الأربعاء، 9 أبريل 2014

حزب الله في أزمة مالية خانقة بعد التضييق الغربي والتقشف الإيراني
09/04/2014 [ 10:52 ]
الإضافة بتاريخ:
حزب الله في أزمة مالية خانقة بعد التضييق الغربي والتقشف الإيراني

الكرامة برس- وكالات- كشفت مصادر لبنانية، وصفتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، في عددها اليوم الأربعاء، بـ "واسعة الاطلاع"، أن بوادر أزمة مالية تظهر من خلال أداء حزب الله، الذي يتأثر بعدة عوامل تصيب موارده المالية.
حلفاؤه لمسوا تناقصاً كبيراً في الأموال المخصصة لهم

وأوضحت المصادر أن أبرز تلك العوامل يتعلق بتزايد تكلفة تدخله العسكري في الأزمة السورية، والتقشف الرسمي الإيراني بعد وصول الرئيس حسن روحاني إلى السلطة، بالإضافة إلى الملاحقة الحثيثة التي تقوم بها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لمصادر تمويله الخارجية في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وأفريقيا، بالإضافة إلى أوروبا.

وكانت ألمانيا حظرت، أمس الثلاثاء، مؤسسةً خيرية مرتبطة بإحدى مؤسسات الحزب.

وقالت المصادر اللبنانية إن تعاوناً أوروبياً - أمريكياً عالي المستوى يستهدف نشاطات الحزب الخارجية، بهدف تجفيف منابع الدعم الذي يحصل عليه ويعوض من خلاله تناقص الدعم الإيراني نتيجة العقوبات الدولية.

ونقل موقع "يقال دوت نت" اللبناني، الذي يعمل من باريس، أن الحزب بدأ يعاني من شح في الأموال، مما دفعه إلى استنهاض شبكات كانت نائمة، وتضم أشخاصاً فاجأوا أجهزة المخابرات، وقال الموقع إن الأجهزة الأمنية في أوروبا أطلقت عمليةً منسقة تهدف إلى منع تهريب الأموال من خلال معابرها الجوية إلى حزب الله في لبنان، وجاءت هذه العملية بعدما اكتشفت أجهزة الأمن في أوروبا نشاطاً غير مسبوق لشبكات مالية، تبيّن أنها مرتبطة بحزب الله.

ووضعت هذه الأجهزة تصوراً كاملاً للمعابر التي يستخدمها عملاء حزب الله، الذين استنفروا في الآونة الأخيرة، لتوفير أموال للحزب، وخصوصاً عبر شبكاته المنتشرة في أفريقيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، موضحاً أن هذه العمليات تسببت بوضع قيود على تحرك أموال اللبنانيين في أوروبا.

وفي الإطار نفسه، كشف موقع أمريكي أنّ الكونغرس الأمريكي بصدَد الإعداد لقانون يفرض عقوبات جديدة على الحزب، عبر قرارٍ يحظر تمويله، وبحسب ملخّص مسوّدة المشروع، فإذا مرر القانون "ستتعرّض قنوات تمويل الحزب لعقوبات جديدة وقاسية، كذلك سيحدّ من قدرته على دعم أنشطة إرهابية حول العالم".

وتؤكد المصادر اللبنانية أن حلفاء الحزب بدأوا يلمسون تناقصاً كبيراً في كمية الأموال المخصصة لهم، خصوصاً في الجانب الإعلامي، وقالت المصادر إن الحزب يعاني من شح بالغ في الأموال، وتراجع في وصول الأموال الإيرانية، ما أدى في بعض الحالات إلى اقتطاع أجزاء كبيرة من مخصصاتهم المالية التي بدأ بعضها يصل عبر أوراق مالية قديمة، بدلاً من الأوراق الجديدة التي كانت تميز الدولارات التي تصلهم، ما يؤشر إلى أن هذه الأموال بدأت تجمع من لبنان ولا تصل من طهران.

ويعتبر حزب الله من أهم الاستثمارات الإيرانية في لبنان، حيث يقدر خبراء ما صرف عليه من أموال منذ تأسيسه بمليارات الدولارات، علماً أن موازنته التشغيلية بلغت نحو نصف مليون دولار سنوياً، لا تحتسب من ضمنها عمليات التسليح والذخائر التي تصله من إيران عبر سوريا.

وتقول المصادر إن الجزء المخصص للحزب من "الأموال الشرعية" التي يصرفها مكتب خامنئي مستمرة، فيما توقفت كلياً المساعدات المقبلة من الحكومة عبر وزارة الخارجية منذ خمسة أشهر، وبرر ذلك بـ "إعادة تنظيم الأمور"، علماً بأن الوزارة تخصص مبالغ أخرى تدفع مباشرة من قبل الإيرانيين إلى بعض حلفاء إيران الآخرين ،عدا عن حزب الله، فيما يتولى الحزب إيصال المساعدات إلى أطراف أخرى تقع عليه مسؤولية تمويلها، ومن بينها تحديداً جماعات سنية تعمل في الشارع اللبناني، ومؤسسات إعلامية وصحية تابعة لها.

ومن مصادر تمويل حزب الله أيضاً، جمع مساعدات نقدية وعينية من داخل لبنان عبر "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، وكذلك جمعية "الإمداد"، اللتين تقومان بجمع إعانات ومساعدات نقدية وعينية، في مختلف المناطق اللبنانية، وقد وضعت هاتان المؤسستان صناديق لجمع التبرعات النقدية، وتشبه صناديق "الإمداد" من حيث الشكل واللون، كلياً، الصناديق التي وضعتها المؤسسة الأم في إيران.

إضافة إلى ذلك، تأتي لحزب الله مساعدات من التجار اللبنانيين في المهجر، وهم منتشرون في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا، وتشكل مساعدات هؤلاء المهاجرين مصدراً أساسياً من مصادر تمويل حزب الله، فيما مصدر آخر هو "الحقوق الشرعي" التي تجمع من شيعة لبنان بناءً على إجازة من مراجع التقليد.

وتقول المصادر اللبنانية إن حزب الله بدأ يشهد ضغطاً مالياً كبيراً إلى درجة أن رواتب مؤسساته تأخرت حتى يوم 13 من الشهر الماضي، ولم تقبض بعد هذا الشهر.
______________
ع.م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق