أعلن جيش الدفاع والحكومة الإسرائيلية يوم الخميس الفائت (17.07)، قبل بدء الاجتياح البري لقطاع غزة، بأن هدف دخول القوات إلى قطاع غزة هو تدمير كل أنفاق حركة حماس التي حفرتها طوال سنوات والتي تهدف إلى توجيه ضربات للجبهة الداخلية الإسرائيلية.
خدمت هذه الأنفاق حركة حماس ليس فقط فيما يخص النشاط العسكري بل أيضًا أتاحت لها تمرير البضائع وتهريب السلاح من سيناء إلى القطاع. ومع اعتلاء عبد الفتاح السيسي سدة الحكم أخذ الجيش المصري أيضًا على عاتقه مهمة تدمير وهدم تلك الأنفاق للقضاء على الإرهاب الذي يهاجم الجيش المصري في سيناء.
هاكم بعض الحقائق الهامة التي يجب معرفتها والتي توضح ما هي أنواع الأنفاق التي حوّلتها حماس إلى سلاح استراتيجي في حربها مع الجيش الإسرائيلي، بعد أن أبدت الصواريخ عدم جدواها أمام منظومة القبة الحديدية التي اعترضت أغلبية الصواريخ.
1 تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن حماس أنفقت 10 ملايين دولار على بناء تلك الأنفاق
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرًا مقالاً تقول فيه إنها تُقدر أن حكومة حماس أنفقت ما يقارب 10 ملايين دولار و 800 طن من الإسمنت في بناء تلك الأنفاق.
استثمرت حماس، بالرغم من الأوضاع الاقتصادية السيئة في غزة (أكثر من 40% نسبة بطالة ودخل سنوي يقارب 1165 دولار للفرد)، كل مواردها بتطوير ما أسمته بالسلاح الاستراتيجي الجديد في المواجهات ضدّ إسرائيل.
هنالك نوعان من الأنفاق: النوع الأول مجهز لنقل البضائع والتهريب من مصر باتجاه القطاع والنوع الثاني هدفه إصابة أهداف في العمق الإسرائيلي.
2 تنكر مقاتلو كتائب عز الدين القسام بزي جنود الجيش الإسرائيلي وخرجوا من أحد الأنفاق بغية مهاجمة بلدة إسرائيلية
يتم حفر الأنفاق غالبًا تحت الأرض ببضعة أمتار وعلى شكل مناوبات (Flash90/Abed Rahim Khatib)
يتم حفر الأنفاق غالبًا تحت الأرض ببضعة أمتار وعلى شكل مناوبات (Flash90/Abed Rahim Khatib)
تم أول هجوم قام بشنه مقاتلين من حماس ضدّ أهداف مدنية في إسرائيل قبل بضعة أيام. وخرج بعض المقاتلين من كتائب عز الدين القسام بتاريخ الـ 19 من تموز من أحد الأنفاق، داخل الأراضي الإسرائيلية، وهاجموا نقطة عسكرية إسرائيلية. انتهت الحادثة بمقتل جنديَين إسرائيليين وبمقتل احد مقاتلي حماس.
أوردت الكثير من الوكالات، بعد يوم من ذلك، أن إسرائيل قبضت على عدد من الإرهابيين الذين حاولوا مهاجمة بلدة بالقرب من الجدار الأمني مع غزة، بينما كان بحوزتهم الكثير من الأسلحة، أصفاد ومحاقن فيها مواد مخدرة، الأمر الذي يشير إلى نية تنفيذ عمليات اختطاف لجنود أو مواطنين بهدف المساومة عليهم.
3 استلهمت حماس فكرة حفر الأنفاق المفخخة من مقاتلي الفيتكونغ
استلهمت حماس فكرة حفر الأنفاق المفخخة من مقاتلي الفيتكونغ (AFP)
استلهمت حماس فكرة حفر الأنفاق المفخخة من مقاتلي الفيتكونغ (AFP)
أوردت وكالة الأنباء الأمريكية، فوكس نيوز، قبل بضعة أيام بأن الأنفاق التي حُفرت في غزة تشبه كثيرًا الأنفاق التي حفرها مقاتلو الفيتكونغ خلال حرب فيتنام. استخدم المقاتلون تلك الأنفاق لإخفاء السلاح والوسائل القتالية وكذلك كانت بمثابة مخابئ للقادة.
4 يتضح من تصريحات الناطق باسم الجيش أنه تم حتى الآن الكشف عن 16 نفقًا مختلفًا في شمال القطاع
جنود الجيش الإسرائيلي تكشف نفقا في قطاع غزة (IDF)
جنود الجيش الإسرائيلي تكشف نفقا في قطاع غزة (IDF)
نشر الجيش الإسرائيلي البارحة (الاثنين) معطيات حول إنجازات عملية "الجرف الصامد" منذ دخول قطاع غزة وحتى الآن. وتقول المعطيات، تم خلال المعارك القضاء على أكثر من 150 مقاتلاً من المنظمات الإرهابية المختلفة وتدمير أكثر من 587 هدفًا.
كما وتشير المعطيات أيضًا إلى أنه خلال العملية العسكرية في غزة، منذ ليلة الخميس (17.07) قد عثر الجيش على 16 نفقًا إرهابيًا و 45 حفرة تقريبًا.
5 عملية حفر الأنفاق تتم بأدوات ميكانيكية
الدخول الى أحد الأنفاق في رفح (MAHMUD HAMS / AFP)
الدخول الى أحد الأنفاق في رفح (MAHMUD HAMS / AFP)
تشير التقديرات العسكرية إلى أن حفر قناة، لأغراض هجومية، تصل إلى البلدات الإسرائيلية يحتاج مدة عام إلى عامين ويتم ذلك بواسطة آليات ميكانيكية وليس آليات كهربائية وذلك لتقليل حجم الضجة.
يبدو أنه يتم حفر الأنفاق غالبًا تحت الأرض ببضعة أمتار وعلى شكل مناوبات. تحفر مجموعة صغيرة لا يتعدى عدد أفرادها: 3 - 5 أشخاص ، بالتناوب، النفق وتؤمن له الحماية الأمر الذي يستمر كذلك حتى نهاية بناء النفق