لماذا يحتجز بشار الفلسطيني منذ 30 عاماً في سجون بشار سوريا؟
مات الأب بقلبه غصة.. والأم سلاحها الأمل
الحاجة عائشة محمود "أم فتحي" نال منها غياب فلذة كبدها بشار ومل منها السهر وهي لم تمل أو تكل بانتظار عودته إلى دياره، على عكس والده الذي لم يتحمل فراق نجله فوقع قسراً أمام المرض الذي قطع أي أمل بلقاء يجمعه ببشار، رحل تاركاً خلفه صورة معلقة على جدار، وحلماً لم يكتمل برؤية الأحباب.
ثلاثون عاماً مرت وأم فتحي تصلي ليل نهار كي تنكسر اصفاد الاعتقال وتتحطم اقفال السجن ليتمكن بشار من العودة إلى احضانها ومسقط رأسه قرية عرقة.
بعد 20 سنة من البحث.. بوادر أمل وانفراج
في بداية العقد المنصرم وبعد مرور 20 عاماً على عملية البحث بوادر الانفراج لاحت من أفق بعيد تحمل معها نسيماً يلطف حرارة قلق العائلة حين علمت أن بشار حي يرزق ويقبع في سجن "عدرا" السوري.
"إبني بشار سافر إلى الأردن باحثاً عن العمل لم نكن نعلم أنه سيتجه لسوريا، وبعدة مرور عدة أشهر علمنا بنبأ اختفائه من خلال أحد أقاربنا في الأردن، ولم يتسنى لنا معرفة ذلك مسبقاً لعدم وجود هواتف نقالة بحوزتنا تلك الفترة، وبعد التقصي عرفنا أنه سافر إلى سوريا لكن لم ندرك السبب ورأء ذلك"، توضح أم فتحي.
وتابعت سرد القصة قائلة: واصلنا مع أكثر من جهة رسمية ومعارف وأقارب حتى نتمكن من دخول الأراضي السورية ونقابل ابننا بشار، الأمر لم يكن سهلاً، عانينا الكثير حتى حصلنا على تصريح من المخابرات السورية لمقابلته".
الأم تلتقي فلذة كبدها وتناشد الرئيس بالتدخل
وصلت أم فتحي للسجن الذي يحتجز فيه بشار وهو الأبن الرابع لها ترتيباً بين أشقاءه الثمانية وشقيقاته الأربع، وكُتب لها أن تلتقي به دون أن تعانقه ويداها تتعلقان بقضبان السجن التي صدأت على ابنها دون أن ترحمه ولو للحظة، عاشت خلالها الوالدة شعور الأصم الفاقد للقدرة على التعبير والكلام تاركة للعيون ودمعها حرية التعبير عن لوعة غارت في أعماق القلب الجريح.
الحاجة أم فتحي
لماذا اعتقل بشار؟ وما تهمته؟
سجن تدمر
وتابع: سمح لي بلقاء أخي 10 دقائق فقط، تبادلنا خلالها الحديث وحاولت أن احصل على إجابات عن سبب وجوده في السجن لكنه رد بأنه احتجز في سجن تدمر في البداية ونقل إلى سجون أخرى وحتى اليوم لم توجه له أي تهمة ولم يعرض على أي قاض ولم تحدد مدة اعتقاله.
منعطف حاد في القصة.. انقطاع الزيارات
ومع ولوج سوريا في معمعة الاحداث والصراع الداخلي قبل 4 سنوات تحولت قضية السجين بشار إلى منعطف حاد انعكس على عائلته بمزيد من الشؤوم والخوف على مصيره.
ويضيف فهد: إن آخر مرة زارت العائلة خلالها بشار كانت قبل نحو أربع سنوات، ومنذ تلك الفترة لم يعد ممكنا ترتيب أي زيارة له، وبقيت رسائل قليلية ينقلها الصليب الاحمر خيط التواصل الوحيد الذي يؤكد بقاء بشار حيا ويعطي بارقة أمل لأمه بأن يوم الحرية قد يأتي من بين رماد الأيام السوداء.
العائلة قالت لـ معا إنها توجهت إلى العديد من الجهات الرسمية في محاولة منها التدخل لايجاد حل يخرج بشار من سجون سوريا، لكن وعوداً تلقتها دارت في دائرة مفرغة لم تترك أي أثر خلفها على مدار سنين الاعتقال، ولم تؤتِ أكلها حتى اليوم
وقبل نحو أسبوعين أرسل بشار رسالتين إلى العائلة عن طريق الصليب الأحمر ولا نعلم إن كانت هي الأخيرة وهذا ما جاء فيها:
قصة أعدها وكتبها: أحمد تنوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق