الكرامة برس / وكالات :
القاهرة – أثارت حادثة اغتصاب صبي مصري لا يتجاوز عمره السادسة، من قبل أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بسبب قيام الطفل بترديد شعارات تؤيّد المشير عبدالفتاح السيسي، ردود فعل غاضبة على الصعيد المصري والعربي والدولي.
ودعا حقوقيون مصريون ودوليون السلطات المصرية ومنظّمات حقوق الإنسان إلى التحقيق بجدّية في هذه الحادثة وحوادث مشابهة تورّط فيها أنصار جماعة الإخوان المسلمين في عمليات عنف واغتصاب وتهديد لكلّ من عارض الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي.
وتعرض الطفل أحمد للاغتصاب، على يد أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذي غضب لسماعه الصبي يردّد شعارات مديح للمشير عبدالفتاح السيسي الذي يرى كثير من المصريين فيه الرئيس القادم لكونه بطلا للثورة التي أطاحت بمحمد مرسي والإخوان في 3 يوليو 2013.
وأدلى الطفل أحمد بشهادته ضمن برنامج للإعلامي المصري وائل الإبراشي، وقال إنّ جاره -أحمد أبو سعيد- عرض أن يصطحبه معه، مدعيا أنه يحتاج إلى مساعدة منه في شيء ما، ثمّ أغلق عليهما باب المحل، واغتصبه، قائلا “ألست تؤيد السيسي وتستمع دائما لأغنية “تسلم الأيادي”؟ والله لأذلك أنت وهذا السيسي!”.
وعندما حاولت أم الصبي مواجهة أبو سعيد، انهال العاملون بالمحل عليها بالضرب والشتائم.
ووفقا لرواية والد أحمد، فإن أبو سعيد إخواني معروف بالمنطقة، ولطالما حاول استقطاب العائلة لجماعة الإخوان، إلا أن الأب كان دائما يرفض.
وهو الأمر الذي أكّدته والدة الصبي أحمد، إذ تروي أن زوجة أبو سعيد أيضا حاولت إقناعها بالانضمام للإخوان، عارضة عليها مبلغا من المال يساوي أضعاف ما تجنيه من خدمتها في الفلاحة مقابل الالتحاق بالإخوان في اعتصام “رابعة”.
وتقول العائلة إن أبو سعيد وجماعته يهددون الطفل أحمد ووالديه بالقتل إذا لم يلزموا الصمت بشأن عملية الاغتصاب.
وقال مراقبون إن هذه القصة، بتفاصيلها المروعة، لا تمثّل مفاجأة للرأي العامّ، نظرا لسجلّ الإخوان الحافل بمثل هذه الانتهاكات.
وتبعا لموقع “أميركان ثينكر”، فإن “هذه القصة لا يجب أن تكون “مفاجئة” للجمهور، نظرا لأن تصرفات كهذه صدرت مرارا عن عناصر الإخوان، فعلى سبيل المثال، في ديسمبر 2012، أفادت تقارير شبكة “فوكس نيوز” أن الإخوان المسلمين في مصر يدفعون المال لعصابات ومجرمين ليغتصبوا النساء ويضربوا الرجال الذين تظاهروا، في ميدان التحرير، مناهضة للرئيس الإخواني، محمد مرسي.
وخلال الانتخابات الرئاسية في مصر في يونيو 2012، لم تخف الأحزاب الإسلامية، عامّة، وجماعة الإخوان المسلمين، بوجه خاص، أنها لن تتوانى عن أيّ عمل – من كذب وغش وسرقة وضرب- في سبيل الحصول على ما تريد.
وهو ما أثبتته أحداث انتخابات يونيو 2012، إذ قام إخواني بـ”ضرب زوجته الحامل حتى الموت، حين علم أنها لم تُصَوِّت لمحمد مرسي رئيساً، وقام رجل (52 عاما) بصفع والدته، على مرأى من شرطة اللجان الانتخابية والمنتَخِبين الآخرين، عندما علم أنها صوتت لأحمد شفيق، لا لمحمد مرسي كما أمرها”.
وبأمر مباشر من الإخوان المسلمين، مُنع الكثير من الأقباط من التصويت، كما قام أنصار الإخوان بمحاصرة الشوارع والمناطق حيث يعيش الأقباط، ومنعوهم من التصويت تحت تهديد السلاح.
وعلّق المراقبون على حادثة اغتصاب الطفل أحمد محذّرين من أن إرهاب جماعة الإخوان المسلمين بدأ يتخذ منحى خطيرا، فلم يعد يكتفي بإسالة الدماء والتفجيرات والاغتيالات، بل وصل الأمر إلى هتك الأعراض واغتصاب النساء وإثارة النعرات القبلية والحث على التقاتل مثلما حصل في أسوان.
وتحدّث عدد من الخبراء الأمنيين عن ظهور جماعات، تنضوي تحت لواء الإخوان، لكنها تعمل تحت مسميات مختلفة لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المصرية.
وقال الخبير العسكري اللواء مختار قنديل إن “تلك التنظيمات هدفها الانتقام من ضباط الجيش والشرطة، بسبب فض اعتصامي رابعة والنهضة”.
وألقت حادثة اغتصاب الصبي بظلالها على المجتمع المصري المحافظ، وارتفعت أصوات كثيرة بين حقوقيين وسياسيين داعية إلى معاقبة المذنبين من أنصار الإخوان المسلمين خاصة وأن سلسلة الفضائح والأحداث المروّعة التي يتسبب فيها الإخوان مازالت متواصلة حتى بعد تركهم للحكم.
وحذّر المراقبون من أن هذه الجرائم قد تبلغ درجة خطيرة خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو ما كشفته تقارير أمنية أماطت اللثام عن مخطّطات إخوانية دموية وأعمال عنف تستهدف تعطيل سير الانتخابات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق