حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد حركة "فتح" لإحالتها إلى التقاعد المبكر
28/03/2014 [ 11:17 ]
الإضافة بتاريخ:
الكرامة بر- رام الله- في ظل كل هذا السجال وهذا الاستهداف لواحدة من اطهر وأنبل ظواهر حركات التحرر الوطنية لابد من التوقف قليلا والتأمل باللحظة الراهنة، وما هية المرحلة وحقيقة المؤامرة التي تحاك ضد حركة "فتح" لإحالتها إلى التقاعد المبكر قبل أن تنجز مهماتها الوطنية المرتبطة بوقائع المرحلة وإرهاصاتها ...
هي أول الرصاص وأول الحجارة وهذه حقيقة راسخة لا يمكن تجاهلها أو القفز عنها وهي التي طوعت النظريات بالتجربة العملية الخاضعة لمنطق الإصرار والإرادة وكان لها الريادة بكل ميادين العمل والفعل، كانت المبادرة دوما والقادرة على اتخاذ القرار وتقدير الموقف وجريئة لدرجة خربشة الأوراق الإقليمية أن لزم الأمر، والدولية أن استطاعت إلى ذلك سبيلا.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يونس العموي قال في مقالة له اليوم "حركة "فتح" وتحديات المرحلة الراهنة، : لا شك أن حركة فتح تعيش اليوم واحدة من اخطر مراحلها حيث محاولات الشد بها إلى القاع تارة من خلال الكثير من الوسائل والأساليب ومحاولة الارتقاء باداءها التنظيمي والسياسي تارة أخرى ...
حركة فتح التي تم ويتم استهدافها ليس كما نعرفها أو نعهدها يسيطر عليها الكثير من التجاذبات وفعل اللافعل وردات فعل غير مضبوطة بل أن كادرها قد أصبح هلامي الشكل والتوجه جراء هذا العبث بأدبياتها ، وقوانينها، وكثيرة هي الأسئلة التي باتت تفرض نفسها وبقوة في ظل كل هذا الخراب والتخريب بالمرحلة الراهنة حيث كان من الملاحظ ان الحركة قد عانت وربما ما زالت تعاني حتى اللحظة من فعل الاستزلام والاسترجال لعناصرها الأمر الذي ظل العنوان الأبرز في المشهد الفتحاوي عموما.
ويطرح السؤال هنا : هل ما زال هذا الفعل والأقرب إلى السلوك العام محل استقطاب عناصر وكوادر فتح؟ آم أن هذه الظاهرة قد بدأت بالتلاشي ؟ وفعل المحاصصة هل ما يزال مستمراً في التعبير عن منهجية الفكر والتفكير لكادر فتح ؟؟ حيث كان من المعلوم أيضا أن الكل أو البعض الكثير من هذا الكل يتساءل حول حصته أو حصة شلته من هذا المغنم أو تلك الوليمة، والجميع دون استثناء على مائدة ما يجود به المسيطر على المشهد الفلسطيني عموما .
وبالرغم من نجاح الحركة في اجتثاث واحدة من ابرز بؤر الاستزلام والاسترجال والمحاصصة عليها وعلى تراثها ... تلك البؤرة الإقطاعية التي حاولت السيطرة على مشهد فتح والزج بها في اتون معارك ليست معاركها من خلال الشقاق والنفاق وهي الأساليب المعهودة للفعل التآمري والذي كاد إن يهدد أركان الحركة، ويعتقد أن هذا التهديد ما زال متواصلا بشتى السبل والوسائل .... والإجابات هنا منوطة بالسلوك العام لفتح التي اعتقد أنها قد تجاوزت الكثير من الافخاخ التي نُصبت لها مؤخرا في سبيل إحالتها إلى إطار يتم تكوينه للعبور الى مرحلة كان أن تم التخطيط لها بدقة وفي دهاليز صُناع القرار في الغرف المظلمة ... وفي هذا السياق خاضت "فتح" واحدة من اعقد عمليات الجراحة الدقيقة لإستئصال بعضا من أورامها الخبيثة والتي اعتقد أنها قد نجحت بفعل الاستئصال إلا أن النتائج النهائية للاستشفاء مرهونة بالحالة العامة للحركة في ظل الحراك الفتحاوي العام ....
قيل الكثير عن فتح ودورها بالظرف الراهن وقيل الكثير عن وقائعها الحالية ما بعد العواصف التي ألمّت بها وبأطرها القيادية ... والقيل والقال قاد منظري اللحظة إلى حد القول أن العملاقة هذه قد شاخت وآن الأوان لأن يتم تجديدها، وفعل التجديد مرتبط بمفاهيم جدلية التجديد ذاته، والقراءة ما بين السطور توحي بأن ثمة تحولات جذرية تشهدها حركة فتح على طريق إحالتها إلى التقاعد، وان تبقى مجرد يافطة تخدم مرحلة وظيفية خدماتية لمرحلة العبور إلى الجديد ... وكانت المعاكسة لكافة الأهواء ولكل الرغبات بأن تُحال فتح إلى التقاعد ..... مع العلم أن إحالتها الى التقاعد المبكر أمر ما زال قائماً ويتم العمل عليه حتى اللحظة ... وكأنه يُراد لها أن تنتهي، وان يتم اندثار مشروعها، وإسدال الستار على تاريخها، وكأن السيناريو المرعب الذي كدنا ان نشهد فصوله في مرحلة ليست بالبعيدة من الماضي القريب يوحي بان ما وراء الاكمة ما وراءها . فبعد سلسلة طويلة من تباين المواقف وتصارع البيانات وضياع الحقائق واختلاط الحق بالباطل وتداخل كل مفاهيم الفعل التحرري وانقلاب قوانينه وإستحداث هجائن جديدة من شانها إعادة التموضع من جديد بكل ما يتصل بالقضية الفلسطينية المتناقضة والمتباعدة عن جوهر أساس فتح على الأقل مع ما تم إقراره في مؤتمرها السادس برغم الكثير من الملاحظات الجوهرية والهامة حول هذا المؤتمر .... والأخطر الاستعداد لمؤتمرها السابع الذي قد يكون الأخطر في فصول فتح حيث التهديد والتلويح بتغيير جلدها وامتزاج الألوان من جديد! ...
فبعد كل هذا وذاك تحاول فتح أن تضع بصمتها من جديد على المشهد السياسي الفلسطيني العام وذلك من خلال التمترس مجددا خلف محاولات الإصلاحات التنظيمية وان كانت عجلتها بطيئة وبطيئة جدا وعلى وجه التحديد محاولة إصلاح الوقائع التنظيمية في الإطار القيادي الأول .... وتصويب الخطاب السياسي بعد القفزات التي حققتها فتح كرائدة للعمل السياسي الفلسطيني عموما وعلى الأخص الخطاب السياسي المتمترس خلف الثوابت الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني .... والذي يحاول أن يجد لذاته مكانا وسط تعدد الخطابات والتصريحات وخربشتها وضياع جوهر الموقف الفتحاوي ..
لاشك أن وقائع المرحلة الفتحاوية الراهنة استناداً إلى ما كان عليه الواقع الماضي يشير إلى فعل تآمري من الطراز الأول على فتح وكأنه يُراد لها ان تغير جلدها وتوجهاتها وان تصبح أي شي آخر غير فتح الذي نعلم ونعرف، فقد ادخلوها في دهاليز وزواريب ليس لها علاقة بمنطلقاتها وحسابات أرباب المصالح والتوافق بعد إن كانت تفرض ذاتها وحضورها على الجميع، وكأنها قد أضحت ثوباً يتم تفصيلة وفقا لكل المقاسات وقابلة إن تتغير بتغير العشيرة والعائلة أو الشلة حيث انه ووفقا لمخترعي النظريات الجديدة لابد من توافق العشيرة ومصالحها وتقاطعهم ورجالات فتح الأكثر نفوذا في المناطق بصرف النظر عن ماهية البرامج وطبيعية الكوادر واختيار الأصلح والمتجذر تنظيميا على أسس برامجية تاخذ بعين الاعتبار الكفاءات والأنسب للموقع القيادي والملفت للانتباه ان معظم الصراعات والنزاعات التي خاضتها فتح سابقا وما زالت تخوضها وتحديدا بالظرف الراهن ما هي الاصراعات قائمة على أساس الصراع الشخصي الخاص الذي يعكس حالة من تجاذب شخوص اختلفوا على المغانم وان كانت وهمية بالمنطق الوطني .... وهي صراعات ونزاعات فتحاوية داخلية تعكس بالأساس حالة الشرذمة التي تعبر عن أزمة فعلية كانت سائدة في الهيكل البنائي لحركة فتح.
والسؤال هنا : هل اجتازت فتح تلك الحالة وأنتجت ذاتها من جديد وتخلصت من طفيليات كانت قد نمت على سطحها بشكل عبثي؟ وبمعنى آخر هل نستطيع القول هنا أن "فتح " ما زالت تنافس فتح وعوائل الفتح كثيرة وسيد الموقف الصراع والتنازع .... ؟؟ وهل من الممكن القول أيضا أن فتح قد توحدت خلف ذاتها وايقنت أن عقابها من جموع جماهيرها قد جاء لرفض الحالة المتشرذمة التي عاشتها إبان الاستحقاقات الوطنية الكبرى ؟؟؟ آم أن التشظي ما زال سيد الموقف فتحاويا حتى يتم إقحام حركة فتح في معارك جانبية وهامشية مخطط لها لتستوي الطريق لتمرير فعل التفريغ وإحالتها إلى مجرد إطار يحتوي العناصر دون الانتباه إلى ضرورة فعل التأطير والتوجيه والتعبئة التنظيمية الوطنية على أسس ومنطلقات ومفاهيم الحركة ، وبالتالي عبورها بأدبياتها وبرنامجها إلى موقعها الريادي القيادي لجماهير الشعب الذي كان قد آمن بها وأعطاها فأعطته ؟؟
____________________
ع.م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق