غزة وخرافة الخل الوفي؟!
الاثنين 18/8/2014م 23:32م
د. حسين المناصرة
ثمة مساحة شاسعة بين واقع غزة المأساوي، حيث المعاناة الفلسطينية الممتدة المركبة من عدد كبير من الحروب والمجازر والإجرام الذي تمارسه إسرائيل ، وما ينتج عن ذلك من صبر وصمود لدى شعبنا، الذي غدا يدرك جيدًا أن الشهادة السريعة تحت القصف الصهيوني ، ربما تكون أفضل من الموت البطيء في ظل هيمنة الاحتلال وحصاره للناس وتنكيله بهم في ظروف معيشية لا تقبل بها أدنى المخلوقات... وبين إن يتحول هذا الواقع المؤلم إلى تجارة سياسية، يمارسها بعض السياسيين في حماس وغيرها، الذين ماتت ضمائر بعضهم ، فصاروا يتصورون المأساة نصرًا، وكأنّ الدماء الفلسطينية بلا ثمن.. على طريقة حالة الدمار والتشرذم الطاحنة في المنطقة العربية بمؤامرة أو غيرها. أن تكون حركة حماس خلاً وفيًا لغزة، بعد ذلك الانقلاب المشؤوم ، واختطاف غزة المحتلة من جسد فلسطين المحتلة، أمر لا يمكن أن يصدقه عاقل؛ لأن إعمار غزة يبدو غير ممكن عندما تكون غزة خارجة عن إطار الاحتلال وممتلئين بالصواريخ، ما يجعلها في كل لحظة تحت حصار إسرائيل وقصفهاوإجرامها، وليس في هذا دعوة إلى إعادة احتلالها؛ لأنها محتلة فعلاً، بل محاصرة ؛ والحصار مرحلة متقدمة على الاحتلال؛ فهي تحت احتلال مركب أو مضاعف! المطلوب فعليا من الفلسطينيين في هذه المرحلة المأساوية، ومن أهلنا في غزة تحديدًا، ألا يرهنوا مصيرهم المأساوي للبرنامج السياسي الحمساوي؛ في ظل عزلة حماس محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومن ثمّ محاولة تشويه حتمية الصراع العربي الصهيوني، وتحديدًا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وما ينتج في ظل هذا الصراع من تكتيكات وهدن مرحلية... وهنا لا يمكن أن يكون معبر رفح - كما يصوره الإعلام- مجالاً للصراع مع مصر، وكأن مصر هي المسؤولة عن نكبة الفلسطينيين في غزة...أو تصوير غزة على أنها ضحية للعرب من حولها وأن حركة حماس هي 'الملاك' الذي سيجعل غزة جنة لا جحيمًا ،وبالذات في هذه المرحلة التاريخية التي تجعل دور تنظيم الإخوان آلمسلمين جزءًا من الفوضى والصراعات التشرذمية في البلدان العربية، سواء أكان هذا الخراب باسم الدين عفويًا أو مخططًا له على الأرجح. في كل الأحوال، تعد غزة الآن ضحية ليس لإجرام الصهاينة فحسب ؛ وإنما لهيمنة حماس التي غدت تروج لانتصارها في المعركة الأخيرة باعتبارها معركة التحرير الأولى في فلسطين ، وفي الوقت نفسه ترقع الهزيمة وهي تلهث وراء مكاسب سياسية حزبية؛ بعد أن أغرقت مليوني فلسطيني في جحيم الاحتلال الصهيوني في ثماني سنوات، وغدت تحاصرهم حصارًا دكتاتوريًا؛ربما يجعل نسبة المؤيدين لنهج حماس في غزة لا تزيد على ١٥٪.
الاثنين 18/8/2014م 23:32م
د. حسين المناصرة
ثمة مساحة شاسعة بين واقع غزة المأساوي، حيث المعاناة الفلسطينية الممتدة المركبة من عدد كبير من الحروب والمجازر والإجرام الذي تمارسه إسرائيل ، وما ينتج عن ذلك من صبر وصمود لدى شعبنا، الذي غدا يدرك جيدًا أن الشهادة السريعة تحت القصف الصهيوني ، ربما تكون أفضل من الموت البطيء في ظل هيمنة الاحتلال وحصاره للناس وتنكيله بهم في ظروف معيشية لا تقبل بها أدنى المخلوقات... وبين إن يتحول هذا الواقع المؤلم إلى تجارة سياسية، يمارسها بعض السياسيين في حماس وغيرها، الذين ماتت ضمائر بعضهم ، فصاروا يتصورون المأساة نصرًا، وكأنّ الدماء الفلسطينية بلا ثمن.. على طريقة حالة الدمار والتشرذم الطاحنة في المنطقة العربية بمؤامرة أو غيرها. أن تكون حركة حماس خلاً وفيًا لغزة، بعد ذلك الانقلاب المشؤوم ، واختطاف غزة المحتلة من جسد فلسطين المحتلة، أمر لا يمكن أن يصدقه عاقل؛ لأن إعمار غزة يبدو غير ممكن عندما تكون غزة خارجة عن إطار الاحتلال وممتلئين بالصواريخ، ما يجعلها في كل لحظة تحت حصار إسرائيل وقصفهاوإجرامها، وليس في هذا دعوة إلى إعادة احتلالها؛ لأنها محتلة فعلاً، بل محاصرة ؛ والحصار مرحلة متقدمة على الاحتلال؛ فهي تحت احتلال مركب أو مضاعف! المطلوب فعليا من الفلسطينيين في هذه المرحلة المأساوية، ومن أهلنا في غزة تحديدًا، ألا يرهنوا مصيرهم المأساوي للبرنامج السياسي الحمساوي؛ في ظل عزلة حماس محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومن ثمّ محاولة تشويه حتمية الصراع العربي الصهيوني، وتحديدًا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وما ينتج في ظل هذا الصراع من تكتيكات وهدن مرحلية... وهنا لا يمكن أن يكون معبر رفح - كما يصوره الإعلام- مجالاً للصراع مع مصر، وكأن مصر هي المسؤولة عن نكبة الفلسطينيين في غزة...أو تصوير غزة على أنها ضحية للعرب من حولها وأن حركة حماس هي 'الملاك' الذي سيجعل غزة جنة لا جحيمًا ،وبالذات في هذه المرحلة التاريخية التي تجعل دور تنظيم الإخوان آلمسلمين جزءًا من الفوضى والصراعات التشرذمية في البلدان العربية، سواء أكان هذا الخراب باسم الدين عفويًا أو مخططًا له على الأرجح. في كل الأحوال، تعد غزة الآن ضحية ليس لإجرام الصهاينة فحسب ؛ وإنما لهيمنة حماس التي غدت تروج لانتصارها في المعركة الأخيرة باعتبارها معركة التحرير الأولى في فلسطين ، وفي الوقت نفسه ترقع الهزيمة وهي تلهث وراء مكاسب سياسية حزبية؛ بعد أن أغرقت مليوني فلسطيني في جحيم الاحتلال الصهيوني في ثماني سنوات، وغدت تحاصرهم حصارًا دكتاتوريًا؛ربما يجعل نسبة المؤيدين لنهج حماس في غزة لا تزيد على ١٥٪.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق