شهوات الخيال الديني
05/04/2014 [ 06:59 ]
الإضافة بتاريخ:
زينب غاصب
بعض علماء الدين من مشايخ، أو متمشيخين، أو من يسمون أنفسهم دعاة ووعاظاً، لديهم من الخيال الخصب ما يجعلهم يتفوقون على مبتكري الخيال العلمي الذين يخلقون عالماً، أو كوناً متخيلاً، ذا طبيعة جديدة بتقنيات أدبية عالية، متضمنة فرضيات ونظريات علمية وفلسفية وفيزيائية وبيولوجية، وحتى في الرسم والأدب كالروايات مثلاً. المهم أن الخيال العلمي هدفه الاكتشاف، فوق الأرض، وتحت الأرض، ورحلات إلى القمر والكواكب، وقد تحققت الكثير من روايات البحث العلمي مثل قصة إدغار آلان بو الذي كتب عن رحلة إلى سطح القمر في القرن الـ19، وجاء هذا الخيال بوصول الإنسان إليه في القرن الـ20.
ومن المسلمين الذين أُغرموا بكتابة هذا الخيال لفهم العالم لوقيان السيمياطي في القرن الـ12 الميلادي، وبعض كتابات ابن النفيس في القرن الـ13 الميلادي.
ما علينا من هؤلاء الذين قدموا نظريات غاية في الأهمية استفاد منها الإنسان الحاضر من العلماء في كثير من أمور، مثل: الطب والفيزياء، والوصول إلى عالم الفضاء. أما مجتمعنا فاستفاد من هذا الخيال في الدين الإسلامي، وتركزت بحوثه على جسد المرأة، والتشكيك في أهليتها، والوصاية عليها، والتأكيد على بلاهتها، ونقصان عقلها، وسوء الظن بسلوكها، وشطح خيال دعاتنا باختلاق القصص التي تدور على فساد المرأة في الاختلاط والابتعاث وممارسة الأعمال كبيع المستلزمات النسائية، والتأثير في حوضها ومبايضها لو قادت السيارة، ونكاح الزوج زوجتَه الميتة، ونكاح الجهاد. بل إن بعضهم شطح به الخيال إلى اختراع سورة التفاح لتحبيب الناس في الدين الإسلامي، وبعضهم فضّل للمرأة الموت في مرضها إن لم يكن لديها محرم يدخل معها لعيادة الطبيب، وكذلك تفخيخ المرأة بالأحزمة الناسفة لخدمة الدين، ولا ضير في الكذب أيضاً وتشويه سمعة النساء ووصمهن بالفجور، ومحارمهم بالدياثة إذا كان هذا الأمر يخدم الدين، ولا مانع من انتهاك جسد المرأة وحرمة النكاح، بتحليل الزيجات الجديدة، من زواجي المسيار والمسفار، وما شابههما من أنواع أخرى من الأنكحة المشبوهة، فالغاية تبرر الوسيلة طالما الهدف تيسير المتعة لـ«سي السيد» الرجل. كيف لا! والفكر لدينا لا يتوقف عن التفكير في الشهوات ومصدرها الأبدي (الأنثى) المعجونة بالإثارة، والمحفزة لغواية الرجل الذي لا يفكّر إلا من خلال فحولته وغرائزه ونزواته الذكورية المستعصية على إدراك العقل.
حتى الرياضة للنساء رُبِطت بأعضائها الأنثوية فحرّموها، وبما أن «ألس في بلاد العجائب» من قصص الخيال العلمي، المحفز للخيال في أدب الأطفال، فكان لزاماً على مجتمعنا أن يرد عليهم بتحريم «ميكي ماوس» وقتله للتخلص من نجاسة الفأرة.
ولن تكون الفتوى التي طالعتنا الأسبوع الماضي (وفيها قذف صريح، ومباشر للمرأة) الأخيرة، فلن يتفتّق خيالنا الديني إلا بإهانتها بعكس الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي قال عنها: «ما أكرمَ النساءَ إلا كريمٌ وما أهانهن إلا لئيم»، فقال أحدهم: إن المرأة لا يجوز لها قيادة السيارة فتصبح مفاتيح القيادة بيديها، ويتسنى لها الذهاب إلى عشيقها متى شاءت، مقدراً أن هذه المرأة لا تملك من أمر نفسها ديناً ولا عقلاً، متناسياً أن المرأة لو أرادت ذلك لجاءت بعشيقها إلى البيت وفي وجود زوجها وأهلها، إن لم يمنعها خوفها من ربها، ومروءتها، وشرفها، وإلا ذهبت على قدميها، أو بسيارة أجرة، أو بسائقها الخاص الذي أجازوا أن يكون محرماً لها، محملين المرأة وزر شهواتهم.
ومن المسلمين الذين أُغرموا بكتابة هذا الخيال لفهم العالم لوقيان السيمياطي في القرن الـ12 الميلادي، وبعض كتابات ابن النفيس في القرن الـ13 الميلادي.
ما علينا من هؤلاء الذين قدموا نظريات غاية في الأهمية استفاد منها الإنسان الحاضر من العلماء في كثير من أمور، مثل: الطب والفيزياء، والوصول إلى عالم الفضاء. أما مجتمعنا فاستفاد من هذا الخيال في الدين الإسلامي، وتركزت بحوثه على جسد المرأة، والتشكيك في أهليتها، والوصاية عليها، والتأكيد على بلاهتها، ونقصان عقلها، وسوء الظن بسلوكها، وشطح خيال دعاتنا باختلاق القصص التي تدور على فساد المرأة في الاختلاط والابتعاث وممارسة الأعمال كبيع المستلزمات النسائية، والتأثير في حوضها ومبايضها لو قادت السيارة، ونكاح الزوج زوجتَه الميتة، ونكاح الجهاد. بل إن بعضهم شطح به الخيال إلى اختراع سورة التفاح لتحبيب الناس في الدين الإسلامي، وبعضهم فضّل للمرأة الموت في مرضها إن لم يكن لديها محرم يدخل معها لعيادة الطبيب، وكذلك تفخيخ المرأة بالأحزمة الناسفة لخدمة الدين، ولا ضير في الكذب أيضاً وتشويه سمعة النساء ووصمهن بالفجور، ومحارمهم بالدياثة إذا كان هذا الأمر يخدم الدين، ولا مانع من انتهاك جسد المرأة وحرمة النكاح، بتحليل الزيجات الجديدة، من زواجي المسيار والمسفار، وما شابههما من أنواع أخرى من الأنكحة المشبوهة، فالغاية تبرر الوسيلة طالما الهدف تيسير المتعة لـ«سي السيد» الرجل. كيف لا! والفكر لدينا لا يتوقف عن التفكير في الشهوات ومصدرها الأبدي (الأنثى) المعجونة بالإثارة، والمحفزة لغواية الرجل الذي لا يفكّر إلا من خلال فحولته وغرائزه ونزواته الذكورية المستعصية على إدراك العقل.
حتى الرياضة للنساء رُبِطت بأعضائها الأنثوية فحرّموها، وبما أن «ألس في بلاد العجائب» من قصص الخيال العلمي، المحفز للخيال في أدب الأطفال، فكان لزاماً على مجتمعنا أن يرد عليهم بتحريم «ميكي ماوس» وقتله للتخلص من نجاسة الفأرة.
ولن تكون الفتوى التي طالعتنا الأسبوع الماضي (وفيها قذف صريح، ومباشر للمرأة) الأخيرة، فلن يتفتّق خيالنا الديني إلا بإهانتها بعكس الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي قال عنها: «ما أكرمَ النساءَ إلا كريمٌ وما أهانهن إلا لئيم»، فقال أحدهم: إن المرأة لا يجوز لها قيادة السيارة فتصبح مفاتيح القيادة بيديها، ويتسنى لها الذهاب إلى عشيقها متى شاءت، مقدراً أن هذه المرأة لا تملك من أمر نفسها ديناً ولا عقلاً، متناسياً أن المرأة لو أرادت ذلك لجاءت بعشيقها إلى البيت وفي وجود زوجها وأهلها، إن لم يمنعها خوفها من ربها، ومروءتها، وشرفها، وإلا ذهبت على قدميها، أو بسيارة أجرة، أو بسائقها الخاص الذي أجازوا أن يكون محرماً لها، محملين المرأة وزر شهواتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق