السبت، 6 يونيو 2015

المستوطنون يقيمون سراً مستوطنة "استراتيجية" بعلم نتنياهو

08:46 - 22 آيار / مايو 2015
فلسطين اليوم
كشفت وسائل إعلام عبرية أن المستوطنين يعملون على إقامة مستوطنة استيراتيجية جديدة من شأنها أن تخلق واقعا استيطانيا جديدا على الشارع الذي يربط مدينتي القدس والخليل، وذلك تحت نظر ومعرفة حكومة نتنياهو الجديدة.
وتبين، أن الناشط اليميني وعضو بلدية الاحتلال في القدس، أريه كينغ، هو الذي يعمل على إقامة المستوطنة الجديدة  بادعاء أنه قام بشراء أملاك كنسية مهجورة قرب شارع "60" في الضفة الغربية، بين القدس والخليل، ويعمل على ترميمه لإقامة المستوطنة.
والحديث هنا عن مساحة تمتد على 38 دونما، قرب مخيم العروب اللاجئين، ويقع في موقع إستراتيجي بين الخليل وبين "غوش عتسيون"، حيث توجد مستوطنة واحدة اليوم تدعي "كرمي تسور". وبالنتيجة فإن هذه المستوطنة الجديدة، التي أطلق عليها "بيت براخا"، تسمح للمستوطنين بتوسيع مستوطنات "غوش عتسيون" جنوبا، كما يمكن توسيعها شمالا وجنوبا من خلال ما يسمى "أراضي دولة".
وتضم المستوطنة الجديدة 8 مباني، يمكنها أن تستوعب نحو 20 عائلة، بينها مبنى واحد كبير، كان قد أقيم في أربعينيات القرن الماضي من قبل توماس لامبي، وهو مبشر أميركي نشط في أثيوبيا ووصل إلى البلاد عام 1947، وأقام في المنطقة مستشفى لعلاج مرض السل، ودفن في المكان بعد وفاته عام 1954. وأقيم في المكان لاحقا كنيسة، واستغلت باقي المباني للسكن. وقبل نحو 20 عاما جرى التحويل الكنيسة إلى فندق، ولكنه لم ينجح، وتحول إلى خرائب.
وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، قالت إن كينغ، الموصوف بأنه "متخصص في شراء ممتلكات من العرب"، اشترى الموقع سرا قبل 3 سنوات من الهيئة الكنسية المسؤولة عنه، مع شركاء ناشطين في الاستيطان، بينهم ناشطون في حركة "أمناه"، وهي ذراع "المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية" لبناء بؤر استيطانية غير قانونية، إلى جانب رئيس "المجلس الإقليمي غوش عتسيون"، دافيدي بيرل.
وفي الشهور الأخيرة جرت عملية ترميمات كبيرة في الموقع، تميهدا لدخول مستوطنين إلى المباني في وقت قريب. وفي إطار الترميمات تم بناء جدار جديد يحيط بالموقع، بدون ترخيص، قبل أن يطلب مراقبو ما يسمى "الإدارة المدنية" وقف العمل.
كما جاء أن الموقع ليس تحت حراسة جيش الاحتلال، وإنما توفر له حماية خاصة، كما زرعت في المنطقة كاميرات حراسة تتم متابعتها من غرفة رقابة أقيمت خصيصا لهذا الغرض.
وبحسب الصحيفة فإن فلسطينيا من مخيم العروب لا يزال يعيش في أحد المباني.
وأشار التقرير إلى  وجود ما يسمى "أراضي دولة"، تسيطر عليها إسرائيل، شمال وجنوب الموقع، بما يتيح توسيع المستوطنة مستقبلا، بينها 500 دونم شمال المستوطنة، إضافة إلى منطقة أخرى تستعمل اليوم للمدرسة الزراعية في مخيم العروب.
وتبين أيضا أن هناك مخططا لشق شارع التفافي، يلتف على مخيم العروب، يتوقع أن يبدأ العمل قريبا به، وهو شارع يسهل الوصول إلى المستوطنة الجديدة.

دحلان يكشف تفاصيل محاولات الصلح بينه وبين الرئيس عباس

08:43 - 15 آيار / مايو 2015
القيادي دحلان
القيادي دحلان
فلسطين اليوم - وكالات
رفض النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان، تأكيد أو نفى ما نشرته مجلة "نيوزويك"، الأمريكية بشأن الدور الذى قام به فى التوسط بين إثيوبيا ومصر من أجل توقيع اتفاق بشأن الخلافات حول مشروع سد النهضة، وهو التقرير الذى دعمته المجلة بصور لدحلان مع مسئولين مصريين وإثيوبيين، واكتفى بقوله "واجبى أن أسخر قدراتى وعلاقاتى العربية والدولية التى اكتسبتها من الزعيم ياسر عرفات لخدمة مصر"
دحلان الذى تحدث لـموقع"اليوم السابع" المصرى فى ذكرى النكبة الفلسطينية، نفى أن يكون له دور فى الإفراج عن الإثيوبيين الذين تم تحريرهم قبل أسبوعين على يد جهاز المخابرات المصرية، وكشف فى الوقت نفسه تفاصيل محاولات الصلح التى تجرى حاليًا بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، فضلًا عن موقفه من حركة حماس..

وإلى نص الحوار
ما حقيقة ما تردد عن وجود مساعى للصلح بينكم وبين الرئيس أبو مازن؟
 كانت هناك مساع للمصالحة هدفها وحدة حركة فتح التى تعد ضمان لوحدة الشعب الفلسطينى، ومنظمة التحرير التى فككها محمود عباس أبو مازن، ومن ثم تفرقت بين حماس وفتح، وأنا مؤمن بأن الوحدة الوطنية هى نجاح وانتصار لمشروعنا الوطنى التحررى، علينا أن نجمع كل القوى الوطنية فى إطار واحد وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم الاحتكام لصندوق الانتخابات لإعادة ترتيب وتنظيم وتحصين نظامنا السياسى الذى تم تفكيكه خلال العشر سنوات الماضية. وقاد اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام اللبنانى مساع للصلح مع أبو مازن، لتوحيد حركة فتح فى مواجهة المتطرفين وتدخلت شخصيات من منظمة التحرير وأخرى تابعة للحركة، فأنا لازلت مؤمنا بضرورة وحدة حركة فتح على كلمة واحدة، ثم وحدة فصائل منظمة التحرير وحماس والجهاد الإسلامى فى إطار واحد، إيمانى راسخ بفكرة الوحدة على أسس سياسية، فالفرقة تقسمنا ومناهضة لمصالح الشعب الفلسطينى.
 قبل عدة أيام نشرت مجلة تايم الأمريكية تقريرًا عن توسطك بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، ودعمت التقرير بصور، ما هو الدور الذى قمت به فى هذا الأمر؟
 مصر وقفت تاريخيا مع كل الأمة العربية وخاصة معنا كشعب فلسطينى ودوّل أفريقيا، ودعمت حركات تحرر لا حصر لها، واحتضنت الكثير من أحرار العالم، وهى الآن فى مرحلة النهوض للعودة لدورها الطبيعي والريادى، وواجبى أن أسخر قدراتى وعلاقاتى العربية والدولية التى اكتسبتها من الزعيم ياسر عرفات لخدمة مصر. نحن الشعب الفلسطينى لدينا انتماء وولاء لمصر والشعب المصري، لما قدمه تاريخيا لفلسطين، وهذه ليس مجاملة لأحد، بل اعتراف بواجب وحقيقة تاريخية، لذلك نحن عندما نقوم بدور هذا يعتبر جزءا من رد الجميل، أنا جندى فلسطينى أقوم بواجبى تجاه الشعب الفلسطيني، إذا كانت لدينا – هذا تعلمناه من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار"- القدرة على درء المخاطر عن مصر، فهذا واجب كل فلسطيني، وكل عربى، وهذا ما أقوم به بقدر استطاعتي الفردية.
هل بالفعل كان لك دور فى تحرير الرهائن الإثيوبيين المختطفين فى ليبيا ؟
 هذا ليس صحيحا، وأنا اصدرت بيانا أوضحت فيه ذلك، وهنالك بعض الغرف المظلمة فى وعى الإخوان وبعض الكتاب المأجورين أمثال صحيفة "العربى الجديد"، التى يديرها عضو الكنيست الإسرائيلى عزمى بشارة وهى التى سربت الخبر، فأنا لست طرفا فى هذه الأمور، مصر نقلت الإثيوبيين من ليبيا بالتحرير أو بالنقل والرئيس السيسى استقبلهم، وهذا ترك أثرا على الحكومة الإثيوبية والشعب الإثيوبى لتعزيز العلاقة بين إثيوبيا.
اليوم تمر الذكرى 67 على النكبة.. كيف يمكن التعاطى مع إيجاد حل القضية الفلسطينية؟ وهل يمكن أن تندلع انتفاضة ثالثة فى ظل الأوضاع الراهنة
ذكرى النكبة مناسبة كانت ولا تزال أليمة على أبناء الشعب الفلسطينى، الذى يعد الوحيد فى التاريخ البشرى كله الذى لا زال يخضع لاحتلال أجنبى، لكن فخر هذا الألم يكمن فى صمود وصبر الشعب الفلسطينى، الذى لم يعط أى إشارة استسلام أو تراجع عن المطالبة بحقوقه الوطنية، فلو اعتقدت إسرائيل أنه بمرور الزمن سينسى الشعب الفلسطينى حقوقه الوطنية فهى مخطئة، سيظل شعبنا جيلا وراء يطالب بحقوقنا الوطنية حتى الحصول عليها.
أما عملية السلام فقد ماتت منذ استشهاد الرئيس ياسر عرفات، فما تم من مفاوضات بعد ذلك مضيعة للوقت، فحكومة نتانياهو المتطرفة تؤكد استمرار إسرائيل فى التنكر لحقوق الشعب الفلسطينى ولعملية السلام، فالبحث عن مفاوضات معه بمثابة البحث عن سراب فى سراب، ليس هناك أمل فى الحكومة الإسرائيلية الحالية، لأنها لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطينى وغير مؤمنين بالسلام وحل الدولتين.
واتخذت ضدي العديد من القرارات غير "القانونية" وغير "الدستورية"، احتكمت للقانون الذي أنصفني مؤخرا، فما اتخذ ضدي كانت إجراءات جائرة هدفها الخلاص منى سياسيا، لن يستطيع أحد النيل منى لأني لست موظف عند أحد ولم استأذن أحد حينما بدأت النضال، لن استأذن أحدا حينما أقدم مساعدة للشعب الفلسطيني، لأن هذا واجبي المقدس تجاه أهلنا في مدينتي غزة والقدس الذين يعانون الأمرين، فغزة تموت موتا بطيئا بسبب فشل حماس في إدارة القطاع، وفشل أبو مازن في إعادة اللحمة الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأضحت مساع المصالحة للأسف شيئا مملا، فهموم الشعب الفلسطيني أكبر من القضايا الصغيرة المفتعلة، قضايا شعبنا أصبحت في تراجع بسبب قيادة أبو مازن في العشر سنوات الأخيرة. أما حماس فهي تعتقد أنها مستقلة في قطاع غزة، وفى حقيقة الأمر هي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، أما الضفة الغربية قابعة تحت حكم الإدارة المدنية الإسرائيلية، ولا تخضع لحكم السلطة كما يظن الرئيس أبو مازن، وبالتالي فالضفة وغزة تخضعان للاحتلال الإسرائيلي الكامل، ولا وجود فعلى حقيقي من المفهوم السياسي للسلطة الفلسطينية، فإسرائيل أفرغت عملية السلام من مفهومها السياسي والاقتصادي والأمني الشامل وحولتها لحالة أمنية فقط، وعن نفسي متسامح مع كل من اعتدى على، ووحدة حركة فتح بالنسبة لي أقدس من كل القضايا الشخصية الصغيرة.
هل يفكر محمد دحلان في خوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية؟
 لا أتردد في أداء أي واجب وطني فلسطيني، سواء كنت في موقع رسمي أو غير رسمي، لكن الحالة الفلسطينية في الوقت الراهن لا تشكل مكسبا في موقع الخدمة، لأن هناك دمار وركام، أنا لا أبحث على موقع شخصي، لكنني كابن لهذا الشعب سأتواجد في المكان الذي يريده أبناء شعبي، لكنني لا أبحث عن أن أكون رئيسا أو غفيرا، أنا مناضل في أوساط هذا الشعب، وسأستمر في ذلك، وسأقدم المساعدة الممكنة لأبنائنا حسب ظروفي وإمكانياتي وقدراتي، وهذا ليس منة على الشعب الفلسطيني بل رد معروف وواجب للشعب الفلسطيني. وأدعو أبو مازن وحركة حماس وفتح وكل الفصائل أن تعيد النظر في الآليات الفاشلة التى أوصلتنا إلى هذه المرحلة، وإعادة الاعتبار إلى منظمة التحرير ورد الاعتبار للوحدة الوطنية بتنازلنا لبعضنا البعض من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويعد ذلك بمثابة المكافأة لشعبنا الفلسطيني لتعويضه عن الفرقة والنزاع الداخلي الذي أطاح بالقضية الفلسطينية، فمن المستحيل الحصول على حقوقنا وانتزاعها من إسرائيل، لكن إذا توحدنا سنحصل على هذه الحقوق.
ترددت أنباء أن تنظيم داعش ظهر بقطاع غزة..ما رأيك في ذلك؟ وما تأثير ذلك على الوضع الفلسطيني؟
غزة تموت موتا سريعا وليس بطيئا، بفعل الأخطاء المتراكمة من عدم الوحدة الوطنية وأخطاء حماس، فالمنتج الذي أنتجته بيئة حماس في عملية الإقصاء والقتل التى مارستها طيلة الفترات السابقة، إضافة للأحقاد الداخلية التى كانت بعيدة عن ثقافة الشعب الفلسطيني أفرزت هذا المنتج المتطرف.
 الآن ظهر تنظيم داعش ومن قبله تنظيم القاعدة والسلفيين والمتطرفين في قطاع غزة، فهؤلاء استغلتهم حماس فترة ضد حركة فتح، والآن يثورون ضدها، هذا يزيد من ألم الشعب الفلسطيني ويزيد من استباحة دمه، فما استخدمته حماس من قبل ضد فتح يستخدم الآن ضدها من التنظيمات الأكثر تطرفا، فهذا مرض يجب أن يقتلع من ثقافة الشعب الفلسطيني، هذه الثقافة الغريبة علينا كوطنيين فلسطينيين ولكن حماس غرستها وتدفع ثمنها الان، أتمنى أن يعود قطاع غزة لوضعه الطبيعى وهذا لن يحدث ذلك إلا بوحدة وطنية واستيعاب الأخطاء السابقة، ومعالجتها وتطوير الإيجابيات التى يمكن أن نقدمها للشعب الفلسطيني.
 ما رأيك فى الخلاف الدائر بين أروقة فتح ؟ وما هو السبب ؟ وكيف يكون الحل ؟
حركة فتح هى حركة شعبية، حركة الشعب الفلسطيني، وهى وطنية قائمة على التحرير والاستقلال والتسامح، فهى تعد حركة جمعت كل أطياف الشعب الفلسطيني في إطار واحد ورؤية واحدة وهى تحرير فلسطين، كلمات بسيطة وفعل كبير، فلم نعقد أنفسنا بالايديولجيا، كانت حكمة الراحل ياسر عرفات أنه جمع كل أطياف الإبداع الفلسطيني في هذه الحركة لذلك كانت حركة واسعة وعملاقة وعظيمة، وأنجزت في المشروع الوطني، أبو مازن يختزلها في أفراد وموالين ومقربين وبصمجية، أنا لست كذلك أنا لم أتردد أن أكون تابعا على الخطأ، أبو عمار رغم رمزيته وأبويته وتاريخه النضالي كنا نقول كلمة الحق ،أبو مازن ظن أنه يمكن أن يقدم الحركة كي تكون على مقاسه، أنا لا اقبل ذلك، لكن القائد فى فتح لا يكبر إلا بفتح، القائد في فتح لايكبر من خلال القضاء على من يختلف معه أو تشويهه أو إحالة التهم جزافا أو محاولة الإساءة لتاريخه، لا يمكن لأحد أن ينتزع من أحد تاريخه، أنا وكل زملائي لازلنا وسنبقى في فتح فهي لنا وبيتنا، فتح بدأنا فيها حياتنا وسننهى فيها حياتنا، هي وسيلة لتحرير فلسطين، وهذا ليس من أجل تقديس فتح، واجب ابو مازن أن يكون قائدا لفتح وليس لشلة، وان يوحد قوى العمل الوطنى على أسس وطنية وليس على أسس الإقصاء أو التعالي أو حجب المعلومات، فاتخاذ القرار فى فتح واللجنة التنفيذية محزن ومزري ومقلق على مستقبل الشعب الفلسطيني.

سلام عليك يارسول الله


لماذا يحتجز بشار الفلسطيني منذ 30 عاماً في سجون بشار سوريا؟

نشر بتاريخ: 05/06/2015 ( آخر تحديث: 06/06/2015 الساعة: 07:58 )
بيت لحم- خاص معا - حينما قرأنا رواية "القوقعة" التي وصف فيها الكاتب مصطفى خليفة حجم الذل والظلم في السجون السورية، وقفنا لوقت طويل نحلق في خيالنا ونتساءل عن مدى واقعية هذه الرواية، ولكن عندما سردت لنا عائلة فلسطينية قصة إبنها الذي وقع بقبضة المخابرات السورية لمدة 30 عاماً دون أن يعرف تهمته أو مدة محكوميته، حينها فقط سقط الشك أمام نهر جار من أسئلة لم يعثر لها على إجابات.
عملية البحث عن إبن قرية العرقة غرب جنين، انطلقت وجابت العائلة خلالها بلاد الشام بحثاً عن أي معلومة توصلها إلى نجلها بشار شريف علي يحيى، ابن الثانية والعشرين حينها والذي بلغ الثانية والخمسين من عمره اليوم، لم تعرف الأم والأب خلالها إلا السهر والقلق على مصير بشار الذي وطئت قدماه أرض سوريا في العام 1985 ولم تعرفا طريق العودة.
مات الأب بقلبه غصة.. والأم سلاحها الأمل
الحاجة عائشة محمود "أم فتحي" نال منها غياب فلذة كبدها بشار ومل منها السهر وهي لم تمل أو تكل بانتظار عودته إلى دياره، على عكس والده الذي لم يتحمل فراق نجله فوقع قسراً أمام المرض الذي قطع أي أمل بلقاء يجمعه ببشار، رحل تاركاً خلفه صورة معلقة على جدار، وحلماً لم يكتمل برؤية الأحباب.
ثلاثون عاماً مرت وأم فتحي تصلي ليل نهار كي تنكسر اصفاد الاعتقال وتتحطم اقفال السجن ليتمكن بشار من العودة إلى احضانها ومسقط رأسه قرية عرقة.
مشهد الانتظار قاتل، وهو محنة لا يرغبها أحد، لكن عائلة بشار تحاول التعايش معها أملا بلحظة تحين مع عودة إبنها من سجون سورية كبيرة لا يخرج منها إلا من كان ذو حظ عظيم.
بعد 20 سنة من البحث.. بوادر أمل وانفراج
في بداية العقد المنصرم وبعد مرور 20 عاماً على عملية البحث بوادر الانفراج لاحت من أفق بعيد تحمل معها نسيماً يلطف حرارة قلق العائلة حين علمت أن بشار حي يرزق ويقبع في سجن "عدرا" السوري.
تقول أم فتحي لـ معا: " بعد 20 عاماً من البحث عثرنا على بشار حمدنا الله أنه بصحة جيدة، فكانت الاقدار حاضرة حين أخبرتنا عائلة مقدسية كانت تزور ابنها المعتقل في سجن (صيدنايا) لتعلم صدفة أن بشار معتقل بذات السجن، وتنقل لنا البشائر، لتعيد فينا التصميم على استئناف البحث عن طريق توصلنا إليه".
"إبني بشار سافر إلى الأردن باحثاً عن العمل لم نكن نعلم أنه سيتجه لسوريا، وبعدة مرور عدة أشهر علمنا بنبأ اختفائه من خلال أحد أقاربنا في الأردن، ولم يتسنى لنا معرفة ذلك مسبقاً لعدم وجود هواتف نقالة بحوزتنا تلك الفترة، وبعد التقصي عرفنا أنه سافر إلى سوريا لكن لم ندرك السبب ورأء ذلك"، توضح أم فتحي.
وتابعت سرد القصة قائلة: واصلنا مع أكثر من جهة رسمية ومعارف وأقارب حتى نتمكن من دخول الأراضي السورية ونقابل ابننا بشار، الأمر لم يكن سهلاً، عانينا الكثير حتى حصلنا على تصريح من المخابرات السورية لمقابلته".
الأم تلتقي فلذة كبدها وتناشد الرئيس بالتدخل
وصلت أم فتحي للسجن الذي يحتجز فيه بشار وهو الأبن الرابع لها ترتيباً بين أشقاءه الثمانية وشقيقاته الأربع، وكُتب لها أن تلتقي به دون أن تعانقه ويداها تتعلقان بقضبان السجن التي صدأت على ابنها دون أن ترحمه ولو للحظة، عاشت خلالها الوالدة شعور الأصم الفاقد للقدرة على التعبير والكلام تاركة للعيون ودمعها حرية التعبير عن لوعة غارت في أعماق القلب الجريح.
الحاجة أم فتحي
وبحسب نظام الزيارات في السجن، كان لا يسمح للزائر بأكثر من ربع ساعة للقاء السجين، فلم تكن هذه المدة كافية لأم فتحي وبشار حتى يلخصا أحداث أكثر من 30 سنة أو لتتعرف الأم سبب اعتقال ابنها كل هذه السنوات.
وقبل أن تنهي أم فتحي حديثها لـغرفة تـحريـر معا، أبرقت بعبارات ترويها الحسرة وألم الفراق بمناشدة للرئيس محمود عباس للتدخل وكشف مصير بشار والمساعدة بالإفراج عنه، "أريد أن احضن بشار وأزوجه حتى افرح به قبل أن يقبض الله روحي".
لماذا اعتقل بشار؟ وما تهمته؟
حتى الآن لم نعلم، لماذا اعتقل بشار؟ وما تهمته؟ وكم مدة محكوميته؟، معا توجهت بهذه التساؤلات إلى فهد يحيى شقيق المعتقل بشار، والذي التقى به لمرة واحدة منذ ثلاثين عاماً في العام 2010 بعد أن حصل على تصريح من الاستخبارات السورية.
خمسة وعشرون عاماً مضت كفيلة أن تمسح معالم الشباب عن وجه بشار الذي لم يتسنى له أن يلتحق بالتعليم الجامعي، كفيلة بتعاقب ظلمة السجن وغياب النور أن تغير النفوس، فحين التقى الشقيقان لم يعرفا بعضهما البعض فالصور التي طبعت بالذاكرة لم تتطابق مع ملامح الوجوه التي لعبت بتفاصيلها السنين، كما روى فهد.
سجن تدمر
وتابع: سمح لي بلقاء أخي 10 دقائق فقط، تبادلنا خلالها الحديث وحاولت أن احصل على إجابات عن سبب وجوده في السجن لكنه رد بأنه احتجز في سجن تدمر في البداية ونقل إلى سجون أخرى وحتى اليوم لم توجه له أي تهمة ولم يعرض على أي قاض ولم تحدد مدة اعتقاله.
"والدي الذي ذهب لسوريا اكثر من مرة وحاول أن يصل بشار أو يفهم قضيته لكن دون جدوى، أعياه المرض وانتقل إلى الرفيق الأعلى، ولم يكن يعلم شقيقي بشار بهذا الأمر فحين أخبرته أنه انتظره كثيراً قبل أن يفارق الحياة، صدم ولم يستطع أن يتحامل على وجعه فانهار باكيا في سجنه"، قال فهد.
منعطف حاد في القصة.. انقطاع الزيارات
ومع ولوج سوريا في معمعة الاحداث والصراع الداخلي قبل 4 سنوات تحولت قضية السجين بشار إلى منعطف حاد انعكس على عائلته بمزيد من الشؤوم والخوف على مصيره.
ويضيف فهد: إن آخر مرة زارت العائلة خلالها بشار كانت قبل نحو أربع سنوات، ومنذ تلك الفترة لم يعد ممكنا ترتيب أي زيارة له، وبقيت رسائل قليلية ينقلها الصليب الاحمر خيط التواصل الوحيد الذي يؤكد بقاء بشار حيا ويعطي بارقة أمل لأمه بأن يوم الحرية قد يأتي من بين رماد الأيام السوداء.
العائلة قالت لـ معا إنها توجهت إلى العديد من الجهات الرسمية في محاولة منها التدخل لايجاد حل يخرج بشار من سجون سوريا، لكن وعوداً تلقتها دارت في دائرة مفرغة لم تترك أي أثر خلفها على مدار سنين الاعتقال، ولم تؤتِ أكلها حتى اليوم
وقبل نحو أسبوعين أرسل بشار رسالتين إلى العائلة عن طريق الصليب الأحمر ولا نعلم إن كانت هي الأخيرة وهذا ما جاء فيها:
قصة أعدها وكتبها: أحمد تنوح