الأحد، 29 يونيو 2014

: اسرائيل تلغي حظر السفر عن اهالي الخليل عبر معبر الكرامة
 0  0 Google +0 
الأحد :2014-06-29 13:35:47
مهنا  اسرائيل تلغي حظر السفر عن اهالي الخليل عبر معبر الكرامة
اعلن نظمي مهنا مدير عام هيئة المعابر والحدود الفلسطينية، ان اسرائيل سمحت لاهالي الخليل بالسفر عبر معبر الكرامة بدءا من اليوم الاحد 29 حزيران.

وقال مهنا في تصريح له ان الجهات الاسرائيلية المعنية ابلغت امس حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية، بقرار السماح لاهالي الخليل السفر عبر معبر الكرامة وعودة الحركة الى ما كانت عليه سابقا بعد اتصالات حثيثة اجراها الشيخ ونظمي مهنا، والجهات الفلسطينية الرسمية.

واكد مهنا انه باستطاعة المواطنين والطلاب واصحاب العمل في الخارج السفر عبر الكرامة، دون مضايقات او ارجاع، مؤكدا ان سفر اهالي الخليل عبر المعبر جرى اليوم بسلاسة ولم يتم ارجاع اي مسافر من قبل الجانب الاسرائيلي.

وكانت اسرائيل قد منعت اهالي الخليل من السفر عبر معبر الكرامة، بالاضافة الى منع تنقلهم بين محافظات الضفة الغربية او العمل داخل اسرائيل، وذلك بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين قبل 20 يوما في الخليل
 
- See more at: http://www.milad.ps/arb/index.php/news/View?id=77474#sthash.iaDzdCKd.dpuf
لماذا يا حكومة الوفاق الوطني ؟؟؟
السبت 28/6/2014م    19:21م
 
م. عماد عبد الحميد الفالوجي
بداية أتقدم لحكومتنا الرشيدة ' حكومة الوفاق الوطني ' بالتهنئة الممزوجة بالألم من قطاع غزة بمناسبة حلول شهر الرحمة والبركة شهر رمضان المبارك ، داعيا الله – العلي القدير القادر على كل شيء – ان يحل رحمته وبركاته على حكومتنا الرشيدة وأن تجدد النية والعهد من جديد مع شعبها وأن تتق الله في الأمانة الثقيلة التي قبلت أن تحملها طائعة غير مكرهة ، وهي تعلم سلفا – أو هكذا يجب أن يكون – حجم المصاعب الملقاة على عاتقها تجاه شعبها الفلسطيني عامة وقطاع غزة على وجه الخصوص .
ومع مرور اكثر من شهر على أداء اليمين أمام السيد الرئيس لازال المواطن الفلسطيني يتساءل عن عنوان عمل حكومته التي شعر بالسعادة لتشكيلها بعد سنوات الانقسام ، يتساءل المواطن ماذا فعلت الحكومة حتى اللحظة غير أنها استلمت بعض المقاعد الوزارية وأخذت بعض الامتيازات الخاصة لأعضائها ؟؟ لماذا هذا التأخير في العمل وفي التحرك الجاد لاقتحام المشاكل التي يعاني منها المواطن ؟ لماذا هذا البرود – الغير مبرر – تجاه القضايا الساخنة التي تعصف بحياة المواطنين ؟ لماذا هذا الإصرار بالضغط على المواطن ليعلن يأسه من تحقيق مصالحة حقيقية على أرض الواقع ؟
لماذا لا يبادر وزراء الضفة الغربية بمتابعة وزاراتهم في قطاع غزة وخاصة وزارة الداخلية وغيرها ؟ هل السبب أنهم لا يعترفون بموظفي الوزارات القائمين على إدارة وزاراتهم ؟ اذا كان الأمر كذلك فالسؤال الأعجب ومع من تمت المصالحة أصلا ؟ أليس المصالحة تمت مع حركة حماس وبالتالي مع الوضع القائم ؟؟ والاتفاق على تشكيل لجنة إدارية وقانونية لمناقشة الوضع القائم ؟ وهذا يفرض على الحكومة التعامل مع الوضع القائم دون حساسية حتى تنتهي اللجنة المشكلة من عملها ؟؟ أم أن عبقرية الحكومة تريد إبقاء حالتنا في فراغ إداري ووضع ضبابي حتى تنتهي عمل اللجنة خلال أربعة شهور ، أليس هذا جنون وانتحار ؟
الغالبية يشعر بأن الحكومة متخوفة ومترددة من الاقتراب من حكم قطاع غزة وفرض سيادتها ، ولا ندري سبب واضح ومباشر لهذا الخوف والتردد ؟ والأصل أن أعضاء هذه الحكومة يجب أن يملكوا الشجاعة والقدرة على المغامرة لإثبات ذاتهم ، وإذا فشلوا بعد ذلك فلن يلومهم أحد ، ولكن حتى هذه اللحظة فهم يتحملون وزر هذا الفشل .
الجميع هنا في قطاع غزة ينتظر ممارسة الحكومة لسيادتها ويطالب بذلك ، وبإمكان الوزراء القدوم من معبر رفح وتحدي المنع الإسرائيلي مهما كان ، بل المطلوب منهم الإقامة لفترة ليست قصيرة في قطاع غزة لإعادة ثقة المواطن بحكومته وسلطته وليس الاكتفاء بالتواصل عن بعد ' الفيديوكونفرنس ' فهذا يدفع أهل غزة للغضب والاستنكار .
لماذا لم يلمس أهل قطاع غزة أي تحرك جاد لحل مشاكله التي يعاني منها منذ سنين ؟ موضوع الكهرباء ومعبر رفح على سبيل المثال ، المواطن يدرك أن حل الكثير من المشاكل يحتاج الى وقت وصبر ولكن يجب أن يشعر ببدء التحرك ووضع الخطط وإعلان ذلك وليس تحرك إعلامي على استحياء .
لماذا لا يشعر المواطن بقيمته في نظر حكومة الوفاق الوطني ؟ ولماذا هذا التردد في تحمل اعبائه ؟ لماذا تتهرب الحكومة من تحمل مسئولياتها عن الكل الفلسطيني دون النظر للانتماءات والخلافات السياسية ؟ لماذا لا تسعى الحكومة لاحتضان الكل الفلسطيني وضرب المثل في ذلك لاسترداد ثقة المواطن بذاته قبل الثقة بقيادته .
شهر رمضان يدخل علينا ولم يتم دفع رواتب لموظفي السلطة ولا يجب التمييز بين موظفي السلطة ، خاصة بعد تشكيل حكومة وفاق وطني ، وهذه سابقة لم تحدث في أي وقت مضى .
كل عام وحكومتنا التوافقية بخير ، كل عام ووزراء حكومتنا ومستشارينا بخير
ورمضان كريم مليء بالرحمة والبركة لشعبنا في كافة أماكن تواجده .
والرحمة لشهدائنا والحرية لأسرانا والشفاء لمرضانا .
رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
ـــــــ
م.م
«حزب الله» أكبر من لبنان

خير الله خير الله
يصعب على اللبنانيين تصوّر بلدهم من دون رئيس للجمهورية.المؤسف أنّهم سيتعوّدون، مع مرور الوقت، على الفكرة. سيوجد من يعوّدهم على الفكرة وعلى تقبل واقع جديد يرفضه معظمهم. يتمثّل هذا الواقع في وجود ميليشيا مذهبية مسلّحة في البلد. تمتلك هذه الميليشيا من القوة ما يسمح لها بالعمل في الداخل وخارج الأراضي اللبنانية في آن.
هذه الميليشيا اسمها «حزب الله» وهي تتلقّى تعليمات من طهران تحدّد الدور الذي يفترض أن تلعبه انطلاقا من لبنان وذلك بغض النظر عمّا يحلّ بالبلد واهله. هذه الميليشيا ملتزمة كلّيا الأجندة الإيرانية. دورها يتجاوز بكلّ بساطة الأراضي اللبنانية.
من يحتاج إلى دليل على ذلك لا يكتفي بالإشارة إلى ما يقوم به «حزب الله» في سورية دعما للنظام فيها من منطلق طائفي بحت. يفترض فيمن يسعى إلى فهم ما يقوم به «حزب الله» إلى استيعاب الدور الذي يلعبه في اليمن وفي البحرين وفي العراق نفسه. كذلك، يفترض السعي إلى دراسة ما يقوم به «حزب الله» في فلسطين دعما لـ «حماس» التي أرسل اليها أسلحة عبر الأراضي المصرية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وربّما بعد سقوطه. يفترض أيضا البحث في دور «حزب الله» في السودان والبكات التي أقامها هناك...في الحديقة الخلفية لمصر.
الخلاصة أنّ «حزب الله» الذي يعتبر في النهاية لواء في «الحرس الثوري» الإيراني، عناصره لبنانية، صار أكبر بكثير من لبنان. هناك في الوقت الحاضر دولة اسمها دولة «حزب الله» وهناك الدويلة اللبنانية. اختار الحزب تعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. بات الحزب يتحكّم باللعبة الديموقراطية والبرلمانية في لبنان. جعل اللعبة أبعد ما تكون عن الديموقراطية. وضع دفتر شروطه لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس ميشال سليمان. يريد رئيسا في خدمة مشروعه.
هل يستطيع لبنان التعاطي مع هذه الظاهرة والتكيّف معها؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يطرح نفسه على اللبنانيين. هذا السؤال بات أكبر من المشكلة المطروحة المتمثّلة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يؤكّد «حزب الله» أن عليه امتلاك مواصفات معيّنة. على رأس هذه المواصفات التنكّر لكل ما له علاقة بالسيادة اللبنانية عبر الاعتراف بأنّ سلاح «حزب الله»، الميليشيوي والمذهبي، سلاح شرعي.
الأهمّ من ذلك كلّه، أنّ على رئيس الجمهورية، المسيحي الماروني، تغطية مشاركة «حزب الله» في عملية ذبح الشعب السوري المستمرّة منذ ثلاث سنوات وبضعة أشهر، أي منذ اندلاع الثورة السورية في مارس من العام 2011. عليه تغطية المجزرة التي يتعرّض لها الشعب السوري باسم «المقاومة» و«الممانعة» وباسم صيغة «الشعب والجيش والمقاومة» التي عفى عليها الزمن. إنّها الصيغة التي تستخدم في عملية اذلال الشعب اللبناني ومنعه من أن يكون لديه رئيس للجمهورية.
ما يمارسه «حزب الله» هو الجانب المظلم في ما يعيشه لبنان يوميا. لكنّ لبنان بمعظمه ما زال، في المقابل، مؤمنا بثقافة الحياة. ما زال لبنان يشهد مقاومة لعملية السيطرة عليه والتحكّم بقراره. كانت حكومة الرئيس تمّام سلام جزءا من هذه المقاومة. يكفي أنّها خلّصت اللبنانيين من حكومة «حزب الله» التي كان على رأسها نائب سنّي من طرابلس اسمه نجيب ميقاتي معروف من أوصله إلى مجلس النوّاب.
صحيح أن عدد الوزراء المعقولين في حكومة تمّام سلام، أي الوزراء الذين يستطيع اللبناني رفع رأسه بهم، لا يزال محدودا، لكنّ الصحيح أيضا أنّ المقاومة مستمرّة وأنّ اللبنانيين لن يرضخوا للذلّ.
ما يدفع إلى التمسك بالأمل في لبنان، أنّ ايران نفسها التي دفعت «حزب الله» إلى التدخل في سورية، بدأت تعاني من اللعبة التي مارستها طويلا. ارتدّت اللعبة عليها في العراق. فعندما ألغت ايران الحدود بين لبنان وسورية وجعلت الرابط المذهبي بين بعض الشيعة في لبنان ممثلين بـ «حزب الله» وبعض العلويين في سورية ممثّلين بالنظام، فوق كلّ اعتبار آخر، بما في ذلك الحدود بين بلدين مستقلين، لم تكن تحسب أن المفاجأة ستأتي من العراق وسورية.
هناك أيضا في العراق وسورية من ألغى الحدود بين البلدين. حصل ذلك من زاوية مذهبية. من يراهن على الرابط الشيعي ـ العلوي، عليه أن يتحمّل الرابط السنّي ـ السنّي.
إنها لعبة في غاية الخطورة، لعبة تتجاوز «حزب الله» ومن خلفه ايران.
الأكيد أن دور «حزب الله» صار أكبر بكثير من لبنان. لكنّ اللعبة المتمثلة في إثارة الغرائز المذهبية في المنطقة لا يمكن ضبطها. لا يمكن حتّى لإيران التحكّم بهذه اللعبة. فمجموعة ارهابية مثل «داعش» خلقها، أصلا، النظام السوري برعاية ايرانية، من أجل تصوير حربه على شعبه بأنّها حرب على الإرهاب، انتهت إلى فشل ذريع في العراق.
لعبت «داعش دورا في اشعال ثورة في العراق، وذلك من حيث لا يدري الذين دفعوا في اتجاه تكوين هذا التنظيم. من الواضح الآن أن هذه الثورة التي اتخذت طابعا سنّيا اظهرت أن هناك من يقاوم النفوذ الإيراني في العراق أيضا وليس في سورية ولبنان فقط. إننا باختصار أمام لعبة خطرة ما زالت للأسف الشديد في بدايتها!
على الرغم من خطورة الوضع وتعقيداته في الشرق الأوسط كلّه حيث لم يعد من رادع للغرائز المذهبية. وعلى الرغم من الحجم الكبير الذي صار يتمتّع به «حزب الله». وعلى الرغم من تفاخر بعض الجهلة بأن ميليشيا مذهبية تتألف من عناصر لبنانية وتأتمر من طهران، باتت مرجعا اقليميا، ثمّة ما يجب ألا يغيب عن ذهن أيّ عاقل تعوّد على التعلّم من تجارب الماضي القريب. خلاصة هذه التجارب أنّ لا أحد في نهاية المطاف يستطيع لعب دور أكبر من حجمه في منطقة لا أفق فيها لأيّ لعبة ذات طابع طائفي أو مذهبي وفي بلد اسمه لبنان كلّ طائفة فيه أقلّية. ربما كان الرئيس رفيق الحريري، رحمه الله، أفضل من اختصر كلّ ذلك بقوله «ما حدا أكبر من بلده». ثمة حاجة اليوم، أكثر من أيّ وقت، إلى تذكّر هذه العبارة واستعادتها...

كردستان و”إسرائيل”
السبت 28/6/2014م    22:23م
 
افتتاحية "الخليج" الاماراتية
رد الفعل 'الإسرائيلي' على ما يجري في العراق، خصوصاً ما تحدث عنه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني من نوايا استقلالية من جراء 'العراق الجديد والأمر الواقع الجديد'، يشير إلى حجم الارتياح والتأييد الذي يلقاه قرار 'استقلال إقليم كردستان' لدى القيادات 'الإسرائيلية' .
لعلنا نذكّر هنا بأن العلاقات بين قيادات الأكراد في شمال العراق والاستخبارات 'الإسرائيلية' تعود إلى ستينات وسبعينات القرن الماضي، وهي علاقات ظلت القيادات الكردية تنفيها كي تبقى غامضة، لأن الكشف عنها كان سيلقي ظلالاً من الشك حولها، وسيكسبها عداء العرب فيما كانت تسعى لكسب صداقاتهم .
لذا حرصت هذه القيادات على اتباع سياسة الغموض، إلا أن المسؤولين 'الإسرائيليين' كشفوا عن هذه العلاقات في بعض الكتب التي صدرت عن قيادات في الموساد من بينهم اليعازر تسافرير الذي تولى رئاسة مكتب الموساد في شمال العراق في مطالع السبعينات، والذي أشار إلى أن العلاقات بقيت سرية بناء على طلب الأكراد .
مهما يكن شكل هذه العلاقات، فهي كانت جزءاً من علاقات متعددة أقامها الأكراد مع أطراف إقليمية ودولية سعياً لتحقيق حلمهم بإقامة دولة مستقلة . وكان الاحتلال الأمريكي للعراق يحمل أهدافاً من بينها القضاء على العراق كقوة عربية محتملة ضد 'إسرائيل'، والاستيلاء على ثرواته النفطية، ثم تقسيمه إلى ثلاث دويلات إمعاناً في تفكيكه وإنهاء دوره القومي، ليتقدم الأكراد خطوة مهمة نحو الاستقلال، بإقامة كيان كردي من خلال النظام الاتحادي، ومع إقدام 'داعش' على توسيع وجودها في غرب العراق، استغل الأكراد هذا التطور وأقدموا على احتلال كركوك بما تمثله من هدف كردي قديم وثروة نفطية تدعم دولتهم .
لعلنا في مجرى ما يحدث في العراق، نشير إلى دور 'إسرائيلي' مماثل في جنوب السودان طوال سنوات التمرد ضد الخرطوم، وكيف أن هذا الدور تماهى مع دور أمريكي أدى في نهاية المطاف إلى انفصال الجنوب .
المشهد يتكرر في شمال العراق من خلال دور أمريكي 'إسرائيلي' مزدوج ومختلف الأوجه، لكنه يلتقي في أهدافه وغاياته عند تقسيم العراق .
لكن، هل تدرك القيادات الكردية خطورة مثل هذه الخطوة وتداعياتها؟ وإلى أي مدى ستنجح رهاناتها على الخارج هذه المرة؟ لقد جربت الخارج

الجمعة، 27 يونيو 2014

يضطلع الفنَّانون والمبدعون العرب بدور مهم في الثورات التي يشهدها العالم العربي
حوار مع كلاوس ديتر ليمان، رئيس معهد غوته:

''غوته'' والثورات العربية.....من ميدان التحرير إلى ''صالون'' التحرير

يضطلع الفنَّانون والمبدعون العرب بدور مهم في الثورات التي يشهدها العالم العربي. ويقدِّم معهد غوته في مدن مثل القاهرة والإسكندرية وتونس الدعم لأعمالهم منذ فترة طويلة. ولكن ماذا تعني هذه الثورات في العالم العربي بالنسبة لسياسة ألمانيا الثقافية الخارجية؟ وما هو الشيء المفيد الذي يستطيع معهد غوته فعله في هذه الظروف؟ كلاوس ديتر ليمان، رئيس معهد غوته، يجيب عن هذه التساؤلات في حوار مع آية باخ.

السيد ليمان، يعيش العالم العربي مرحلة انتقالية - وكذلك الحال بالنسبة للحياة الفنِّية والثقافية. فكيف يستطيع معهد غوته دعم هذه العملية؟
كلاوس ديتر ليمان: كان من المفاجئ بالنسبة لنا جميعنا اعتماد هذه الثورة في مصر وتونس كثيرًا على فعاليَّات ثقافية وعلى فنَّانين. يشاهد المرء في ميدان التحرير في القاهرة الذي يبعد عن معهد غوته خمسين مترًا فقط، مسرح الشارع ومغنِّين ورسَّامين وراقصين. يأتي الكثير من هؤلاء الأشخاص إلى معهد غوته، وذلك لأنَّنا أنشأنا هناك "صالون التحرير".
وعلى الرغم من أنَّنا لم نوفِّر في الواقع إلاَّ صالة واحدة، بيد أنَّ الكثير من الفنَّانين يعرفون الصالون، وذلك لأنَّهم كانوا هناك من قبل كمستمعين في معهد غوته، وكمشاهدين أو متعلمين للغة. والآن يتم استخدام هذا الصالون من أجل بناء العصر الجديد بناءً ثقافيًا - كمساحة مفتوحة أو ملتقى للنقاش وتبادل الآراء. وحتى أنَّنا أحضرنا إلى القاهرة موظَّفين من "دائرة غاوك" التي تقوم وظيفتها على تدقيق ملفّات جهاز أمن دولة ألمانيا الشرقية سابقا، لأنَّ موضوع "أمن الدولة" له دور هناك أيضًا. وهكذا من الممكن الحديث حول كيفية التعامل مع الملفَّات السرِّية، وكيف تم إجراء ذلك في ألمانيا. وهذا يعني أنَّ عملنا يمتد من المجال الفنِّي إلى مجال السياسة الاجتماعية.
ماذا يستطيع معهد غوته أن يفعل هنا من دون الخوض في المجال السياسي؟

الصورة دويتشه فيله
"صالون التحرير" في معهد غوته في القاهرة يجتذب عددا كبيرا من الشباب والفنانين المصريين
​​ليمان:
أعتقد أنَّنا نستطيع النجاح أكثر في هذا المجال، من خلال قيامنا بمهام تعليمية. وهذا يعني أن نمكِّن الناس من تعلّم اللغة الألمانية، لتكون لديهم الفرصة للمجيء إلى ألمانيا. ولكننا كذلك نجمعهم مع ممثِّلين عن الثقافة الألمانية ومع فنَّانين أو مخرجين - أشخاص يمكِّنوهم من الاستفادة من مواهبهم الخاصة وقدراتهم. نحن نخلق فرص إنتاج، وهذا يسير بشكل جيد. والإمكانية الأخرى على سبيل المثال تكمن في المشاركة في بناء قطاع النشر هناك، هذا القطاع الذي كانت تتم إدارته حتى الآن من قبل الدولة. ولدينا أيضًا برنامج لتبادل الصحفيين.
يعمل معهد غوته في المنطقة بنشاط منذ فترة طويلة؛ كما ساهم في ربط الفنَّانين هناك بشبكة دولية. إلى أي مدى نجح ذلك في هذه الظروف؟
ليمان: لم ينجح ذلك إلاَّ بشكل جزئي، لأنَّه لم يكن من السهل بسبب السياسة القمعية الوصول إلى بقية الدول. وعلى الرغم من أنَّنا أتحنا للبعض إمكانية المشاركة في برامج تبادل دولي، إلاَّ أنَّني أعتقد أنَّ ذلك سيكون الآن أسهل بكثير من السابق. ولكن من الواضح أنَّ هذه البلدان يغلب عليها طابع الشباب، والأنشطة الثقافية والإنترنت. وهذا ما لاحظناه في اثنتين من مدوَّناتنا. المدوَّنة الأولى اسمها "ترانزيت" وتساهم في تمكين الناس المنتشرين في مناطق متفرِّقة والذين يريدون التغيير من التواصل فيما بينهم. ويتم استخدام موقع "ترانزيت" كثيرًا، وفي هذه المدوِّنة يتم تدوين كلِّ شيء من الظروف المعيشية وحتى الفرص المهنية والسياسية. ولدينا أيضًا منذ فترة طويلة موقع الشباب العربي الألماني "لي لك". وبالتالي يشكِّل المدوِّنون البداية الحاسمة بالنسبة لهذا التطوّر.
لا شكّ في أنَّ معهد غوته لا يهتم فقط بدعم التواصل في شبكة دولية، بل كذلك بتشجيع الحياة الفنِّية والثقافية. كما أنَّ معهد غوته يهتم دائمًا بالعمل مع شركاء محليين. فعلى أي شركاء يمكنكم المراهنة في هذه المرحلة الانتقالية؟

ليمان الصورة، معهد غوته
يقول ليمان: "نحن موجودون في الواقع هنا من أجل تشجيع الناس على البقاء في البلاد. لأنَّه في حال استمرار هذه الهجرة، فعندها ستصبح هذه البلدان من دون أمل".
​​ليمان:
نحن نعمل مع الأفراد ولا يوجد سوى القليل من العلاقات الهيكلية. ويشكِّل هذا كذلك ضعفًا في الوقت الحاضر. والعمل مع الأفراد يعد أمرًا رائعًا. ولكن يجب علينا إيجاد أشكال تنظيمية من أجل ربط الأمور ببعضها، حتى تزداد قوتها وتتطوّر. وحاليًا نهتم بكيفية تنظيم الفنَّانين ضمن جمعيَّات أو بمعرفة الهياكل السياسية الاجتماعية الموجودة في المنطقة. إذ يوجد اهتمام كبير الآن؛ ولكنه سوف يتضاءل في وقت ما ويتشتَّت ويفقد الاتجاه. ولهذا السبب نحاول الآن تقديم أمثلة على كيفية تطوير عمل تنظيمي. وفي أثناء ذلك لا نتحدَّث حول المضمون - فهذا من شأن العالم العربي، إذ يجب أن يكون لدى العرب أفكارهم الخاصة. لكننا نقدِّم المساعدة التي تمتد إلى بعض القضايا مثل "التغلّب على النزاعات" و"المساواة" أو"الدستور".
يرى الآن الكثير من الفنَّانين في المنطقة أنَّ حكوماتهم هي المسؤولية عن دعم الثقافة والفنون. هل يعني ذلك بالنسبة لمعهد غوته أنَّه ربما يجب عليه الانسحاب والكف عن التخلي عن بعض نشاطاته؟
ليمان: هذا سؤال صعب. أعتقد أنَّ الفنَّانين يأملون أن نستمر في توفير خدماتنا. وأعتقد أنَّهم يخرجون عن وعي من القيود الضيِّقة وأنَّهم يريدون أن يصبحوا قادرين على مقارنة ما يحدث في أماكن أخرى. وفي الواقع ليس صدفة أن يغادر البلاد حاليًا الكثير من الأشخاص الحاصلين على تعليم جيد. نحن موجودون في الواقع هنا من أجل تشجيع الناس على البقاء في البلاد لأنَّه في حال استمرار هذه الهجرة، فعندها ستصبح هذه البلدان من دون أمل، ولن تبقى فيها بعد نخب هي بحاجة إليها. ومن دون وجود تنمية اقتصادية سيكون أيضًا المفهوم الثقافي الذاتي غير كافٍ للنهوض حقًا في عالم جديد أفضل.


أجرت الحوار: آية باخ 
ترجمة: رائد الباش 
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2011
دكتاتورية حزب البعث ومستقبل سوريا

الأبد هدف مجانين السلطة...الأسد و"ما بعد الأبد"!

يعتبر الكاتب والروائي اللبناني اللبناني المعروف الياس خوري أن هوس الاحتفظ بالسلطة الى الأبد هو ما دفع نظام الأسد الى إحراق سوريا الجميلة بشكل همجي لا مبرر له. فالعنف الفائض الذي استخدم لم يكن بهدف قمع المتظاهرات والمتظاهرين من أجل اطفاء نار الاحتجاج الشعبي فقط، بل كان يهدف أيضا الى تلقين الشعب السوري درسا لن ينساه الى الأبد.
منذ انفجار الاحتجاجات الشعبية في سوريا في آذار- مارس 2011، رفع انصار النظام الاستبدادي أو ما يطلق عليه السوريون اسم ‘الشبيحة’، شعارين:
الشعار الأول هو ‘الأسد او نحرق البلد’، واشتعلت الحرائق، وامتلأت شوارع المدن والبلدات السورية بجثث الشهداء والضحايا. بدأ النظام باحراق البلد قبل ان تطلق المعارضة السورية رصاصة واحدة. الأزهار والمياه التي قدمها غياث مطر للجنود السوريين، قابلها النظام بإعادة جثة الشاب الى ذويه مشوّهة. والرد على مظاهرات درعا السلمية اتى عبر جثة الفتى حمزة الخطيب الممزقة، وحنجرة القاشوش اقتلعت قبل ان ترمى جثة المنشد الشعبي في نهر العاصي.
لم يسبق ان استخدمت الدبابات في قمع المظاهرات، ولم يسبق لسلطة ان تجبّرت كما فعل نظام الابن الذي لم يحفظ من تاريخ والده سوى مجزرة حماه، ووأد المجتمع السوري في الصمت، وسحق المعارضة في سجن تدمر الرهيب.
بدأ النظام في إحراق البلد بشكل همجي لا مبرر له. فالعنف الفائض الذي استخدم لم يكن بهدف قمع المتظاهرات والمتظاهرين من أجل اطفاء نار الاحتجاج الشعبي فقط، بل كان يهدف أيضا الى تلقين الشعب السوري درسا لن ينساه الى الأبد.
الأبد... هدف مجانين السلطة
 الاسد انتخب على أطلال براميل النظام السوري المتفجرة; Foto: Getty Images
يرى الكاتب اللبناني البارز إلياس خوري أن استبداد نظام الأسد نجح في تحويل سوريا إلى رقعة شطرنج يتبارى فيها اللاعبان الدوليان فوق أنهار الدم والدموع، مشيرا إلى أن نزع الكيماوي يعطي مظلة حياة مؤقتة لنظام الأسد، وهذا ما يريده الروس، ولا يسمح بانتصار الشعب السوري على جلاديه، وهذا ما تريده الولايات المتحدة وروسيا!
والأبد، كما يعلم القاصي والداني، هو هدف مجانين السلطة، ونقطة ضعف جميع المستبدينواذا كان الجنون قد قاد الامبراطور الروماني كاليغولا الى ان يعلن انه يريد القمر، كما في مسرحية البير كامو التي تحمل اسم الامبراطور عنوانا، فإن الملك المحتضر كان له طلب واحد هو الخلود المستحيل، كما في مسرحية يوجين يونيسكو ‘الملك يموت’. غير أن الأسد الأب تفوق في خياله الإستبدادي على خيال أسلافه جميعا، فانتقلت اليافطات المؤيدة له من كونه رئيسا ‘الى الأبد’ الى اعلانه رئيسا ‘الى الأبد والى ما بعد الأبد’.
لم أستطع فهم معنى ما بعد الأبد إلا حين رأيت كيف يقوم الإبن بتنفيذ أبد والده عبر إحراق سوريا وتدميرها، ثم ينتقل الى مرحلة ما بعد الأبد عبر ترشيح نفسه كي يكون رئيسا على الركام.
الأسد أو نحرق البلد’، لقد نجح الشبيحة وحلفــــاؤهم الروس والإيرانيون والميليشيات التــــابعة في إحــــراق البلد، بل نجحوا في استدراج ميليشيات تشبهـــهم في استبدادها كي تتسلط على الشعب السوري، وتدعشه وتنصره على نفسه.
وهذه مسألة يجب ان تفتح صفحتها كي نفهم من يتحمل مسؤولية هذا الإنهيار، وكي تتم محاسبة قيادات المعارضة والجيش الحر ايضا، من دون ان ننسى دور النفط الخليجي، ولؤم الغرب ونذالته ونذالة من عوّل على مساندته لقضية الحرية في سوريا.
كان الخيار هو الأسد أو احراق البلد، احـــترق البــــلد، وتشّرد الشعب، فلماذا الأسد بــــعد ذلك. حـــــرف ‘او’ يعني ان الحريق جاء بعد ان صـــار بقاء الأسد مستحيلا، او هكذا تدلّ العبارة، لكن يبدو ان للنظام طريقته الخاصة في إعراب اللغة.
بشار الاسد في مكان ; Foto: Screenshot Twitter
ألياس خوري: كان الخيار هو الأسد أو احراق البلد، احـــترق البــــلد، وتشّرد الشعب، فلماذا الأسد بــــعد ذلك. حـــــرف ‘او’ يعني ان الحريق جاء بعد ان صـــار بقاء الأسد مستحيلا، او هكذا تدلّ العبارة، لكن يبدو ان للنظام طريقته الخاصة في إعراب اللغة.
الأسد أو لا أحد
لذا اندفع الإستبداد الى تطبيق شعاره الثاني، الأسد او لا أحد’.فإذا كان الأبد يعني إحراق سوريا، فإن ما بعد الأبد يعني الدخول في عالم يصنعه خيال مريض، لا يشبع من سفك الدماء، ولم يعد له سوى هدف واحد هو استمرار الانتقام من ‘العبد’ الذي تمرّد على سيده الى ما لا نهاية.
الدعم اللامحدود الذي تلقاه ولا يزال يتلقاه النظام، سمح له بالذهاب الى شعاره الثاني، لكن الواقع السوري المأسوي أحدث عليه تعديلا، فاستبدل ‘أو’ ب ‘و’، والمسألة لا تقتضي جهدا لغويا خاصا، فاستبدال حرف عطف بحرف عطف آخر، مسألة في غاية البساطة. هكذا صار الشعار الفعلي هو ‘الأسد… ولا أحد’.
أي أن الخيار بين ‘السيد الرئيس′ (وهذا عنوان رواية أستورياس عن مآلات الاستبداد في أمريكا اللاتينة)، وبين الفراغ او اللا أحد لم يعد مجديا، لأن الرئيس نفسه صار هو هذا اللا أحد.
بشار الأسد اننتخب رئيسا على إيقاع البراميل المنفجرة والدماء وفي بلد ممزق الأوصال، وسينعم باللقب سبع سنوات أخرى، أو هكذا يظن.
الكاتب اللبناني المعروف الياس خوري; Foto: dpa/picture-alliance
ولد الكاتب اللبناني إلياس خوري عام 1948 في بيروت. ويعمل محرررا في جريدة النهار البيروتية. شارك في إصدار العديد من المجلات الدورية السياسية وعمل لفترة معينة مديرا فنيا لمسرح بيروت. ومن روياته "باب الشمس" التي تتحدث عن تاريخ الفلسطينيين الحديث.
ولكن من هو هذا الرجل اليوم؟
هل هو الأمين القطري لحزب البعث، الذي تدعمه وتقاتل بالنيابة عنه ميليشيات أصولية عراقية ولبنانية؟
أم هو زعيم الممانعة الذي سلّم سلاحه الكيميائي مقابل ان يبقى في السلطة؟
أم هو بطل استكمال ذاكرة مذبحة تل الزعتر بحاضر مأساة مخيم اليرموك؟
أم هو بطل الجولان الذي لم تطلق فيه رصاصة واحدة منذ أربعة عقود؟
أم هو القائد العام لجيش لا يقود، بل يقاد من قبل الحرس الثوري الايراني؟
أم هو الإبن الذي نسي سر أبيه بأن تكون سوريا لاعبا إقليميا على جماجم أبنائها، فأبقى سور الجماجم الهولاكي، متخليا عن دوره كلاعب ومحولا سورية الى ملعب لكل من هب ّودب ّمن القوى الإقليمية والدولية؟
هل يحكم هذا الرجل ركام بلاده أم أنه صار جزءا من هذا الركام، وما عليه سوى ان يدفع الجزية لأسياد سوريا الجدد؟
الأسد … ولا أحد
الأسد هو اللا أحد
انه كائن ضبابي يسبح فوق الدم والأشلاء، ويدّعي انه سيكون رئيسا لجمهورية لم تعد موجودة.
هذا هو ‘ما بعد الأبد’، الذي بشرتنا به يافطة علقها الأزلام، في يوم مضى، على مداخل طرابلس الفيحاء، أو طرابلس الشام، او مدينة القهر والدم، التي لا تزال تدفع من دم أبنائها ثمن الأبد الأسدي وما بعده.

حقوق النشر: الياس خوري 2014

هتلر وستالين وموسيليني وتطرف كاثوليكي تحت راية الأسد: لماذا يدافع متطرفون من أوروبا عن نظلم الأسد

الخميس، 26 يونيو 2014

كتائب القسام تنشر تفاصيل عملية أسر الجندي "شاليط" ..

 الحلقة الثانية

كتائب القسام تنشر تفاصيل عملية أسر الجندي "شاليط" .. الحلقة الثانية
تاريخ النشر : 2014-06-26
 
رام الله - دنيا الوطن
يواصل الموقع الإلكتروني لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، نشر تفاصيل عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث نشر اليوم الحلقة الثانية، والتي تبدأ من نهاية الحلقة الأولى حيث تم تثبيت ساعة الصفر للعملية:

بعد اتفاق المجلس العسكري على اللمسات الأخيرة للعملية، صلى الجميع صلاة الحاجة، وتم تثبيت ساعة الصفر وهي ما بعد صلاة الفجر من يوم 25/6/2006م، انطلقت قيادة الكتائب الميدانية إلى منطقة العمليات لتشرع بخطوات التنفيذ، حيث تم عزل الفريق المنفذ لمدة يومين وبتعليمات صارمة محددة.

اللمسات النهائية

ليتم بعد ذلك استقبال الفريق في مكان مخفي يمثل نقطة التجمع الأخيرة قبل التوجه نحو خط القتال قبالة السياج، وهنا تم للمرة الأولى فقط شرح نوعية العمل والهدف المطلوب تدميره ومسؤوليات كل شخص قبل التنفيذ بأقل من 24 ساعة، مع عرض فيلم لكامل قطاع المعركة وإبقاء طريقة الوصول للهدف سريّة، ذاك الفيلم كان يوضح نقاط الهجوم ومقتربات المجموعات و خط الانسحاب....الخ.

قام كل عنصر بإعادة سرد دوره بالتفصيل أمام الجميع وبطرح أي أسئلة يريدها، واستخدمت الأفلام والرسومات التوضيحية لشرح مكونات الأهداف ومحاور التقرب إليها، وأبقي مسار الوصول لمنطقة العملية سرا حتى اللحظة الأخيرة، ولم يعرف به أي أحد منهم حتى نزولهم النفق، وكان الكل يعتقد أن خط التقرب هو إنزال من الجو (وقد أشير إلى هذه النقطة في البيان الصادر من الكتائب – وحدة الإنزال– لتضليل العدو).

وبعد هذه الإجراءات تم تصوير المشاركين بكامل التجهيزات، وقراءة الوصية الأخيرة بشكل جماعي وفردي، وقبل صلاة الفجر صلى الجميع قيام الليل وصلاة الحاجة، وفي الصباح الباكر تم نقل فريق الاقتحام مع كامل التجهيزات بعد جملة من الإجراءات الأمنية إلى الموقع المحدد حيث نقطة الانطلاق "بئر النفق"، شاهد كل عنصر في الفريق الجزء المعني به من كامل القاطع كما اطلع على مجنّباته عياناً من فتحة خاصة لهذا الغرض.

داخل النفق

تحققت القيادة الميدانية للعملية من كامل مسار النفق قبل نزول الفريق للتأكد من الإنارة والتهوية، ليتم بعدها نقل حقائب عناصر الفريق وبترتيب معاكس لانطلاقهم من الطرف الآخر، وذلك منعاً من حدوث تزاحم أو إرباك في نهاية النفق، لأن عرض النفق لا يسمح إلا بمرور شخص واحد.

قام دليل فريق الاقتحام بالنزول إلى النفق حتى نهايته، مصطحباً بعض المعدات والتجهيزات، وذلك تحضيرا لإغلاق عين النفق عند التنفيذ، ثم عاد أدراجه بعد أن وقف على صلاحية تدعيم النفق وماتور السحب.

أمضى فريق الاقتحام سحابة يومهم في قراءة القرآن والذكر والاستراحة والتدقيق على المحمولات وصلاحيتها، ومن ثم قاموا بتجهيز الحقائب مع رقم لكل عنصر وترتيبها عند باب النفق بشكل عكسي يراعي ترتيب المجاهدين ووصولهم إلى عين النفق، بحيث يقوم المجاهد رقم (1) باجتياز الحقائب إلى آخرها فيجد حقيبة رقم (1).

وبعد هذا الإجراء يقوم دليل الفريق بإخراج تجهيزات المجاهد وتحميله إياها، ثم يسحب أقسام السلاح ليكون جاهزاً للاشتباك فوراً ويشير له إلى اتجاه الجزء المكلف به، فيخرج المجاهد سريعاً وينبطح على الأرض بوضع قتالي للاشتباك مع أي كمين للعدو مخفي في المنطقة، ولحماية فريق الاقتحام حتى يخرج جميعه، ويتوجه نحو النقاط المكلف بها، ثم يقوم دليل الفريق بإغلاق عين النفق بطريقة مدروسة، ويقوم آخر عنصر وهو الظهير بمسح عين النفق من الخارج لإخفاء الآثار ما أمكن، ثم ينطلق نحو نقطة ملائمة لاعتراض النجدات ويختفي تماما.

شرع فريق الحفر بسحب الحقائب بواسطة الماتور حتى عين النفق، حيث قام الدليل بترتيبها الأخير قبل نزول فريق الاقتحام كما سبق ذكره، كما تم رصد موقع العدو بدقة طيلة هذا اليوم لملاحظة أي تغيير في سلوك العدو، مما يعطينا إشارة بأن العدو ربما شعر بخطر ما وهو ما لم يحدث بحمد الله.

عند الثانية بعد منتصف الليل وبعد الدعاء، انطلق فريق الاقتحام بالتسلسل الذي سوف يخرجون به من عين النفق من الجهة المقابلة حسب ترتيب مجموعات الاقتحام كما يلي:

أولاً: وحدة الدبابة لأنها أبعد نقطة وتشكل دوماً قدم ارتكاز لكل الموقع ولأي نجدات تأتي.
ثانياً: وحدة المصفحة بالقرب من البرج، وهي الأقرب للسياج بهدف كشف المتسللين.
ثالثاً: وحدة الأبراج وهي مكونة من عنصرين (محمد فروانة وحامد الرنتيسي).
رابعا: الظهير

الاستعداد للمواجهة

بدأ فريق الاقتحام بالنزول إلى النفق وجميعهم يلهج بالدعاء ويتشوق إلى الاشتباك مع جنود العدو، حيث تعاهد الفريق على أن يصعدوا فوق المدرعات ويدوسوا فوق جنود العدو، واجتازوا مسافة 450م بالزحف على الأيدي والركب حتى وصلوا إلى عين النفق بعد نصف ساعة من الزحف.

صلّى الجميع الفجر داخل النفق وقبل صعودهم، تم توجيه مجموعتي انتشال ومساعدة وإسعاف إلى منطقة قرب خط الانسحاب واختفوا بين الأشجار منذ مساء اليوم السابق.

كما تم تكليف الإعلام العسكري بنشر المصورين في نقاط مختارة بعد تزويدهم بالمعلومات الإعلامية اللازمة، حيث أُولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً في هذه اللحظة.

مفاجآت

وبعد أداء الفريق صلاة الفجر في نهاية النفق، قام دليل الفريق بإخراج تجهيزات كل عنصر في فريق الاقتحام وترتيبها في سترة القتال الخاص به ثم سحب له الأقسام، وتوكل هذا العنصر على الله وخرج من عين النفق سريعاً ثم انبطح على الأرض وأخذ وضعا للاشتباك.

وهنا شاهد دليل الفريق جيباً للعدو واقفاً بين الشجر في المربع المقابل وبدون أي حركة حوله، فدار في خلده أن يقوم أحد العناصر بمهاجمته وقتل جنوده وأسرهم، ولكن كان القرار بالإبقاء على أصل الهدف وعدم تغييره في هذه اللحظة، ولاحقاً كان تقدير القيادة أن هذا الجيب كان لمجموعة كمين للعدو كامنة في تلك المنطقة بعيداً عن السياج نسبياً لاصطياد المتسللين، ولسبب ما فإن المجموعة كانت نائمةً في مكان ما بين الشجر بدون حراك أو أن الجيب كان فارغا للتضليل فقط.

خرج جميع الفريق بنفس الأسلوب الذي خرج فيه العنصر الأول، وقام دليل الفريق بالإشارة نحو هدف كل مجموعة (التي تتكون من عنصرين)، عدا الظهير فكان عنصراً واحداً، وهنا فوجئ الدليل بأن العدو قد أنار كامل المنطقة بالكشّافات وأحالها إلى نهار، ولكن الأمر صدر من القيادة بالتوكل على الله وسرعة التنفيذ حيث لا مجال للتراجع، وأُعطى الأمر لفريق الاقتحام بالانطلاق بشكل سريعٍ ومخفيٍ حسب الأصول التي تدرب عليها نحو هدفهم.





غزة ستدخل في حالة فوضى

Ärzte scho)

تاريخ النشر : 2014-06-26
 
بقلم: عبدالله عيسى

في بداية شهر حزيران وعندما اقتحم موظفو حماس البنوك وأغلقوها لم أتقبل شخصيا ذلك الاحتجاج العنيف وقلت انه غير مبرر لأنه لم يمض على تشكيل الحكومة آنذاك سوى بضعة أيام والحكومة تحتاج إلى بعض الوقت لحل مشكلة رواتب موظفي حماس بغزة ورأيت في حينها إعطاء الفرصة الكاملة للحوار بين فتح وحماس لحل المشكلة .

وقلت أيضا أن المصالحة بائسة كيف لم تجد حلولا مسبقة لمثل هذه المشاكل وان الحوارات كانت تركز على الشكل والاحتفال والرقص والطبل والزمر دون الخوض في جوهر مشاكل غزة .. وقلت في مقال سابق أن فشل فتح وحماس في حل مشاكل غزة جعل الطرفين يتسابقان في كيل الاتهامات والشتائم كحل أسهل من مواجهة مشاكل الناس وحلها .

للأسف الارتباك الحكومي في مواجهة مشاكل غزة سيد الموقف .. وزير يصرح صباحا ويحدد موعدا لصرف رواتب حماس ثم ينفيه مساءا وبعد ساعة ينفي النفي ويؤكد صرف الرواتب بدون تحديد موعد هذه المرة .. وزير اخر يصرح بعكس ذلك كله .

غزة ستدخل في حالة فوضى إن لم تصرف رواتب موظفي حماس لان صبرهم نفد ولا أظن أن هنالك قصص وروايات يمكن أن يقولها احد لتهدئ من غضبهم وانفعالهم .

البعض يقترح في مواجهة فوضى غزة المتوقعة احتجاجا على عدم صرف رواتب حماس بان يتم إعلان تعديل حكومي على حكومة الحمدالله بحيث تصبح صلاحيتها في نطاق الضفة فقط أي العودة لمربع ما قبل المصالحة .. باختصار عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل المصالحة وأهل غزة أمرهم لله .

وأقولها بصراحة أن المصالحة أصبحت في ذمة الله وتنتظر رصاصة الرحمة لأنها عجزت عن حل أي مشكلة لقطاع غزة .. وإما أن تجتمع فتح وحماس بغزة بأقصى سرعة لتدارك الموقف وإما أن يتم إعلان وفاة حكومة الوفاق الأسبوع القادم .

هنالك من يرى أن الحكومة ليست في عجلة من أمرها لحل مشاكل غزة وهنالك من يرى أن المصالحة " بيعة خسرانه " لا لزوم لها .

على كل حال نحن أمام امتحان صعب الأسبوع القادم مع موعد صرف رواتب موظفي السلطة بغزة .. وما هو رد فعل موظفي حماس الذين سيكررون مشهد إغلاق البنوك بغزة وربما ما هو أصعب من ذلك ولا تعريف لما سيحصل سوى الفوضى .. وتدارك الفوضى وحل مشكلة رواتب موظفي حماس بغزة سينقذ المصالحة والتراخي في حل المشكلة سيؤدي إلى نهاية حكومة الوفاق والمصالحة طبعا .