الأحد، 20 ديسمبر 2015

"حماس" والمسؤولية المرتقبة!
20/12/2015 [ 10:01 ]
الإضافة بتاريخ:
حسن عصفور
"حماس" والمسؤولية المرتقبة!
  
0

 بعيدا عن أي تبريرات ستقوم بها بعض أطراف حمساوية أو إخوانية متحالفة مع تركيا، لحسابات لا صلة لها بالشعار التقليدي الذي استخدمته جماعة الاخوان "الاسلام هو الحل"، فما سيكون أن هناك مسارا سياسيا جديدا قادما سيفرض منطقه على المشهد الاقليمي، علاقة تركية اسرائيلية متعددة الجوانب، تقف قطر ضمن تلك الدائرة السياسية..
حماس، أمام أحد أهم الاستحقاقات السياسية التي تواجهها في ظل هذا التغيير الكبير، ليس من باب المفاجأة له، كون علاقات تركيا بإسرائيل أكثر عمقا من ما يردده البعض كذبا جهارا نهارا، وليس لأن قيادة حماس لا تعلم حقيقة العمق في العلاقة الاسرائيلية التركية، كونها تتابع تفاصيل المشهد الاعلامي العبري، ولها من المراكز والمواقع الاعلامية الكثير، حتى لو لم تنشر ما يصلها "حرصا" منها على عدم تشويش أنصارها بين الشعار الخادع عن تركيا "المناضلة"، وحقيقة التعاون الأمني بينها ودولة الكيان العنصري..لذا حماس تعلم وتصمت لغاية في نفسها "المصلحية"..
التطور التركي العلني، سيجبر حركة حماس، برغبتها أم رغما عنها، على تحديد خيار سياسي علني حول القادم، خاصة وهي التي اختارت قطر وتركيا كممستقرسياسي لها، تحت يافطات "متنوعة"، ولذا بعد الآن، وقبل الاعلان الرسمي التركي عن الاتفاق الشامل مع حكومة نتنياهو، بات فرضا سياسيا على قيادة حماس أن تعيد رسم مسارها، بعيدا عن "الشعارات الخادعة"، وبالأدق بعيدا عن الارتماء بمسار تركيا قطر، ومراجعة السياسيات التي أضرت بها، وبالتالي بالقضية الوطنية، نتيجة التموضع الخاطئ..
ليس مطالبا من حماس، القطيعة مع المحور القطري التركي، فمن يقول لها ذلك يفقد بعضا من صوابه الفكري والسياسي، فمصالحها الخاصة، قبل العامة لا تمنكها ابدا من الوصول الى تلك النقطة الحساسة، خاصة وأن الدوحة أصبحت "المقر الرسمي" لقيادة حماس في الخارج، تشكل لها "حصانة متفق عليها" مع واشنطن وتل ابيب، لعدم المساس بها، أو التعرض لأي منها ما دامت تعيش في قطر..
لكن بالتأكيد، أصبح واجبا أن تقوم القيادة الحمساوية، خارج الوطن وداخله، بإعادة تقييم المشهد من مختلف جوانبه، وفي المقدنة تبرز العلاقات الوطنية الداخلية، والشقيقة الكبرى مصر، بكل تبعيات تلك العلاقات، بعيدا عن "الذرائعية" التي لجأت لها قيادة حماس لتمرير حركة "التوتر شبه العدائي" للمسألتين الداخلية والمصرية..
في الشأن الداخلي، حماس، قبل فتح، من عليها أن تقدم السبت السياسي، نحو الحالة القائمة في قطاع غزة بكاملها، وليس معبر رفح فقط، كي لا تختصر الأزمة الوطنية في معبر، لن تحله كثيرا من المقترحات التي يتم تداولها، بما فيها تسليمه لحرس الرئيس محمود عباس، وتلك مسألة تحتاج لنقاش أكثر عمقا، لسذاجتها، ما لم يتم حل أصل الرواية السياسية..
حماس، واجبها أن تتقدم برؤية سياسية نحو الكل الوطني، تقوم على اساس اعادة اسس العلاقات الداخلية في قطاع غزة، خلال "المرحلة الانتقالية"، وضمن أسس واضحة دون اللجوء الى "محددات وهمية"..تنطلق الرؤية من الدعوة عمليا الى تشكيل حكومة توافقية بالمعنى الشامل، والى حين تحقيق ذلك، والذي قد لا يتم الاستجابه له من الرئيس عباس وفريقه السياسي لحساباتهم الخاصة جدا، تطالب حماس، بتشكيل "لجنة وطنية سياسية عليا" لإدارة الشأن العام في قطاع غزة، في مختلف المجالات، مع الانتباه ان لا تبدو وكأنها "إدارة لآقليم منفصل"، بل هي تتولى بالتنسيق مع الوزارات القائمة، بعيدا عن وصفها الراهن..
"لجنة وطنية عليا" برئاسة عضو لجنة تنفيذية من ابناء القطاع، لو وافق أي منهم بذلك، وإن تعذر يتم اختيار شخصية وطنية عامة، بعيدا عن أي شبهة سياسية بالانحياز التنظيمي، ويكون لتلك اللجنة مهام أمنية - عسكرية بصفة الالزام، وتتكون من مختلف القوى والفصائل المسلحة، كإطار أمني خاص..
اللجنة الوطنية تلك، يمكنها رسم مسار العمل نحو القضايا التي تواجه أهل القطاع، ومنها يمكن البحث الجاد مع الشقيقة مصر في كيفية معالجة أزمة معبر رفح، بشكل سياسي مسؤول، سواء الإشراف والادارة للمعبر أو "القوة الأمنية" المشرفة على الحدود بين فلسطين ومصر، وهي مسألة حاسة ودقيقة في ظل تنامي الارهاب..
وفي السياق، اصبح واجبا على قيادة حماس، أن تعلن ادانة صريحة للأرهاب الذي يستهدف الشقيقة مصر، كما سبق أن قاليوما  القيادي التاريخي للحرمكة موسى ابو مرزوق، في تصريح نادر وتم خطفه لاحقا..وموقف حماس هنا يمثل رسالة ايجابية الى الشقيقة الكبرى، وأيضا رسالة الى الداخل الفلسطيني كل باسمه..
مراجعة حماس السياسية مطلوبة لها أولا ولفلسطين ثانيا، ولا ينتقص من حضورها أو قوتها أو مكانتها تلك المراجعة الوطنية التي باتت فوق الضرورة، كي لا تجد حماس ذاتها أسيرة مسار يرمي بها الى "التهلكة السياسية" شاءت أم لم تشأ..وبالتأكيد فلسطين المشروع يستحق، ومستقبل حماس يستحق أيضا..التفكير ضرورة لا بد منها لو كان "الحساب الوطني" حاضرا!
ملاحظة: رحلت "أم ناصر" تلك الايقونة الجميلة، التي جعلت من كل من عرفها بأنها اختا واما وصديقة..الإجماع عليها فاق الإجماع على أي من الحضور العام..نجلاء ياسين كم كنت معشوقة الفلسطيني..وستبقين أيضا يا "أم ناصر"..سلاما لك يا رائعة الرائعات..سلاما لك يا نجلاء الوطن!
تنويه خاص: استشهاد الأسير المحرر سمير القنطار صباح اليوم بغدر اسرائيلي، طعنة تستوجب الرد لقيمة الشهيد ولكرامة الفعل الكفاحي..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق