فلسطين بين الأرهاب الاسلاموي واليمين الغربي
بقلم الاسير ماهر عرار
فلسطين بين الأرهاب الاسلاموي واليمين الغربي
: كنت قد قرأت قبل سنوات لأحد مقربي الرئيس الراحل ياسر عرفات،وأظنه ان لم تخني الذاكرة،السيد نبيل عمرو في سياق توثيقه وتأريخه لتاريخ ابو عمار والتجربة الفلسطينية،جزئية تتناول إنعكاس هجمات 11 ايلول في الولايات المتحدة على الأنتفاضة الثانية وكيف أن هذه الهجمات صبت في مصلحة إسرائيل ،التي كانت في زاوية حرجة مع تصاعد الإنتقادات الدولية حيال سياساتها الدموية في قمع الإنتفاضة .. كانت المعطيات على الأرض تأتي ثمار سياسية وقد بدا الرضا لافت على الراحل أبو عمار حول سير الأحداث التي كانت حتى قبل 11ايلول تخدم سياساته وتحركه دوليا واقليميا في سياق اعادة الزخم للقضية وطرح القضية مجددا على الاجندة الدولية بعد مرحلة الضمور في دهاليز اوسلو التي استغلتها إسرائيل لأماتت وترحيل الحلول ....يقول السيد عمرو ،كانت الانتفاضة تخلق روافع واسناد سياسي لتكتيكات الراحل ابو عمار،وكان الأخير يتحرك بإرتياح سياسي دوليا،ويذكر السيد عمرو أنه في أحدى اللحظات التي جمعته مع القائد أبو عمار،بدا الراحل متوجسا من أمر ما ،وعندما سأل عن خطبه ،قال أخشى أن تأتي الرياح من خارجية وتقلب الامور رأس على عقب وتخلط الأوراق....لعل للمتأمل في تلك المرحلة أن يكتشف حقيقة ،مدى الإنتكاسة التي احدثتها هجمات 11 ايلول على واقع الانتفاضة وكيف ادت إلى خلط الأوراق واجهضت انتفاضة الاقصى في ضوء اندلاع الحرب العالمية على الأرهاب بقيادة واشنطن،حيث حرم الشعب الفلسطين من فرصة توظيف انتفاضته سياسيا لإسباب موضوعية ....بين هجمات 11 ايلول وغزوة شارلي ايبدو ،قاسم مشترك ،وهو الخلفية الجهادية المنبثقة من الإسلامويات،وقاسم أخر وهو النتيجة الكارثية التي ألقت وستلقي بظلالها على العرب وفلسطين دون استثناء ....على الرغم من أن ضحايا شارلي ايبدو مقارنة بضحايا 11ايلول،لا يمثلون نسبة تقارن من حيث العدد،الا أن وقع ووطأة الحدث سياسيا على العالم، لا تختلف عن وقائع ما افضت إليه هجمات ايلول في الوعي والسياسات الأوربية والامريكية والتي دفعت فلسطين ثمنها سياسيا ....أظن أن وقع هجمة شارلي إيبدو ،القت بظلالها على الرئيس ابو مازن ،وأظنه ردد ذات العبارة(هذا ما كنت اخشاه) التي قالها قبل ذلك الرئيس الراحل أبو عمار حول خشيته من حدث طارئ ارعن وغير محسوب من شأنه أن يخلط اوراق اللعبه ويرجح كفة إسرائيل فوق ما هي راجحة ....هنا تتشابه معركة أبو مازن الدبلوماسية في السعي إلى حصد اعترفات دولية بالدولة العتيدة بما يحقق مكاسب أمر واقع على اسرائيل خارج طاولة التفاوض،مع المعركة التي خاضها الرئيس الراحل ابو عمار عقب انهيار السلام في واقعة كامب ديفيد 2000،حيث أن كل من الرجلين وإن اختلفوا بالتكتيكات الا انهم ينطلقون من نفس الهدف والمحدد السياسي الضابط لإيقاع رحلة العبور للدولة...السؤال هنا هل ثمة تأثير سياسي لغزوة شارلي ايبدو على مساعي أبو مازن،ينطوي على ذات التأثير الذي ألقت به هجمات ايلول على سياسات واهداف الراحل أبو عمار ؟؟ لا شك في ذلك ،وهنا يكفي الأشارة إلى أن غزوة شارلي ايبدو تدفع ودفعت بقوة إلى عودة اليمين إلى صدارة الحياة السياسية، ليس في فرنسا وحسب وإنما في معظم دول القارة العجوز،سيما وان منسوب الاسلاموفوبيا ارتفعت وتيرته وبدا من اللافت حضوره وتفاعل الرأي العام مع مؤثراته النفسية وقوميا وبتنا أمام الحرب العالمية الثانية على الإرهاب هذه المرة انطلاقا من اوربا ....جدير الذكر أن عودة اليمين في وقت هيمن فيه الجمهورين على الكونجرس في امريكا،تعني في ما تعنيه تقويض فرص وهوامش تحرك أبو مازن اوربيا ودوليا وبالتالي إحداث الأنفراج في علاقات تل أبيب ،وفك طوق العزلة عن نتانياهو واسرائيل بعدما كانت في تعاني وتتوجس من التململ أو ما اسمته يقظة اوربا، وتواجه الضغط الأوربي وتحديدا من فرنسا في عهد اليسار الذي تشير التوقعات إلى أنه سيتراجع لمواقع المعارضة في الاستحقاقات القادمة وبالتالي التحول في الموقف الاوربي أو الرجوع خطوات للخلف على اقل تقدير...كأن ما يحدث الأن وما حدث قبل 15 عام،لعبة حظ تأتي دائما لتنقض اسرائيل وتنتشلها من مأزقها وازماتها،وللمفارقة دائما أن من يترك البصمة هم الأسلامويين هداهم الله ووقانا من شرور افعالهم ... ..
بقلم الاسير ماهر عرار سجن النقب
المزيد على دنيا الوطن .. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2015/01/11/353773.html#ixzz3OWW9opVx
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق