الجمعة، 27 مايو 2016


لاجئات.. من متزوجات في سوريا إلى مطلقات في ألمانيا

الطلاق ليس بالأمر الغريب على أي مجتمع، لكن الملفت هو ازدياد حالات الطلاق بين اللاجئات السوريات. حيث هناك من تطلب الطلاق بمجرد وصولها لألمانيا أو ترفض التحاق زوجها بها. فما الذي يدفع بعض اللاجئات إلى اتخاذ قرار الانفصال؟
Amani alleine unterwegs mit ihren Kindern in der Türkei
من الظواهر المثيرة لاهتمام الخبراء والتي بدأت تنتشر بين اللاجئين السورين، ظاهرة انفصال الزوجات عن أزواجهن. فحتى مع غياب أي معطيات أو إحصائيات دقيقة لعدد الحالات، إلا أنها تبقى ظاهرة مقلقة حسب معطيات بعض الجمعيات التي تهتم بملفات اللاجئين من خلال تواصلها معهم ومرافقتها لهم. حيث تم رصد حالات متعددة لطلب الانفصال بمجرد الوصول إلى ألمانيا، ناهيك عن حالات رفض زوجات القيام بإجراءات لم الشمل لأزواجهن.
تقول أماني (32 سنة) وهي تتأمل خطوط كفها بعينين دامعتين: "صدقته لكنه ضحى بي ليتزوج صديقته، حيث علمت بزواجه في نفس اليوم الذي ركبت فيه مع ابنتي التوأم ما يطلق عليه زورق الموت، و هو قارب مطاطي كان على مثنه 75 شخصا، انطلق القارب من تركيا”. تضيف أماني "الحرب والأوضاع في سوريا أجبرتني على أن أطاوع زوجي أغادر من دونه إلى تركيا حيث يقيم ابني محمد (26 سنة)، رفضت الفكرة في البداية طبعا خصوصا بعد 26 عاما من الزواج، إلا أنني استسلمت في النهاية. بعد وصولي إلى تركيا ازداد ارتباطي بزوجي أكثر رغم البعد، كان يهديني كل صباح عبر واتس أب أغاني حب و يعدني بأن يلتحق بي".
الاحتفال بالطلاق
أماني مثل كثيرات من السوريات اللواتي فضلن أو أجبرن على مغادرة سوريا بمفردهن وانتظار التحاق أزواجهن بهن، في ألمانيا. لكن قليلات نجحن في لم الشمل، حيث طالبت أماني بالطلاق ورفضت تقديم طلب لم الشمل لزوجها الذي تركته في سوريا. فهي علمت باقتران زوجها بغيرها في الليلة التي غامرت فيها بحياتها بركوب زورق مطاطي مع لاجئين آخرين من تركيا إلى اليونان لتتابع من هناك طريقها إلى ألمانيا، حيث تقول في لقائها مع DW عربية " أخبرني ابني أن والده تزوج منذ خروجي من سوريا، وقد أخبرني بذلك لأني رفضت مغادرة تركيا دونه، لم أبك لحظتها، بكيت حين وصلت ألمانيا. بعد أيام تواصلت معه عبر واتس أب ف أرسل لي ورودا و قبلا كالعادة، أرسل رسالة صوتية يقول: إنه يحبني وينتظر أن أبدأ إجراءات لم الشمل كي يلتحق بي. سألته: لماذا فعل بي كل هذا؟ لماذا كان يقتلني بشوقه وهو في حضن إمرأة أخرى رتب لأجلها إبعادي عن بلدي وعنه؟" وتتابع أماني أنها أرسلت له رسالة صوتية طلبت فيها الطلاق منه، فلم يتردد في تلبية طلبها، ما كان له وقع الصاعقة عليها وتقول "بكيت ليلتها إلى أن تم نقلي إلى المستشفى بسبب ضيق التنفس. حين عدت قررت أن ابدأ من جديد، قررت أن أتحرر ممن تخلى عني". ويبدو أن ذلك كان بداية تغير ظروفها وتحسنها ففي "اليوم ذاته وصلني خبر حصولي على الإقامة وانتقالي إلى شقة جديدة. في شقتي الجديدة احتفلت بطلاقي.لا أفهم هذا الشعور بالفرح الذي أحسسته وأنا احتفل بطلاقي، ربما لأني نجحت في إقناع نفسي بأن حياة أفضل أمامي في ألمانيا، وأن الله أراد لي الأفضل، فأنا هنا لست وحدي".
Amani alleine unterwegs Türkei
أماني تفترش العراء في تركيا مجسدة مأساي ومعاناة اللاجئات السوريات
ربما تكون حالة طلاق أماني نهاية حتمية بسبب "الخيانة" التي أحست بها، خصوصا أنها ترى تواجدها في ألمانيا مصدر قوة لها. في المقابل اختارت "م.هـ." وهي شابة سورية (23 سنة) الانفصال عن زوجها بمجرد وصولهما إلى ألمانيا. وتقول في حوارها مع DW عربية "بعد وصولي أنا و زوجي إلى ألمانيا، نزلنا في أحد مراكز إيواء اللاجئين. زوجي شاب وسيم كما يقول الجميع، لكنه عنيف. لم أكن اهتم كثيرا بعنفه لأني كنت أراه جزءا من حياتنا الاجتماعية وتكويننا الثقافي، بل كنت أرى عنفه من سمات رجولته". تضيف "م.هـ." بأنهما تزوجا قبل أربع سنوات بشكل تقليدي كما هو سائد في سوريا. وتتابع "خلال رحلتنا من تركيا إلى ألمانيا أصبح أكثر عنفا. لكن في ألمانيا ومباشرة بعد إقامتنا بمركز إيواء اللاجئين اختلف الوضع بالنسبة لي، حيث تعرفت على شاب مسلم لا أحب ذكر جنسيته، كان يراعي شؤوننا داخل المركز، لم أكن أدرك أن هدوءه وسعة صدره قد تجعلني ارتبط به عاطفيا". وتقول بأنها شعرت بالقرب منه "بشكل غريب" فقررت الانفصال عن زوجها. وتستدرك القول بأن "المسألة ليست سهلة طبعا، لكني كنت حازمة في موقفي وطلبت نقلي إلى مركز آخر بعيدا عنه. سأتزوج من جديد و أظن أنه من حقي أن أكون سعيدة. احتفلت بانفصالي بطريقتي، حيث رميت خاتم زواجي في نهر الراين لأودع جميع أحزاني".
أغلب حالات الطلاق أسبابها اجتماعية
Rupert Schüler Diplom Pädagogik
روبرت شيولر يرى أن اسباب طلاق اللاجئات اجتماعية وليست اقتصادية
يرى الباحث الاجتماعي، روبرت شيولر، أن حالات الطلاق بين اللاجئين السوريين عادية كأي مجتمع، إلا أن غير العادي حسب رأيه هو أن تقدم الزوجة على هذه الخطوة. ويقول لـ DW عربية "إن الظروف الاجتماعية هي أحد أهم الأسباب التي تدفع بزوجات سوريات إلى طلب الطلاق في ألمانيا. حيث أن وضع المرأة في ألمانيا أكثر قوة مما في سوريا. والأكيد أن السوريات اللواتي أقدمن على طلب الطلاق عانين خلال فترة الزواج في صمت". ويضيف الباحث الاجتماعي أن المجتمع السوري مختلف عن الألماني الذي يرى الطلاق حق للجميع، "مادام عنصر الاستقرار أصبح مستحيلا وإن هؤلاء الزوجات بدأن الآن يركزن على ذواتهن بالدرجة الأولى. فهن سيدخلن في مقارنة مع نساء أخريات يتمتعن بحقوقهن الكاملة في إبداء الرأي والعمل، والاستقلالية عن العائلة، التي أقصد بها هنا أم الزوج أو الأقارب الذين يشكلون العائلة الكبيرة".
ويرى شيولر أن الزوجة في المانيا في مركز قوة بسبب الدعم النفسي والاجتماعي والاداري أو المادي أيضا. إذ أن "ألمانيا تمنحها رعاية خاصة، و تجعلها تدرك قيمتها كإنسان من حقه التعبير، والعمل والحياة". ويضيف بأن التي تطلب الطلاق بمجرد وصولها إلى ألمانيا "ترى أن ألمانيا هي المخلص ليس فقط من الحرب في سوريا فقط وإنما من الحرب النفسية التي تعاني منها في حياتها الزوجية. وينبغي ألا ننسى أن بعض الزيجات لا تتم عن حب، بل حسب التقاليد. لذا هناك من تطلب الطلاق انتقاما ليس من الزوج بل من أم الزوج التي كانت قد عاملتها في فترة من الفترات بعنف". وحسب رأيه هناك أيضا من تطمح إلى تطوير وتأهيل نفسها بمعزل عن زوجها الذي ربما كان "السبب في توقفها عن العمل أو الدراسة مثلا. وفي في كل هذه الحالات يبقى الجانب الاقتصادي غير حاضر هنا كسبب مهم ومباشر للطلاق، لأن ألمانيا توفر الإمكانات المادية بالتساوي، وتمنح فرص العمل بشكل جيد من خلال إدماج اللاجئين".
لكن مهما كانت الأسباب والدوافع، يبقى الطلاق حالة إنسانية عامة. ويمكن أن يكون ردة فعل على تراكمات ومشاكل اجتماعية وتقاليد وأعراف تحكم طبيعة العلاقة الزوجية.

مختارات

معلم دين إسلامي يتحرّش بفتاة وهي تتلو القرآن في لندن

صورة: معلم دين إسلامي يتحرّش بفتاة وهي تتلو القرآن في لندن
تاريخ النشر : 2016-05-26
 
رام الله - دنيا الوطن
تحرّش والي محمد (41 عامًا) معلم دين إسلامي، بفتاة صغيرة كان يعلّمها التجويد في منزله في لندن، حيث تحسس مؤخرتها وفخذها وهي تتلو القرآن الكريم، وذلك بحسب صحيفة “ديلي ستار” البريطانية.

وظنت الفتاة المراهقة، أنّ ذلك التصرف ما هو إلا تصرف أخرق، لكن الشرطة ألقت القبض على المعلم، بعد أن تقدمت الأم ببلاغ إثر شكوى ابنتها.

وأشار المدّعي بمحكمة ساوثوورك، إلى أنّ الأم أرسلت ابنتها للدراسة، على يد ذلك المعلم منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014.

ووفقًا للضحية، التي طلبت عدم ذكر اسمها، رغم جلوس المعلم على الأريكة بعيدًا عن الطلاب الجالسين على الأرض، بدأ المتهم تحسس قدم الفتاة بقدمه، كما لمس مؤخرتها عندما انحنت على الأرض لالتقاط شيء ما، كذلك كان يتحسس فخذها من تحت المصحف المفتوح أمامها، حتى ضجت الفتاة بتصرفاته، وأخبرت والدتها.

من جانبه، أنكر المتهم لمس الفتاة بأي شكل من الأشكال.



فلسطينية تسامح قاتل إبنها لأنه من بلد "المليون شهيد"

فلسطينية تسامح قاتل إبنها لأنه من بلد "المليون شهيد"
تاريخ النشر : 2016-05-27
 
رام الله - دنيا الوطن-وكالات

قررت سيدة فلسطينية مقيمة في الجزائر أن تسامح قاتل ابنها، رافضة أن يسجن، لكونه يحمل جنسية بلد "المليون شهيد".

ورفضت الأم في محكمة ولاية الحراش، أن يسجن شرطي يبلغ من العمر 33 سنة، تسبب في مقتل ابنها الذي بلغ من العمر 23 سنة.

وقد رفضت تلك الأم طلبات ممثل النيابة بإدانته بعام حبسا نافذا، مع فرض غرامة قدرها 20 ألف دينار جزائري، وسحب رخصة القيادة منه.

وقالت الأم في جلسة المحكمة: "يكفي ابني أن يدفن في بلد الشهداء، فقد مات في الجزائر التي ساندت القضية الفلسطينية في كل المحافل منذ عهد الراحل هواري بومدين"، وفق ما ذكرت صحيفة النهار الجديد الجزائرية.



الاثنين، 23 مايو 2016

وثائق سرية جدا.. هكذا كُشف “أرشيف الأسد” الإجرامي ونقل إلى خارج سوريا


نشر مجلة “نيويوركو” الأمريكية تحقيقا للكاتب بن توب تحت عنوان ” ملفات الأسد” وتضمن ما يقول إنها “وثائق سرية جداً” التي تربط النظام السوري بالقتل والتعذيب الجماعي، فيما قد يشكل مع الصور التي التقطها أكبر ملف قضائي منذ محاكمات نورمبرغ.



وتمكن “توب” الذي يتابع الحرب من الاطلاع على هذا “الكنز” بعدما دعاه الخريف الماضي المحقق في جرائم الحرب “بيل ويلي” الذي عمل في محاكم دولية عدة لمعاينة عمل لجنة أسسها لتحضير الدعوى ضد المسؤولين الكبار في النظام السوري، شرط ألا يكشف موقع المقر والحكومات التي تساعده وأسماء العاملين معه، عدا بعض الاستثناءات.



وعلى هذا، قرَر “ويلي” خوض هذه التجربة، وأشرف، بناء على طلب من الحكومة البريطانية، تدريب مجموعة من السوريين في اسطنبول على جمع الأدلة التي قد تكون مفيدة في دعاوى جرائم الحرب. وكلف مستشاراً أمنياً اختيار بعض الناشطين السوريين والمحامين الذين طلب منهم تجنيد أصدقاء موثوق فيهم.



ودرب “ويلي” الناشطين على تصوير فوهات المدفعية وقياسها وجمع الشظايا وتحديد أنواع الأسلحة المستخدمة وغيرها، ولكنه أشار إلى أن “الشيء الكبير الذي أردنا أن يركزوا عليه كانت الوثائق الصادرة عن النظام”، والتي وصفها بأنها “ملك أو ملكة الأدلة في محاكمات جنائية دولية”.



وبعد دورات تدريبية عدة، دعا ويلي ستيفن راب الذي كان في حينه السفير الأمريكي المتجول لمسائل جرائم الحرب، للتحدث إلى نحو 12 سورياً جندوا للقيام بالمهمة.



وكان الرجلان التقيا قبل عقد، إذ كانا يعملان لصالح محكمة رواندا. وخلال اجتماع لهما في اسطنبول ناقشا إنشاء مركز يمكن أن يحتفظ بالوثائق التي يمكن استخدامها لاحقا في محاكمات.



ومع أنه يعود إلى مجلس الأمن وحده إحالة الأزمة السورية على المحكمة الجنائية الدولية، قال “ويلي” إن اللجنة حددت أيضاً عددا من “المجرمين الخطرين” الذين دخلوا أوروبا، “وهي ملتزمة جداً مساعدة السلطات المحلية في الملاحقات القضائية”.



وعندما عاد الناشطون والمحامون الذين صاروا محققين إلى سوريا، وضع “ويلي” خطة لإنشاء اللجنة من أجل العدالة والمساءلة الدولية وخصص لها ميزاني. وكانت بريطانيا الداعم الأول لهذا الجهد، إلا أن العثور على ممولين آخرين شكل تحديا. وبمساعدة راب، تمكنت اللجنة من تأمين ثلاثة ملايين أورو من الاتحاد الأوروبي، وبعد ذلك، تعهدت كل من ألمانيا وسويسرا والنروج والدنمارك وكندا بتمويل ثابت.



ويروي “توب” أن مهمة المحققين كانت شاقة، ولكنهم تمكنوا من نقل 600 ألف صفحة من الوثائق الحكومية إلى خارج سوريا من خلال عمليات سرية عبر تركيا خصوصاً، ولكن غالباً ما كانت القوات الحكومية تحاول تدمير كل الملفات التي تعجز عن حملها معه إذا اضطرت إلى الانسحاب.



وكان “المحققون” السوريون يرافقون مجموعات من المقاتلين المعتدلين في هجماتهم على مقرات للأمن المخابراتي. وقد سُجل ضحايا بين “المحققين” أولهم واحد قضى بالرصاص عام 2012 عندما كان يركض محاولا تهريب حقيبة مليئة بالوثائق، وجُرح اثنان آخران لاحقاً، فيما قضى شقيق نائب رئيس اللجنة في كمين نصبته القوات السورية.



وكان الجزء الأصعب من مهمة “المحققين” يتمثل في نقل الوثائق إلى الحدود. تلك العمليات تطلبت آليات وعمليات استطلاع لتحديد هويات نقاط التفتيش وعددها، الأمر الذي اضطر اللجنة إلى الدفع لمقاتلي المعارضة، ويقول ويلي:” أنفقنا مبالغ ضخمة لنقل هذه الوثائق”.



وعندما تُخرج الوثائق من سوريا كانت تنقل إلى مكتب في أوروبا الغربية، حيث تولى محللون ومحامون دراستها بعناية ودقة. وبينما كان “المحققون” يتابعون عملهم في سوريا، وظف “ويلي” محللين سياسيين وعسكريين ومحققين مترجمين ومحامين في أوروبا دأبوا على تحليل تلك الملفات والوثائق لإعداد دعوى ضد الأسد. وبحلول 2015، بلغت قيمة الموازنة السنوية للجنة ثمانية ملايين دولار وارتفع عدد موظفيها إلى 150.



وبدل تركيزها على الضحايا، أعادت اللجنة بناء سلسلة القيادة محاولة تحديد المسؤولية الجنائية الفردية من خلال ربط الأحداث.



ويأخذ القانون الجنائي الدولي في الاعتبار أن المرتكبين من أعلى المناصب نادرا ما يكونون حاضرين على مسرح الجريمة، وأن القانون المتعلق بمسؤولية القيادة العليا واضحة جداً، وأن الأسد ونوابه أشرفوا على نظام القتل والتعذيب وأخفقوا في منع الجرائم والمعاقبة عليها.



ويرأس لجنة العدالة والمساءلة الدولية محققون ومحامون دوليون عملوا في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية وغيرها.



وتربط القضية التي أعدتها اللجنة التعذيب المنهجي وقتل عشرات آلاف الأشخاص بسياسة الاعتقال والاستجواب التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا التابعة للأسد.



أما سياسة قمع المتظاهرين، فقد أقرها الأسد شخصياً ونفذها عملاء للنظام من مستويات دنيا ومتوسطة كانوا يرفعون تقارير إلى اللجنة الأمنية. واستهدفت تلك السياسة منظمي الاحتجاجات وأعضاء في التنسيقيات “الذين كانوا يشوهون صورة سوريا في وسائل الإعلام الأجنبية”.



كان الهدف الأساس لسياسة القمع تحقيق نتائج ملموسة، “لذلك كان المحققون من المخابرات الأمنية يعذبون المعتقلين لإجبارهم على الإفصاح عن معلومات، وصولاً إلى إجبارهم على الإدلاء باعترافات كاذبة”.



وتظهر الوثائق أيضاً أن خلية الأزمة طلبت لوائح باسم عملاء المخابرات الأمنيين الذين يعتبرون مترددين أو غير متحمسين.



وبعد اعترافهم بجرائم تحريض على العصيان وخيانة وإرهاب، كان المتهمون يحالون على محاكم باتهامات خطيرة ويسجنون. وغالباً ما كان المعتقلون يموتون جوعاً أو اختناقاً أو نتيجة الإمراض في زنزانات مكتظة بالسجناء وفي ظروف مروعة. أما جثث المعتقلين الذين يقضون في الزنزانات أو خلال الاستجوابات فكانت تنقل إلى مستشفيات عسكرية وتصور ثم يختفي أثرها.



وكشف “بن توب” أن الدعوى حاضرة لإحالتها إلى المحكمة، وأن اللجنة تعتقد أنها تملك أدلة كافية لإدانة الأسد بجرائم عدة ضد الإنسانية. وقال إن “عمل اللجنة توج أخيراً بملف قانوني من 400 صفحة تربط التعذيب المنهجي وقتل عشرات آلاف السوريين بسياسة مكتوبة وافق عليها الرئيس السوري بشار الأسد ونسقتها الوكالات الأمنية –الاستخباراتية ونفذها عملاء للنظام كانوا يرفعون تقارير عن عملياتهم إلى دمشق”.



ويلخص الموجز القانوني الأحداث اليومية في سوريا بعيون الأسد ومعاونيه وضحاياه، ويقدم سجلاً لعمليات تعذيب ترعاها دولة وهي خيالية لناحية حجمها ووحشيها. ومع أنه سبق لناجين من سوريا أن تحدثوا عن أعمال كهذه، إلا أنه لم يسبق لأحد أن لاحقها حتى الوصول إلى أوامر موقعة لتنفيذها”.



وتعتبر هذه القضية التحقيق الدولي الأول في جرائم حرب الذي تنجزه وكالة مستقلة على غرار لجنة المساءلة والعدالة الدولية وتموله حكومات من دون تفويض من محكمة.

الرئيس عباس يفتتح شارع محمود عباس ونشطاء الفيس بوك “سخروا منه”: كمن يعمل “لايك” لنفسه


أثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجة سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تناقل نشطاء صورا له خلال افتتاح شارع جديد في مدينة بيرزيت برام الله، ولكن يبدو أن الأفكار الإبداعية لأعضاء لجنة اختيار أسماء الشوارع قد نفدت فقرروا تسمية الشارع على اسم الرئيس الفلسطيني نفسه.

سارع المعارضون الفلسطينيون للرئيس عباس إلى مشاركة الصورة وإطلاق النكات على حساب الرئيس. على صفحة الفيس بوك الساخرة “مش هيك” نُشرت صورة عباس وقد كُتب تحتها: ” زي اللي بكتب منشور وبحط لايك لحالو”



الاعلام الاسرائيلي رصد الفيس بوك جيداً مراقبا صفحة فادي السلامين الذي يطلق على نفسه ناشطا سياسيا الذي طلب من متصفحي موقع التواصل الاجتماعي طرح اقتراحات لاسم بديل لشارع محمود عباس، ووردت من بين الاقتراحات الأسماء التالية: شارع علي بابا، خود وعطي (من مسلسلة باب الحارة)، شارع الموساد، وقد اقترحت متصفحة متفائلة بشكل خاص تسميته بـ “شارع السلام”.

تنضم النكات حول افتتاح شارع محمود عباس إلى سلسلة أخرى من النكات حول نجومية عباس الذي صرح أيضًا في الآونة الأخيرة أنه يجب الاستماع إلى الموسيقى الإسرائيلية، وذكر المغني الإسرائيلي موشيه إلياهو.

بالأمس فقط، شارك عباس في مراسم افتتاح المتحف الفلسطيني الأول، في بير زيت أيضًا، والذي أفتتح فارغًا- دون أية معروضات، في أعقاب الصراعات الداخلية بين موظفي المتحف وإقالة مديرهم قبيل الافتتاح بفترة قصيرة. حسب ما ذكر موقع المصدر الاسرائيلي

السبت، 21 مايو 2016

معطيات النكبة وتداعيات اللجوء

تاريخ النشر : 2016-05-18
 
معطيات النكبة وتداعيات اللجوء
 بقلم عباس زكي .

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح 

قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى وتحديدا يوم الثاني من نوفمبر عام 1917 ، أصدر وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور وعده المشئوم بأن منح اليهود وعدا بإقامة وطنا لهم في فلسطين، وبذلك أعطت بريطانيا حقا لا تملكه لمن لا يستحق. احتلت بريطانيا فلسطين عام 1918 وفي عام 1922 وضعت عصبة الأمم المتحدة فلسطين تحت الانتداب البريطاني حيث بدأت معاناة الشعب الفلسطيني ورحلة الصمود والمقاومة من اجل البقاء على أرضهم وفي وطنهم. وتفردت بريطانيا مدعومة بالكتلة الغربية الاستعمارية بفلسطين وأطبقت كافة حلقات الجريمة الدولية من حول شعب فلسطين الذي لم يبقى أمامه غير جدار الصمود والتضحية بأبنائه دفاعا عن وطنه ومستقبل حياته. وشهدت الأراضي الفلسطينية مقاومة عنيفة على كل المستويات السياسية والعسكرية، ودفع الشعب الفلسطيني بخيرة أبنائه في مواجهة القوات البريطانية والعصابات الصهيونية المسلحة المدعومة من بريطانيا حتى عام 1948 والذي شهد تنفيذ الخطة الصهيونية المحكمة ارتكبت خلالها العصابات الصهيونية عشرات المذابح المعروفة التي كان أشهرها مذبحة دير ياسين والطنطورة وام الزينات والدوايمة وتم في سياقها الاستيلاء على يافا وحيفا واللد والرملة وعكا وعسقلان واحتلال وتدمير القرى الفلسطينية ومحوها من الوجود والتي وصلت إلى أكثر من 500 قرية، تم تشريد أهلها الأمنيين إلى العراء والجبال والكهوف، حيث استهدفت العصابات الصهيونية  كل مظاهر الحياة والوجود الفلسطيني وقامت بنسف البيوت والمباني وإغلاق المصانع والمعامل والأسواق ومن ثم السيطرة عليها وحرقها وتخريبها وكذلك حرق المطابع ومقرات الصحافة والإعلام والمدارس والمساجد والكنائس والمسارح ودور السينما والمعاهد التعليمية والأماكن السياحية والترفيهية التي كانت تعج بها مدن الساحل الفلسطيني وحرق المزروعات والبيارات وقطع الحركة والمواصلات بين القرى والمدن والأرياف والمضارب البدوية وأطبقت العصابات الصهيونية بدعم ومساندة واضحة من القوات البريطانية سيطرتها التامة على كافة المناطق الفلسطينية المستهدفة، وتم طرد الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة، وعلى الرغم من قرار الدول العربية بدخول جيوشها لمساعدة الفلسطينيين، إلا أنها وقفت  عند حدود التقسيم الذي صدر عام 1948، ولم تقوى على الحركة خارج الإرادة السياسية التي وضعت هذه الحدود ورسمت خرائطها في مراحل متقدمة من اغتصاب فلسطين، وتمت تصفية قيادات المقاومة الفلسطينية المسلحة التي أخذت على عاتقها مسؤولية مقاومة المشروع الصهيوني الاستعماري، حيث استشهد القائد الوطني الكبير للمقاومة الفلسطينية المسلحة عبد القادر الحسيني في 8 نيسان عام 1948 في معركة القسطل على المشارف الغربية لأبواب مدينة القدس، وفي 13 يوليو من نفس العام استشهد القائد الوطني عبد الرحيم محمود في معركة الشجرة بالقرب من مدينة طبريا، وتلاهما بعد ذلك القادة الشهداء الأبرار الآخرين في سائر المواقع والمحاور القتالية، وبالتالي خسرت فلسطين معركتها المصيرية، وسيطرت العصابات الصهيونية على نسبة 78 % من أراضي فلسطين الانتدابية بدل من نسبة 56% التي أجازها قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الجمعية العامة للام المتحدة عام 1947، و تحولت جيوش الإنقاذ العربي إلى قوة وصاية على الشعب الفلسطيني بعد ترحيله وإجلائه عن أرضه بالقوة والإرهاب الصهيوني المسلح، كما أعلنت حكومة بريطانيا الاستعمارية إنهاء انتدابها على فلسطين في تاريخ 14 أيار 1948، وتلا ذلك في اليوم الثاني إعلان الحركة الصهيونية عن قيام دولة إسرائيل في فلسطين، وبذلك تم اقتلاع وترحيل 85% من سكان فلسطين العرب خارج حدود سيطرة العصابات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية والتي تجاوزت حدود التقسيم بنسبة 22% كما سبق واشرنا . وعلى ضوء ذلك صدر قرار الأمم المتحدة رقم 194 في 10 ديسمبر عام 1948 الذي نص على وجوب السماح بالعودة في اقرب وقت ممكن للاجئين الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى بيوتهم وتعويض من لا يرغب بذلك. ونشوء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة وتفويضها برعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في المهاجر والشتات وإنشاء المخيمات لإيوائهم. وانعقد مؤتمر أعيان فلسطين في مدينة أريحا وتم الإعلان عن وثيقة الوحدة بين الضفتين في إطار المملكة الأردنية الهاشمية. وبالنسبة لقطاع غزة فقد وضع تحت الإدارة المصرية. وفي ظل حالة الضياع التي عاشها الشعب الفلسطيني والتشتت الفكري والتخبط التنظيمي وتعدد الانتماءات السياسية والفكرية، بقي شعبنا الفلسطيني حيا يبحث عن طريق الخلاص من حياة الذل والهوان ووضع حد للتشرد والضياع للعودة إلى وطنه ودياره. انطلقت الرصاصة الشجاعة في الفاتح من يناير عام 1965 على أيدي أبناء الفتح بقيادة الزعيم الخالد ياسر عرفات، لتشق قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " طريق الثورة إلى فلسطين،  وبذلك بدأت مسيرة الحرية والكرامة والعودة والتحرير، من خلال العمليات العسكرية التي اجتاحت الأراضي الفلسطينية، إلى أن قامت إسرائيل بشن حرب ضد ثلاث دول عربية مجاورة عام 1967، وتمكنت من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية، بالإضافة إلى هضبة الجولان السورية. وعلى الرغم من هزيمة الجيوش العربية عام 1967 إلا أن الثورة الفلسطينية واصلت عملياتها العسكرية، وتمكنت بعد مضي ثمانية شهور على الهزيمة أن تصنع مع الجيش الأردني الباسل انتصارا لأول مرة في معركة الكرامة بتاريخ 21 مارس من عام 1968، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي وصف انذاك بالجيش الذي لا يقهر، وأن تفرض عليه التمسمر بدل التقدم المستمر، وأن تعيد بوحدة الدم الفلسطيني الأردني الاعتبار للجيوش التي هزمت في حرب حزيران / يونيو 1967 .  ومع استمرار العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، دفع الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين على طريق التحرير والعودة، ولم تتوقف مشاريع التصفية والتآمر على القضية الفلسطينية من اجل إنهائها وفرض الأمر الواقع على شعبنا الفلسطيني، وفي الوقت نفسه لم يتوقف التحرك الفلسطيني السياسي على كل المستويات من أجل  البحث عن حقوق الشعب الفلسطيني وفرض واقع جديد للشعب الفلسطيني، وتمكنت الثورة الفلسطينية من تحويل الشعب الفلسطيني من شعب لاجئ يقف على أبواب وكالة الغوث ليتلقى المعونات إلى شعب مقاتل يبحث عن الحرية والكرامة، وأن تصنع من جغرافيا صغيرة أكبر قضية تشغل العالم. وفي عام 1974 وقف الشهيد ياسر عرفات ممثلا للشعب الفلسطيني لأول مرة على منبر الأمم المتحدة مخاطبا العالم وهو يحمل بندقية الثائر من أجل الحرية ليقول للعالم بأسره أن لا سلام ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط دون أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في الحرية والكرامة، وحقه بالعودة إلى أرضه ووطنه التي طرد منها. وتمكنت الثورة الفلسطينية من انتزاع الاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، وعضوية كاملة في جامعة الدول العربية، وحصلت على مقعد مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارا دوليا رقم 3236 بحق الشعب الفلسطيني استخدام كل أشكال النضال بما في ذلك الكفاح المسلح. ولكن كلما تقدمت عجلة الثورة ازدادت المؤامرة عليها، فلم تنقطع محاولات إسرائيل للقضاء على الثورة الفلسطينية إلى أن تمكنت من محاصرة بيروت حيث تتواجد القيادة الفلسطينية ولمدة 88 يوما إلا أنه فشلت بالقضاء عليها، وخرجت قوات الثورة الفلسطينية من لبنان إلى عدة دول عربية، ولكن الثورة الفلسطينية لم تتوقف عن الوصول إلى فلسطين واستمرت عملياتها الموجعة لقوات الاحتلال، إلى أن تفجرت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى والتي تمكنت من هز أركان الكيان الصهيوني والعالم بأسره نظرا للصمود الأسطوري لشعبنا في وجه آلة الحرب الصهيونية المدعومة بكل أنواع الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولأسلوبها الفريد والذي قاوم الدبابة الصهيونية بالحجر، وانتصار الدم على السيف بانتفاضته الكبرى في ديسمبر 1987، مما أدى الى التحرك الأمريكي والأوروبي والعالم بأسره لوقف هذه الانتفاضة العظيمة، حيث عقد مؤتمر مدريد للسلام وصولا إلى توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية ، والذي أدى إلى إقامة سلطة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. لقد ظن الإسرائيليون أن باستطاعتهم ترويض واحتواء وإخضاع الشعب الفلسطيني للمشروع الصهيوني، وهذا ما أكده مؤتمر كامب ديفيد الذي تميز عرفات بعدم قبول الغموض الأمريكي بشأن القدس والمستوطنات، فحوصر ياسر عرفات في مقر إقامته في رام الله، اعتقادا بأنهم يستطيعون إنهاء الحلم الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، فجاء الرد من القائد التاريخي للشعب الفلسطيني بقوله من مقره المحاصر " على القدس رايحين ... شهداء بالملايين " وازدادت الانتفاضة الفلسطينية والمواجهة مع الاحتلال قوة وشدة وعنفوانا وإصرارا وإيمانا بمواصلة المواجهة والمقاومة حتى تحقيق النصر المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق شعبنا الفلسطيني بالعودة إلى وطنه طبقا لقرار الشرعية الدولية رقم 194. واليوم وبعد أكثر من عشرين عاما من المفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني، وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية الغاية في القسوة والتعقيد في منطقة الشرق الأوسط، وتقسيم المقسم وتشتيت وتفتيت الأمة، يتعرض شعبنا الفلسطيني لأبشع الجرائم التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في إطار إرهاب الدولة المنظم، موغلة في الاستيطان وسرقة الأرض وهدم البيوت والقتل والإعدامات الميدانية دون رادع قانوني أو أخلاقي، في محاولة فاشلة ومتكررة للقضاء نهائيا على القضية الفلسطينية. 

لقد أصدرت الأمم المتحدة أكثر من ثلاثين قرارا تؤكد وتدعو لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ولكن إسرائيل مدعومة بالفيتو الأمريكي رفضت جميع هذه القرارات، بل تحاول أن تصنع نكبة جديدة للشعب الفلسطيني من خلال العمل على تهجير وإبعاد شعبنا عن أرضه ووطنه، إلا أن القيمة الحقيقية لشعبنا الفلسطيني وبخاصة اللاجئين تتجلى في صموده وتمترسه وراء حقه، فهذه القيمة تمثل بوصلة النضال الوطني الفلسطيني للتحرر من الاحتلال، فقضية اللاجئين هي المحرك الرئيسي والفعلي لديناميكية العمل النضالي بأشكاله السياسية والشعبية والتنظيمية وصولا إلى الحرية والاستقلال الوطني، فقد وصف الراحل ياسر عرفات بأن الشعب الفلسطيني خلقه الله للشدة والتحمل وهو ماض في النضال حتى تحقيق أهدافه الوطنية ولن يتوقف أبدا حتى تحقيق حلمه بالعودة إلى أرضه طال الزمن أم قصر.

إن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً وتعويضهم عن أملاكهم وما لحق بهم طيلة 68 عاما مضت هو حق لا تنازل عنه أبداً وقد ضمنه القرار الأممي رقم 194 الذي ظل حبيس إدراج الأمم المتحدة ولم يخرج إلى الحياة، مما يستدعي تحركا عربيا فاعلا لإلزام العالم المدافع عن الحريات بتنفيذ القرار، وقد آن الأوان لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بعد تلك السنوات العجاف التي لم تنته عند حدود النكبة بل ظلت إسرائيل مستمرة في مخططات التهجير ونهب الأرض ومصادرتها وتهويد القدس، فتآكلت أرضنا أمام غول الاستيطان. فعمق القضية الفلسطينية ينبع من بعدها العربي، مما يحتم على الأشقاء العرب حكومات وأحزاب أن يعيدوا الاعتبار لقضية العرب الأولى رغم إدراكنا حجم هموم الأشقاء الداخلية، التي تستغلها إسرائيل لتمرير مخطط خطير يستهدف النيل من مشروعنا الوطني لتقويض مبدأ  إقامة  دولة  فلسطين.

فعلى الرغم من الإجماع العالمي بالاعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة، إلا أن العالم اجمع بات أمام اختبار حقيقي من اجل إنصاف شعبنا وإزالة الظلم التاريخي عنه، وإجبار إسرائيل على الإيفاء بالتزاماتها ومعاقبتها على جرائمها المتواصلة بحق شعبنا، والتأكيد على أنه لا مجال لاستقرار المنطقة إلا بتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه وفي مقدمتها حق العودة تنفيذاً للقرار (194) وحق تقرير المصير وحق إقامة دولته وعاصمتها القدس. 

 

لقد جاءت اللحظة لرفع الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا جراء النكبة التي غيرت وجه المنطقة في أبشع صور التطهير العرقي والتهجير الذي مورس ضد الشعب الفلسطيني عام 1948 وإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنقاض مدن وقرى فلسطين وعلى ذكريات وأحلام شعب تحول بين ليلة وضحاها من صاحب ارض إلى لاجئ في مخيمات ظلت شاهدة على هول الجريمة.

لقد أعطت القيادة السياسية الفلسطينية كل شيء من أجل السلام، إلا أن الحكومة الإسرائيلية استمرت برفض الالتزام بتنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الطرفين، لذلك لابد من التنفيذ الفوري لقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي عقد في آذار / مارس الماضي، والقاضي بتحديد العلاقة مع الجانب الإسرائيلي، ووقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة مع سلطة الاحتلال في ضوء عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، والإسراع بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الضمانة الحقيقية لإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وإن تعذر تحقيق الوحدة ينبغي على حركة فتح أن تقوم بعمل إبداعي خلاق يحافظ على قيادة و ريادة المشروع الوطني، كما فعلت في السابق عندما حولت شعبنا من لاجئين إلى مقاتلين من أجل الحرية، عند ذلك سيجبر الآخرون على اللحاق بها. كما حان الوقت أكثر من أي وقت مضى من أجل تفعيل المواجهة الميدانية الواسعة مع الاحتلال والتي ينبغي أن تشمل كافة القرى والمدن، وفي الوقت نفسه ملاحقة مجرمي الحرب قادة الاحتلال على ما اقترفوه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وعلى كل المستويات من محكمة لاهاي وحتى المحاكم الوطنية في دول أوروبا والدول الأخرى. وستبقى العدالة الدولية ناقصة ما دام اللاجئون الفلسطينيون يعيشون في المخيمات ولم يعودوا لبيوتهم ووطنهم .



فدوى البرغوثي في حوار شامل:أبو القسام سيستجيب لنداء الشعب ويترشح للرئاسة

فدوى البرغوثي في حوار شامل:أبو القسام سيستجيب لنداء الشعب ويترشح للرئاسة
تاريخ النشر : 2016-05-21
 
رام الله - خاص دنيا الوطن : من محمود الفروخ

خلال زيارتها الاخيرة للاسير القائد مروان البرغوثي منتصف الاسبوع الماضي حملت زوجته فدوى البرغوثي انطباعات هامة وتصورات وافكار وتحذيرات وامتعاضات ومطالبات وتوجيهات ونداءات حيال العديد من القضايا التي تشغل المواطن الفتحاوي خاصة والفلسطيني بشكل عام تجاه مايدور على الساحة الفلسطينية . 

حيث أكدت عضو المجلس الثوري فدوى البرغوثي أن زوجها الأسير مروان البرغوثي يساهم مساهمة جادة وهامة بمايدورعلى الساحة الفلسطينية رغم 14 عاماً من الأسر مشيرة الى أن إسرائيل قد فشلت في كل محاولاتها لكتم صوته وعقله وقلبه النابض بحب فلسطين على حد قولها 

وأضافت فدوى في حوار خاص لمكتب دنيا الوطن برام الله أن البرغوثي تعرض للعزل الانفرادي لمدة أربع سنوات منذ اختطافه وبعد ذلك نُقل إلى العزل الجماعي لذلك عزل صوته لفترات معينة عن الساحة الفلسطينية .

فيما أشارت الى أن زوجها يبذل جهدا كبيرا بما هو متاح له للتواصل مع العالم الخارجي على الساحة الفلسطينية عبر بعض القنوات والصحف الفلسطينية الناطقة بالعربية والإنجليزية بالإضافة لبعض الكتب التي يستطيع الحصول عليها عبر الزيارات القليلة له داخل الزنزانة .

وقالت فدوى ان هناك معلومات تصل له عبر مجموعة من المتطوعين ضمن الحملة الشعبية لاطلاق سراح المناضل مروان البرغوثي وكافة الأسرى الفلسطينيين والتي تهدف دائماً لوضع البرغوثي بالصورة أول بأول وهذا ما أنجح خطته في إفشال الخطة الإسرائيلية لعزله وقد أكدت فدوى البرغوثي أن كل استطلاعات الرأي تؤكد أن الشارع الفلسطيني يثق في زوجها، مشيرة إلى أن الشارع الفلسطيني أيضاً يسكن في قلبه ووجدانه فيما قالت إن مروان البرغوثي يرى أن التحديات أمام حركة فتح تحديات كبيرة وأن التحدي الأكبر والأهم أمامهم هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأن انطلاقتها ورصاصتها الأولى كانت من أجل هذا الهدف السامي وهو متأكد أن الرصاصة الأخيرة ستطلق لنفس السبب على حد تعبيرها 

وعن التحديات الأخرى أمام حركة فتح هي تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وتممت " هو دائماً يقول ان الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار للشعوب المحتلة ولحركات التحرر ولا يمكن لهم تحقيق التحرر بدون ذلك". 

وأكدت فدوى أن مروان هو أول من أطلق شعار شركاء في الدم شركاء في القرار وهو أول من قال ان الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني ليست للترف ولا للهو بل هي ضرورة كالماء والهواء للشعب الفلسطيني من أجل أن ينتصر وأضافت أنه يرى أن التحدي الثالث أمام حركة فتح هو تحقيق الديمقراطية أولاً للشعب الفلسطيني بإجراء انتخابات مستمرة في المؤسسات الفلسطينية بشكل عام ومؤسسات حركة فتح بشكل خاص من أجل إرساء الديمقراطية داخل الحركة

رؤية مروان البرغوثي من أجل توحيد الصف الفتحاوي

 الخطة التي اعتمدها مروان البرغوثي عندما عاد بعد سبع سنوات من الإبعاد وانتخب بالإجماع كأمين سر حركة فتح في الضفة الغربية كانت تتمثل بأنه أدرك أن حركة فتح في حالة ضعف بعد سبع سنوات من الانتفاضة فبدأ بمؤتمرات الأقاليم والمناطق من أجل إرساء الديمقراطية داخل الحركة وفي نفس الوقت تمكين داخل الحركة لاستعادة قوتها. 

وأضافت زوجته " كان مروان البرغوثي يعول على أن حركة فتح هي العمود الفقري للنضال الفلسطيني ولإرساء الديمقراطية وتكريس التعددية من أجل أن نخلق بيئة ديمقراطية فعالة .". كما اشارت الى أنه أول من طالب وناضل من اجل انعقاد المؤتمر السادس وحتى اليوم يعتقد أنه واجب على حركة فتح مواصلة انعقاد المؤتمرات لأن ذلك يرسى الديمقراطية في الشارع الفلسطيني فيما أشارت أنه يعتقد الأن انه من الضروري عقد المؤتمر السابع وطالب بذلك .

فيما أوضحت أن قيادة حركة فتح هي المسئولة عن تأخير وتعطيل انعقاد المؤتمر السابع حتى اللحظة، فالقيادة مجتمعه لم تنجح في عقده حتى اللحظة وتضع الحجج بشكل مستمر وأضافت فدوى البرغوثي " من الضروري عقد المؤتمر السابع من أجل أن تطمئن الجيل الفتحاوي الجديد أن هناك ديمقراطية داخل الحركة بالإضافة إلى ضخ دماء جديدة في الحركة، لافتة الى ان عدم انقعاد المؤتمر فان ذلك يعني انه لا يوجد دماء جديدة ولن يكون فرصة للشباب او النساء. 

وفي السياق نفسه نفت فدوى البرغوثي ان يكون هناك صراع بين الفئات العمرية، مشددة على ضرورة ان يكون الشباب موجودون وان تسلم الاجيال بعضها البعض واوضحت البرغوثي ان هناك تقصير من قبل السلطة و قيادة فتح لاطلاق سراح زوجها، حيث قالت: "لو لم تقصر في المطالبة بالافراج عنه لما دخل في عامه 15 في سجون الاحتلال". 

واستبعدت فدوى البرغوثي ان يكون هناك من يعمل بشكل شخصي على عدم اطلاق سراح المناضل مروان البرغوثي، لافتة الى ان الشعبية التي يحظا بها مروان لدى الشعب تمنع أيا كان له اهداف شخصية ان يجهر فيها

موقف البرغوثي من ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية 

وحول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في حال انعقادها اكدت فدوى البرغوثي ان الشعب رشح مروان بوفائه و التفافه و باستطلاعات الرأي التي تتم وبالرسائل التي تصله، موضحة ان الضغط على ابي القسام كبير من شخصيات و احزاب و مؤسسات و شخصيات اعتبارية سواء من الداخل او الخارج بان عليه ان يستجيب لنداءاتهم و مطالبهم. 

وقالت: "بالشكل الرسمي لا يوجد موعد لاجراء الانتخابات، وطالما ذلك فمن الصعب ان تتحدث عن الانتخابات، ولكن نترك لابي القسام القرار الذي سيتخذه في الوقت المناسب و الذي سيكون استجابة للجماهير الفلسطينية على الاغلب". اكدت ان ابو القسام له الحق في هذا الشيء ، وسيكون قراره استجابة الى نداء الشعب الفلسطيني بما يريده من مروان البرغوثي لحماية القضية الفلسطينية والمسار الوطني الفلسطيني و مسيرة الحركة الفلسطينية. 

وفي السياق ذاته اوضحت فدوى البرغوثي ان القرار سيترك الى ابو القسام كيف سيستجيب لنداء الشعب الفلسطيني صاحب الرؤية بمن يريد وماذا يريد من مروان البرغوثي. 

وقالت: " حركة فتح مفخرة لكل الشعب الفلسطيني و لمروان و لكل فلسطيني وطني، لذلك ما يتم الحديث عنه سابق لأوانه وسنترك لابو القسام بالتشاور مع كل الناس التي تتواصل معه منذ سنوات، حيث ان هناك عشرات الرسائل يتواصل فيها مع اصحاب الراي و الخبرة والمعرفة، فهو بالتشاور مع الجميع سيأخذ قراره المناسب بأي شكل وطريقة و هذا سيكون بعد تحديد موعد للانتخابات، فمن الضروري الان ان يكون هناك انتخابات فلسطينية وتشريعية و رئاسية و مجلس وطني من اجل تمكين وتقوية الحالة الفلسطينية". 

وبينت الرغوثي انه من السابق لأوانه الحديث في ملف تولي ابو القسام الرئاسة، مشيره الى ان الموضوع سيترك له كي يقرر، وما سيقرره سيعلن في حينه، مؤكدا ان هذا الموضوع يجب الا يناقش بتفاصيله وانما يجب ان يناقش بأهدافه وهو حماية القضية ومواجهة اقصائها، ومواجهة تغيير المسار الوطني الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية. 

وفي حال عدم ترشح القيادي البرغوثي للرئاسة اوضحت زوجته ان قيادات الحركة ستكون واعية لدور مروان البرغوثي ولمكانته ولما سيضيفه في حالة النضال الفلسطيني، حيث قالت: "لا اريد ان اتحدث عن شيء لم يحدث، واقول انني على ثقة بانه سيكون هناك قرار لحركة فتح من شأنه ان يستنهض حالة الشعب الفلسطيني". 

وحول سؤال لها في حال شغر منصب الرئاسة حاليا من يرى مروان رئيس لفترة مؤقتة رئيس المجلس التشريعي ام رئيس المحكمة الدستورية ام رئيس اللجنة التنفيذية ؟ اجابت بخصوص الشخصية التي ستتولى منصب الرئاسة لفترة مؤقتة و التي يراها القيادي مروان البرغوثي قالت زوجته: "لم ادخل معه في نقاش من هذا النوع، حيث مازال القانون الاساسي الفلسطيني يحتكم له الفلسطينيون، ولكن في حالة خارجة عما هو موجود فهناك المجلس الوطني و المركزي و مؤسسات الشعب الفلسطيني التي من شأنها تعالج هذا الموضوع". 

وحول ترشيح نفسها لاي منصب قادم بالانتخابات كعضو ثوري او تشريعي ، نفت البرغوثي ان تكون قد ناقشت الموضوع، مؤكدة انه ما تحدده الانتخابات سيتكون هناك قرارات اين يمكن ان تكون الخدمة، قائلة: "حينما طلب مني باي منصب سأكون ذهبت الى انتخابات بلدية رام الله، فهذا شيء اخترته انا، اما في المجلس الثوري فقد حصلت على اصوات عالية وكانت مرضية لي، اما في حال ما كانت هناك انتخابات سنقرر ما اذا سندخل هذه الانتخابات ام لا". واضافت: "ارى نفسي في حركة فتح يعني في المجلس الثوري

برنامج البرغوثي السياسي في الصراع مع اسرائيل 

وفي سياق برنامج مروان البرغوثي السياسي في الصراع مع اسرائيل، بينت فدوى البرغوثي ان المطروح للشعب الفلسطيني هو حل الدولتين، معتبرة الى ان ما تقوم به اسرائيل الان هو القضاء على حل الدولتين، لافتة الى ان العالم مازال يؤيد الشعب الفلسطيني بحل الدولتين وبالتالي سيبقى هناك بصيص من الامل لانقاذه، على حد تعبيرها. 

وقالت: "في حال لم ترد اسرائيل حل الدولتين فنحن كفلسطينيين نرضى بحل الدولة الواحدة الديمقراطية وننظر الى حل الدولتين، حيث مازال المجتمع الدولي يعلن انه مع حل الدولتين و مازال يرى انه من الممكن انقاذ حل الدولتين و اذا لم تنقذه اسرائيل فهي تودي الى حل الدولة الواحدة". 

ونفت البرغوثي رغبتها في الحديث عن شيء يمكن ان يكون، موضحة ان نضال ابو القسام استمر لـ40 عاما حيث ان الجميع يعلم كيف تعامل مع هذا الاحتلال، لافتة الى ان مروان خلال الـ40 عاما من النضال يرى ان هذا الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين و يجب ان يرحل ولا يمكن القبول العيش في ظله سيتم مواجهة الاستيطان، مشيرة الى ان ذلك يدخل ضمن مسيرته التي دفع خلالها 22 عاما من عمره في الاعتقال و 7 اعوام من الابعاد و محاولات اغتيال ونجا منها بأعجوبة بالاضافة الى الاقامات الجبرية. 

وقالت: "حينما كان هناك فرصة للسلام فانه دعمها، ولكنه وجد ان اسرائيل تستخدم السلام واللقاءات التفاوضية لتكريس الاحتلال والاستيطان، وشعبنا الفلسطيني ايقن هذا الموضوع، لذلك انطلق في انتفاضته وقد عبر خلالها عن ارادة الشعب الفلسطيني بقيادة الانتفاضة و الانخراط في صفوف الشعب الفلسطيني" 

واضافت: "مروان البرغوثي يرى انه اذا كان هناك فرصة سلام بشجاعة شجعناها، واذا كان هناك عدم وجود فرصة للسلام بشجاعة قاومنا هذا الاحتلال، لذلك لا تعارض بين السياسة و بين النضال ضد هذا الاحتلال". 

وحول موقفه تجاه قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بقطع العلاقة مع الاحتلال اكدت البرغوثي ان القيادي مروان تحدث سابقا قبل قرار منظمة التحرير عن ذلك خلال مقاله الاخير، موضحا انه يرى لا يمكن الحديث عن حركة تحرر ويجري الحديث عن تنسيق ما بين المحتل و الشعب المحتل، كما انه يرى بانه من الواجب عادة الامور الى نصابها بان هذا الاحتلال يحتل الشعب الفلسطيني الذي يجب عليه ان يرفض وجود الاحتلال الى جانب العمل مع المجتمع الدولي والعمل السياسي والقانوني ومقاطعة اسرائيل، لافتة الى ان كل ذلك يشكل استراتيجية فلسطينية وطنية حتى يستطيعوا ان يمتنوا مواقفهم، على حد وصفها

موقفه من المبادرة الفرنسية 

وفيما يتعلق بمشاورته حول المبادرة الفرنسية من قبل الفرنسيين قالت: "لا يمكن القول بانه تمت مشاورته فهو مطلع عليها، ولكن هو دائما يكون مع اي مبادرة تكون مع الشعب الفلسطيني، ولكن يريد ان ترتكز اي مبادرة على انهاء الاحتلال، فأي مبادرة تقدم للشعب الفلسطيني تعهد بانها ستلتزم بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية فستكون مجدية ومفيدة وقادرة على اعطاء الامل للشعب الفلسطيني، ولكن اذا كانت تستند على ادارة شئون الاحتلال او التعايش معه فهو يرى انه لا داعي لهذه المبادرات". 

البرغوثي و رأيه في المصالحة 

وحول رؤية البرغوثي حول المصالحة اوضحت ان موقفه في هذا الملف اصبح ثابتا وواثق ومعروف لدى كل فلسطيني، مشيرا الى ان كل فلسطيني يبحث عما قاله مروان منذ الانقسام الى هذا اليوم يعرف انه صاحب رؤية ثابته بانه يجب انهاء الانقسام فورا و يعتبره نقطة سوداء في تاريخ النضال الفلسطيني على جبين المنقسمين، كما انه يعتبر ان من يغذي الانقسام يعني انه يشجع وجود الاحتلال الاسرائيلي، اما من يعمل من اجل انهاء الانقسام فانه يعمل على انهاء الاحتلال الاسرائيلي. 

وقال: "بادر مروان من خلال وثيقة الاسرى للوفاق الوطني التي كتبها بخط يده و سمي مهندسها من خلال الرسائل التي كان ينقلها الى قيادات الفصائل بمن فيهم فتح و حماس والجهاد الاسلامي من خلال المواقف والبيانات التي خرجت عنه او من خلال المقابلة الاخيرة التي كان فيها سؤال ضمن المقابلة ووضع النقاط العشرة، حيث يقول المناضل مروان: اذا فشلت المحاولة الـ11 لانهاء الانقسام فهذا لا يعني الا نحاول المرة الـ12 "، مؤكدة على انه يرى بانه في ظل الانقسام لا يمكن تحقيق الحرية. 

وبينت زوجة الاسير المناضل مروان البرغوثي انه بغض النظر عمن يعطل الانقسام فان ابو القسام يرى ان التحدي الاكبر امام حركة فتح هو تحقيق الوحدة الوطنية، لافتة الى انه غير مقتنع بان كل ما يحدث في القدس من تهويد و في غزة من حصار وفي الشتات الا يكون كل ذلك محفزا او مسئولية للقيادات الفلسطينية لانهاء الانقسام؟ قائلة: "اذا لم يكن ذلك كله محفزا لانهاء الانقسام، فما هو الشيء الذي يمكن ان ينهي الانقسام، حيث ان الحالة الفلسطينية وصلت الى مرحلة من الصعوبة واقصاء قضيتنا الفلسطينية و المعاناة و الالم و الشهداء و الاسرى و نحن نتطلع ونناقش بنود من هنا و هناك".

اكثر مسئول يتواصل معه مروان البرغوثي 

وفي سياق اخر اكدت ان من يزور مروان هم الاخوان الفلسطينيين في اراضي 48 وهم اعضاء القائمة المشتركة وهم احمد الطيبي و اسامة السعدي، هذا بالنسبة لمن يستطيع ان يزوره، لافتة الى انه يتواصل مع جميع القيادات على مسافة واحدة ومع جميع التنظيمات و مع قيادات حركة فتح والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني ومع مجموعة من رجال الاعمال والشخصيات الاعتبارية ، مشيرة الى ان ابو القسام يمنع من استعمال الهواتف النقالة منذ 14 عاما حيث كان في العزل الانفرادي ثم نقل الى العزل الجماعي، لافتة الى ان تواصله تكون عبر الرسائل وزيارة المحامي والاشخاص المسموح لهم بزيارته. 

وفي السياق اوضحت ان هناك عدد من الاخوان في اللجنة المركزية يتواصلون معها بخصوص مروان، في المقابل هناك العدد الاكثر لا يتواصلون. 

قصة حصوله على شهادة الدكتوراه 

وحول حصوله على شهادة الدكتوراه، قالت زوجته: "هوحصل على شهادة الدكتوراه لانه كان مسجلا لها قبل اعتقاله في معهد للدراسات والبحوث في جامعة الدول العربية وكانوا قد قبلوا الخطة، وهذا ساعد بان يكمل داخل السجن، وان لم يكن مسجلا ومقبولة رسالته لما استطاع الحصول عليها، وكانت عنوان رسالته هي (الاداء التشريعي والرقابي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني وآثاره على الديمقراطية في فلسطين)، والتي حصلت على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الاولى في القاهرة، ووضعت كمرجع اساسي في مكتبات جامعة الدول العربية".

البرغوثي و اداء المجلس التشريعي 

وحول مدى رضاه عن عمل المجلس التشريعي، بينت انه لا يرى مجلس تشريعي يعمل الان، لافتة الى ان هناك كتل برلمانية تعمل، واصفة ذلك بالمؤسف نتيجة للانقسام ومن الاشياء التي اثرت على الشعب الفلسطيني. 

اللغات التي يتحدثها

واكدت انه يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة والعبرية وقليل من الفرنسية