الأربعاء، 9 أبريل 2014

عودوا إلى فتح التي تربينا عليها
04/04/2014 [ 03:24 ]
الإضافة بتاريخ:
عودوا إلى فتح التي تربينا عليها
شهيد العاصفة المهندس عبد الفتاح حمود

كلما فكرنا قليلاً بحال قضيتنا الوطنية وما آلت إليه من تردي  والظروف القاهرة التي تفرض نفسها على شعبنا العظيم خارج إرادته ، وما وصلنا له اليوم من هوان ، يصاب العاقل فينا بحالة من الحيرة التى تشابه الجنون مقارنة بما كنا نعيشه في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، فلا شك أن الوضع الحالي على  المستويات كافة يدعو للرثاء  بمعنى الكلمة، وأصبحنا لاهم لنا سوى التفكير بذواتنا وكيف نتعايش مع هذا الواقع المر ، لا أن نواجهه في ظل الخلل والاختلال القائم في منظومة القيم الوطنية والنضالية ، بالإضافة إلى أن القيادة تسعى ليل نهار من أجل قتل الروح المعنوية وشطب المفاهيم الكفاحية من العقل الفلسطينى ومشاغلته بلقمة الخبز والتهديد القذر بقطع الأرزاق وفرض التجويع القسرى على الناس بهدف التطويع والتطبيع للسير في سياقات سياسية عدمية وعبثية أخر أولوياتها الهموم الوطنية ، ليسود فينا  منطق جحا في مبدأ "بس يسلم أهل بيتي " وليحرق الجميع .
قد أخطأ لا بل ارتكب جرما وإثما الرئيس محمود عباس كثيراً في حق أبناء قطاع غزة ويدفع بهم في عمق البئر للغرق في دهاليز جبروت وقمع وديكتاتورية عصابات حماس الانقلابية التي تسيطر عنوة على قطاع غزة بأكملها منذ منتصف حزيران 2007 دون أن ينظر لاستحقاقات واحتياجات هذا الجزء الاصيل من الشعب الفلسطينى  على الإطلاق على اعتبار أن هناك حكومة "حماس" هي المسئول الأول والأخير في تسيير أمور القطاع في العلن فيما يمارس التقية السياسية في تمويل الانقلاب الحمساوى بصورة لم تنقطع منذ 2007 حتى الان ، كون الرئيس أبو مازن قد اكتفى بممارسة سلطاته بالضفة الغربية وتحديدافي  "رام الله" ومن ثم إختصرها فلسطين بمكتبه في المقاطعة ، أما باقي الأجزاء من الوطن فلسنا بحاجة لها طالما أن المقاطعة ورام الله بخير فليذهب الباقي إلى الجحيم  .
اعتقدنا للحظة أن خليفة ياسر عرفات سيكون على غراره ويسير على دربه ويحتضن الجميع ويعزز وحدتنا الوطنية ويكون رافعة إيجابية في إعادة بناء حركة فتح التى يرأسها  ويوطد العلاقات مع الدول العربية والأجنبية من أجل تجنيد المساندة والدعم لقضيتنا الوطنية وليس فقط سيكتفي بإشباع شهواته ورغباته في السلطة والتسلط ولا يعنيه في المقام الاول سوى مصالح أبناءه وأحفاده ،
إن فلسطين تواجه تحديات مليئة بالصعاب والكوارث التي تحتاج إلى قائد متفرغ يشعر بالمسئولية الوطنية والاخلاقية اتجاه أصغر طفل فلسطيني داخل وخارج الوطن وليس إلى رئيس غرضه الأول والأخير السفر واستحداث طائراته الخاصة والقيام بمناورات سياسية وبعض الألاعيب الاعلامية والاستعراضية لإظهار بطولة زائفة ومكشوفة  !
عاش ورحل أبو عمار وثوبه العسكري مقطع ولا يمتلك سوى طائرة واحدة يتنقل بها بين الدول ، ولم نراه طيلة حياتنا يرتدي البدلة وربطة العنق المزخرفة بل كان يؤمن بأن وطنه بحاجة إلى أن يكون القائد دوما بين جنوده ومعهم على استعداد لحظي في مواجهة المحتل وليس كما يفعل اليوم أبو مازن بتقديم التنسيق الامني مع الاحتلال على كل ما هو سواه حتى في ظل تحلله من كل الإلتزامات والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين وما يقوم به من جرائم يومية ضد كل ما هو فلسطينى  .
الشعور بالمسئولية هو واجب وفرض عين على الجمع ومبدأ جحا في التعامل مع الشعب لا يسمن ولا يغني من جوع نحن نمتلك قضية أهم فلدينا أرض محتلة وشعب مجزأ وحركة فتح تتعرض لأشرس مؤامرة تهدف إلى تدميرها وتفتيتها من الداخل  وبعض قيادتها شريك و أداة في هذه الجريمة ، نحن نمتلك من ملفات المعاناة والصعاب ما تنوء بحمله الجبال ، بعدما كانت بوصلتنا متجهة الاتجاه الصحيح وكنا لا ننشغل سوى بكيفية دحر الاحتلال وتحرير قدسنا الشريف من هذا العدو المغتصب والمتغطرس، ففي عهدك أيها الرئيس البوصلة إنحرفت والأولويات إختلفت جراء سياساتك المتبعة  .
عودوا إلى عرفاتيتكم إلى حركتكم صاحبة الطلقة الأولى إلى منهج وتعاليم ووصايا خليل الوزير والكمالين وأبو يوسف النجار وعبد الفتاح حمود أحمد موسى "سلامة" إلى أبطال السافوي وعيلبون وديمونا،...فكم نشتاق إلى هذا الزمن، وكم نحن بحاجة إليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق