فتح مرت من هنا
26/03/2014 [ 16:44 ]
الإضافة بتاريخ:
جميعنا يتذكر مشاهد الانتفاضة الأولي والثانية ، جميعنا يعلم من هم الذين كان في ساحة القتال ، الذين لم تغفى عيونهم للحظة لأجل الوطن ، والذين راحوا شهداء وهم سعداء ، إنهم إعصار الفتح ، الفتح التي كانت تسقى من يد عجوز على باب منزلها في مخيم ، الفتح التي كانت تحمى بين ضلوع رجل مسن يحمل عكازه ، الفتح التي كانت عندما تسير في الشوارع العتيقة تداعب الأطفال وتسامرهم ، الفتح التي خطت في قلوبنا معاني التضحية والفداء.
إن ما يدور على الساحة الفتحاوية اليوم يجب أن يتم الوقوف عليه ، فحقيقة نتألم مرات ومرات على ما وصل إليه حالنا هذه الأيام من الفرقة والحقد والكراهية المدفون بداخل البعض منا ، على الرغم من أن حركة فتح بنيت على الحب والوفاء والإخلاص ، والقسم الطاهر الشريف ، لكن البعض اليوم وصل إلى مرحلة نسينا هذا القسم ، وتناسى أن للشهداء مكان بيننا ، وللأسرى حرية نصفها من حريتنا .
معيب أن نتشرذم هكذا ونتشظى إلى أجزاء لا تحمد بل هي عقوق لفتح الأم ، وعار علينا أن نقبل بهذا المشهد مهما كلفنا الأمر ، فحركة فتح بدأت بالشرفاء ولا زال هناك بها الخير الكثير ، ولسنا نحن من ننسى دماء أبنائنا ونطعن بهم في غيباهم بدلا من أن نعتز بهم ونكرمهم ونستحضرهم ، ولسنا نحن من ينسى زنزانة مشتركة بيننا وعدو واحد نكَّل بنا في ظلام الليل سويا دون أن يفرق بين هذا وذاك .
نعم إن ما يُرمى بسهام التخوين والعمالة اليوم ليسوا شخوص بل هي حركة ومشروع وطني بأكمله ، إن هذا الجيل الجديد يستحلفكم بالله أن تلملموا جراحنا وتعيدوا بوصلتنا ، كفاكم عبثا بحياة من قرأنا وعاصرنا وسمعنا عنها كل شيء جميل ونفتخر بيها ، إنها الفتح التي ما هتفنا لغيرها ولجيشها المقدام صانع مجدنا وعزتنا .. فتح التي مرت من هنا وحتماً ستعود كما عهدناها على يد أبنائها الشرفاء..
المزيد من الاخبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق