الانقلاب هو الإنقلاب و العصا لمن عصى ؟!
الفتح نيوز- رام الله-عادت حليمة لعادتها القديمة ، فهي لم تنساها بعد ، حماس تمارس العربدة الإرهابية وممارسة أبشع أنواع الإذلال و إمتهان الكرامة الانسانية ضد الكادر الفتحاوي في قطاع غزة ، وبعد قيام حركة فتح بإلقاء كرة النار الملتهبة في وجه القوى و الفصائل الوطنية و الإسلامية التي أدانت هذا السلوك الهمجي و الإجرامي من قبل أجهزة الأمن الحمساوية ضد القيادات الفتحاوية ، خرج الناطق الرسمي بإسم حركة حماس ليقول بأن حركته تدين هذه الممارسات إذا صحت !! و كأنه يشكك في مصداقية ما حدث من عملية إهانة و تحقير و إعتداء على عدد من قيادات فتح شهدت على وقوعها كل القوى السياسية في القطاع عبر إستماعها المباشر لما حدث من ضحايا الإجرام الحمساوي .
هم أبناء حركة فتح الذين يدفعون ثمن المناكفات الدائمة بين السلطة في رام الله و حركة حماس ، في إطار سياسة مبرمجة تنفذها الأذرع الأمنية في غزة بناء على تعليمات قيادتهم السياسية التي ترى في هذا الأسلوب وسيلة فعالة للضغط على السلطة التى لا تعير الأمر إهتماما من حيث المبدأ ولا تمنحه ما يستحق من الأهمية طيلة الفترة الماضية من عمر الإنقلاب الدموي على الشرعية الفلسطينية .
حماس تتعامل مع أبناء حركة فتح في قطاع غزة بإعتبارهم رهائن و أسرى ومادة للإنتقام المفتوح فمن مسلسل الموت و الإعتقال و التشويه و الإختطاف إلى تفجير العبوات الناسفة في مكاتبهم و بيوتهم ومنعهم من ممارسة أدنى الحقوق التنظيمية و السياسية و تكميم الأفواه عبر كل الطرق التى تعتمد على قوة الإكراه المسلحة و القمع المنهجي وصولا إلى توزيع التهديدات الإرهابية على شكل رسائل قصيرة تصل عبر الهواتف الشخصية آخرها يوم أمس هذا نصها :
' تهديد أخير ، نهددك بأن تكون هذه الرسالة الأخيرة وبعد ذلك لا تلوم الا نفسك اذا لم تهدأ عن تعليقاتك وفعاليتك مع حركة فتح المحظورة في غزة على الفيس بوك أو على الأرض ونقول لك إن لم ترتدع من الرسائل سوف يكون هناك وسائل أخرى ام تكسير الأرجل واليدين واما اطلاق النار على رجليك وقد أعذر من أنذر ' و التوقيع بإسم ( مجد ) .
هذه الرسالة ليست غريبة و لم تكن الأولى و لن تكون الأخيرة في جعبة حماس الموجهة للفتحاويين بقطاع غزة خاصة في ظل إرتفاع وتيرة الخلاف بين السلطة وحماس في سعيها لحسم قضية توفير الرواتب لموظفيها و إستيعابهم و دمجهم في السلطة الذي بات يمثل لها هدفا إستراتيجيا يتقدم على ما عداه حاليا وتربط به كل ملف المصالحة و إنهاء الإنقسام ، إن تلك الممارسات هي الأصل في السلوك و الموقف الحمساوي وغير ذلك هو الإستثناء ، رغم كل المحاولات التجميلية هنا و هناك التى يراد منها ذر الرماد في العيون و التغطية على الحقيقة السوداء لهذه الجماعة العنصرية و توجهاتها الحزبية المقيتة التى لاتقيم وزنا للمفاهيم الأخلاقية و الوطنية في سلوكها مع الآخرين بل عندها فقط الغاية تبرر الوسيلة في كل مقام .
حقيقة لم ننتظر من همروجة الفصائل غير ذلك البيان اليتيم أو قد يتجرأ البعض منهم للوشوشة في أذن هذا المسؤول الحمساوى أو ذاك على هامش لقاء أو جلسة ، كما لا نتوقع من قيادة الحركة أن تتوقف كما يجب أمام مثل هذه الجرائم النكراء و تنتصر لقياداتها الميدانية فقد سبق أن تركتهم فريسة سهلة للإرهاب الحمساوى لسنوات ، ومنهم من لازال في السجون و أقبية التعذيب أيضا منذ سنوات يعانون ويلات القهر و إمتهان الكرامة الوطنية على أيدى الجلادين ، أما أكذوبة ' إذا صحت ' الحمساوية فهى من سماجتها تثير الضحك و الإشمئزاز معا ، وكأن هذه الإستدعاءات و الاعتقالات و مسلسل الإرهاب القائم في غزة نتيجة لإجتهادات فردية من صغار القوم ، مع أن الكل الفلسطيني يدرك بأنها تعليمات و قرارات صادرة من أعلى المستويات السياسية و الحزبية و الأمنية في حماس ، فلماذا الكذب والدجل و الخداع للتغطية على فضائح روائحها النتنة طالت البعيد و القريب في زمن المغالبة ، وسؤال على منوال ' إذا صحت ' هل فعلا هناك قادة منكم جلس على ' قنينة ' أو لبس ثوب إمرأة ورقص كالغانيات كما إدعيتم قبل التمكين ؟؟ ولكن إذا لم تستح إفعل ما شئت مع أن موجات قلة الحياء على الساحة الفلسطينية أصبحت شاهد على العصر لدرجة أن ما يعيق تدحرج كرة المصالحة عثرة الموظفين التابعين لحماس و ليس شلال الدم الفتحاوي الذي إستباحته مليشياتها ، بل المضحك المبكى أن الحديث عن الموظفين الشرعيين للسلطة وضرورة عودتهم إلى مواقعهم أصبح مثار إستغراب على إعتبار أن الأولوية الآن لمن إحتل مواقعهم الوظيفية بقوة السلاح و سطوة الإرهاب وتحت غطاء الإنقلاب الدموي ... عن جد قمة المسخرة و الإستهبال و الإستعباط !!
السؤال الذي يطرح نفسه في سياق تحميل المسؤولية عن مسلسل الجرائم المنظمة و الفلتان الأمني الموجه و إلقاء تبعاتها على كاهل المجهول المعلوم ، الذي هو حماس ولا غيرها أحد ، كيف ينظر للتهديد الموقع بإسم موظفي غزة بإغلاق بنك فلسطين و دعوة الناس لسحب مدخراتهم المالية منه و في اليوم التالي يتم تفجير صرافات آلية تابعة للبنك شرق مدينة غزة ، وتفكيك كاميرات المراقبة على البنوك في دير البلح والسطو على مقر شركة الاتصالات الفلسطينية في المنطقة الوسطى المحاذي لمركز شرطة حماس قرب مخيم البريج ، و تفجير المولد الكهربائي في منزل عائلة المتحدث الإعلامي بإسم حكومة الوفاق غرب مدينة غزة ،ناهيك عن التهديدات التى إستهدفت موظفي السلطة الوطنية في القطاع بمنعهم من إستلام رواتبهم التى تأخرت بفعل القرصنة الإسرائيلية ، كما أن معظم وزراء حكومة رامي الحمد الله قد وصلتهم رسائل تهديد واضحة من قطاع غزة ، هل من المعقول أن كل هذه الحوادث كالعادة تسجل ضد مجهول لا يمكن الوصول إليه في دوحة الأمن و الأمان الحمساوية .
إن حملة التحريض عالية الضجيج الصادرة من قيادات حماس لا يمكن أن ينتج عنها غير مثل تلك الممارسات الإجرامية ، التى تنفذها مجموعات إرهابية متخصصة تسير وفق تعليمات عليا بهدف خلط الأوراق على الساحة الفلسطينية و الضغط على الرئيس عباس بهدف تحقيق ما ترنو إليه حماس لحل مشكلة موظفيها وفق مقاييسها الفئوية و مصالحها الحزبية ، بلا شك أن أدوات الإنقلاب الارهابي لازالت حاضرة باليد و قيد الإستخدام في كل مرحلة بأشكال مختلفة ، لكنها تأتي من بوابة توظيف إمتلاك القدرة المطلقة على الإكراه التى تتوفر لحركة حماس فقط ، ولن تألو جهدا في إستخدامها لأبعد مدى في سبيل تحقيق أهداف مشروعها الإستراتيجي الذي يقوم على فلسفة و رؤية عملية تقول بأن حالة الأمر الواقع المفروضة في قطاع غزة لن تتغير أو تتبدل وكل ما نتج عن الإنقلاب الدموي 2007 سوف يبقى و يستمر للأبد ومن غير المسموح حتى التفكير بتغييره ولا يقبل أي حلول وسط ، كما كان ولازال بعض اللاهثين وراء السراب الحمساوي الذي يتحدث عن المصالحة الوطنية ولكنه في الحقيقة يقصد تكريس و شرعنة و تجسيد نتائج الإنقلاب الدموي ليس أكثر ولا أقل .
-
ك.م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق