الأحد، 30 مارس 2014

فتح مرت من هنا
26/03/2014 [ 16:44 ]
الإضافة بتاريخ:
فتح مرت من هنا

جميعنا يتذكر مشاهد الانتفاضة الأولي والثانية ، جميعنا يعلم من هم الذين كان في ساحة القتال ، الذين لم تغفى عيونهم للحظة لأجل الوطن ، والذين راحوا شهداء وهم سعداء ، إنهم إعصار الفتح ، الفتح التي كانت تسقى من يد عجوز على باب منزلها في مخيم ، الفتح التي كانت تحمى بين ضلوع رجل مسن يحمل عكازه ، الفتح التي كانت عندما تسير في الشوارع العتيقة تداعب الأطفال وتسامرهم ، الفتح التي خطت في قلوبنا معاني التضحية والفداء.
إن ما يدور على الساحة الفتحاوية اليوم يجب أن يتم الوقوف عليه ، فحقيقة نتألم مرات ومرات على ما وصل إليه حالنا هذه الأيام من الفرقة والحقد والكراهية المدفون بداخل البعض منا ، على الرغم من أن حركة فتح بنيت على الحب والوفاء والإخلاص ، والقسم الطاهر الشريف ، لكن البعض اليوم وصل إلى مرحلة نسينا هذا القسم ، وتناسى أن للشهداء مكان بيننا ، وللأسرى حرية نصفها من حريتنا .
معيب أن نتشرذم هكذا ونتشظى إلى أجزاء لا تحمد بل هي عقوق لفتح الأم ، وعار علينا أن نقبل بهذا المشهد مهما كلفنا الأمر ، فحركة فتح بدأت بالشرفاء ولا زال هناك بها الخير الكثير ، ولسنا نحن من ننسى دماء أبنائنا ونطعن بهم في غيباهم بدلا من أن نعتز بهم ونكرمهم ونستحضرهم ، ولسنا نحن من ينسى زنزانة مشتركة بيننا وعدو واحد نكَّل بنا في ظلام الليل سويا دون أن يفرق بين هذا وذاك .
نعم إن ما يُرمى بسهام التخوين والعمالة اليوم ليسوا شخوص بل هي حركة ومشروع وطني بأكمله ، إن هذا الجيل الجديد يستحلفكم بالله أن تلملموا جراحنا وتعيدوا بوصلتنا ، كفاكم عبثا بحياة من قرأنا وعاصرنا وسمعنا عنها كل شيء جميل ونفتخر بيها ، إنها الفتح التي ما هتفنا لغيرها ولجيشها المقدام صانع مجدنا وعزتنا .. فتح التي مرت من هنا وحتماً ستعود كما عهدناها على يد أبنائها الشرفاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق