تعليم الفلسطينيين في لبنان بين الواقع و المرتجى
اعداد رضوان عبد الله*
· مقدمة
بلغ عدد الفلسطينيين في لبنان حوالي 387 ألف نسمة حسب احصاءات المسجلين نهاية العام 2003 وهم الفلسطينيين المسجلين لدى الانروا ، يضاف اليهم حوالي 41000 نسمة وهم الفلسطينيين المقيمين في المخيمات و غير مسجلين لدى الانروا منهم 26000 نسمة حصلوا على وثيقة سفر من شؤون اللاجئين في وزارة الداخلية في لبنان و 15000 فلسطيني ليس لديهم اي اوراق ثبوتية ومحرومون من خدمات الانروا ( الا من التعليم ) ، وبسبب عدم تجديدهم لاقاماتهم يتعرضون للملاحقة او لغرامات كبيرة من قبل الدولة اللبنانية ، رغم انهم دخلوا الى لبنان بطريقة مشروعة ، ونظم وجودهم في لبنان اتفاق القاهرة الذي حصل بين منظمة التحرير الفلسطينية و الحكومة اللبنانية عام 1969 ، والتي قامت الدولة اللبنانية في ما بعد بالغائها من طرف واحد .
ومن الجدير ذكره هنا أن جميع الفلسطينيين من لاجئي 1967 ( الذين لا يملكون بطاقات هوية صادرة من لبنان) ليس لديهم الحق بالإلتحاق بالمدارس الرسمية اللبنانية ولا يمكنهم الإفادة من الخدمات الصحية اللبنانية كما لا يمكنهم مزاولة المهن المشمولة بالضمان ( كبقية الفلسطينيين ) مثل الطب والمحاماة والهندسة ...إلخ. وهكذا فإن نسبة مزاولة الفلسطينيين للمهن الوظيفية وإفادتهم من التعليم والخدمات الصحية أصبحت محدودة جداً.
وكان قد أنشئ ما مجموعه ستة عشر مخيما منذ قدوم الفلسطينيين إلى لبنان على أساس مؤقت قبل أن يصبحوا لاجئين حيث أن القرار السياسي العربي والفلسطيني واللبناني قرر أنه لا يجب ان يصبح هؤلاء مواطنين لبنانيين كي لا يفقدوا بالتالي "حق العودة" إلى وطنهم حسب القرار الدولي رقم 194 ، ( دمر 4 من تلك المخيمات نتيجة الحروب في لبنان و العدوان الصهيوني المتكررو هجرت حوالي 6000 اسرة من مخيماتها و تجمعاتها اثناء تلك الحروب المتعاقبة ) .
ومهما يكن فإن الفلسطينيين في لبنان يعتبرون ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد لهم ، مثلهم مثل باقي الفلسطينيين المتواجد في اصقاع الارض قاطبة ، و انها المعين الوحيد لهذا الشعب في الظروف الصعبة ، وكانت الأنروا – وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – إحدى المنظمات غير الحكومية ذات الطابع الدولي التي لعبت دوراً أساسياً في حياة الفلسطينيين وعائلاتهم ، خاصة في ميادين التعليم والعناية الصحية والرعاية الإجتماعية و الخدمات . إلا أنه خلال العشر سنوات الاخيرة تعرضت أنشطة المنظمات غير الحكومية وسائر المنظمات العاملة في لبنان إلى التخفيض والتقييد وظهر ذلك بشكل خاص في المخيمات . أضف إلى ذلك أن المنظمات غير الحكومية و المؤسسات الاهلية لديها أزمات مالية وتعاني من عجز مالي ناتج عن مجمل الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها البلد بشكل عام وتضاؤل الهبات والمنح التي تتلقاها.
غالبية الفلسطينيين في مخيمات لبنان محشورون في مساحات ضيقة تقع خلف جدران وهمية تفصلهم عن أبسط مقومات الحياة. منازلهم غالباً مدمرة ومحاطة بشبكة من النفايات والقمامة وحياتهم بائسة غير قابلة للإحتمال ولا أمل يرجى فيها. كما أن نقص عدد المدارس وتدني نوعية هذه المدارس والأوضاع الإقتصادية الصعبة وسوء وقلة الخدمات الصحية والإجتماعية هي فقط بعض المشاكل التي تؤدي إلى زيادة مضطردة في أعداد التلاميذ الذين يتسربون من المدارس.
ومن جهة ثانية، فإن زج المخيمات الفلسطينية في الحرب اللبنانية لسنوات متعاقبة أدى إلى وفاة الكثير من ذوي المداخيل (الآباء وكبار الأبناء) عدا عن إعاقة العديدين منهم (أكثر من 3500 معاق فلسطيني في لبنان). وقد تمكنت المنظمات غير الحكومية العاملة في المخيم من رصد أعداد كبيرة من الأطفال العاملين والذين ينتمون إلى أسر يعاني معيلها الأصلي من الإعاقة أو من مرض عضال.
و في دراسة صدرت هذا العام تحت عنوان " الاوضاع الاقتصادية ـ المعيشية و الصحية للفلسطينيين في لبنان " و اعدتها جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في لبنان ذكرت فيها " زيادة الفلسطينيين من 100 ألف الى 400 ألف نسمة الا ان مساحة المخيمات لم تتغير مما ادى الى الاكتظاظ السكاني و سوء الوضع الصحي فيها ..." مما فاقم من اوضاعهم المعيشية و الاقتصادية للفلسطينيين و اثر على التعليم لديهم ( و هذا ما سنوضحه لاحقا و بالتفصيل ) ، اذ " ان نسبة البطالة و العاطلين عن العمل وصلت الى ما فوق 40 % حسب تقديرات الاونروا و اليونيسيف و بعض الباحثين الفلسطينيين قدروها باكثر من 60 % " حسب الدراسة عينها .
· مراحل التعليم التي يمر بها الفلسطينيون في لبنان
يمر الطلبة الفلسطينيون بثلاث مراحل تعليمية أساسية ، وهي: المرحلة الإبتدائية، المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية. وإذا اجتاز هذه المراحل دون أي معوقات، فإنه ينتقل إلى المرحلة الجامعية أو الإعداد المهني. وبما أن غالبية الطلبة الفلسطينيين ينالون قسطهم التعليمي حتى نهاية المرحلة الثانوية في مدارس الانروا، لذا فإننا سنتناول الكلام عن مستوى التعليم بالتفصيل لدى الطلبة الفلسطينيين في مدارس الأنروا.
تشرف وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على تعليم أغلبية أبناء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتقوم دائرة التربية في الأونروا بالإشراف على العملية التربوية في المجتمع الفلسطيني في المراحل الاساسية الابتدائية و المتوسطة و الثانوية اضافة الى معهد سبلين المهني ، وإدارة كافة جوانبها إن لجهة المباني والأفراد أو لجهة المناهج ومتفرعاتها. وتدير الأونروا حاليا 74 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وخمسة مدارس ثانوية في بيروت وصيدا وصور و طرابلس و البقاع ، ومعهد تدريب مهني واحد، بينما يحرم الاطفال في مرحلة الروضة من أية خدمات تعليمية من قبل الاونروا ، و لا تقبل التسجيل في مدارسها في الاول إبتدائي أي طالب ناقص عن عمره ست سنوات و لو يوماً واحداً.
و تتوزع مدارس الأونروا على إثني عشر مخيماً فلسطينياً في لبنان ، فيما تقل المدارس في التجمعات الفلسطينية ، وكان عدد المدارس بداية السبعينات يصل إلى 80 مدرسة ، ولكنه تراجع أوائل الثمانينات الى 74 بعد تدمير عدد من المدارس بفعل الحرب و القصف الإسرائيلي ، ليصل اليوم العدد الى 79 مدرسة بعد بناء عدد منها في السنوات السبعة الماضية.
· الواقع التربوي لمدارس الاونروا :
تضم مدارس الأونروا وفقا لتقارير صادرة عن الأونروا و عن منظمات طلابية فلسطينية لعام 2003 حوالي 39000 ألف طالب، أي حوالي 10 في المئة من عدد اللاجئين الفلسطينيين. وتعتبر هذه النسبة متدنية إذا ما قيست الى المجتمع اللبناني الذي تبلغ نسبة طلابه إلى عدد السكان فيه ما يقارب 23% . ويبدو عجز الطلاب داخل القاعات التي تضم الواحدة منها ما بين 50-55 طالبا في كثير من المدارس . وتعمل أكثر من المدارس بنظام الفترتين الصباحية والمسائية وتشكو المدارس من انعدام وجود الأجهزة والأدوات التعليمية الأساسية والمساعدة كالكمبيوتر والمجسمات العلمية والطبية... ويعود سبب ذلك إلى تراجع الموازنة التي تعتمدها الأونروا لدعم مدارسها، إذ تبلغ هذه الموازنة وفقا لعام 1997، ثمانية ملايين دولار تدفع للعملية التربوية بما فيها نفقات التعليم ورواتب الموظفين والمعلمين والمدراء الذين يبلغ عددهم في قطاع التعليم 1495 موظفا.
ونتيجة لضعف الموازنات ، عمدت الأنروا إلى إحلال أصحاب الكفاءة العلمية المخفّضة مكان الاساتذة حملة الشهادة الجامعية، ولجأت إلى التوظيف اليومي و الى الفئة (Z ) في أحسن الاحوال . ونتيجة العجز المالي الذي يبلغ سنويا 70 مليون دولار، فرضت الأونروا على الطلاب الفلسطينيين في لبنان رسوما عند التسجيل تختلف حسب اختلاف المراحل التعليمية ، وباتت إدارة المدارس تقتطع من حصيلة الإيرادات السنوية مبلغا معينا تنفقه على تحسين الخدمات فيها، وترسل البقية الى الإدارة المركزية.
· واقع الأهالي:
تتأثر العملية التربوية بدور المجتمع ويرتبط التحصيل العلمي للأفراد بدور العائلات. وفي مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث تكثر المشاكل الاجتماعية والنفسية ويعيش الناس في ضائقة معيشية يتأثر الطلاب بالأجواء العامة التي يعيشها الأهالي فيضطر عدد كبير من الطلاب تصل نسبته حسب تقرير الأونروا عام 1996 الى 14.6% الى ترك مقاعد الدراسة والاتجاه لسوق العمل ، مما يزيد من نسبة المتسربين من المدارس الى ما معدله 18 % من المجموع العام لطلبة المراحل الاولى الثلاثة حسب تقديرات الاتحاد العام لطلبة فلسطين في لبنان. كما أعلن المكتب المركزي للأحصاء والمصادر الطبيعية الفلسطيني في نهاية أيار من العام 2003 أن ما نسبته 23% من السكان من عمر 15 سنة فما فوق هم أمييون وأن اللاجئين لديهم مستويات تعليمية أقل من اللبنانيين حيث وجد ان 12 % من اللاجئين الفلسطينيين مقابل 22% من اللبنانييين أكملوا المرحلة الثانوية فما فوق .
وأشار مكتب الاحصاء إلى أن ربع اللاجئين البالغين فقدوا الأمل بالمستقبل . ولا تتوفر للطالب أجواء نفسية واجتماعية مريحة بسبب الخلافات العائلية وتداخل المنازل وصعوبة رقابة اولياء الامور . وقد صدر في ايار من العام الماضي ايضا كتاب باللغة الإنكليزية عن معهد ( FAFO ) تحت عنوان "ماض صعب ومستقبل غامض: الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان" ، يشير إلى أن فرد واحد من أصل 5 أفراد يعاني من مرض نفسي أو عضوي مزمن وأن 3% من اللاجئين لديهم أمراض مزمنة بسبب الحرب ، ووجد الكتاب أن 9% من الأطفال يعانون أو معرضون لسوء التغذية.
من جهة أخرى ، لا تأخذ العائلات دورها في الإشراف على اداء المدارس ودعمها خاصة من خلال لجان الأهل . وغالبا ما تقع خلافات تصل الى الضرب إذا تعرض أحد المعلمين لطالب بطريقة توجيهية ما يعتبرها الأهالي قسوة.
· الصعوبات التي يواجهها الطلاب الفلسطينيون في لبنان:
هناك صعوبة كبيرة في تلقي الطالب الفلسطيني تعليمه في المدارس اللبنانية الخاصة نظرا للتكاليف المرتفعة قياسا الى أوضاع اللاجئين ، و تصل الاقساط أحيانا إلى 1500 دولار امريكي سنويا . ورغم هذا الواقع تحاول جهات تنسق مع الأونروا ان تمد المدارس بالتجهيزات التعليمية المطلوبة ، وإقامة دورات تقوية لكافة المراحل وفتح مراكز مجانية لتعليم الكومبيوتر واللغات ، وإقامة ندوات تثقيفية للأهالي ، وحث الطلاب على التحصيل العلمي ، في وقت تراجعت فيه تقديمات المنح الطلابية خاصة لطلبة الجامعات.
وكغيرها من المخيمات المنتشرة في أجزاء أخرى من الوطن العربي ، تقوم الأنروا بتأمين الخدمات التعليمية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، ولكنها كانت تقتصر فقط على المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وتعتمد نظام الدوامين بسبب قلة عدد المدارس مقارنة بعدد الطلاب ، و فيما بعد تم افتتاح خمس مدارس ثانوية لا تستوعب الاعداد الكبيرة من طلاب المرحلة الثانوية مما يزيد من تفاقم الازمة التعليمية للطلاب الفلسطينيين في لبنان . و رغم قرار وزارة الداخلية اللبنانية رقم 319 و الصادر في 2 آب عام 1962 عن وزير الداخلية الراحل السيد كمال جنبلاط باعتبار اللاجئين الفلسطينيين على انهم " اجانب مميزون " ، الا ان الحكومة اللبنانية تعامل اللاجئين الفلسطينيين كأجانب ولذلك فهم محرومون من العمل في اكثر من سبعين مهنة ووظيفة تطبيقا لمرسوم جمهوري صدر في زمن الرئيس السابق أمين الجميل ، و بفعل القرارات المتعاقبة للحكومات اللبنانية و آخرها القرار رقم 1/ 621 بتاريخ 18 / 12 / 1995 ، حول عمالة الاجانب ، الأمر الذي أدى إلى تفاقم مشكلة البطالة بينهم وإلى زيادة معدلات تسرب الطلاب من المدارس خصوصا في المرحلتين الإبتدائية والمتوسطة وانخراط الاطفال في سوق العمل وفي الورش غير الآمنة وغير المضمونة صحيا.
وفي السنوات التي تلت الحرب الأهلية أدى تدمير بعض المدارس و تخلّي الأنروا عن تقديم التأمين التعليمي المجاني بالكامل الى بروز مشاكل التسرب المدرسي وإرتفاع نسب الأمية التي بلغت وفق الإحصائيات 48% من مجموع سكان المخيمات ، في حين بلغت نسبة الحاصلين على الدرجات الجامعية 4,2%. ورغم ان الاونروا كانت تقدم منحا دراسية لطلاب المرحلة الثانوية من أجل تغطية جزء من التكاليف بمعدل ( 40 $ ) فقط ، الا انها و منذ اواخر السبعينات لا تدفع اية نفقات في هذا المجال حيث يتحمل الطالب اعباء الاقساط و الكتب و القرطاسية و المواصلات بشكل كامل ، و هذا ادى الى زيادة عدد المتسربين من الطلاب و خاصة بعد اتمام المرحلة المتوسطة بسبب الاعباء المالية التي لا يستطيع الطالب تحملها قياسا الى أوضاع اللاجئين و تصل الاقساط أحيانا إلى 1500 دولار امريكي سنوياً.
· دور منظمة التحرير الفلسطينية:
من جهتها ، حرصت منظمة التحرير الفلسطينية على الاهتمام بتربية و تنشئة الاجيال الفلسطينية تنشئة عربية و قومية حسب المادة الثامنة من الميثاق الوطني الفلسطيني حيث انشأت المنظمة دائرة التربية و التعليم و اقامت مدارس في عدة اقطار عربية بما فيها لبنان تكون مهامها معالجة شؤون التربية و التعليم للطلاب الفلسطينيين من مرحلة الحضانة الى المرحلة الجامعية ، الا ان الطلبة الفلسطينيين في لبنان يواجهون مشكلة متابعة دراستهم الجامعية، خصوصا بعد أن توقفت المنح عن منظمة التحريرالفلسطينية التي كانت تؤمنها للطلاب من الاتحاد السوفييتي (سابقاً) ودول أوروبا الشرقية و الدول الصديقة الاخرى .
و إهتمت المنظمة أيضاً بأبناء شهداء فلسطين و اقامت لهم مدارس خاصة بهم في سوريا و لبنان اضافة الى مؤسسة الشؤون الاجتماعية التي تغطي مستلزمات ابناء الشهداء في المدارس ، اضافة ايضا الى دور الحضانة و المؤسسات الثقافية و التربوية التي تشرف عليها التنظيمات الفلسطينية مباشرة و مؤسساتها. وكان مركز الابحاث الذي انشأته المنظمة في العام 1968 قد اعتمد في تخطيطه على " الوعي العميق لشروط النضال الطويل الامد " إدراكاً من المنظمة لأهمية التربية و التعليم في مسيرة القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني ، الا انه بعد إجتياح العام 1982 فإن هذا المركز قد أقفل بقرار من الحكومة اللبنانية رغم حيازته على ترخيص من الجهات اللبنانية المعنية .
· أسباب تدني مستوى التعليم في مدارس الاونروا
قبل الدخول في الاسباب الكامنة وراء تدني مستوى التعليم للطلبة الفلسطينيين في لبنان نود أن نطرح بعض الاسئلة علها تلخص النقاط التي يجب ان نبحثها و نخلص الى نتيجة تسهم في تخفيف هذه المعضلة ، و تسهم في حلها :
1- هل تعطي المدارس مواد البرنامج حسب استراتيجية عمل و خطة معدة مسبقا ؟
2- هل تواجه الخطة مشاكل بحاجة الى حلول ؟
3- ما هي المشاكل والصعوبات التي واجهتها الخطة ؟
4- إذا كان هنالك اية نواقص او اضافات ما هي المتغيرات التي طرأت على الخطة؟
5- هل هناك مشاركة من قبل الطلاب في تنفيذ الخطة التعليمية ؟
6- هل هنالك تقدم على طريق انجاز الاهداف المرجوة ؟
7- هل احتياجات الهدف متوفرة لتطبيق خطة العمل؟
8- هل يتم التنسيق بين الاهالي و المعلمين و ادارات المدارس ؟
9- هل يوجد مجالس أهل كي تتابع أمور أولادها مع ادارات المدارس ؟
10- هل تقوم الاتحادات النقابية و القيادة السياسية بدورفعال في الضغط على الاونروا من اجل الاهتمام اكثر بالعملية التعليمية ؟
11- ما هي المقترحات و التوصيات لتطوير السير السليم للتعليم بالمدارس ؟
بعد هذه التساؤلات التي تدفعنا الى الاجابة عنها لتجاوز العوائق الموجودة في طريق بناء النشء تربويا فإننا نستطيع ان نرصد الجوانب التالية و التي تعتبر أهم المسببات لتدني مستوى التعليم لدى الطلبة الفلسطينيين في لبنان :
-أولا : الفقر
يهيمن الفقر على لبنان بشكل عام وعلى المخيمات بشكل خاص . أضف إلى ذلك أن العمال والمهنيين الفلسطينيين لا يسمح لهم بالعمل بشكل شرعي ضمن المهن اللبنانية ومحلات البيع وغيرها. وهكذا فإنهم لا يستطيعوا تغطية مصارفات تعليم أبنائهم مما يدفع الطلاب إلى الدراسة والعمل وبالتالي يعرضهم لعدم الإهتمام بالمدرسة والتعليم ويصبحوا معرضين لخطر التسرب من المدرسة .
و تبدو ظاهرة عمالة الأطفال في العديد من المخيمات و بوجوه متعددة ، حيث أن بعض الأطفال يعملون بشكل موسمي بينما البعض الآخر يعمل بشكل منتظم. ويتعرض الأطفال الذين يعملون في داخل المخيمات او في خارجها لظروف صعبة ومعاملة قاسية ومن السهل استغلالهم لأن ارباب العمل يعلمون أن هؤلاء الأولاد لا يملكون أية بدائل ولا يتمتعون بأية حقوق عمالية (نقابية) بموجب القانون اللبناني. لذلك فإن الإضطهاد الذي يمارسه أرباب العمل أصبح أمراً شائعاً ونجم عن ظروف العمل الصعبة صدمات جسدية ونفسية على هؤلاء الاطفال ، و لا ننكر وجود بعض حالات التسول بين الاطفال خارج الدوام المدرسي .
- ثانيا: اعداد المدارس
ان احد ابرز أسباب تدني مستوى التعليم في مدارس الأنروا والزيادة المضطردة في اعداد المتسربين في المدارس و بالتالي انخراطهم المبكر في القوى العاملة ( ابتداء من 8 سنوات )، يعود إلى العوامل التالية:
- الاعداد المحدودة للمدارس وانحصار غالبيتها ضمن حدود المخيمات.
- الاكتظاظ داخل الصفوف حيث يبلغ عدد الطلاب في كثير من صفوف المدارس اكثر من خمسين طالبا.
- دوام النظامين والذي يغلب على اكثر مدارس الاونروا و يقلل عامل الوقت لاعطاء الدروس والحرمان من الأنشطة المرافقة للمناهج.
- 45 % من المدارس مستأجرة وتفتقر المدارس إلى الملاعب والتهوئة والإضاءة المناسبة.
معاناة الكثير من المدارس من نقص في كادرها التعليمي.
- ثالثا: عدم توفر المعلومات الدقيقة عن مناهج التعليم
هناك فجوة واسعة في المعلومات التي تربط بين مناهج التعليم في وزارة التربية والمدرسين بشكل عام وفي مدارس الاونروا بشكل خاص ، وهذا يدعو إلى التواصل بين الأطر التعليمية ودائرة التربية في الانروا مع وزارة التربية اللبنانية لمواكبة التغييرات الحاصلة في منهجيات التعليم. كما يجب بذل الجهد من أجل الإطلاع المستمر على المعلومات النوعية خاصة فيما يتعلق بالحاجات التعليمية النظرية و التقنية و النفسية التي يجب ان يسير على أساسها المدرسون لمتابعة حضور الطلاب و دوامهم في المدارس و متابعة جداول و معدلات اداء الطلاب منعا للتقصير في ايصال الرسالة التعليمية حسب البرامج المعدة المواكبة لأسس التطور التقني التعليمي الحديثة .
- رابعا : عدم توفر التقنيات الحديثة لمواكبة المناهج الجديدة
يجب توفر معلومات كافية حول التقنيات المتوفرة للنظام التعليمي المتطور والذي من المفترض أن يزيد من طاقة مدارس الاونروا لمواجهة مستلزمات الطلاب في المدارس. وهذا يستدعي تزويد المدارس بمختبرات ، مكتبات ، ملاعب ، وسائل ايضاح ، اجهزة كومبيوتر ، اذاعة ، وسائل ترفيه حيث تفتقر المدارس إلى كل ذلك.
- خامسا: نقص الاهتمام من قبل الادارة
ضرورة توفر الاهتمام الكلي والأمانة في تحمل المسؤولية بين العاملين في مجال التربية (مدرسين و استشاريين و مدراء و موجهين و واضعي مناهج ) تجاه الطلاب حيث تزداد الأخطار والعوامل التي تدفع بالطلاب إلى الإهتمام بجوانب بعيدة كل البعد عن رغبتهم في التعلم، فيتسربون او يتعرضون لخطر التسرب من المدارس للالتحاق بسوق العمل ، خاصة فيما يتعلق بمخاطر النمو التي تنجم عن بدء العمل في عمر مبكر بحيث لا يتمكن الاطفال من الحصول على دعم كاف في مجال التعليم و التوجيه، وحثهم على رغبة العلم ونيله مهما كانت الصعوبات.
- سادسا: عدم توفر دورات تأهيلية للمعلمين
رغم ان مشاكل الطلاب في المخيمات و المشاكل التي تعاني منها مدارس الاونروا معروفة ومحددة من قبل الاطر التربوية و الاعلامية و مراكز الدراسات الفلسطينية و المنظمات غير الحكومية على المستويين الفلسطيني و الاقليمي ، الا انه لا يوجد خطة متكاملة لحل تلك المشاكل . و من هنا تأتي ضرورة اعداد الكادر التعليمي الذي سيكون على عاتقه وضع استراتيجية واضحة المعالم وسامية الأهداف تحقق مستويات رفيعة بين الطلبة حيث يقع على المعلمين العاتق الأساسي باعداد الاجيال اعدادا سويا. و هذا يتطلب ايضا دور فاعل لمركز التخطيط لدى الاونروا و الغائب بشكل عام منذ سنوات و لا دور له في تخطيط و تطوير التعليم الاساسي في مدارس الاونروا .
و من هنا فان المعلمين و سائر الطاقم التعليمي من موجهين و مدراء و مفتشين يمكنهم ان يلعبوا دورا حاسما في الحد من تدني مستوى التعليم لدى الطلية و التقليل من خطر تسرب الاطفال خارج النظام التعليمي للالتحاق بسوق العمل ، او الرمي في الطرقات و حتى في السجون ، و هذا الدور يتطلب التصدي للأسباب الكامنة وراء تدني مستوى التعليم للطلبة الفلسطينيين في لبنان.
- سابعا: الظروف الطلابية
يتحمل الطلاب الفلسطينيون ، بطريقة مباشرة ام غير مباشرة ، جزءا لا بأس به من أسباب تدني مستوى التعليم بين صفوفهم ، ويظهر الاختلاف بين الاناث و الذكور ( 10 ـ 17 سنة ) في مجال تدني مستوى التعليم . فبعد تشجيع أهله ، و اهتمام معلميه و ادارة مدرسته ، يقع على عاتق الطالب نفسه حبه للمدرسة واهتمامه بأداء واجباته المدرسية والإبتعاد عن كل ما يسبب له من تقصير تجاه تحسين مستواه في المدرسة . ومن الواضح هنا ان الاولاد بشكل عام يقل اهتمامهم بالمدرسة و يتسربون كي يلتحقوا بسوق العمل لمساعدة اسرهم بينما البنات تتركن المدرسة بسبب القيود الاجتماعية او بسبب الزواج المبكر ، و في نفس الوقت فان نسبة الفتيات اللواتي تتركن المدارس باكرا ( 14 سنة ) و اللواتي لا تبقين في منازلهن بعد ترك المدرسة بل ينخرطن في اعمال محلية خفيفة خارج المنزل قد بدأت تتزايد خلال الخمس سنوات الاخيرة .. وبالرغم من ذلك فإن كلا من الفتيان والفتيات يتعرضون للإهمال ويعاني أغلبية من يتسربون من المدارس من الاوضاع والظروف التالية :
- فقدان الأمل بمستقبلهم ومستقبل أسرهم بسبب الشعور الدائم بعدم الإستقرار وعدم الامن وعدم الإنتماء.
- الشعور بعدم الأمن بسبب الأعمال العدوانية.
- الكآبة والقلق.
- الإحباط النفسي والإجتماعي الناتج عن الظروف المعيشية والصعبة.
· وقد أظهر المسح التي أجرته منظمة الفافو عام 1999 النتائج التالية:
- تزايدت معدلات تسرب أطفال مدارس وكالة الأنروا الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة.
- تراوحت نسبة التسرب المدرسي عام 1999 بين مرحلة و اخرى ، وزاد الطين بلة أن هؤلاء المتسربين يتركون - المدارس دون ان يستحوذوا على القدر الكافي من مهارات القراءة والكتابة والرياضيات ، حيث أنهم بالكاد يعتبرون متعلمين. ولعل السبب الأساسي لذلك هو تدني المستوى التلعيمي للمدارس وتراجع النظام التعليمي من جهة ، وعدم قابلية الاطفال لتلقي المساعدة من ذويهم أو من مصادر أخرى متدنية التعليم أيضاً من جهة أخرى .
· و قد أبرزت دراسة الفافو في المخيمات الفلسطينية في لبنان (وعرضت للمرة الأولى في مؤتمر اليونسيف الإقليمي الذي إنعقد في عمان في حزيران 2000) و في بيروت في ايار 2003 ما يلي:
- 10% من الأطفال العاملين هم في الرابعة عشر من عمرهم.
- 30% من الأطفال العاملين هم في الخامسة عشر من عمرهم.
- 35% من الأطفال العاملين هم في السابعة عشر من عمرهم.
- 20% فقط من الأطفال العاملين مسجلين في المدارس والآخرون بالكاد حصلوا على قدر محدود من التعليم .
و هناك اختلاف بين وضع الذكور و وضع الاناث ، فالاولاد ( 10 ـ 17 سنة ) بشكل عام يعملون لدعم الاسرة بينما الفتيات تتعرض " للقيود الاجتماعية " و " الزواج المبكر " . و مهما يكن ، و في نفس الوقت ، فان نسبة الفتيات اللواتي تتركن المدرسة مبكرا ( اقل من 14 سنة ) لا تعمل فقط في المنزل بل بعضهن ينخرطن في اعمال محلية داخل المخيم و قد نمت هذه الظاهرة خاصة خلال السنتين الاخيرتين .
· استطلاع رأي عام :
حول مشاكل تعليم الفلسطينيين وتحت عنوان "أسباب تدني مستوى التعليم في مدارس الاونروا " ، اجرت جمعية الخريجين الفلسطينيين من جامعات و معاهد لبنان استطلاع رأي للطلاب الفلسطينيين و ذلك بعد نتائج امتحانات الشهادات الحكومية لطلاب الاونروا ، و كان الطلاب المستطلعة آراءهم منتسبين الى صفوف مختلفة من صف السادس اساسي حتى الثاني عشر. و شملت العينة المستطلعة 2000 طالب و طالبة ، و كانت العينة عشوائية و في مخيمات و تجمعات لبنان ـ في مناطق الشمال و البقاع و بيروت و صيدا و صور . ومن بين ما اظهرته النتائج التي أظهرها الاستطلاع ( الذي شمل 17 سؤالا ) وعرضت في الصحف اللبنانية و العربية كما يلي :
- برأيك ، ما هي أسباب تردي مستوى التعليمي مدارس الاونروا ؟
40،9 % إهمال من قبل المدرسين و الإدارة ( و تراوح الإهمال بين نقص دورات التأهيل وعدم وجود متخصصين في كثير من المواد وعدم وجود وسائل الإيضاح وعدم اعتماد التحفيز إضافة إلى نقص بالمختبرات والأدوات المكتبية و أدوات الرياضة و الرسم و أجهزة الكومبيوتر والترفيع الآلي) .
10 % عدم وجود مجالس الأهل .
15،1 % إهمال من قبل الأهالي .
13،9 % إهمال من قبل اللجان الشعبية .
20،1 % إهمال من قبل المنظمات الطلابية .
برأيك ، كيف يمكن حل تلك المشكلة ؟
15 % تغيير الأساتذة ( لمواد مختلفة ) .
22،5 % إيجاد وسائل الإيضاح و أجهزة الكومبيوتر .
8 % إيجاد المختبرات و المكتبات و أدوات الرياضة و الرسم .
15 % منع العطل الاعتباطية و المزاجية .
14 % عدم التدخل من قبل الجهات التي لا علاقة لها بالتعليم و التربية .
25،5 % إجراء دورات تأهيلية و تدريبية على المناهج لجميع الأساتذة .
من 1 إلى 10 ، رتب أسماء المواد التي لا يوجد لدى مدرستك وسائل إيضاح أو تحتاج إلى مكتبة و مختبر و وسائل تقنية ؟
63،5 % المواد العلمية ( كيمياء + فيزياء + أحياء + رياضيات + كومبيوتر + تكنولوجيا ) .
15،5 % التاريخ + الجغرافيا .
8 % الأدوات الرياضية .
13 % أدوات الرسم .
من 1 إلى 10 ، رتب أسماء المواد الدراسية ( حسب الأهمية لديك ) والتي لا تفهم شرحها من مدرسك ؟
18 % عربي
30 % إنكليزي
14 % رياضيات
22 % مواد العلوم ( كيمياء + فيزياء + أحياء )
6 % التاريخ +الجغرافيا
10 % التكنولوجيا + الكومبيوتر
هل تشعر انك مكن أن تحصل على علامات أكثر لو كنت في مدرسة غير مدارس الاونروا ؟
نعم 68 % ، لا 22 % ، ممكن 10 %
هل تدعم وجود مجالس أهل أو لجان طلابية في مدرستك لمتابعة بعض القضايا مع الإدارة ؟
نعم مجالس أهل 21 % ، نعم لجان طلابية 20 % ، لا 39 % ، لا إجابة 20 % .
هل تعاني في مدرستك من :
- انتهاك كرامتك بالشتائم و الإهانات ، نعم 55 % لا 45 %
- انتهاك كرامتك بالضرب المبرح ، نعم 29 % لا 71 %
- انتهاك كرامتك بالتهديد بالفصل من المدرسة ، نعم 12 % لا 88 %
- انتهاك كرامتك بعدم تشجيعك من قبل المدرسين لمتابعة مدرستك ، نعم 58،9 لا 41،1 %
هل تعتقد أن صورة الطالب الفلسطيني قد اهتزت أمام إخوته الطلبة العرب بعد النتائج الأخيرة في الشهادات الحكومية ؟
نعم 75 % لا 18 % ، 7 % لا أعرف .
هل تعتقد أن الاونروا لا زالت تؤدي دورها في إغاثة و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين ؟
نعم 38،1 % لا61،9 %
إذا كان الجواب لا ، لماذا برأيك ؟ توزع جواب المجموع ألـ 61،9 % كما يلي :
38 % عدم الاهتمام بالتربية .
25 % عدم الاهتمام بالصحة .
13 % عدم الاهتمام بالإعانات العينية .
10 % عدم الاهتمام بالبنى التحية .
14 % الوساطات التوظيف الوظائف .
كيف يمكن أي من التاليين أن يحل مشاكلك الطلابية ( التربوية و التعليمية ) ؟
- 39 % منظمات طلابية : 16 % إعطاء دور للطلاب للمطالبة بحقوقهم ، 19 % عدم السماح بالتدخل في المدارس من قبل التنظيمات ، 4 % مساعدة الطلاب ماديا .
- 21 % مؤسسات أهلية : 12 % مساعدة الأهالي بإيجاد فرص عمل لهم ، 9 % مساعدة الطلاب بدروس خصوصية.
- 21 % لجان و مجالس الأهل : 11 % الضغط لمنع الإهمال في مدارس الاونروا ، 10 % متابعة أمور الطلاب في المدارس و البيوت ، و في أماكن اللهو .
- 19 % لجان الأحياء واللجان الشعبية : 13 % الضغط على الاونروا للاهتمام بالمدارس،6 % عدم إقفال المدارس مزاجيا .
برأيك ما هي الخطوات التي يجب أن تتبعها الاونروا من اجل أن تحسن من مستوى مدارسها في لبنان ؟
25 % بناء مدارس جديدة لمنع الدوامين.
13 % تأمين مدرسين مختصين .
20 % إقامة دورات تأهيلية للمدرسين .
14 % الاهتمام بتحفيز و تشجيع الطلاب .
15 % إيجاد وسائل الإيضاح و أجهزة الكومبيوتر والمختبرات .
13 % عدم تغييب مركز التخطيط التربوي في الاونروا .
وهذا دليل آخر على السياسة التربوية الفاشلة في الاونروا العام الماضي رغم محاولة رئيسة الدائرة لاقناع المحتفين في تخريجهم في معهد النرويجية ( خلال القاء كلمتها في احد المرابع الصيفية على الساحل الجنوبي من بيروت ) بان سياسة الانروا هي التربية و التعليم في محاولة منها لايهام الجمهور الحاضر بان الاونروا تحافظ على المستوى التربوي الفلسطيني ، و هذا الحفاظ على مستوى التعليم ظهر من جديد من خلال تدني فاضح للستويات التعليمية التي و في احصائية جديدة لنتائج ( الكول الفصلي ) الذي صدر في نيسان الجاري واظهر ان معدلات النجاح في بعض المدارس ، على سبيل المثال لا الحصر ، وحسب ما اعلنته دائرة التربية نفسها و مركز التطوير التربوي بالاونروا ، جاءت كما يلي :
- مدرسة حطين للصبيان ـ مخيم عين الحلوة 21.95 %
- مدرسة جدين للصبيان ـ مدينة صيدا 16.39 %
- مدرسة يافا للصبيان ـ مخيم عين الحلوة 15.38 %
- مدرسة بيت جالا ـ وادي الزينة 29.30 %
- مدرسة صفد ـ المية و مية 30.14 %
- مدرسة شهداء فلسطين للصبيان ـ مدينة صيدا 19.64 %
- مدرسة العوجا ـ عدلون 46.15 %
- مدرسة مرج بن عامر للبنات ـ مخيم عين الحلوة 32%
- مدرسة قطمون للبنات ـ مخيم عين الحلوة 29.29 %
- مدرسة نابلس للفتيات ـ مدينة صيدا 47.76 %
و برز من نتائج ( الكول ) لطلاب البريفيه في مدارس اونروا ـ صيدا معدل عام 30.76 % اي نجح فقط 311 طالب و طالبة من أصل 1011 هم مجموع من تقدموا لذلك ( الكول النصفي ) ، و هذا مؤشر خطير على ان دائرة التربية لم تحرك ساكنا تجاه ما حصل من نتائج العام الماضي حتى استمر الانحدار بالمستوى التعليمي نحو الهاوية .
· استنتاجات عامة :
نتيجة الاسباب السالفة فان سكان المخيمات يفقدون الدافع في مواصلة دراستهم الثانوية و العليا ( المعاهد و الجامعات ) و يجدون انه من الاجدى ان يدخلوا سوق العمل باكرا. اما فقدان الطلاب للأمل في مستقبلهم و مستقبل اسرهم بسبب شعورهم الدائم بعدم الاستقرار و عدم الامن ، اضافة الى ان اجمالي الوضع الاجتماعي ـ الاقتصادي قد ادى الى احداث اثر سلبي لا يمكن تجنبه على دوافع المعلمين في مدارس الاونروا .
لذا يتبين لنا مما سبق بأن جميع العوامل السالفة الذكر تربط بين تدني مستوى التعليم من جهة و عمالة الاطفال والتسرب من جهة اخرى ، و انه لا يمكن التصدي لعمالة الاطفال بمعزل عن التعليم خصوصا طلاب المرحلة الاساسية ( من الاول حتى التاسع حسب المناهج الجديدة ) . كذلك و في منظور غير بعيد فقد غدا من المتعذر الابقاء على جميع الاطفال الفلسطينيين تحت سن الخامسة عشر في المدارس ، الا اذا تم التصدي للمشكلات الموجودة و بشكل جدي و فعال .
و مع ان الضغوطات الاقتصادية تظل عاملا اساسيا الا انها ليست السبب الوحيد لتدني مستوى التعليم و لتسرب الاطفال ، فالنوعية المتدنية لنظام التعليم اضافة الى عدم الثقة فيه تشكل عاملا أساسيا في ابتعاد الاطفال عن المدرسة لان الاطفال يدركون في قرارة ذاتهم ان النظام المدرسي الموجود لا يوفر لهم مهارات الحياة و لا يؤمن لهم مهارات سوق العمل . و يتعزز هذا الاعتقاد بحقيقة كون من سبقهم من زملائهم الطلبة الذين انهوا تعليمهم الرسمي في معظمهم لم يجد عملا او انهم التحقوا بأعمال ذات أجور منخفضة جدا .
أخيرا فاننا نستطيع الجزم بأن الاهتمام بالتعليم الاساسي هو أحد أهم الادوات الفاعلة لمقاومة التقهقر في تعليم الفلسطينيين ، و اذا ما اتخذت الاجراءات الوقائية مبكرا يمكن الحد من دوافع ترك التعليم . لذلك فان دمج قضايا التسرب وعمالة الاطفال بالعملية التعليمية يصبح موضوعا اساسيا اذا ما اردنا التعامل معها بفعالية ، و اذا ما اردنا للمدرسة ان تعمل بجد من اجل تأمين الاحتياجات للطلاب من اجل تشجيعهم على المثابرة و التقدم نحو الاحسن و بالتالي ايلاء ذلك عناية و استعداد خاصين .
· الحل
إستناداً إلى ما سلف ذكره حول اسباب تدني مستوى التعليم لدى الفلسطينيين وأزمات النظام التعليمي التي يواجهها الطلاب الفلسطينيون ، فإننا نقترح ما يلي:
-يجب إعداد مدربين لموجهي ومعلمي مدارس الأنروا بهدف تحسين نوعية ووسائل التعليم في المدارس الفلسطينية ( مدارس الاونروا ).
-وضع خطة عاجلة و طارئة لتدعيم اوضاع الطلاب المعرضين لخطر التسرب ، بالتنسيق ما بين الاونروا و منظمة التحرير الفلسطينية و الاطر الطلابية و المؤسسات الاهلية كافة .
-تأمين اعداد كافية من المدارس لمواكبة التزايد الملحوظ بعدد الطلاب ، و التخفيف من نظام الدفعتين من اجل ان يحصل الطالب على حقه في ان يتعلم بوقت كاف ، و من اجل ان يأخذ المدرس قسطه الوافر لتعليم مادته.
-تأمين مستلزمات التعليم في كافة المدارس لمواكبة المناهج الجديدة ، و تفعيل دور مركز التخطيط لدى الاونروا و دور دوائر التربية في الاونروا و منظمة التحرير الفلسطينية لمتابعة امور التعليم .
-احياء دور الاتحاد العام لطلبة فلسطين ليأخذ دوره النقابي بتحصيل الحقوق الطلابية للطلبة الفلسطينيين .
-توفير معلومات أفضل عن المشاكل التعليمية التي يعانيها الطلاب بغية إدراك أفضل للعلاقة بين التعليم وعمالة الاطفال و معرفة الاسباب الكامنة وراء تسرب الطلاب و بالتالي تدني مستوى التعليم للطلبة الفلسطينيين .
-زيادة طاقة الاونروا المالية لمواجهة إحتياجات الطلاب بدل صرفها على امور تافهة و رحلات للشخصيات القائمة على هذه الوكالة الموكل امرنا اليها بقرار دولي .
-تأهيل المدرسين وتوفير المساعدة المالية المباشرة للطلاب الذين يحتمل ان يتسربوا خارج المدرسة ولأسرهم و تدعيم مستواهم الاقتصادي .
-تعزيز وتوعية الجميع بأهمية التعليم في مكافحة عمالة الاطفال و التسرب المدرسي و بالتالي تخفيف الانهيار الكبير المتوقع حدوثه اذا لم يتم استدراك الامر.
-تحديد أهداف استراتيجية تربوية للعمل بها و الاشراف عليها من قبل جميع المعنيين و خصوصا الاونروا المسؤولة الاولى عن تعليم الفلسطينيين ، في المراحل ما قبل الوصول الى الجامعة ، من اجل تعزيز النظام التعليمي في مدارسها والتي من شأنها أن تجعل الطلاب اكثر إلتصاقاً بالمدرسة و شغفا بها .
· و هذا لا يمكن ان يتحقق الا من خلال العمل على تحقيق ما يلي :
-اقامة ورش عمل لأفراد الجهاز التعليمي في الأونروا مع جميع الهيئات الحكومية المتخصصة والمؤسسات الأكاديمية والفئات الشعبية عبر حلقة بحث استشارية عامة تتولى تنسيق وجهات نظر المعنيين بالامور التربوية (كالمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ووزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم لدى منظمة التحرير الفلسطينية ) للوصول إلى مسودة نهائية لإستنتاجات تحد من تدني مستوى التعليم و إعداد توصيات مرموقة بذلك .
-الآخذ برأي الوالدين في مستقبل أبنائهم وأهمية التعليم والسلوك داخل المدرسة ، و تكون مشاركة الوالدين والمحيط باحياء مجالس الاهل التي الغتها الاونروا من اجل التغطية على مشاريع الفساد القائمة في تلك الوكالة . و لان عملية التعليم تجري في المدارس و في نطاق الأسرة والمحيط والمجتمع ، ورغم تفاوت نسبة المسؤوليات التي تقع على عاتق كل من هذه المجموعات فإنه ليس بينها من يتحمل 100% من مسؤولية تعليم الطلاب لأن لكل منها دورها واسهامها في عملية التعليم ، لذلك يجب دعم التنسيق بين هذه المجموعات لرفع مستوى اسهاماتها من خلال اعادة بناء مجالس اهل لكل مدرسة ولمتابعة امور الطلاب في كافة المخيمات . فالتعليم يتحقق بكفاءة وفعالية أكبر كلما تناغمت أعمال المجموعات المسؤولة الآنفة الذكر. وبالتالي فإنه من الضروري مواصلة الجهد من أجل تحقيق شراكة رابحة بين المدرسة وبين الأسر والبيئة الإجتماعية.
- زيادة الأمان للمعلمين : إن إيجاد جو من التواصل عبر سياسة الحوار بين القيادة السياسية و الاطر الطلابية و المعلمين ، اضافة الى توفير الإرادة السياسية الحاسمة لرفع الغطاء عن المخطئ ، معلما كان ام طالبا ، تعتبر حاسمة في حشد الدعم اللازم للتصدي للمشكلات القائمة في نظم التعليم . كما أن استراتيجية رفع مستوى التعليم سوف تتحقق بالتعاون الوثيق مع المؤسسات التربوية في لبنان ، التي من المفترض أن تأخذ دورا ً أساسياً في التصدي لمشاكل التعليم .
- مكافحة الامية : و هذا يتوجب على المنظمات الأهلية مثل مجموعات مكافحة الامية والمنظمات الشعبية ومجموعات العمل التطوعي و الاتحادات النقابية والاطر الشبابية والرياضية ، بأن تأخذ المبادرة لأنها ستكون جزءاً من نشاطات زيادة التأييد للبرنامج الهادف إلى التخلص من تسرب الطلاب و منع عمالة الاطفال .
-زيادة الأنشطة التي يقوم بها المعلمون/ هيئة التعليم وأقسامهم بغية رفع إهتمام الطلاب بالعلم وحبهم له .
-زيادة المبادرات التي تقوم بها المدارس الطليعية بغية تعزيز معدلات عدم تسرب الطلاب .
-زيادة عدد الحملات التعليمية الهادفة لإجراء تحسينات شاملة على النظام التعليمي.
-توزيع التقارير الإعلامية والبرامج التربوية و التوجيهية حول اهمية التعليم و دوره في تطور الشعوب و رقيها و في تحسن مستوى الطلاب المعنوي و المادي ايضا .
-ازالة الظروف و الاسباب الأساسية التي تؤثر على الأداء المدرسي ( الأعمال المنزلية ، الفترة الزمنية ، نوع التغذية ، السكن ، الظروف الإجتماعية والإقتصادية ، الأوضاع الصحية العامة...).
-الاهتمام بالبنية الأسرية ومستوى تعليم الوالدين ووظائفهم ومدى مشاركتهم واهتمامهم في المعاونة في الأنشطة المدرسية.
-توجيه الطلاب نحو الأساليب التعليمية والعادات الدراسية الجيدة (كيف وأين يحصلون على أفضل تعليم ومن يزودهم بأفضل التعليم و...الخ ...) و تشجيعهم على حب العلم و التعلق بالمدرسة .
-تشجيع الطلاب و ذلك بوجود الإحتياجات الإستشارية النفس/اجتماعية للطلاب (تقدير الذات ، العلاقات ، صناعة القرار ، الحوار و المناقشة و التفاوض والتفكير النقدي والخلاق و... الخ ...).
-الاهتمام بحوافز الطلاب في المدرسة وخارجها و تشجيعهم على تنمية المهارات والقدرات والإهتمامات.
-تقييم إيجابيات وسلبيات المعلمين والمستشارين ومدراء المدارس والموجهين فيما يتعلق بسير العملية التعليمية ، والأخذ برأيهم لرفع مستوى التعليم و تقييم دورات التدريب والخبرة والمهارة المتوفرة لديهم لموازاتها بالإحتياجات التعليمية للطلاب .
-تحديد ما هو متوفر من مستلزمات البنى التحتية للمدارس من امكانيات ولوازم من وسائل إيضاح ومواد بالإضافة الى معرفة عدد وحجم الفصول الدراسية والمكتبات ونظام الوجبات الغذائية والنقليات وحجم ومكان النشاطات اللامنهجية .
تعميم كل المعلومات الجديدة عن وسائل و أنظمة التعليم على مدراء المدارس والمعلمين والمستشارين و الموجهين في المدارس .
-تزويد اولياء الامور بالخدمات الاستشارية لمساعدتهم على خلق بيئة ايجابية داخل المنزل ولتزويدهم بالمعلومات القانونية والاجتماعية .
-ارشاد الوالدين الى مصادر الدخل البديلة عبر اشراكهم في دورات تدريبية حول التوظيف وسبل البحث عن فرص عمل وتحسين ظروف العمل والتدريب المهني بدل ارسال اولادهم الى ورش العمل .
- تنظيم لقاءات مع اولياء الامور والطلاب لرفع مستوى الاهتمام لديهم وبغية تشجيعهم على تحريض ابناءهم على الالتزام بالدوام المدرسي ، فقد حث رسولنا الكريم على نيل العلم فقال صلى الله عليه و سلم " اطلبوا العلم و لو في الصين " ، و قال أيضا " طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة " . و قال أرسطو :" التربية يجب ان توجه بالتشريع و ان تجعلها تراسل بنتائج التحليل النفسي ، و تلي التطور التدريجي للقدرات الجسمانية و العقلية ..." ، كما اكد ارسطو على ان " التربية كلها صدق حقاً ، و هي تَدريب عطفنا لكي نَحْبُّ ونَكْرهُ في إسلوبِ صحيحِ..."
· مرحلة ما بعد الثانوية
اما في مرحلة ما بعد الثانوية فينتقل الطالب اما الى المرحلة المهنية او الى المرحلة الجامعية ، حيث يقع في مرحلة مصيرية خطرة من حياته و هي مرحلة تقرير المصير نحو المستقبل . فاذا كان عليه ان يختار كما يريد فلربما لن يجد اختياره او سيواجه اختياره بمعوقات صعبة جدا ، نبدأها في المرحلة المهنية :
- مركز "سبلين" للتدريب المهني والتعليم التقني يوفر سنويًا مقاعد لنحو 600 تلميذ و تلميذة فقط ، و هذا لا يفي بالطلبات المتزايدة وسط الشباب و لا يتضمن كافة الاختصاصات المطلوبة جيث يبقى كثير من الطلبة خارج التعليم المهني . لذا فان الطلبة الفلسطينيين الذين ينوون اكمال تعليمهم المهني سيواجهون مشكلة الاقساط الكبيرة و العالية و التي تضاهي في كثير من المعاهد اقساط الجامعات الخاصة ، فيضطر كثير من الطلبة الى اختصار تعليمهم المهني بسنوات الى اشهر محدودة توفيرا للاقساط غير الموجودة بين اياديهم . و بالتالي يرمى كثير من الطلبة المهنيين بين جدران ورش العمل غير الآمنة و بدون اي ضمان مهني و لا صحي .
- طلبة الجامعات يستثنون من المنح التي من المفترض ان تقدمها الاونروا لإكمال التعليم العالي الفلسطيني . وبالنسبة للمنح الطلابية المفترض الحصول عليها من منظمة التحرير الفلسطينية ، فقد تراجعت تقديمات المنح الطلابية ، خاصة لطلبة الجامعات الذين كانوا يحصلون على منح مقدمة من الدول الصديقة عبر منظمة التحرير الفلسطينية ، و لا تصرف منح الاونروا إلا للمحسوبيات و المقربين من اصحاب النفوذ في دائرة التربية و التعليم في الاونروا فيما لا يصرف صندوق الطالب الفلسطيني قروضا للطلبة إلا ضمن شروط صعبة و لأعداد قليلة بسبب قلة الموارد المعطاة للصندوق من قبل الاثرياء الفلسطينيين حسب إدعاءات مسؤولي الصندوق .
بالنسبة للجامعة اللبنانية فانها تقبل الطلاب الفلسطينيين للانتساب الى فروعها الادبية و العلمية ، اما التعليم الجامعي للطلبة الفلسطينيين الذين يودون الالتحاق بالجامعات الخاصة فان الطلاب يعانون من مشاكله ذلك القطاع الخاص و الذي نستطيع ان نوجزها بما يلي :
- القسط الجامعي الخيالي .
- الكتب و المستلزمات القرطاسية و المواد التطبيقية .
- ضيق الاوضاع الاقتصادية للأهالي مما يؤثر على نسبة الذين سيكملون المرحلة الجامعية .
- قلة نسبة الفتيات مقارنة بالفتيان إفساحاً للمجال أمام الذكور من العائلة الواحدة التي بالكاد تستطيع تعليم شخص واحد فقط ، إضافة الى لجوء نسبة كبيرة من الفتيات الى الزواج المبكر .
· محاولات مع ادارات الجامعات :
و في محاولة لإجتذاب الطلاب الفلسطينيين قدمت بعض إدارات الجامعات عروضاً ليست سخية ، ولكنها توازي الحد الادنى من التعاون ، من أجل تخفيض أقساطها بحسم نسبة تتراوح ما بين 25 ـ 35 % من قيمة القسط للطالب الفلسطيني تشجيعاً له ، فيما اعتبرت بعض الاوساط التربوية المطلعة ان ذلك يأتي " سحباً للبساط من تحت أقدام الجامعة اللبنانية التي تستوعب بين قاعاتها نسبة لا يستهان بها من الطلاب الفلسطينيين الذين يرفدون ميزانية الجامعة بمبالغ طائلة ، حيث أنه سيلجأ الكثير من الطلاب إلى الإنكفاء عن التسجيل في الجامعات اللبنانية، لأنها تفتقر الى الكثير من الفروع التي يرغب الطلاب الالتحاق بها .
و على صعيد آخر ، و في لقاء طلابي موسع اواخر حزيران من العام الماضي ، أكد العميد سلطان ابو العينين ، أمين سر قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان " ان لأسرة الشهيد علينا حق نلتزم به تجاه أبنائها الطلبة بمساعدتهم على إستكمال دراستهم الجامعية بأقل تكلفة ممكنة ..." كما أكد أبو العينين " إن إتفاق المنظمة مع بعض إدارات الجامعات الخاصة ( بحسم من 25 الى 35 % من القسط ) يهدف إلى التخفيف عن كاهل الطلاب وأهاليهم المحرومين من العمل والذين يعيشون ضائقة إقتصادية خانقة ، في ظل تقصير واضح و فاضح من قبل الأونروا في مجال التربية و التعليم و بقية الخدمات ، و أن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية تسعى مع الاخوة في مكتب البعثات في تونس من اجل الحصول على منح دراسية في العديد من الدول الشقيقة و الصديقة ، والاولوية تكون للطلبة المجتهدين و الأفضلية لأسر الشهداء ... " .
أما الأونروا ، فرغم تقصيرها الفاضح في كافة المجالات و الخدمات ، إلا أن دائرة التربية و التعليم وزعت تعميماً صادراً عنها في الاعوام المتتالية السابقة يفيد عن إمكانية توفر منحة دراسية جامعية للطالبات الفلسطينيات اللواتي حصلن على معدل ما فوق الـ 60 % ، و ان يكونوا مسجلين في الاونروا و موجودين في لبنان ، بعد ان يكونوا حصلوا على قبول من جامعات موجودة في لبنان .و قد أعلنت نفس الدائرة " أنه تم الإتفاق على حسومات في الاقساط الجامعية للطلبة الفلسطينيين الراغبين بالالتحاق بإحدى الجامعات ( الخاصة )..." ، و يتراوح الحسم بين 25 % الى 35 % اضافة إلى عرض مقدم من احدى الجامعات " حسماً اضافياً قدره 10% مقابل ساعات اسبوعية للطلبة الذين يرغبون بالعمل في المرافق الجامعية ..". و يفيد الاعلان انه " تنطبق جميع هذه الحسومات على خريجي طلبة مركز سبلين الذين يرغبون بمتابعة دراستهم الجامعية مع الاعفاء من بعض الارصدة /السنوات حسب الاختصاص..." .
و في استفسارات عن الاسباب التي رفضت خلالها الكثير من الطالبات الفلسطينيات و حرمن من المنح الدراسية اكد لنا الاهالي انه و منذ أربع سنوات قام مشروع يقدم منح دراسية جامعية للفتيات الفلسطينيات بدعم وتمويل دولة قطر، الوكالة الكندية للتنمية الدولية، صندوق أوبك للتنمية الدولية، وحكومات اسبانيا الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا.
و تم وضع شروطاً يتوجب توفرها في الطالبة ( حسب القرا ) وهي :
1. ان تكون لاجئة فلسطينية مسجلة لدى الانروا ومقيمة في لبنان. (الافضلية لحالات العسر الشديد وذوي الدخل المحدود.
2. ان تكون حائزة على شهادة البكالوريا اللبنانية القسم الثاني بمعدل لا يقل عن 60% للدورة الأولى .
3. ان يكون بحوزتها قبولاً من احدى الجامعات المعترف بها في لبنان.
4. تستمر المنحة لمدة أقصاها ستة سنوا ت شرط توفر الأموال اللازمة سنوياً وشرط استمرارية نجاح الطالبة سنوياً في دراستها الجامعية.
5. تعطي المنحة الجامعية للطالبات اللواتي تتسجلن ضمن دوام كامل في احدى الجامعات المعترف بها في لبنان ولا تغطي المنحة فترة الدراسة الصيفية او دوام غير كامل.
6. لا تعطى المنحة للطالبات اللواتي يستفدن من اي برنامج آخر للمنح الجامعية او اي تقديمات تعليمية من اي جهة.
و تشكلت لجنة استشارية لإدارة هذا المشروع من دائرة التربية ولتعليم في الأنروا وبعض الهيئات غير حكومية مثل بيت اطفال الصمود، ولجنة التدريب المهني وجمعية المساعدات الشعبية النروجية ومندوب من السفارة الكندية وترأس هذه اللجنة السيدة رئيس برنامج التربية والتعليم في الأنروا. ويقوم مجلس أمناء مؤلف من اعضاء من الدول المانحة بمراجعة سير المشروع بالتنسيق مع مركز الابحاث والتنمية الدولية(IDRC) ومقره اوتاوا- كندا.
اجتهدت الطالبات الفلسطينيات ونجحن في الفروع العلمية حيث وصلت نسبة النجاح وخاصة جميع الثانويات ( غير الاونروا ) الى معدل قارب من الـ 90 % ، وتقوق عدد لا بأس به من الطالبات ونلن تقدير جيد بعلامات فوق 70%. واجتزن امتحانات الدخول للكليات والجامعات التي يرغبن بها بسهولة وتقدمن بطلبات للحصول على المنحة وكانت النتيجة المفاجأة ان رفضت جميع طلبات المتفوقات واللواتي نلن اكثر من 75% تحت حجج وذرائع واهبة فتارة يقول احد اعضاء اللجنة انه يخضع لأنظمة وقوانين وعندما سؤل عن الأنظمة والقوانين التي تمنع اعطاء المتقوقات المنح الدارسية لم يستطيع الاجابة وقال راجعوا مندوبي الهيئات غير الحكومية وتارة اخرى افاد عضو آخر بانه لم يحضر جلسة اختيار وتوزيع المنح ولكنه علم ان الأولية لخريجات ثانويات الأنروا وقال راجعوا الأنروا..
و بسبب الفضائح في نتائج الامتحانات الحكومية العام المنصرم لطلاب مدارس الاونروا التي وصلت كمعدل عام لا يزيد عن 25 % و بعد استفسارنا عن خفايا قرار الاونروا و التعميم الصادر عن رئيس برنامج التربية والعليم تبين ان الدائرة و تغطية لفشلها في تطوير التعليم لدى الشرائح الفلسطينية في مدارس الاونروا انتقمت من الطلاب الفلسطينيين المنتسبين لمدارس غير الاونروا ، و بالتالي حرمت الطالبات من حقهن بالمنحة ، فلا يذكر قرارها الجائر الظالم ان الاولوية لخريجات ثانويات الانروا بل بؤكد على اعطاء الافضلية لحالات العسر الشديد وهنا لا يختلف إثنين ان معظم الفتيات المتفوقات هن من خريجات الثانويات الرسمية وليس الأونروا حيث تم توزيع 21 منحة لخريجات ثانويات الأنروا و 3 منح لحالات اجتماعية من خارج مدارس الأنروا ، وجميع من حصلن على المنح نجحن في الشهادة الرسمية بمعدل يتراوح بين 60% و 70% ،
و قد شهد العام الماضي أقل معدل لتوزيع منح منذ إنشاء هذه المشروع وبالرغم من توافر جميع الشروط المطلوبة بتقديم المنح مع طلبات المتقوقات فهن لاجئات فلسطينيات ومسجلات رسميا في قيود الأنروا، وحاصلات على قبول في جامعة معترف بها في لبنان. أهاليهن من ذوي الدخل المحدود لكن ذنبهن أنهن تفوقن وحصلن على نتائج جيدة اعلى من 75%.
فلا يوجد معيار ثابت ودفيف في اختيار الطالبات اللواتي حرمن من المنحة لهذا العام اعطي لمثيلاتهن في الاعوام السابقة بل واعطي من مدارس خاصة ذات رسوم عالية ، وكما تقول مصادر اللجنة الاستشارية ان رئيسة اللجنة هي التي تقرر وهي التي تضع المعايير وتغيره وفقاً لأهوائها ومزاجها وليس حسب دراسة اقتصادية او علمية تكافئ المجدين وتدعي ان المنح للفقراء وحالات العسر الشديد . وبات واضحاً ومعلوماً انه منذ بداية المشروع لم تحصل أكثر من خمس حالات سنويا من المسجلين تحت قائمة العسر الشديد وأما الباقي فتوزعه على المحسوبيات كما تشاء ومن الممكن ان ترضى بعض اعضاء اللجنة الاستشارية بمنحة او منحتين فقط كمن يرمي عظمة .....
و تبين لنا من خلال الاستفسار ايضا من ذوي الطالبات المحرومات من المنح ان معظمهن بنات اشخاص موظفين (ذوي الدخل المحدود) أي من الطبقة المكتفية ذاتياً ولكنها عند اول منعطف مصيري ستخل توازن جميع أفراد الأسرة ، فكيف تستطيع هذه الاسرة مواصلة الحياة اذا التحق احد ابنائها بأرخص جامعة في لبنان ، برسوم وثمن كتب وقرطاسة تكلفة خمسة آلاف دولار ؟ !!! عندئذ لا بد لرب الاسرة ان يشحد او حتى يتسول او يستجدي او اذا استطاع ان يقترض او يبحث عن منحة ، غير ذلك عليه ان ينسى امر الجامعة ويفتش عن معهد ليقتل طموح ابنه او ابنته.
و ليست هذه السنة هي المرة الاولى التي يتم منع المنح عن المتفوقات ففي كل سنة هناك ضحايا كثر ولكن السنة الماضية زاد عدد الضحاياها عن العشر متفوقات وهنا لا بد من طرح سؤال الذي حملنا اياه الاهالي انفسهم و جعلوه برسم سفراء الدول المانحة والمعنية بهذا المشروع : الى متى يستمر تحطيم مستقبل الفتيات المتفوقات الفلسطينيات ؟
حتى لا تتكرر مأساة الطالبات المتفوقات كل عام، يجب على جميع الهيئات و اللجان الشعبية والاجتماعية والاتحادات النقابية المعنية التعاون مع أولياء امور الطلاب والتحرك بفعاليات ونشاطات عديدة ، و على رأس المعنيين الاتحاد العام للمراة الفلسطينية والاتحاد العام لطلبة فلسطين و الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين و مجالس الاهل لطلاب الاونروا ( المعطل بقرار من الاونروا ) وصولا ال اتحاد الموظفين والعاملين في الاونروا كون العديد من الطالبات المرفوضات والمتفوقات هن بنات لموظفي الانروا ، اهمها ارسال مذكرات حول الاجراءات التعسفية للجنة الستشارية وزيارة سفارات الدول المانحة المعنية بهذا المشروع لشرح الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وحثهم على زيادة عدد المنح الذي يتناقص سنويا وتصويب الخلل الحاصل في ادارة هذا المشروع المهم جدا والذي يجب الحفاظ عليه .
· حق التعليم للجميع :
من خلال متابعتنا للمراحل النضالية التي خاضها الإتحاد العام لطلبة فلسطين في لبنان بعد مرحلة الإجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 كان للإتحاد عدة محاولات من أجل رفع الغبن عن الطلاب الفلسطينيين في لبنان حيث قام برفع مطالب للأونروا من خلال المدير العام في لبنان و من خلال رفعه لعدة تصورات قدمت لبعض المؤسسات الأهلية و لمنظمة التحرير الفلسطينية ، أهمها :
- تحميل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومن خلالها المجتمع الدولي مسؤولياته الأدبية والتاريخية عن مأساة اللاجئين ومطالبهم ، بالاستمرار في الوفاء بالتزاماتهم تجاه اللاجئين في الوطن والشتات ، وذلك بالتعاون والتنسيق مع دائرة شؤون العائدين التابعة لمنظمة التحريرالفلسطينية ، والبلد المضيف لبنان ، والعمل على تحديث وتطوير البنية التحتية لهذه المخيمات وإتاحة الفرص لتوسيعها ليتلاءم مع النمو السكاني ، وتأمين وتطوير الخدمات الأساسية الصحية والتعليمية والثقافية وفرص العمل لأبنائنا.
ـ العمل على رفع مرحلة التعليم الإلزامي والمجاني إلى نهاية المرحلة الإعدادية واتخاذ إجراءات فعالة لوقف ظاهرة التسرب من المدارس.
ـ العمل على توحيد وفلسطنة ، وتطوير المناهج التعليمية و اعادة تعليم تاريخ و جغرافية فلسطين ، الذي ألغته الاونروا من مناهجها ، وإعطاء اهتمام أكبر للعلوم والتكنولوجيا.
ـ زيادة عدد المدارس والغرف التدريسية وتزويدها بأحدث الوسائل التعليمية والتربوية في المجالين الأكاديمي والمهني.
ـ العمل على تأمين منح دراسية لطلبة الجامعات من اجل تخفيف اعباء الرسوم الدراسية في الجامعات والمطالبة بالعمل على إنشاء الجامعة الفلسطينية المفتوحة الشاملة ليصبح التعليم العالي في متناول من يستحقونه وفقا لمؤهلاتهم وليس لقدراتهم المالية.
ـ تطوير برامج الدراسات للطلاب الفلسطينيين ووضع سياسات مركزية لتطوير التعليم المهني والتقني في المدارس والمعاهد.
ـ توفير المنح الدراسية الخارجية للطلاب المتفوقين للإستفادة من التخصصات النادرة والدراسات العليا.
ـ تحسين أوضاع المدرسين المعيشية ورفع كفاءاتهم من خلال الدورات الدراسية والتأهيلية.
- دمج الطلاب الفلسطينيين المعوقين كي يأخذوا دورهم جنبا الى جنب مع الطلاب الاسوياء و هذا يتطلب جهود جبارة من قبل كافة الحريصين على تأهيل المعوقين حركيا او جسديا او فكريا .
و لا بد من الاشارة الى الدور الذي تقوم به المؤسسات العاملة في هذا المجال من خلال هيئة الاعاقة الفلسطينية و التي اخذت على عاتقها الاهتمام بالمعوق الفلسطيني و اعادة تأهيله و تشغيله ، و تضم الهيئة مؤسسات تهتم بالمعوقين الفلسطينيين مثل مؤسسة الكرامة للمعوقين في مخيم عين الحلوة و مؤسسة النهضة بالمعاق أيضا في مخيم عين الحلوة و مؤسسة نبيل بدران في مخيم البص و مؤسسة ابو جهاد الوزير في مخيم الرشيدية و مؤسسة غسان كنفاني الثقافية و بيت اطفال الصمود و المساعدات الشعبية النرويجية في مخيم مار الياس اضافة الى البرنامج المشترك للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية و الهلال الاحمر الفلسطيني المتعلق بالعلاج الفيزيائي وتأهيل المعوقين حركيا ، و برنامج الانروا المتعلق بالدمج التربوي و الصم و البكم و غيرهم من مؤسسات عاملة بالوسط الفلسطيني في المناطق اللبنانية كافة .
· مطالب المنظمات الطلابية :
المنظمات الطلابية الفلسطينية في اكثر من مناسبة ، و في بياناتها التي توزع بالمدارس و المعاهد و الجامعات ، و من اجل تفعيل دور اتحاد الطلاب الفلسطينيين نحو الافضل حددت المتطلبات التالية :
ـ العمل على إعادة تنظيم وتوحيد الاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين على أسس ديمقراطية ، ووفق قاعدة التمثيل النسبي وضمان استقلاليته وتمكينه من القيام بدوره في الدفاع عن قضايا ومصالح وحقوق الطلاب خدمة لدورهم المستقبلي في المجتمع.
ـ إعادة تنظيم وتطوير دور اللجان الطلابية في الجامعات والمعاهد العليا، من أجل الدفاع عن حقوقهم المطلبية النقابية ورفع مستواهم التعليمي وتطوير كفاءاتهم العلمية و التربوية .
ـ العمل على توفير الخدمات التربوية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني في التجمعات والمخيمات حيث يعتبر أحد المسؤوليات الأساسية التي يجب أن تحلها منظمة التحرير الفلسطينية.
ـ الضغط من اجل تطوير وتحديث الجهاز التربوي في مدارس الاونروا و تفعيل دائرة التربية و التعليم في منظمة التحرير الفلسطينية من أجل أخذ دورها التربوي و التطويري الانمائي ، وعلى وجه الخصوص التعاون مع الاونروا من اجل توفير المستلزمات التعليمية الحديثة في المدارس وتوسيعها وزيادة عدد المدارس و الغرف فيها.
ـ الضغط على الاونروا لتطوير نظام الضمان الصحي ليشمل الطلاب ايضا ، مع تحسين الخدمات المقدمة للمدرسين .
ـ توفير الأدوية بأسعار معقولة للطلاب ولتكون وفي متناول الجميع.
ـ حماية التراث الشعبي والثقافي الفلسطيني الذي يحمل ويعكس المضامين الإنسانية والحضارية في تاريخ شعبنا.
- نشر وتشجيع الإنتاج الأدبي والثقافي والفني وتنمية روح الإبداع والبحث العلمي.
- وضع نظام للحوافز لتشجيع المبدعين في مجالات الثقافة والفنون الجميلة.
و قد وجهت احدى الطالبات الجامعيات ، من مخيمات شمال لبنان ، عبر استبيان الكتروني اجريته الجمعية مع اكثر من 200 من الطلاب الفلسطينيين الجامعيين في لبنان أوائل العام الجامعي المنصرم 2002 / 2003 ، نداء الى جميع الفلسطينيين فقالت " ايها الفلسطينيون ، علموا اطفالكم حروف الابجدية ، علموهم قبل ان يصبح لون الخبز اسود ، و قبل ان يحتكروا لغة الضاد " .
في نهاية الملف التربوي نشير الى ان الاونروا قد تخلت مؤخرا عن دعم " مراكز البرامج النسائية " التابعة لها و عددها 13 مركزا في مخيمات لبنان و اصبحت هذه المراكز تعتمد بشكل كامل على المجتمع المحلي بعد ان انهت الاونروا وظائف العاملات فيها ابتداءاً من 31 / 12 / 1999 ، و اصبحت ايرادات المراكز تعتمد على بعض الهبات و رسوم من الطلاب المنتسبين الى دورات المراكز ، علما ان تلك المراكز تزيد من فعالية دور المرأة الفلسطينية في لبنان تربويا و مهنيا ، ذلك باقامة دورات تأهيلية متنوعة تهتم بوجه الخصوص بتأهيل الفتيات و النساء الفلسطينيات من اجل اخذ دورهن جنبا الى جنب مع الرجل.
· كلمة اخيرة
أظهرت نتائج الامتحانات النهائية لطلاب المرحلة المتوسطة في مدارس الاونروا للاعوام الثلاثة المتتالية 2001 و 2002 و 2003 انخفاضاً ملموساً في التحصيل الدراسي للطلبة . ففي كثير من المدارس لم تتجاوز نسبة نجاح الطلاب في الشهادة الحكومية نسبة الـ 25 % من مجموع الطلاب ، كما اظهر مسح معهد الفافو من قبل ان 1،2 بالألف فقط من طلبة الجامعات يتخرجون ، و كانت النسبة حوالي مقابل 4،2 بالألف قبل عشر سنوات حسب احصاءات الاتحاد العام لطلبة فلسطين ، هذا ان دل على شيئ فانه يدل على خطر تفشي الجهل و الامية القادم الينا و الذي يطالنا في صميم وجودنا . فالنكبة ليست بالمكان و الزمان فقط بل ان النكبة لها اشكالها و انواعها العديدة و اصعب النكبات نكبتنا في ثقافتنا و في تعليمنا ، فالهند على سبيل المثال ، رغم الفقر العام الموجود فيها ، فان أبرع علماء الكومبيوتر قد ظهروا فيها و اخذوهم الى اوروبا و امريكا ، و الباكستان كمثال آخر ، بجميع معاناتها ، نجحت في تطوير برامج و أنظمة نووية حديثة ، و هذا طبعا ناتج عن تطور العلم و الاهتمام به .
و اذا كانت الام هي المدرسة الاولى ، و اذا كاد المعلم ان يكون رسولا ، و اذا كنت الحياة ايمان وعمل ، فانه رغم بؤس النكبة فقد كان شعبنا الفلسطيني في الخمسينيات و الستينيات و السبعينيات يعتبر من اكثر الشعوب من حيث عدد المتعلمين ، في موازاة ذلك و على الرغم من المعاناة التي يعيشها شعبنا في ظل الاحتلال و آثار الحرب الضروس التي يواجهها في فلسطين ، الا ان نسبا عالية من المتعلمين ثبت وجودها ، فمن جد وجد و من زرع حصد ، و بقي شعبنا مثابرا مناضلا يتعلم في مدارسه و اذا دمرها العدو ينقل المدرسة الى منزله ، و ان دمره يحول خيمته الى مدرسة ، و اذا اقفلوا الطرقات تسير المعلمات قبل المعلمين عبر الطرقات الالتفافية ، لمسافات تتعدى الاربع كيلومترات ، من اجل الالتحاق الى مدارسهن و تأدية واجباتهن فحيثما وجدت الارادة و جد النجاح .
* كاتب و باحث فلسطيني ـ لبنان
manarah90@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق