعدلاتهم التي تقل كثيرا والتي حصلنا عليها من خلال القائمة التي اردفتها الوزارة في موقعها , أفادونا بانهم غير مسؤلين عن الاختيار وليس لهم شأن بذلك , والاختيار هو من اختصاص دولة فنزويلا ولا يتدخلون في هذا الامر ,فقلنا لهم هل من الممكن ان تختار فنزويلا من معدله 60 و68 لدراسة الطب البشري وتترك من معدله اكثر من تسعون علمي ,,؟؟قالوا هذا شأنهم وليس لنا شأن بذلك ,مما اضاع عام دراسي كامل على ابنائنا ولا زالوا حتى الان في البيوت لاننا لا نملك القدرة المادية على دراستهم لانني اعلم بنتين في الجامعه وتخرجت الثالثه توجيهي هذا العام اي يصبح المعدل اربعه في الجامعه , من يستطيع لطفا تحمل هذا العبء ؟؟؟ان هذه الجريمة النكراء بحق شعبنا وابنائنا وحرمانهم من صنع مستقبل زاهر لوطنهم ولشعبهم ولاسرتهم تتوجب المسائلة والمحاسبه ..ولدينا جميع الاوراق الثبوتيه التي تدعم موقفنا وصدقنا في هذا المجال ..". انتهت الرسالة .
بعد فضيحة المنح الطلابية الفنزويلية والتي أرسل عمال وموظفين وذهبوا للمحاضرات بالبيجاما والشيشة تعود الوزارة المختصة للتشدق بان قبول الطب يشترط حصول الطالب على معدل 95% اما العامل فلا يشترط حصوله على شهادة التوجيهي لدراسة الطب ابو بيجامة وشيشة في فنزويلا .
لدينا أشخاص يريدون تحويل فلسطين إلى دولة مثل الصومال بفضل رشوة ال 7 الاف دولار عن كل طالب .. يريدون هدم كل ما بناه الشعب الفلسطيني منذ 100 عام حتى الآن أي منذ وعد بلفور .. وبدلا ان نبني دولة نفاخر بها الامم بالعلم سنفاخر العالم بالشيشة الفلسطينية والبيجاما والشلاييت على مؤخرة طلابنا باعتبارها علامة الجودة للطالب الفلسطيني.