السبت، 22 نوفمبر 2014


هل يتحول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى حرب دينية؟

يرى المحلل السياسي لؤي المدهون أن موجهة الاعتداءات الدموية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية تنذر بتحويل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين من صراع إقليمي حول الارض إلى حرب دينية لا تصب في مصلحة الشعبين.
Israel - Sperrung des Tempelbergs
في البداية لابد من الإشارة إلى أنه لا يوجد مبرر أخلاقي وسياسي لسلسلة الاعتداءات الارهابية على المدنيين، التي شهدتها الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، خاصة الاعتداءات الدموية على الأماكن المقدسة ودور العبادة اليهودية والإسلامية. فهذه الأعمال الارهابية تخالف أبسط القيم والمبادئ الانسانية والأخلاقية وتناقض كل الشرائع السماوية.
غير أن الهجوم الأخير على كنيس يهودي في القدس وما سبقه من اعتداءات على المساجد، من قبل متطرفين فلسطينيين واسرائيليين يهدد بتحويل أعمال العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين إلى "مواجهات فردية" من الصعب توجيهها سياسياً والسيطرة عليها أمنياً. وعلاوة على ذلك فإن هذا التوجه نحو "شخصنة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي"، إن صح التعبير، يهدد بتدمير أي فرصة للتعايش المشترك بين الفلسطينيين والاسرائيليين في المستقبل القريب والمتوسط.
Deutsche Welle Kultur Hintergrund Qantara Loay Mudhoon
لؤي مدهون: خطورة هيمنة الصبغة الدينية على الصراع واضحة جدا
حرب دينية أم صراع إقليمي حول الأرض؟
غير أن الأخطر من هذا التطور يتمثل في التداعيات الكارثية لهيمنة الصبغة الدينية على هذا الصراع الإقليمي حول الأرض، والتي ستحول من دون شك في التوصل إلى حل براغماتي يخدم المصلحة المشتركة للشعبين والمتمثلة في إقامة الدولتين، دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وعلى الرغم من أن الدين كان حاضراً منذ بداية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، إلا أن تأثيره السياسي لدى الإسرائيليين وكذلك لدى الفلسطينيين بدأ يظهر بوضوح بعد حرب الأيام الستة، التي شكلت هزيمة نكراء لأنظمة الحكم القومية العلمانية في العالم العربي.
ففي اسرائيل تغير المشهد السياسي بعد صعود قوي دينية يمينية على غرار حزب الليكود والاحزاب الدينية المقربة من المستوطنيين وتراجع القوى العلمانية التي قادها حزب العمل. وفي تطور مواز أدي فشل "مفاوضات أوسلو" والمشروع الوطني الفلسطيني في تحقيق حلم الفلسطينينن باقامة دولة مستقلة الى صعود حركات إسلاموية التوجه على غرار حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
في ضوء هذه المعطيات تبدو خطورة هيمنة الصبغة الدينية على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واضحة جدا، لأنها تُفرغ الصراع من جوهره السياسي ويمكن أن تحوله الى حرب دينية مفتوحة تحرق الاخضر واليابس ولا تصب أولا وأخيرا في مصلحة الفلسطينيين والاسرائيليين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق