كتب: أمير إبراهيم
اتسمت الدبلوماسية المصرية خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالكثير من الجوانب الإيجابية التي دفعت القاهرة للمضي قدمًا، نحو تأسيس الوحدة العربية مع امتدادها الشمالي في سوريا، وقيادة حركات التحرر ومواجهة الاستعمار في البدان الإفريقية، وصولًا إلى مجابهة القوى العظمى وتحطيم مخططاتها الهدامة.
هذه العقلية التي رسمت الخطوط العريضة، فيما يتعلق بسير الدبلوماسية المصرية في ذلك الوقت، هي نفسها التي تصدت للعدو الصهيوني ومنعت تمدده في القارة السمراء، وهي التي لم تخضع لرغبات الإمبريالية الأمريكية، بل كانت تعاملها بكثير من الندية والمواجهة، لذا استحق صاحب هذا الفكر والرؤى أن يُخلد اسمه ليس في مصر فقط، بل بالدول العربية والإفريقية التي كافح من أجل استقلالها وإعلاء شأنها بين الأمم.
نتطلع ـ ونحن نسوق بعض الأمثلة ونستحضر مواقف الزعيم الراحل ـ إلى عودة الأمجاد وقيادة مصر للأمة العربية، ليس استعلاءً منا على باقي الدول الشقيقة، بل إدراكًا لقيمة هذا الوطن الذي نعيش فيه، فحينما كانت مصر كان هناك وحدة وعلاقات امتدت من الشمال إلى الجنوب، وانتشرت شرقًا وغربًا، ولم تقف عند أي حدود.
مكانة القاهرة خلال الوقت الراهن في منطقة الشرق الأوسط، ومجمل القارة الإفريقية، تتطلب منا جميعًا العودة إلى عهد حارس إفريقيا الأمين ومؤسس الوحدة والقومية العربية، الذي استطاع بعقليته والاستراتيجية التي رسمها أن يصل إلى مختلف بقاع الأرض، بل ارتبط بالشعوب العربية والإفريقية، حتى خرجت جميعها تبكي وفاته، لا لشيء سوى أنه كان يحترم رغبات هذه الشعوب ويتمسك بالوحدة، فضلًا عن مساندة دعوات التحرر والاستقلال، وقبل هذا وذاك كان يعي جيدًا عدوه، ويتصدى له بالطرق الدبلوماسية قبل المواجهات العسكرية، ولعل هذا ما جعل قيادات الكيان الصهيوني وأمريكا يتنفسون الصعداء بعد وفاته.