الأحد، 20 يوليو 2014

عباس و مارتن لوثر كنج
20/07/2014 [ 18:56 ]
الإضافة بتاريخ:
ياسر خالد

ما اخشاه هو ان يكون الرئيس محمود عباس قد تقمص شخصية الزعيم مارتن لوثر كنج فى كفاحه ضد التمييز العنصرى الذى كان سائدا فى امريكا فى ستينات القرن العشرين من انتهاج سياسة تاييد المعارضة السلمية و رفض اللجوء الى العنف لنيل الحقوق , ليصل به اقصى حد للتعبير عن غضبه من بناءجدار الفصل العنصرى الذى تسبب فى كوارث نريد مد جسور المحبة بيننا و بين من استوطنوا ارضنا بعد ان اقتلعوا الشجر و الانسان , و لكنه فى الحقيقة يجانبه الصواب فهو يقوم بافعال المارشال فيليب المشهود له بالكفاءه و حقق مع زملاءه انجازات عسكرية ابان الحرب العالمية الاولى و لكنه وافق على ان يكون رئيسا للدولة الفرنسية من قبل الالمان و نفذ تعليماتهم لانه كان يظن انه يحقن دماء شعبه و هذا دفعة لان يفرط فى كرامة وطنة , و عندما انتصرت المقاومة و حررت وطنها اتهم بالخيانة العظمى و حكم عليه بالاعدام ,,
هناك فرق بين من دعى لانخراط السود فى مجتمع غالى فى ظلمهم و استخدم كلمات لا يجوز لرئيس دولة تحت الاحتلال ان يرددها فنحن لا نطالب بالعدل و المساواة و الحقوق المدنية بل نطالب بالتحرير , و ان كانت شخصية مارتن لوثر قد اثرت على منهجك فلا تتمسك باقواله و تترك افعاله , لان مارتن كان قائدا و محرضا لخروج الجماهير فى الشوارع بمسيرات احتجاج و يطالب الناس بمقاطعة كل ما يمت للتمييز بصلة و غالبا ما يكون فى مقدمة تلك المسيرات و الاحتجاجات ,و لكن مارتن لوثر كنج الجديد لا يريد اى شئ من كل ذلك , و يتعامل مع الاحداث التى تتماشى مع اراء الناس بمنتهى الدونية ,, فمثلا لم يشارك الرئيس يوما او دعى لمسيرة ضد الاستيطان او تهويد القدس او حتى عندما تم اغتيال الطفل ابو خضيرة لم يخرج للناس بخطاب تعبوى كمثل الذى القاه مارتن " لدى حلم " , الخوف يدفعه لمنع على فعل ذلك تدفعه لان يقف امام رغباتهم بالخروج و الاحتجاج على المأساة التى اصابت قضيتهم فى ظل كل هذا البغى و العدوان , متغافلا بان الضغط يولد الانفجار ,
على الرغم بان معركتنا مع هذا الغاصب ليست لانتزاع اعترافه بنا من ناحية الحقوق المدنية فحسب بل عليه ان يعترف بحقوقنا السياسية و مطالبنا بالاستقلال و التحرير ,
حديث النخالة و ابو مرزوق بعد لقاءهم مع عباس و وصفهم اياه بانه يستسلم لمنطق الانهزامية و الاستسلام , يدل على عدم فهمهم لنفسية هذا الرجل , الذى بات محشورا بافكار مغيبة بشكل مطلق عن الواقع الفلسطينى , فالفلسطينى حين قام بانتفاضته الاولى كان يعيش فى ظل احوال معيشية تفوق معظم ابناء الدول المجاورة من ماكل و مشرب و تعليم الا انه ثار و انتفض معلنا رفضه لحال الاستكانة و طالب باستعادة ارضة و وضعها على الخارطة السياسية و طالب نيل حقوقة السياسية قبل الحقوق المدنية ,, ترويج اكذوبة ان الشعب يسعى لتحسين اوضاعه المعيشية و فتح المعابر ما هى الا تماشى مع الخطاب الاعلامى الاسرائيلى و تأجيل لحسم الصراع ,, اليهود يسابقون الزمن لتغيير الجغرافيا على الارض بعد ان نجحوا فى تزوير التاريخ ,,و ان لم يكن مخرج للحالة الفلسطينية بشكل مرضى بعد هذه الحرب فمن المؤكد ان هناك حروب اخرى تلوح فى الافق قابله للانفجار فى اى وقت ,, فمن اراد ان يقدم مبادرة عليه ان يقدم مبادرة سياسية متكاملة تضع حلول مرضية و قابلة للتنفيذ لانهاء الصراع تبدأ فور الاعلان عن وقت اطلاق النار ,,,
حين يراق الدم و تهدف البيوت فوق ساكنيها يبدأ الحديث عن وقف دائرة العنف سواءا بتهدئه او هدنة مع ابقاء عوامل اشعال فتيل الحرب لمرات اخرى قادمة موجودة و الحلول المطروحة تدور حولها ففى اى لحظة سوف تتجدد المعارك و نعود الى نقطة الصفر و يحل القتل و الدمار , و لا احد لديه القدرة على ان يعلن ان تخدير المريض و عدم سماع اهاتة يعنى ان الالم لم يعد موجود , لا احد يطلب من اسرائيل بان عليها الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطينى و التى هى السبب الرئيسى لهذه الحروب ,,
الشعب الفلسطينى لا يرمى بابناءه الى الهلاك لانه كاره للحياة او متذمر من الرفاهية ,, الشعب الفلسطينى يريد دولة لها حدود امنة و حسن جوار و ما دون ذلك هو تخدير لحالة الصراع و اعطاء مهلة فى الحياة لابناء فلسطين قبل ان يدرجوا فى كشوف الشهداء ,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق